الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم بن عبد الله الحنبلي الدمشقي
(31)
كان عالمًا بارعًا وزاهدًا عابدًا ورعًا فقيهًا في مذهب سيدنا الإمام أحمد بن حنبل ولا ريب أنه ذو مقام كامل أكل، ولم أطلع له على شيء من الشعر ولا من السجع والنثر.
توفي رحمه الله سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، ودفن في مقبرة العارف بالله الشيخ رسلان قدس الله سره وجعل الفردوس مقره.
ابراهيم الكفيري
(32)
هو العالم الفاضل الفقيه الفرضي، تفقه على الشيخ مصطفى السيوطي والشيخ غنّام النجدي، وقرأ على غيرهما، وكان يحفظ (المنتهى) عن ظهر قلب، ويقرره للطلبة مع شرحه وكان الطلاب يصححون نسخ المنتهى من حفظه، وكان صالحًا ورعًا ناسكًا زاهدًا ملازمًا داره بمحلة القيمرية (33) وكانت الطلبة تأتيه إلى داره المذكورة، وكان العلامة الجد يعظمه وإذا أتاه بعض الطلبة لقراءة الفقه أرسله إليه، ولم ينصب نفسه لإقراء الفقه إلا بعد وفاته.
وممن أخذ عنه الشيخ محمد خطيب دوما والشيخ عبيد القدومي النابلسي والشيخ أحمد القدومي الدمشقي وولده الشيخ صالح الكفيري المتوفى سنة 1282 رحمه الله تعالى. توفي سنة 1263 هـ تقريبًا.
الشيخ مصطفى الشطي
(34)
مصطفى بن محمود بن معروف بن عبد الله بن مصطفى الشطي البغدادي
(31) حلية البشر 1/ 29 - 30.
(32)
مختصر طبقات الحنابلة 154.
(33)
القيمرية محلة مشهورة بدمشق شرق الجامع الأموي.
(34)
حلية البشر 3/ 1539 مختصر طبقات الحنابلة 154 - 157.
الأصل الدمشقي الكرخي نسبة إلى الولي المشهور الشيخ معروف الكرخي، وهذه النسبة مستفيضة في بغداد معروفة لبني الشطي حتى الآن ولهم فيها آثار ومآثر منها جامع القزازة الحاوي على مقبرة عظيمة قديمة وأغلب آل شطي مدفونون بها، وهو الآن بيد بني البرزنجي من أسباطهم هناك، وقد انقرض الذكور منهم بالطاعون سنة 1227، وكان آخرهم الحاج إسماعيل شطي المتوفى سنة 1229 وكان قيل ذلك في حدود سنة 1180، ورد منهم إلى دمشق تجارًا كل من والد صاحب الترجمة الحاج محمود جلبي والحاج عمر جلبي والحاج خضر جلبي أولاد الحاج معروف جلبي وابن عمهم الحاج عبد الفتاح، فنزلوا في ديارهم المعروفة بهم قرب المدرسة البدرائية بدمشق وتجارتهم في خان اسعد باشا العظم بسوق البزورية، ثم نشأ صاحب الترجمة في صيانة وورع، وكان من العلماء العاملين والأولياء الكاملين عابدًا ناسكًا مجتنبًا للشبهات مشتغلًا بأنواع القربات، مشهورًا بالصلاح والتقوى بحيث كان مثال الورع في دمشق، مولده بدمشق سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، ونشأ في حجر والده المتوفي سنة 1201 ثم بعد ذلك بقي المترجم عند والدته مع أخويه الأكبرين الحاج أحمد والحاج محمد إلى أن بلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة، وكان إذا ذاك قد حفظ القرآن الكريم وبرع في العلوم، وقد قرأ في الفقه على العلامة الشيخ مصطفى الرحيباني الشهير بالسيوطي، ومن مقروآته عليه شرحه الذي صنفه على كتاب (غاية المنتهى)، وأخذ التفسير والحديث عن الشمس محمد الكزبري والشهاب أحمد العطار والنحو والصرف وغيرهما من الآلات عن الشيخ عبد القادر الميداني، وأخذ عن غيرهم من شيوخ دمشق. ثم أكب على العبادة والتلاوة مشتغلًا بالتجارة مع أخويه مع الورع والتقوى، وقد اشتهر أمرهم وامتدحوا بقصائد غراء، منها قصيدة بديعة مذيلة بنثر لطيف من إنشاء العلامة الشيخ
محمد المسيري المقدسي في مدح المترجم وأخيه الحاج محمد المتوفى سنة 1242، مطلعها
سقى الله وادي الشام ذا الرفع والهبطِ
…
بواكرَ غيثٍ بين عال ومنحطّ
وحيى ربوعًا قد برزن كواكبًا
…
تميس كما ماس الخرائد بالمرطِ
بلادٌ بها ينسى الغريب بلاده
…
ويسلو أهاليه مع الصحب والرهط
بلادٌ بها روض المسرة فائحٌ
…
وبدر علاها لا يميل إلى حطّ
يضوع بها ضوع المسرة عابقًا
…
وتنهال مزنُ البشر فيها بلا قنطِ
تكنفها الجنات من كل جانبٍ
…
فأربى الشذا فيها على المِسْك والقسطِ
وكم نَهَرٍ فيها يجوس خلالها
…
وكم جدولٍ ينساب في الدر كالرقطِ
وكم من مزاراتٍ بها ومشاهدٍ
…
يلوح سناها للمصيب وللمخطي
وكم ماجدٍ فيها وكم عالمٍ بها
…
تجرّ به ذيلًا على ربة القرطِ
وكم صالحٍ قد حل في فيحِ سوحها
…
به يستقي غيثَ السماءِ إذا يبطي
أخا الحزم يمم نحوها واثو عندها
…
وجز لجّها واهبط ببحبوحة الشطّ
تجد مستناخًا آهلًا ومبوّأ
…
رحيبا وقومًا فضلهم جلّ عن ضبطِ
بهم سارت الرُّكبان في كل وجهةٍ
…
وطيب ثناهم قد دعا الناس للغبطِ
أناس تراهم لا تتوق نفوسهم
…
لغير العلى من غير شوب ولا خلطِ
وهمتهم غرس المكارم في الورى
…
وكسب المعالي والتقصّي عن الرمطِ
وكم أسسوا آثار فضلٍ ومهّدوا
…
قواعدَ برٍّ بدرها غير منحطِّ
ولم تلف فيهم غير برٍّ وماجدٍ
…
وذلكَ دأبّ للشباب وللشُّمْطِ
تنبّه كلٌ لمرادِ من الدنا
…
فسارع في مرضاة خالقه المعطي
ولم يثنهم عن منهج الرشد صارفٌ
…
ولا غرت الدنيا بشيلٍ ولا حطِّ
ولا نظروا شذرًا ولا آثروا بها
…
ولا اشتغلوا بالثلب والطعن والغمطِ