الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة غافر:
أقول: وجه إيلاء الحواميم السبع1 سورة الزمر: تآخي المطالع في الافتتاح بتنزيل الكتاب، وفي مصحف أُبي بن كعب أول الزمر {حم} 2، وذلك مناسبة جليلة3.
ثم إن الحواميم ترتبت لاشتراكها في الافتتاح بـ {جم} ، وبذكر الكتاب بعد حم، وأنها مكية؛ بل ورد في الحديث أنها نزلت جملة4 [واحدة]5.
وفيها شبه من ترتيب ذوات {الر} الست6.
فانظر ثانية الحواميم وهي فصلت، كيف شابهت ثانية ذوات {الر} هود في تغيير الأسلوب في وصف الكتاب، وأن في هود:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} "هود: 1"، وفي فصلت:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} "فصلت: 3"، وفي سائر ذوات {الر} 7 {تِلْكَ آيَاتُ
1 الحواميم السبع هي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف.
2 الإتقان: "1/ 222" نقلًا عن أبي أشتة في المصاحف، وفي الأصل: أن الزمر أولها حم في مصحف ابن مسعود، وأثبتنا ما في الإتقان، والبرهان للزركشي:"1/ 130".
3 لم نعثر على هذه الرواية ولم يذكرها السيوطي في الإتقان ولا الزركشي في البرهان، ولا مصادر السنة الستة، ولا مجمع الزوائد.
4 في "ظ": جلية.
5 ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
6 ذوات {الر} الست هي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وأولها:{المر} ، وإبراهيم، والحجر.
7 في "ظ": "الراءات"، وكلاهما سائغ.
الْكِتَابِ} 1 "الحجر: 1"، وفي سائر الحواميم:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} "غافر: 2" أو {وَالْكِتَابِ} 2 "الدخان: 2".
وروينا عن جابر بن زيد، وابن عباس في ترتيب نزول السور: أن الحواميم نزلت عقب الزمر، وأنها نزلت متتاليات كترتيبها في المصحف: المؤمن، ثم السجدة، ثم الشورى، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ولم يتخللها نزول غيرها3، وذلك4 مناسبة جلية واضحة في وضعها هكذا.
ثم ظهر لي لطيفة أخرى؛ وهي: أنه في كل ربع من أرباع القرآن توالت سبع سور مفتتحة بالحروف المقطعة. فهذه [السور] 5 السبع مصدرة بـ {حم} ، وسبع في الربع الذي قبله [متوالية و] 6 ذوات {الر} 7 الست متوالية، و {المص} الأعراف؛ فإنها متصلة بيونس على ما تقدمت الإشارة إليه، وافتتح أول القرآن بسورتين من ذلك، وأول النصف الثاني بسورتين8.
وقال الكرماني في "العجائب"9: ترتيب الحواميم السبع لما بينها
1 ولكن في إبراهيم: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} "1".
2 ولكن في فصلت: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "2"، وفي الشورى:{كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ} "3".
3 الإتقان "1/ 97" نقلًا عن أبي بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور.
4 في المطبوعة: "وتلك"، والمثبت من "ظ".
5، 6 ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
7 في "ظ": "الراءات".
8 كان حق الكلام: "بسبع سور"، فنصف القرآن بالآيات في سورة الشعراء -الإتقان "1/ 243"- وعليه يكون نصف القرآن مفتتحًا بالشعراء وأولها {طسم} ، والنمل {طس} ، والقصص {طسم} ، والعنكبوت {الم} ، والروم {الم} ، ولقمان {الم} ، والسجدة {الم} ، وإذا اعتبرنا النصف المعروف لنا، فالسورتان هما: مريم وطه.
9 هو كتاب "لباب التفسير وعجائب التأويل" لتاج القراء محمود بن حمزة بن نصر الكرماني "خط"، ولم نعثر عليه مخطوطًا ولا مطبوعًا. انظر:"معجم الأدباء 19/ 125"، وقد ذكره الكرماني في "أسرار التكرار في القرآن ص18".