الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم *
وبما أنه لا تكمل حقيقة ومدلول «شهادة أن لا اله إلا الله» إلا «بشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وبما أنا أُمرنا بالصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
لقوله صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلْيُصَلِّ عَليَّ» (2).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» (3).
ولعموم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
…
وفيما يلي أذكر أولاً: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم المقصود بها ومواطن طلبها وفضائلها؛ حيث أنه مرتبط بذكره صلى الله عليه وسلم وذكره صلى الله عليه وسلم مرتبط بلا اله إلا الله -
(1) رواه الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (5/ 550) وقال: حسن غريب- ورواه أحمد في المسند- (3/ 74). وأخرجه الحاكم في المستدرك- كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر- (1/ 734). قال الذهبي في التلخيص: صحيح.
(2)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد - كتاب الأدعية، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وغيره - حديث أنس رضي الله عنه (10/ 184): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(3)
رواه الترمذي - كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل - حديث عَلِي بن أَبي طَالِب رضي الله عنه قال الترمذي: هاذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ.
* معنى الصلاة على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم *
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح معنى الصلاة على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال رحمه الله تعالى:
قال أبو العالية: معنى صلاة الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند ملائكته، ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء له.
وعند ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان قال: صلاة الله مغفرته وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال ابن عباس: معنى صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال الضحاك بن مزاحم: صلاة الله رحمته، وفي رواية عنه مغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء.
وقال المبرد: الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة رقة تبعث على استدعاء الرحمة.
وقيل: صلاة الله على خلقه تكون خاصة وتكون عامة فصلاته على أنبيائه هي ما تقدم من الثناء والتعظيم، وصلاته على غيرهم الرحمة فهي التي وسعت كل شيء.
ونقل عياض عن بكر القشيري قال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي رحمة.
قال الحافظ ابن حجر: وبهاذا التقرير يظهر الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سائر المؤمنين حيث قال الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) وقال قبل ذلك في السورة المذكورة: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) ومن المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أرفع مما يليق بغيره، والإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم والتنويه به ما ليس في غيرها.
وقال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه، فمعنى قولنا اللهم صل على محمد عظم محمدا، والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود، وعلى هاذا فالمراد بقوله تعالى (صلوا عليه) ادعوا ربكم بالصلاة عليه انتهى. (1).
(1) فتح الباري - كتاب الدعوات، باب الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (11/ 186)