الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتفسير والحديث والنحو والصرف والمنطق عن الأساتذة محمد المنيني والشيخ سليم العطار والشيخ بكري العطار وكتبوا له إجازات حافلة سنة 1289، ونظم له الشيخ عبد السلام الشطي الإجازة الشطية وقال فيها:
محصّلُ المنطوق والمفهومِ
…
موسى بن عيسى الحنبلي القدومي
ثم عاد إلى وطنه وسكن مدينة نابلس، فشارك ابن عمه الشيخ عبد الله (99) المقدمة ترجمته في التدريس بمدرسة الجامع الصلاحي الكبير، ولما هاجر الشيخ عبد الله إلى الديار الحجازية انفرد صاحب الترجمة بالتدريس في نابلس، فأفاد وأجاد وقصدته الطلاب والوراد وعم النفع به في الديار النابلسية، وكان يقرئ في فنون شتى عالي الهمة لا تأخذه في الله لومة لائم وفي سنة 1331، وجه عليه من الدولة العثمانية رتبة أزمير (100)، ولم تزل تلك المدرسة قائمة به حتى أغلقت بإعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1332، ثم ما زال صاحب الترجمة على طريقته إلى أن توفي ليلة عيد الفطر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف عن 71 عاما، وصلي عليه بمشهد حافل ودفن قريبًا من العلامة السفاريني رحمه الله رحمة واسعة، وقد رثاه تلميذه الشيخ أحمد البسطامي بمرثية طويلة قال في مطلعها:
جلّ المصابُ فوطأةُ الأحزانِ
…
عظمت فشبت نارها بجنان
عمر الشطي
(101)
عمر بن محمد بن حسن الشطي الدمشقي الشيخ العالم الفقيه الفرضي
(99) تقدمت ترجمته ص 400.
(100)
رتبة أزمير: هي من الرتب والأوسمة التي كانت تقدم للعماء (الأستاذ محمد دهمان)
(101)
مختصر طبقات الحنابلة 185 - 187.
الحاسب الكاتب. ولد في 10 جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في حجر أبيه وعمه المقدم ذكرهما (102)، وقرأ القرآن على الشيخ خليل الدبسي وأخذ الخطّ عن سليم نزيل المدرسة البذرائية، ثم دخل الدرسة الجقماقية فتلقى فيها مبادئ العلوم عند أمثال محمد المرعشي والشيخ رشيد سنان، وحضر دروس والده وعمه في الفقه والفرائض وغير ذلك، وقرأ على العلامة الشيخ عمر العطار وكتب له إجازة عامه سنة 1308 ولازم دروس العلامة الشهير الشيخ سليم العطار، ثم دروس شيخنا العلامة الشيخ بكري العطار، ثم لازم الأستاذ الفقيه الشيخ راغب السادات وحصل على إجازتهما، وقد برع في الفقه والفرائض والحساب والمساحة علمًا وعملًا، ودركما فيها وفي سنة 1300 وجهت عليه إمامة جامع الحزيزاتية (103) ثم في سنة 1335 نقل منها إلى إمامة المدرسة البدرائية وكان في سنة 1296 هـ صار كاتبًا في محكة البزورية ثم في سنة 1304 نقل إلى الكتابة في محكة الباب من محاكم دمشق الشرعية فبقي مدة طويلة كان فيها عدة في عمل المناسخات وقسمة الأملاك والمياه وغير ذلك. وحمدت سيرته وقدر قضاة العدل قدره ولله الحمد، وفي سنة 1327 ولي رياسة الكتاب في محكمة البزورية المذكورة، ولا ألغيت محاكم الأطراف في التنسيقات التركية صار مفتيًا ومدرسًا في حوران على أن يؤدي وظيفته في أمانة الفتوى بدمشق، فبقي على ذلك إلى آخر الحكومة التركية تراجعه الناس في الحوادث الشرعية وتنتخبه المحاكم العدلية في الكشوف الحقوقية، فيحسن الخدمة ويعرب عن همة، وقد يقبل الوكالات والدخول في الخصومات إلى أن يرضى الطرفان ويأخذ كل ذي حق حقه، وكان له في ذلك سعة صدر وحسن فهم - وقد ذكر
(102) تقدم ذكرهما ص 383 و 393.
(103)
جامع الحزيزاتية: في سوق مدحت باشا بدمشق وهو مسجد قديم جددته دائرة الأوقاف [ثمار المقاصد].