المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في أسماء المواضع - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٤

[النووي]

الفصل: ‌فصل في أسماء المواضع

والشيوخ وما أشبه ذلك، يجوز في تصغيره الضم والكسر والضم أفصح، ولا يجوز في عين وما أشبهها عوينة، وتقول العامة ذو العوينتين، وهو غلط والصواب العيينتين.

قوله في الوسيط في آخر الباب الأول من كتاب البيع: فيما إذا رأى ثوبين ثم سرق أحدهما فقد اشترى معينا مرئيا. قوله معينا هو بالعين المهملة والنون هذا هو الصواب، وقد يصحفه بعض الناس. وبيع العينة بكسر العين معروف وهو مشتق من العين. قال صاحب الحاوي: سميت عينة لأنها أخذ عين بربح والعين الدراهم والدنانير. قوله في الوسيط والوجيز في صوم رمضان: أن ينوي لكل يوم نية معينة، المشهور فتح الياء من معينة.

وقال الإمام أبو القاسم الرافعي في شرح الوجيز: يجوز فتح الياء وكسرها، ففتحها لأن الناوي يعينها ويخرجها عن التعليق، وكسرها لكونها تعين الصوم. وقولهم: حلق العانة سنة، المراد: حلق الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحوله، والشعر الذي حول قبل المرأة هذا هو المشهور المعروف.

ورأيت في كتاب الودائع المنسوب إلى أبي العباس ابن سريج رحمه الله تعالى خلاف هذا. فقال في باب البدن من الفرائض والسنن وهو في أوائل الكتاب عقب باب التيمم: حلق العانة سنة، والعانة الشعر المستدير حول الحلقة التي يخرج منها الغائط. قال: والعامة تظنها الشعر النابت فوق الذكر وتحت السرة وليس الأمر كما ظنوا، هذا كلامه، وتفسيره العانة بما حول الدبر خاصة، وإنكار ما حول الذكر شاذ مردود، فالأولى حلق الجميع أعني ما حول القبل والدبر، والسنة في الرجل الحلق وفي المرأة النتف.

‌فصل في أسماء المواضع

بير أبي عنبة: تقدمت في الباء.

ذات عرق: تقدمت في الذال.

عالج: الذي يضاف إليه رمل عالج ذكره في الوسيط في الفرائض هو بكسر اللام وبعدها جيم، وهو موضع بالبادية كثير الرمال.

العالية: مذكورة في باب صلاة الجمعة من المهذب: وهي مواضع وقرى بقرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشرق، وأقرب العوالي إلى المدينة على أربعة أميال، وقيل: على ثلاثة وأبعدها ثمانية.

ص: 54

عبادان: من العراق مذكورة في حد سواد العراق هي بفتح العين وتشديد الباء الموحدة وبالدال المهملة. قال الحازمي في المؤتلف في أسماء الأماكن: عبادان جزيرة مشهورة تحت البصرة مقصودة للزيارة، وكانت قديما من ثغور المسلمين. قال: ويروى في فضائلها أحاديث غير ثابتة.

عدن: مذكورة في حد جزيرة العرب من باب عقد الذمة من المهذب: هي بفتح العين والدال المهملتين، مدينة معروفة باليمن يقال فيها عدن أبين.

قال الحازمي في المؤتلف: يقال نسب إلى أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ. قال صاحب الحاوي في باب زكاة المعادن: يقال عدن إذا أقام، وسميت البلدة عدنا لأن تبعا كان يحبس فيها أصحاب الجرائم.

العذيب: بضم العين المهملة وفتح الذال منزل الحاج العراقي قريب من الكوفة. قال الحازمي: وهو والعذيب أيضًا موضع بالبصرة والعذيب في ديار كلب.

العراق: الإقليم المعروف. قال الماوردي في الأحكام السلطانية: سمي عراقا لاستواء أرضه وخلوها عن جبال تعلوا أو أودية تنخفض، والعراق في كلام العرب الاستواء. وقال الأزهري في تهذيب اللغة: قال أبو عمرو: سميت العراق عراقا لقربها من البحر، قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان من البحر عراقا، قال: وقال الليث: العراق شاطىء على طوله، وقيل: لبلد العراق عراق لأنه على شاطىء دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر. قال الأزهري: هؤلاء العراق معرب، وأصله عيران فعربته العرب، فقالوا: هذا عراق وأعرق أخذ في بلاد العراق.

وقال صاحب المحكم رحمه الله تعالى: العراق من بلاد فارس حتى يتصل بالبحر مذكر سمي بذلك لأنه على شاطىء دجلة، وكل شاطىء ماء عراق، وقيل: سمي العراق عراقا لأنه استكف أرض العرب. وقيل: سمي به لتواشج عروق الشجر والنخل فيه، كأنه أراد عرقا ثم جمع على عراق. وقيل: سمي به لأن العجم سمته إيران شهر، ومعناه كثرة النخل والشجر، فعرب فقيل عراق. وقيل: سمي بعراق المزادة وهي الجلدة التي تجعل في ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفلها لأن العراق بين الريف والبر، والعراقان الكوفة والبصرة، هذا آخر كلام صاحب المحكم. قال: وحكى ثعلب اعترقوا بمعنى اعرقوا أي أتوا العراق.

عرفات: وعرفة: اسم لموضع الوقوف.

ص: 55

قيل: سميت بذلك لأن آدم عرف حواء عليهما الصلاة والسلام هناك. وقيل: لأن جبريل عرف إبراهيم عليهما الصلاة والسلام المناسك هناك، وجمعت عرفاتن وإن كان موضعًا واحدًا لأن كل جزء منه يسمى عرفة، ولهذا كانت مصروفة كقصبات.

قال النحويون: ويجوز ترك صرفه، كما يجوز ترك صرف عامات وأذرعات على أنها اسم مفرد لبقعة. قال الواحدي وغيره: وعلى هذا تتوجه قراءة أشهب العقيلى فإذا أفضتم من عرفت بفتح التاء.

قال الزجاج: والوجه الصرف بالتنوين عند جميع النحويين، وأما حد عرفات فالموضع الذي يجوز فيه الوقوف. قال الماوردي في الحاوي: قيل: سميت عرفات لتعارف آدم وحواء فيها لأن آدم أهبط من الجنة بأرض الهند وحواء بجدة فتعارفا بالموقف، وقيل: لأن جبريل عرف إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فيها المناسك. وقيل: سميت بذلك للجبال التي فيها، والجبال هي الأعراف، وكل عال نات فهو عرف، ومنه عرف الفرس والديك. قال: قال القاسم بن محمد: سميت بذلك لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم ويسألون غفرانها فتغفر.

عسفان: بعين مضمومة ثم سين ساكنة مهملتين قرية جامعة بها منبر، وهي بين مكة والمدينة على نحو مرحلتين من مكة. وقد نقل صاحب المهذب في أول باب صلاة المسافر عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال:"بين مكة وعسفان أربعة برد" وهذا الذي نقله عن مالك رحمه الله تعالى صحيح عنه ذكره في الموطأ. وأربعة البرد ثمانية وأربعون ميلا وذلك مرحلتان، وهذا الذي ذكرناه هو الصواب، وأما قول صاحب المطالع: أن بينهما ستة ثلاثين ميلا فليس بمنقول.

عسكر مكرم: مذكورة في الروضة في أول كتاب البيع مدينة مشهورة في بلاد سير نحو شيراز.

العقيق: المذكور في ميقات أهل العراق، وهو واد يدفق ماؤه في غوري تهامة كذا ذكره الأزهري في تهذيب اللغة، وهو أبعد من ذات عرق بقليل.

ص: 56