الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيد القدومي
(54)
عبيد بن عبيد الله القدومي موطنًا وشهرة، عالم كبير وفاضل شهير، كان غرة في جبهة الديار النابلسية وعلمًا في الطائفة الحنبلية، فقيهًا محدثًا تاريخيًا صالحًا تقيًا.
ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بقرية كفر قدوم من قرى نابلس، ونشأ منشأ حسنًا، ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم فلازم الأستاذين الشيخ سعيد الحلبي والشيخ إبراهيم الكفيري وغيرهما من الأعلام حتى فاق وبرع، ثم رجع إلى وطنه المذكور فما زال يفيد ويستفيد مع الجاه والقبول عند الخاص والعام حتى أدركته الوفاة سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف وقبره معروف في بلده ومن شعره رحمه الله قوله مخمسًا:
لقد قدّ ميلُ الغصن قلبي وساءني
…
وأججّ نارًا في قرار مساكني
وفي شهر نيسانٍ تحرّك ساكني
…
تقنع وردُ الحسن في خدّ فاتني
فلم أستطع قطفا فذبت من الوجدِ
لقد طفت حولَ البيت أرنو خياله
…
ودومًا أجوب الليل حتى أناله
ومذ رمت أرجو وصْله ونوالَه
…
وحاولت منه خلسة فبنى له
سياجًا من الريحان خوفا على الورد
محمد الشطي
(55)
محمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الدمشقي العالم الفاضل الفقيه الفرضي الحيسوبي.
(54) مختصر طبقات الحنابلة 166.
(55)
حلية البشر 3/ 1623 تراجم أعيان دمشق للشطي 37 منتخبات التواريخ 2/ 767 =
كان من أعيان العلماء سخيًا ودودًا حسن العشرة.
ولد بدمشق يوم السبت عاشر جمادى الثانية سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في حجر والده الإمام المقدمة ترجمته (56)، وكان والده لشدته يمنعه هو وشقيقه أحمد الآتية ترجمته أن يخرجا من الدار في صغرهما إلّا مع رجل مسن تقيّ حرصا على تعليمهما وتأديبهما حتى نشأ كما أحب، وكان تضرب المثل بحسن تربيتهما، وقد قرأ المترجم القرآن العظيم وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي، ولازم دروس والده فقها وفرائض وحسابا وتفسيرًا وحديثًا وتوحيدًا ونحوًا وصرفا إلى غير ذلك وبه تخرج وانتفع، ثم بعد وفاته لازم شيخ دمشق الشيخ عبد الله الحلبي، فحضر عليه في (الأشموني) و (المغني) لابن هشام، و (الدر المختار) في فقه الحنفية وطرفا من البخاري في درس قبة النسر (57) وكان استجاز له والده من أئمة دمشق الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ حامد العطار والشيخ عبد الرحمن الطيبي ونزيل دمشق الشيخ محمد التميمي، فأجازوه وروى عنهم حديث الأولية، وقرأ في الفقه أيضًا على تلميذ والده الشيخ مصطفى الكرمي واستجاز من الشيخ أحمد البغال والشيخ قاسم الحلاق، وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد الفاسي المكي، ولما ورد إلى دمشق الشيخ محمد أكرم الأفغاني لازمه مدة وحضر عنده في الهيئة والفلك، وكتب له إجازة عامة، وكان لصاحب الترجمة وأخيه العلامة الشيخ أحمد المنتهى في الفقه والفرائض والحساب والهندسة بحيث لا يشق لهما
= الأعلام 6/ 324 الكشاف 93 معجم المطبوعات لسركيس 1126 معجم المؤلفين 9/ 206 مختصر طبقات الحنابلة 166 - 169.
(56)
تقدمت ترجمة والده حسن الشطي ص 367.
(57)
قبة النسر: هي قبة الجامع الأموي، وكانت هناك وظيفة تدريس تحتها.
غبار، وكانا مرجع أهل دمشق في المناسخات والمساحات وتقسيم المياه والدور والأراضي.
وألف المترجم مؤلفات جمّة منها (رسالة صغيرة في الفرائض) ألفها سنة 1276 وهي أول مؤلفاته، ورسالة أكبر منها وهي مشهورة، وكتاب (صحائف الرائض في علم الفرائض) نحو سبعين صحيفة جعل في كل صحيفة بحثًا مخصوصًا، وكتاب (بسط الراحة لتناول المساحة) اختصره من كتاب والده وسماه باسمه وذيّله بخريطة فيها رسم الأشكال الهندسية مع بيان مساحتها وقد قدمها إلى استانبول وصدر أمر النظارة المذكورة بمكافأته عليهما برتبة علمية، وذلك سنة 1292، وله رسالة أصغر منهما بكراسين، وأصغر في كراس واحد، وله مقدمة في (توفيق المواد النظامية لأحكام الشريعة المحمدية) و (تسهيل الأحكام فيما تحتاج إليه الحكام) رتّبه على نيف وألف مادة، و (المطالب الوفية فيما تحتاج إليه النواب الشرعية) و (القواعد الحنبلية في التصرفات الأملاكية) و (كتاب في الحساب) في ثلاث كراريس ونصف، و (شرح على الدور الأعلى) و (رسالة في مصطلح الحديث) وله خريطة في النحو سلك فيها مسلك الإظهار، واختصر معراج والده ومنسكه وجمع دفترًا كبيرًا لتقسيم مياه دمشقُ يرجع إليه، وله رسائل لم تتم في الفرائض والحساب والنحو وغير ذلك، وكان يميل إلى إحياء المذاهب المندرسة ونشرها، وله اطلاع واسع على أقوال المجتهدين حتى إن العلامة السيد محمود حمزه مفتي دمشق كان طلب منه جمع مسائل الإمام داود الطاهري فجمع رسالته في ذلك في بضعة أيام ووجه على صاحب الترجمة رتبة تدريس أدرنه في حياة والده سنة 1273، ثم صار عضوًا في قومسيون الأوقاف (58) وفي مجلس المعارف وفرضيًا
(58) قومسيون الأوقاف: أي مجلس الأوقاف وهو يتألف من مفتٍ وقاضٍ ونقيب الأشراف وأعضاء. (مشافهة الأستاذ دهمان).