الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اثنين وثلاثين ومائة، والذي في تاريخ القراب وغيره عن يحيى بن بكير: مات سنة ست وثلاثين ومائة. فالله أعلم.
وقال ابن يونس: كان فقيها.
وزعم المزي: أنه – يعني صاحب " الكمال " – لما ذكر:
3432 - عبيد الله بن الجهم
.
لم يزد على ما في " النبل " انتهى. هذه الترجمة لم أجدها مذكورة فيما رأيت من كتب " الكمال "، فينظر، والله تعالى أعلم.
3433 - عبيد الله بن الحسن بن حصين بن أبي الحر مالك بن الخشخاش بن حباب بن الحارث العنبري البصري القاضي
.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " مات في ولاية هارون.
وفي قول المزي عن ابن سعد مقررا له: ولي بعد سوار، ثم قال عن ابن أبي خيثمة: ولي القضاء سنة سبع وخمسين، نظر؛ لأن سوارا توفي آخر سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، فينظر، بقي شيء آخر يشكل على ما قاله، وهو قول ابن علية: استقضاه أبو جعفر نحوا. والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد الله بن الحسن قد اتهم بأمر عظيم، روي عنه كلام ردي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان فقيها مشهورا ثقة، محمود السيرة، ويقال: إنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه. كأنه يريد
قوله: " كل مجتهد مصيب " وكانت هي الملجئة للطرطوشي، حيث قال: كان ينسب إلى الزندقة.
وفي تاريخ المنتجلي: قال صالح صاحب المصلى: يا أهل البصرة، قد رأيت الملوك ورأيت من يدخل عليهم، وسمعت كلامهم، لا والله إن رأيت مثل قاضيكم قط – يعني عبيد الله بن الحسن – دخل على المهدي، والمهدي واجد عليه، وقد لقي على الباب عنتا، فسلم عليه فلم يرد عليه السلام، ثم أطرق فمكث قائما بين يديه، ثم قال: هيه يا عبيد الله أنت سميت صوافي أمير المؤمنين مظالم قال: يا أمير المؤمنين، أتاني كتابك: أن انظر في مظالم الناس، واسمع من بيانهم، وانظر في حججهم، ثم كتبت إليك ما استقر عندي مما أرى. قال كتبت يا عبيد الله. فسكت عنه، ثم قال: هيه [ق 49 / ب] ما تقول فيما سقت دجلة من أرض الخراج؟ فقال: يا أمير المؤمنين، خليج من البحر، شقه هذا عربي وشقه ذاك أعجمي، وإن بساطك هذا لعلي. قلت: الرمث والعكرش، وهو يومئذ دار محمد بن سليمان قال: كذبت يا عبيد الله.
هيه ما تقول في المرعى في معسكر المسلمين؟ قال: أين ما نزل المسلمون فهو معسكر، فإذا انتقلوا عنه فأهله أحق به، قال: كذبت. قال: يا أمير المؤمنين، البينة على من ادعى، لا يسأل أهله من أين هو لهم، لا أسأل عن ردائي، قال: كذبت ويحكم نكذبه مرات، ولا يرجع عن قوله ولا عن رأيه قال: وكان وجد عليه المهدي في هذا فعزله.
وقال الأصمعي: جئت عبيد الله وهو على قضاء البصرة، وعلى الصلاة، فقال في خطبته:
أين الملوك التي عن خطها غفلت
…
حتى ساقها بكأس الموت ساقيها
وفي تاريخ البصرة الكبير لعمر بن شبة: لما مات سوار كان سعيد بن أسعد يصلي بالناس حتى ولي عبيد الله بن الحسن الصلاة والقضاء، فيقال: إن ابن دعلج كان كتب فيه إلى أبي جعفر المنصور يرشحه ويثني عليه حتى ولي.
حدثنا أبو عاصم النبيل، أنبأ عمرو بن الزبير قال: كنا مع عبيد الله في دار الديون بعد ولايته إذ أتاه قائد لابن دعلج في نفر، فسأل عنه فقلت: يتوضأ، فلما رآه القائد دفع كتاب ابن دعلج يخبره أن أمير المؤمنين يأمر بحمل الأموال التي لا يعرف أربابها إلى بيت المال، فقال للقائد: قد فهمت الكتاب [ق 50 / أ] فانصرف، قال: لا بإنفاذ ما أمرت به. قال: أنا أكتب الجواب. قال: لا. قال: اذهب إلى صاحبك، فقل: لا والله ولا درهما واحدا. فقال: القائد خالع والله، والله لآتينه برأسك. قال: فجعلنا نخافه على عبيد الله أن يقع به، فلما خرج أسقط في يد عبيد الله، وخاف على نفسه، فأرسل إلى عثمان بن الحكم الثقفي فذكر ذلك له، فقال له: لو قاربت بعض المقاربة حتى تخلص، فقال له: أصلح الأمر الآن. قال: فأتى ابن دعلج كأنه لم يسمع بشيء، فوجده ينحرف على عبيد الله، وذكر له قصة، فقلت: والله لئن كتبت فيه لم يكن الذنب إلا لك؛ لأنك أثنيت عليه عند الخليفة، وأخبرت بفضله واستحقاقه حتى إذ ولاه مقتصرا على خبرك كتبت تذمه. قال: فما الرأي؟ قلت: تغيب عنه وتكتب تعذره ففعل، وكان ابن دعلج يرتشي ويبسط يده، وعبيد الله منعه من ذلك، فكان الأمر بينهما متباعدا.
وقال أبو صفية لما ولي عبيد الله:
يا ذا المنادي عبيد الله سيدها
…
ما دام في الأفق منها كوكب جاري
وقال سلمة بن عياش:
حباك بأسناها الخليفة بعد ما
…
تمنى رجال في الخلاء الأمانيا
ولم يزل عبيد الله على صلاة البصرة وأحداثها إلى ابن دعلج حتى توفي أبو
جعفر، فلما ولي المهدي أمر عبيد الله على الصلاة بالبصرة وقضائها. وكان وفد على المهدي يعزيه ويهنئه بالخلافة، فقال له: كم رزقك. قال: مائتان. قال: ضعفوها له. قال محمد بن عبد الله بن حماد: فكثيرا ما سمعته [ق 50 / ب] ينادي به وهو في بيته يأخذ في كل يوم ثلاثة عشر درهما ودانقين ولا يجلس لنا، قال: وقدم عبيد الله على القضاء، وعبد الملك بن أيوب على الصلاة، والأحداث. ولم يزل عبيد الله على القضاء من لدن أن ولاه أبو جعفر، وذلك في سنة ست وخمسين ومائة في ذي الحجة، حتى قدم المهدي فعزله في سنة ست وستين، فقضى عشر سنين، وكان المهدي قد أصاف بالجزيرة وخرج في نهر الأيلة، ثم في دجلة، ونهر معقل فرأى أموالا عظاما، فقال: يا عبيد الله: أرأيت رجلا أقطعناه قطيعة فوجدنا في يده أكثر مما أقطعناه؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنما هذا بمنزلة ثوبي، لا أسأل عنه من أين هو لي. قال: كذبت، وعزله عن البصرة، وكان محمودا في ولايته على مزاح كان فيه يعمله في مجلس الحكم كثيرا.
وفيه يقول سلمة بن عياش لما ولي يمدحه ويذكر سوارا.
وقد عوض الله الرعية واليا
…
تقيا فأمسى للرعية راعيا
كفانا عبيد الله إذ بان فقده
…
ولولا عبيد الله لم نلق كافيا
فقام بأمر الله فينا ولم يكن
…
عن الحق لما ولي بالأمر وانيا
فأصلح وجه الحق نهجا تخاله
…
لذي بصر ضوء من الصبح باديا
إذا جار قاض أو أمير وجدته
…
بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
تداركنا رب البرية رحمة به
…
بعدما خفنا الأمور الدواهيا
إذا نسبت يوما تميم وحصلت
…
وجدت له منها الذرى والنواصيا
فإن يك سوار مضى وهو سابق
…
حميدا فقد برزت بالسبق بانيا
[ق 51 / أ] وحدثني محمد بن عبد الله بن حماد قال: لم يعزله المهدي حتى شخص إلى بغداد، ثم كتب إلى البصرة يأمره بحمل خالد بن طليق،
وعبد الله بن أسيد الكلابي فحملا إليه، فولى خالدا وعزل عبيد الله. فقال محمد بن منادر:
أتى دهرنا والدهر ليس بمعتب
…
بآبدة والدهر جم الأوابد
بعزل عبيد الله عنا فيا له
…
خلانا واستعمال ذي النوك خان
كذا ذكره هنا، وفي " أخبار البصرة الصغير " تأليفه رواية السمسناني - وبخطه فيما يقال – نحوه. وهو يبين لك فساد ما ينقله المزي عن رجل غمر - يقال له: أبو سهل - من أنه كان شريك عمر بن عامر على قضاء البصرة، والصواب أن الذي كان شريك عمر بن عامر سوار لا عبيد الله ويوضح ذلك ذكره ابن أبي خيثمة في " كتابه أخبار البصرة "، فلما قدم سليمان على البصرة من قبل أبي العباس السفاح عزل الحجاج بن أرطأة، وأعاد عباد بن منصور، ثم عزله وولى عمر بن عامر السلمي. وقال ابن علية: ثم عزل سليمان بن علي عبادا عن القضاء، واستقضى سوارا وعمر بن عامر وحده، فلم يزل عمر بن عامر على القضاء حتى مات فجأة، ثم استقضى سوارا سليمان بعده: طلحة بن إياس، ثم عزله وأعاد عبادا، فلم يزل قاضيا حتى عزله أبو جعفر واستقضى أبو جعفر: عبيد الله بن الحسن.
أنبا ابن سلام قال: قال الوثيق بن يوسف: ما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله.
وقال في " التاريخ الكبير ": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد الله قد اتهم بأمر عظيم [ق 51 / ب] روي عنه كلام رديء.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وفي تاريخ الخطيب: كتب المهدي إلى عبيد الله وهو قاض على البصرة