الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لدائرة البلدية، وفي سنة 1294 صار وكيل نيابة القضاء في طبريا، وفي سنة 1298 ولي نيابة قضاء راشيا فسار فيها سيرة حسنة، وفي آخر مدتها الرسمية وقع عنده دعوى بين أهالي القصبة من الدروز فأنفذ حكمه على أحد الفريقين فثار فريق كبير من الأهالي حتى كادت أن تكون فتنة وأبلغ الأمر إلى حمدي باشا والي سوريا فاستدعى المترجم وألزمه بيته أيامًا فاستقال من نيابته المذكورة، ثم في سنة 1304 صار رئيس الكتاب بمحكمة العونية في محكمة الميدان، وتركها قبيل وفاته وكان له درس في رمضان بالجامع الأموي وعليه وعلى أخيه المذكور وظيفة التولية والتدريس في المدرسة البذرائية بدمشق، وكان له آراء إصلاحية في أمور شتى يعرضها على رجال الحكومة فتقدرها له وتعمل بها؛ ومنها مدّ خط حديدي من دمشق إلا مكّة.
وأخذ عنه وانتفع به جماعة كثيرون من العلماء في الفقه والفرائض من دمشقيين ونابلسيين ونجديين وغيرهم.
وما زال مثابرًا على علمه إلا أن توفي.
وكانت وفاته بعد عصر الخميس ودفن صباح الجمعة خامس رمضان سنة سبع وثلاثمائة وألف، وكانت جنازته حافلة جدًا ودفن بمقبرة الذهبية رحمه الله تعالى.
الشيخ محمد خطيب دوما
(59)
هو محمد بن عثمان بن عباس بن محمد بن عثمان بن رجب بن زين الدين بن خطاب بن سيف الدين الحوراني المليحي الأصل ثم الرحيباني (60) ثم الدوماني،
(59) مختصر طبقات الحنابلة 169 - 171 منتخبات التواريخ 2/ 766.
(60)
الرحيباني: نسبة إلى الرحيبة قرية من قرى دمشق. معجم البلدان 2/ 763.
المفسر المحدث الفقيه الأصولي الفرضي الحيسوبي الميقاتي الفلكي العالم العلامة النقي نادرة زمانه، ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف بقصبة دوما ونشأ على تقى وطاعة، ثم بعد أن اشتدت قواه رحل إلى دمشق للطلب، فلازم الشيخ حسن الشطي للاشتغال بالفقه وغيره، فقرأ عليه (دليل الطالب) وشرحه و (شرح زاد المستفتح) و (شرح المنتهى) و (شرح الاقناع) مع مراجعة (شرح الغاية) للسيوطي، وقرأ عليه في الفرائض (شرح الرحبية) للشنشوري، وفي العربية كتاب الشيخ خالد و (شرح الأزهرية) وشرحي (القطر) للمصنف والفاكهي وشرحي (الألفية) لإبن عقيل والأشموني، وفي الأصول (شرح مختصر التحرير) وحضر عليه أيضًا في المعاني والبيان والبديع والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك، ولازمه الملازمة التامة وخدمه الخدمة الصادقة وانتفع به انتفاعًا كثيرًا وبه تخرج، وأخذ أيضًا عن الشيخ سعيد الحلبي وعمر الغزي والشيخ محمد الجوخدار، أكثر قراءاته كانت في التفسير والحديث والفقه والنحو، وأما المعاني والبيان والبديع فقرأ فيها كتابًا واحدًا، وأما المنطق فقرأ فيه الفناري وقول أحمد، وقرأ من بقية العلوم، وقد أتقن صاحب الترجمة فن التشريح والميقات أخذًا عن الشيخ حسن الشطي، ثم رجع إلا دوما واستقام بها مدة طويلة وحصّل جاهًا واسعًا وشهرة عظيمة، وكان مهيبًا جسورًا فاضلًا حافظًا للقرآن العظيم لا يفتر لسانه من تلاوته، وسافر إلى مصر وأقام نحو ستة أشهر، وأجازه علماء الأزهر إذ ذاك منهم الشيخ إبراهيم السقا والشيخ مصطفى المبلط وأضرابهما، ثم عاد إلا بلده واستقر بها إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في جامعها الكبير، كما سبق لأبيه وجده قبله.
ولم يزل يقرئ ويفيد إلا أن حصل له فتنة عظيمة من أهالي بلده، فآذوه وتكلموا فيه بما لا يليق بمنصب العلم، فرحل إلا دمشق واستوطنها، وهجر دوما وخذل الله أعداءه ودمرهم.