الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكة الكرمة معروفًا بالصدق والأمانة والوفاء. له ردود كثيرة منها (تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي) و (الرد على شبهات المستعينين بغير الله) و (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد) شرح نونية ابن القيم المسماة (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية). أخذ عنه الكثيرون في نجد والحجاز منهم الشيخ أبو بكر خوقير والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبد الستار الدهلوي والشيخ صالح العثمان القاضي.
جالسه أمير مكة عون بن محمد واقتنع منه بضرورة هدم القباب المشيدة على القبور في مكة وجدة والطائف فهدمها إلا قبة قبر حواء وقبة قبر السيدة خديجة وقبة قبر ابن عباس فأبقاها خوفًا من السلطان عبد الحميد. تولى قضاء المجمعة للأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد إلى أن عزله الملك عبد العزيز عن القضاء لكبر سنه وضعف جسمه. كان الشيخ أحمد بن عيسى عادلًا في القضاء حميد السيرة. توفي بعد صلاة الجمعة رابع جمادى الآخرة سنة 1329 هـ.
عبد الله صوفان القَدُّومي
(93)
عبد الله بن عودة بن عبد الله صوفان ابن العالم الصالح عيسى القدومي مولدًا ومنشأ ثم النابلسي موطنًا ووفاةً، هو الأستاذ العلامة الفقيه المحدث الناهج المنهج الأحمد والمحيي لمذهب أحمد عالم الديار النابلسية وبركة البلاد الحجازية. كان مولده بقرية كفر قدوم سنة ست وأربعين ومائتين وألف وبها نشأ، وحفظ القرآن الكريم وجالس أهل الصلاح والأدب وفي سنة 1263 خرج في طلب العلم إلى دمشق الشام، فاجتمع على جلّ علماء الأعلام، ولازم
(93) أنظر لترجمتة الأعلام 4/ 250 - 251 والضبط منه، الأعلام الشرقية 2/ 135 - 136 معجم المؤلفين 6/ 98 - 99 مختصر طبقات الحنابلة 181 - 184.
الأستاذ الفاضل صاحب المناقب السنية الشيخ حسن الشطي (94) شيخ الطائفة الحنبلية فأخذ عنه الفقه والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية، وبعد أن نهل وتعلم، عاد إلى وطنه فاستقام فيه مدة ثم كثرت هناك المشاغب والاحن فعزم على المفارقة، وأمّ مدينة نابلس وبها سكن وكان ذلك عام 1287، فرحل إليه الطالبون وانتفع به الراغبون وكان كثير الاعتناء بتلامذته ولا سيما المبتدئ منهم، وكانت إقامته في مدرسة الجامع الصلاحي الكبير وهو دمشق الأخلاق حلو الشمائل حسن المذاكرة جيد التعبير والتقرير، أخذت عنه البلاد الحجازية والشامية علم الحديث رواية ودراية، ورزق الحظوة والجاه فوق النظائر والأشباه، وقد أثنى عليه كل من لقيه وعرفه في العلم والورع والتمسك بطريقة السلف ومن مصنفاته كتاب (المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب الإمام أحمد) و (بغية النساك والعباد في البحث عن ماهية الصلاح والفساد) و (هداية الراغب وكفاية الطالب) مرتب ترتيب أبواب البخاري و (الأجوبة الدرية في دفع الشبه والمطاعن الواردة على الملة الإسلامية) و (الأجوبة العلية على الأسئلة الرافعية) في علم التوحيد و (وطوالع الأنوار البهية) جوابًا عن خمسين مسألة في العلم المذكور و (الرحلة الحجازية) أودعها الأبحاث الشريفة التي كانت تقع بينه وبين العلماء في رحلته المدنية، وله من الرسائل المختصرة شيء كثير، وفي سنة 1318 زار بيت المقدس الخليل ثم رحل إلى المدينة المنورة وانتفع به خلق كثيرون في الفقه والحديث وكان تدريسه هناك وظيفة معلومة كان المترجم فيها خلفًا للمرحوم الشيخ محمد خطيب دوما (95)، وكان في موسم الحج من كل سنة يحج ويؤدي المناسك الشريفة، وربما زار وطنه في خلال ذلك فتهزه نسمات العود والرجوع.
(94) تقدمت ترجمته ص 367.
(95)
تقدمت ترجمته ص 386.