الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3760 - (س) علي بن حرب بن محمد بن علي بن حسان بن مازن بن الغصوبة أبو الحسن الموصلي الطائي
.
قال أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي في كتابه " تاريخ الموصل "، وذكره في الطبقة السابعة، أخبرني موسى بن محمد قال: سمعت علي بن حرب يقول: قال لي عبد الله بن عبد الصمد، وحدثني سعيد بن محمد التنوري قال: سمعت رجلا يقول لعلي بن حرب فذكر كلاما، وحدثني العلاء بن أوس، ثنا علي بن حرب قال: سألت هشام بن محمد عن نسب الأزد فأملى علي أبيات حسان بن ثابت، وأنشدني ابن أبي حرب، أنشدني علي يرثي أخاه محمد بن حرب، وكان توفي بمرج سر من رأى:
تقول لي مليحة إذ رأين
…
لدمعي من ماقيه وكيف
ومن جوارحي زفرات حزن
…
يضيق بحملها بدن نحيف
يحن إلى موت الفرح شوقا
…
كما حنت مولهة العرف
فقلت لها أقلي اللوم إني
…
عن الدنيا وما فيها عزوف
أبعد محمد الخير بأمر
…
يلذ به المجاور الحصيف
أنى لي ذلك أحزان توالت
…
علي فهن في قلبي عكوف
أفول إذا الرياح جرين هنا
…
وهيجت البروق لي الخريف
فذكر أبياتا طويلة.
حدثني صدقة بن محمد بن علي بن حرب قال: قلت لجدي: يا أبه، لم لم ترثي عمي الحسن، وقد وجدت فيه مقالا؟ فقال ما رثيت أحدا إلا ذهب حزني عليه، وأحببت أن يبقى حزني على الحسن، ولكن ما عرفت ما رثيت ابنه أبا نصر؟ فقلت: لا، فأنشدني:
وكافر على يصون قصدا إلا لبلى
…
وأصبح مثل النسر في جانب الوكر
نسمع منهم واحدا بعد واحد فأرجع
…
قد أودعنه طيلة القبر [ق 133 / أ]
فموتك مسرورا بفقد منغصي
…
فقد أوجع الأحشاء فقد أبي نصر
بني كان البدر يشبه وجهه
…
يشيب سباب الحول في مدة الشهر
ومن جيد شعره القديم ما قرأته على الباهلي عنه: -
أقلي اللوم أخت بني ثمامة
…
وردي الوصل لقيت السلامة
كأني لا يلامني نحيل
…
ولا أرعى وصال ذوي الملامة
وقائلة برمل زرود لما رأتني
…
شاحبا خلق العمامة
كنصل السيف أخلق وهو ماض
…
على أيامه باقي الصرامة
أنجدي في المحلة أم تهام
…
وما بعد المحلة من تهامة
فإما تسألي عني فإني
…
عماني الأرومة والدعامة
نمى بي مازن وبنو أبيه
…
إلى الغر السوابق من خطامه
أبيت فما أقر بنوم فيهم
…
ولا أغضي الجفون على ظلامه
بذلت لدي العدواة كأس
…
جنف وللضيف التحية والكرامة
سأبذل ما ملكت لجار بيتي
…
وأحفظه إلى يوم القيامة
وحدثني العلاء بن أيوب والحسين محمد الرامهزي عن علي بن حرب، فذكر حديثا. قال أبو زكريا: وكان أبوه رجلا نبيلا ذا همة، رحل في طلب العلم أولا لنفسه، وكتب عن مالك بن أنس، وأنظاره من المكيين، وأهل الكوفة والبصرة، ثم رحل بولده بعد، فلقي بهم الناس، وكان المحدثون في الأمصار يكرمونه ويؤثرونه، وكان يبرهم ويفضل عليهم أفضالا كثيرا، وحدث وكتب عنه، ومات سنة ست وعشرين ومائتين، وله من الإخوة معاوية ومحمد وأحمد بنو حرب حدثوا كلهم.
وفي " النبل " لابن عساكر: يقال: مات علي سنة ثلاث وستين.