الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشجاعة المتناهية. خلف والده في مؤازرة الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود عالم نجد ومفتيها بعد أبيه.
ولد في الدرعية سنت 1165 ونشأ في كنف والده نشأة دينية صالحة وحفظ القرآن الكريم وقرأ على والده وغيره فتفقه في علمي الفروع والأصول والتفسير والعقائد والحديث والنحو واللغة والعلوم والفنون أوقف حياته على تحصيل العلم ونشره وتعليمه فأخذ عنه خلق كثير من علماء نجد وجهابذتهم.
وكان مرجع قضاة الملكة العربية السعودية في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد وابنه الإمام سعود وابنه الإمام عبد الله فكان بمثابة رئيس قضاة ومفتٍ. له مؤلفات كثيرة منها (مختصر السيرة النبوية) في مجلد ضخم و (الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة) وكتب ورسائل وفتاوى كثيرة.
ومن أخلاقه الشجاعة والإقدام وعرف عنه ذلك في حربه مع ابراهيم باشا الذي نقله إلى مصر وبها توفي سنة 1242 هـ.
مصطفى السيوطي مفتي الحنابلة بدمشق
(14)
هو الشيخ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة الرحيباني مولدًا الدمشقي، الشيخ الإمام العلامة الفقيه الفرضي المحقق الكامل مفتي الحنابلة بدمشق بعد السيد اسماعيل الجراعي. ولد سنة خمس وستين ومائة وألف في قرية الرحيبة (15) من أعمال دمشق، ثم رحل منها إلى دمشق فأخذ بها الفقه عن
(14) روض البشر 243، منتخبات التواريخ لدمشق 678، الأعلام 8/ 135، مختصر طبقات الحنابلة 148 - 149.
(15)
الرحيبة: رحبة دمشق [معجم البلدان 2/ 763] من قرى دمشق تقع إلى شمالها بـ 45 كم تقريبًا.
بقية السلف الشيخ أحمد البعلي، وبه تخرج وانتفع؛ وعن الشيخ محمد بن مصطفى اللبدي النابلسي، وقرأ على العلامة علي أفندي الطاغستاني مدرس قبّة النسر (16) والشيخ محمد بن علي السليمي والشيخ محمد الكاملي وغيرهم، وكان إمام الحنابلة في عصره أعجوبة في استحضار كلام الأصحاب، انتهت إليه رئاسة الفقه وشدّت الرحال للأخذ عنه، وكان حافظًا للسانه مقبلًا على شأنه لين العريكة حلو المفاكهة له مكارم وبشاشة، ولي نظارة الجامع الأموي في دمشق والجامع المظفري في صالحيتها مدة طويلة، فحمدت سيرته ولم يذكر عنه ما يشينه. ومن مؤلفاته الكتاب العظيم المسمى (مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى) ثلاث مجلدات ضخام، وله كتاب سماه (تحفة العباد فيما في اليوم والليلة من الأوراد) جمعه من الأصول الستة وله تحريرات وفتاوى لو جمعت لبلغت مجلدًا، وقد روى عنه وانتفع به أناس كثيرون من النجديين والنابلسيين وغيرهم. وقد أخذ عنه الفقه الشيخ محمد بن حسن الشطي وانتفع به، توفي ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وصلي عليه بجامع بني أمية، وكانت جنازته حافلة ودفن بتربة الذهبية حذاء آل أبي المواهب الحنبلي ورثاه تلميذه الشيخ سعيد السفاريني بقصيدة مطلعها:
سهم الحمام على الخليقة منتضى
…
صبرًا وتسليمًا لما حَكَم القضا
وكتاب (غاية المنتهى) قد صنفه الشيخ مرعي الكرمي جمعًا بين (الإقناع) و (المنتهى) وصاحب الترجمة شرحه بشرحه المذكور، ولما وقع الاعتراض من بعض علماء نجد على مواضع في المتن والشرح المذكورين، انتصر المرحوم الشيخ محمد بن حسن الشطي فجرد ما زاد منهما على الأصلين
(16) قبة النسر: هي قبة الجامع الأموي. وآخر من شغلها رسميًا الشيخ بدر الدين الحسني المتوفى سنة 1354 هـ.