الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفوائد المترتبة عليه. أي: لا توازي مضرّته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين. وفي هذا من التنفير عنها ما لا يخفى. ولهذا كانت هذه الآية ممهّدة لتحريم الخمر على البتات، ولم تكن مصرحة بل معرّضة ولهذا، قال عمر لمّا قرئت عليه:
اللهمّ بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا! حتى نزل التصريح بتحريمها في سورة المائدة:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:
90-
91] .
تنبيه:
ألّف كثير من أعلام الأطباء والفلاسفة مؤلفات خاصة في مضرّات المسكرات.
ولم تزل تعقد في بعض ممالك النصارى مؤتمرات دولية، تدعى إليه نواب من جميع دول العالم الكبيرة لمحاربة المسكرات، وعيافها، وإعلان تأثيرها في الأجساد والعقول والأوراح، وما ينشأ عنها من الخسران الماليّ. وممّا قرره خمسون طبيبا منهم هذه الجمل:
1-
إنّ المسكرات لا تروي الظمأ بل تزيده.
2-
إنها لا تفيد شيئا في قضاء الأعمال.
3-
إنها توقف النمو العقليّ والجسديّ في الأولاد.
4-
إنها تضعف قوة الإرادة فتفضي إلى ارتكاب الموبقات، وتجرّ إلى الفقر والشقاء 5- هي من المسكنات كالبنج والإيثر.
6-
إنها تعدّ للأمراض المعدية.
7-
إنها تعدّ بنوع خاص للتدرّن والسلّ.
8-
إنها تضرّ في ذات الرئة والحمّى التيفودية أكثر مما تنفع.
9-
إنها تقرّب النهاية المحزنة في الأمراض التي تنتهي بالموت. وتطيل مدّة الشفاء في الأمراض التي تنتهي بالصحة.
10-
إنها تعدّ لضربة الشمس والرعن في أيام الحرّ.
11-
إنها تسرع بإنفاق الحرارة في أيام البرد.
12-
إنها تغير مادة القلب والأوعية الدموية.
13-
إنها كثيرا ما تسبب التهاب الأعصاب، والآلام المبرّحة.
14-
إنها تسرع بحويصلات الجسم إلى الهدم.
15-
إنّ المقدار العظيم الذي يتناوله أصحاب الأعمال الجسدية من أشربتها هو سبب شقائهم وفقرهم وذهاب صحّتهم.
16-
إنّ الامتناع عنها مما يفضي إلى صحة وسعادة الجنس البشريّ.
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ أي: يتصدقون به من أموالهم قُلِ الْعَفْوَ وهو ما يفضل عن النفقة، أي: الفاضل الذي يمكن التجاوز عنه لعدم الاحتياج إليه.
وفي (الصحيحين)«1» عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وأبدأ بمن تعول.
وأخرج مسلم «2» عن جابر: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا.
وروى أبو داود «3» والنسائي «4» عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: عندي دينار، قال: أنفقه على نفسك. قال عندي آخر، قال: أنفقه على ولدك.
قال: عندي آخر، قال: أنفقه على أهلك. قال: عندي آخر، قال: أنفقه على خادمك.
قال: عندي آخر، قال أنت أعلم.
كَذلِكَ- أي: كما بيّن لكم ما ذكر- يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ أي: الأمر والنهي وهوان الدنيا لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ.
(1) أخرجه البخاريّ في: النفقات، 2- باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، حديث 762. ولم يخرجه مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في: الزكاة، حديث 41 (طبعتنا) ونصه: عن جابر قال: أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «ألك مال غيره؟» فقال: لا. فقال «من يشتريه مني؟» فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم. فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه، ثم قال «ابدأ بنفسك
…
» إلخ
. (3) أخرجه أبو داود في: الزكاة، 45- باب صلة الرحم، حديث 1691.
(4)
أخرجه النسائيّ في: الزكاة، 54- باب تفسير ذلك (أي الصدقة عن ظهر غنى) وهو ترجمة الباب السابق.