الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الواو
وأد: في المهذب في عشرة النساء حديث الغزل: "هو الوأد الخفي" رواه مسلم. قال أهل اللغة: الوأد بالهمز دفن البنت وهي حية، وكانت العرب تفعله خشية الإملاق وربما فعلوه خوف العار، والموؤدة بالهمز البنت المدفونة حية. يقال منه وأدت المرأة ولدها وأدًا. قيل: سميت موؤدة لأنها تثقل بالتراب، ومنه قوله تعالى:{وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} (البقرة: من الآية255) .
وبش: في الحديث: "هذه أوباش قريش" ذكره في باب السير من المهذب. قال أهل اللغة: الأوباش الأخلاط.
قال الجوهري: والأوباش من الناس الأخلاط مثل الأوشاب، قال: ويقال هو جمع مقلوب من البوش كذا قاله الجوهري في فصل وبش، وقال في فصل بوش: البوش الجماعة من الناس المختلطين يقال بوش بائش، قال: والأوباش جمع مقلوب منه.
وجر: قال القاضي عياض: أوجره ووجره لغتان الأولى أفصح وأشهر، إذا ألقيت الوجور في حلقه، وهو الوجور بفتح الواو، وهو ما صب في وسط الفم في الحلق، واللدود ما صب في أحد جانبيه.
وجز: قال أهل اللغة: أوجزت الكلام قصرته، وهو كلام موجز بفتح الجيم وموجز بكسرها ووجز ووجز. وأما قول الغزالي في خطبة الوجيز: وأوجزت لك المذهب البسيط الطويل، فالظاهر أنه أراد بالمذهب البسيط كتابه البسيط، وذكره أبو القاسم الرافعي في كتابه التذنيب: أنه يجوز أن يريد به مطلق المذهب، وأن يريد به كتابه المعروف بالبسيط.
وجع: في الحديث: "لا تحل المسألة إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي عدم مفظع أو لذي دم موجع" ذكره في المهذب في باب النجش، فموجع بضم الميم وإسكان الواو وكسر الجيم. قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: الدم الموجع هو أن تتحمل حمالة في حقن الدماء، وإصلاح ذات البين فتحل له المسألة فيها، والله تعالى أعلم.
قوله في التنبيه في باب صلاة المريض: “وإن كان به وجع فقيل له إن صليت مستلقيا” هكذا ضبطناه وجع بالتنوين إضافة إلى العين، وكذا وجد في نسخة المصنف رحمه الله تعالى، وقد يقع في كثير من النسخ أو في أكثرها وجع العين بالإضافة إلى
العين والأول أجود، والله تعالى أعلم.
وحد: الدراهم الأحدية ذكرها في المهذب في باب ما ينقض الوضوء وزكاة المعدن: وهي بفتح الهمزة والحاء المخففة، وهي المكتوب فيها:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الاخلاص:1) إلى آخرها وكان هذه الدراهم في أوائل الإسلام.
ودع: ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه” هكذا رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ورواه أبو داود والترمذي على الشك. وروينا في مسند أبي عوانة الاسفرايني عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: “إن أدعكم فلا استحلف عليكم فقد ودعكم خير مني” قال القاضي عياض في شرح مسلم في حديث سبب نزول قول الله تعالى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} (الضحى:1، 2) النحويون ينكرون الماضي من ودع ووذر والمصدر أيضًا، قالوا: إنما جاء منهما المستقبل والأمر لا غير. قال القاضي: وقد جاء الماضي والمستقبل منهما جميعًا. وفي صحيح مسلم لينتهين قوم عن ودعهم الجماعات. وقال الشاعر:
أكثر نفعًا من الذي ودعوا
وكان ما قدموا لأنفسهم
وقال:
غاله في الحب حتى ودعه
ليت شعري في خليلي ما الذي
غاله بالغين المعجمة أي: أخذه.
ورس: الورس نبت أصفر يكون باليمن يصبغ به الثياب والخز وغيرهما، يقال: ورست الثوب توريسا إذا صبغته بالورس. قال الجوهري وغيره: ويقال ملحفة وريسة أي: مصبوغة بالورس، كذا قاله أهل اللغة: وريسة براء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم سين مفتوحة. ووقع في المهذب في آخر باب صفة الوضوء: “فأتيناه بملحفة ورسة” كذا هو في جميع نسخ المهذب ورسية بإسكان الراء وبعدها سين مكسورة ثم ياء مشددة، وكذا رواه البيهقي في السنن الكبير وغيره من أهل الحديث.
ورا: التورية: أن يوهم غير مراده فيقصد شيئا ويتكلم بما يفهم منه غيره، قال: وأصله من وراء كأنه جعل البيان وراء ظهره وأعرض عنه. حديث الشفاعة: يقول إبراهيم عليه السلام: “إني كنت خليلا من وراء وراء” هكذا سمع مبنيا على
الفتح، وهكذا ضبطناه عن مشايخنا في مسلم وفي المستخرج عليه لأبي نعيم، ومعناه من خلف حجاب.
ومثله حديث معقل: أنه حدث ابن زياد بحديث فقال: “إنني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وراء وراء” أي: ممن جاء خلفه وبعده، هكذا شرح معناه الأئمة المحققون. وقال ابن الأثير: وروي مبنيا على الفتح ثم شرحه، فقال: من وراء حجاب وهاتان الكلمتان أوردهما ابن دحية مفتوحتين فرد عليه سنان، وقال: لا يجوز فيهما إلا البناء على الضم كقبل وبعد إذا قطعتا عن الإضافة بنيتا على الضم، ومنع ابن دحية الضم. وقال أبو البقاء: الصواب “وراء وراء” لأن تقديره من وراء ذلك أو من وراء شيء آخر، فإن صح الفتح قبل.
قلت: صح الفتح والحمد لله لأن سماع الأئمة وتنبيههم على الفتح أقوى دليل على أنه ما روي بالضم، فحق أبي البقاء أن يقول: إن صح الضم، ولا يقول إن صح الفتح وتوجيهه أعني الفتح: أن تكون الكلمة مؤكدة كشذر مذر وشغر مغر وسقطوا بين بين، وورد في حديث معاذة الأسدي: “اللهم اجعل قوت فلان يوم يوم” ركبهما وبناهما على الفتح نحو لقيته صباح مساء، وإن ورد منصوبا منونا جاز جوازا جيدا، وأما بناء قبل وبعد على الفتح فضعيف عند البصريين، وإن حكاه الكوفيون فلا يجوز في القرآن العزيز لعدم فصاحته، ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وزع: قال الجوهري: وزعته كففته أزعه وزعا فاتزع أي: كف، والأوزاع الجماعات، والتوزيع القسمة والتفريق، وتوزعوه تقسموه، واستوزعت الله تعالى شكره، فأوزعني أي: استلهمته فألهمني. وقوله في كتاب الرهن: “فيما إذا رهن الجارية الحسناء إن كان مما تزعه الحشمة” هو بفتح التاء والزاي المخففتين أي: يكفه الحياء ويمنعه.
وسق: قوله: “خمسة أوسق” هي جمع وسق بفتح الواو وكسرها. قال الهروي: كل شيء حملته فقد وسقته، قال: وقال غيره: الوسق ضمك الشيء إلى الشيء بعضه إلى بعض. قال صاحب المحكم: جمع الوسق والوسق أوسق ووسوق، ويقال بكسر الواو وجمعه أوساق، قال: والأول أكثر وأشهر.
وسم: قوله: “والمستحب أن يسم
إبل الصدقة والبقر والغنم” قال الخطابي: إنما توسم لتتميز عن أملاكه وينزه صاحبها عن حبها من شرائها لئلا يكون عائدًا فيما أخرجه إلى الله تعالى، قال: وفيه تأكيد إشعار البدن لتتميز من أملاكه، وفيه أن النهي عن المثل وتعذيب الحيوان مخصوص به. قال الجوهري: وسمه وسما وسمة إذا أثرت فيه بسمة وكي، والهاء عوض عن الواو، قال: الميسم المكواة، وأصل الياء واو فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ، وإن شئت قلت مواسم على الأصل.
قال الأزهري: قال الليث: الوسم أثر كية تقول بعير موسوم أي: قد وسم بسمة تعرف بها إما كية وإما قطع في أذن، قال: والميسم المكواة، وهو الشيء الذي توسم به الدواب والجمع المواسم. قال غيره: يقال وسمه يسمه وسما وسمة، وأصله من السمة وهي العلامة، ومنه قوله تعالى:{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} (الفتح: من الآية29) أي: علامات إيمانهم وخشوعهم. ومنه موسم الحج لأنه معلم لجميع الناس، وفلان موسوم بالخير وعليه سمة الخير أي: علامته، وتوسمت فيه كذا أي: رأيت فيه علامة. وقوله في الديات من المهذب: “كان ينشد في الموسم”. وقوله في الوسيط في القسم الثالث من كتاب البيوع: “إذ من عادة العرب في الموسم شراء صبرة مكايلة المواسم” بفتح الميم جمع موسم. قال الأزهري: قال الليث: موسم الحج سمى موسما لأنه معلم يجتمع إليه، قال: وكذلك كانت مواسم أسواق العرب في الجاهلية.
وصي: قال أهل اللغة: يقال أوصيته بكذا وأوصيت ووصيت له وصيت إليه جعلته وصيا. قال الرافعي: قال الأزهري: اللفظة مشتقة من قولهم وصي الشيء بالشيء يصيه إذا أوصله به، وأرض واصية كثيرة النبات، وسمى هذا التصرف وصية لما فيه من وصل القربة الواقعة بعد الموت بالقربات المنجزة في الحياة، ودلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة متعاضدة على أصل الوصية.
وضم: قوله في باب الوليمة من الروضة: والوصيمة هي الطعام المتخذ عند المصيبة، هي بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة، وهي لفظة عربية حكاها الجوهري عن الفراء.
وعظ: قال ابن فاراس في المجمل: الوعظ التخويف، والعظة الاسم منه. قال الخليل: وهو التذكير بالخير فيما يرق
له قلبه. وقال الجوهري في الصحاح: الوعظ النصح والتذكير بالعواقب، يقال وعظته وعظا وعظة فاتعظ أي: قبل الموعظة. وقال الزبيدي في مختصر العين: الوعظ والموعظة والعظة سواء.
وغر: قوله في الوسيط في أول كتاب النكاح في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم: “فإن ذلك يوغر صدورهن” هو بضم الياء المثناة تحت وإسكان الواو وكسر الغين المعجمة أي: تحميها من الغيظ. قال الجوهري: الوغر شدة توقد الحر، ومنه قيل في صدره عليَّ وغر بإسكان الغين أي: ضغن وعداوة، وتوقد من الغيظ، والصدر بالفتح تقول وغر صدره علي يوغر وغورا فهو واغر الصدر علي، وقد أوغرت صدره على فلان أي: أحميته من الغيظ، وأوغرت الماء أي: أغليته.
وفق: التوفيق خلاف الخذلان. قال إمام الحرمين وغيره من أصحابنا المتكلمين: التوفيق خلق قدرة الطاعة، والخذلان خلق قدرة المعصية، والموفق في شيء لا يتضرر منه خلافه.
وقح: قوله في كتاب السير من الوسيط: “إذا أخذ الشحم لتوقيح الدواب” قال الجوهري: توقيح الحافر تصليبه بالشحم المذاب.
وقص: الوقص في الزكاة: هو ما بين النصابين، وفيه لغتان فتح القاف وإسكانها والمشهور في كتب اللغة فتحها. وقد عد الإمام ابن بري من لحن الفقهاء الإسكان المشهور في كتب اللغة وألسنة الفقهاء إسكانها. وقد عد القاضي أبو الطيب في تعليقه وصاحب الشامل وغيرهما فصلا في أن الصواب الإسكان، وتغليط من زعم من أهل اللغة أنه بالفتح، ونقلوا أن أكثر أهل اللغة قالوه بالإسكان، ثم قيل هو مشتق من قولهم رجل أوقص إذا كان قصير العنق لم يبلغ عنقه حد أعناق الناس، فسمي وقص الزكاة لنقصانه عن النصاب. قال أهل اللغة والقاضي أبو الطيب وصاحب الشامل وغيره من أصحابنا: الشنق بالشين المعجمة والنون المفتوحتين وبالقاف هو ما بين الفريضتين أيضًا مثل الوقص. قال القاضي: أكثر أهل اللغة يقولون الشنق مثل الوقص لا فرق بينهما. وقال الأصمعي: الشنق يختص بأوقاص الإبل، والوقص يختص بالبقر والغنم.
قلت: وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في
البويطي: وليس في الشنق من الإبل والبقر والغنم شيء، قالوا: والشنق ما بين شيئين من العدد، قال: وليس في الأوقاص شيء، قال: والأوقاص ما لم يبلغ ما تجب الزكاة فيه، هذا نصه في البويطي بحروفه ومنه نقلته.
قلت: والمشهور في كتب اللغة والفقه: “أن الوقص ما بين الفريضتين”، وقد استعملوه أيضا فيما لا زكاة فيه، وإن كان دون أول النصاب كالأربعة من الإبل، وهذا النص الذي نقلته من البويطي موافق لهذا، وقال الشافعي في مختصر المزني: “الوقس ما لم يبلغ الفريضة” هكذا رأيته في نسخ مختصر المزني بالسين المهملة، وكذا رواه الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه معرفة السنن والآثار عن الربيع عن الشافعي، قال البيهقي: كذا في رواية الربيع الوقس بالسين، قال: وهو في كتاب البويطي بالصاد. وروى البيهقي بإسناده في السنن عن المسعودي راوي هذا الحديث أنه قال: “في أوقاص البقر الأوقاص ما دون الثلاثين وما بين الأربعين والستين” قال المسعودى: وهي الأوقاس بالسين فلا تجعلها بالصاد.
قلت: فحصل من جميع هذا أنه يقال وقص بفتح القاف وإسكانها، ووقس بالسين وشنق، وأنه يستعمل فيما لم تجب فيه الزكاة مطلقا، لكن أكثر استعماله فيما بين الفريضتين، وأن منهم من فرق بين الشنق والوقص كما تقدم، والله تعالى أعلم.
وقع: سورة الواقعة هي القيامة كذا قاله ابن عباس وأبو عبيدة والأخفش وغيرهم، فالواقعة والقيامة والآزفة والقارعة بمعنى واحد. قال الواحدي: هذا الذي قاله هؤلاء من أن الواقعة هي القيامة هو الصحيح، قال: وأما قول مقاتل أنها الصيحة، وهي النفخة الأخيرة فبعيد؛ لأن الله تعالى وصفها بقوله تعالى:{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} (الواقعة:3) وهذا من صفة القيامة لا من صفة النفخة.
وقف: الوقف والتحبيس والتسبيل بمعنى واحد، وهي هذه الصدقة المعروفة، وهذه ألفاظ صريحة فيها، والوقف في اصطلاح العلماء عطية مؤبدة بشروط معروفة وهي مما اختص به المسلمون. قال إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه: لم يحبس أهل الجاهلية فيما علمته دارا ولا أرضا تبررا بحبسها، قال: وإنما حبس أهل الإسلام. قال صاحب التهذيب: الوقف أن يحبس عينا من أعيان ماله فيقطع
تصرفه عنها، ويجعل منافعها لوجه من وجوه الخير تقربا إلى الله تعالى. قال صاحب التتمة: حقيقة الوقف تحبيس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه يقطع تصرف الواقف وغيره عن رقبته وتصرف منافعه، وفوائده إلى وجوه البر يقصد به التقرب إلى الله تعالى، قال: وسمي وقفا لأن عين المال موقوفة، ويسمى حبسا لأن عين المال تصير محبوسة على تلك الجهة بعينها. قال أصحابنا: العطايا أقسام الوقف والهدية والهبة والعمري والرقبى والمنحة والعارية وصدقة التطوع والوصية والاقطاع، وقد ذكرنا حد الوقف، وسيأتي حد الهبة والهدية والصدقة في فصل وهب إن شاء الله تعالى.
وقى: الآوقية: بضم الهمزة على المشهور وفيها لغة قليلة الاستعمال، وقية بحذف الألف، وقد ثبتت هذه اللغة القليلة في صحيح البخاري من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من روايات ذكرها في باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى، جاز من حديث جابر في بيعة الجمل، وذكرها مسلم فيه، وجاءت بها أحاديث صحيحة أخرى.
وكد: قال أهل اللغة: يقال وكدت الأمر والعقد والعهد واليمين والسرج وغير ذلك، أوكده توكيدا وأكدته تأكيدا. قال الجوهري: والواو أفصح، قال: وكذلك أوكده وأكده إيكادا فيهما أي: شده وأتقنه، وتأكد الأمر وتوكد أي: استوثق.
وكل: الوكيل معروف، ويقال منه وكله توكيلا والاسم الوكالة، والوكالة بفتح الواو وكسرها لغتان فصيحتان، ذكرهما ابن السكيت وغيره. والتوكل الاعتماد، يقال توكلت على الله تعالى أو على فلان توكلا أي: اعتمدت عليه، والاسم التكلان بضم التاء وإسكان الكاف، وهذا الأمر موكول إلى فلان ووكلت الأمر إليه وكلا ووكولا إذا فوضته إليه وجعلته نائبا. قال الجوهري: ويقال واكلت فلانا مواكلة إذا اتكلت عليه واتكل عليك. وقوله في الخطبة: حسبي الله ونعم الوكيل، قيل: الوكيل في صفته سبحانه وتعالى بمعنى: الموكول إليه. وقيل: الموكول إليه بتدبير خلقه بمصالح خلقه. وقيل: الحافظ.
ولد: قال الجوهري: الولد يكون واحدا وجمعا، وكذلك الولد يعني بضم الواو وإسكان اللام، والولد بكسر الواو لغة في الولد، والوليد الصبي والعبد، والجمع
ولدان وولدة والوليدة الصبية والأمة والجمع الولائد، ويقال ولدت المرأة ولادًا وولادة، ويقال أولدت أي: حان ولادها، والوالد الأب والوالدة الأم وهما الوالدان، وتولد الشيء من الشيء يعني: حصل منه، وميلاد الرجل إسم الوقت الذي ولد فيه، والمولد إسم للموضع الذي ولد فيه، وولد الرجل إبله توليدا كما يقال نتجها نتجا، ورجل مولد إذا كان محض، هذا آخر كلام الجوهري.
وله: في الحديث: “لا توله والدة بولدها” مذكور في كتاب البيع هو بضم التاء وفتح الواو واللام المشددة، ويجوز في الهاء الوجهان في نظائره وهما رفعها وإسكانها، فالإسكان على النهي والرفع على أنه نهي بلفظ الخبر وهو أبلغ في الزجر، وقد تقدمت نظائره. قال أهل اللغة: والغريب الوله ذهاب العقل والتحير من شدة الحزن، ويقال رجل واله وامرأة والهة بإثبات الهاء وحذفها، وممن ذكر الوجهين فيهما ابن فارس، ويقال في الفعل منه وله بفتح اللام يله بكسرها ووله بكسرها يوله بفتحها لغتان فصيحتان ذكرهما الهروي وغيره، قالوا: ومعنى التوليه المنهي عنه في الحديث: أن يفرق بين المرأة وولدها فتجعل والهة.
ولي: قولهم في المحجور عليه مولى عليه، هو بفتح الميم وإسكان الواو كسر اللام وتشديد الياء، ويقال أيضًا بضم الميم وفتح الواو وتشديد اللام المفتوحة مثل المصلى عليه. قال الإمام أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم الجزري في كتابه نهاية الغريب: اسم المولى يقع على معان كثيرة، فذكر ستة عشر معنى، فقال: هو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمنعم عليه والمعتق، قال: وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد منها إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمرًا أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء.
وهب: قال أهل اللغة: يقال وهبت له شيئا وهبا ووهبانا بإسكان الهاء وفتحها وهبة، والاسم الموهب، والموهبة بكسر الهاء فيهما. قال الجوهري: والاتهاب قبول الهبة، والاستيهاب سؤال الهبة، وتواهب القوم أي: وهب بعضهم بعضا، ورجل وهاب وإبريق أي: كثير الهبة لأمواله، والهاء للمبالغة. وأما قول الغزالي وغيره
في كتب الفقه: وهبت من فلان كذا فهو مما ينكر على الفقهاء لإدخالهم لفظة من وإنما الجيد وهبت زيدًا مالا ووهب له مالا. وجوابه: أن إدخال من هنا صحيح، وهي زائدة وزيادتها في الواجب جائزة عند الكوفيين من النحويين، وعند الأخفش من البصريين.
وقد روينا أحاديث فيها: “وهبت منه كذا”، ويقال: هب زيدا منطلقا بمعنى أحسب فيعدى إلى مفعولين ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل. قال أصحابنا: والهبة في اصطلاح العلماء: تمليك العين بغير عوض، وقد زاد صاحب التتمة زيادة حسنة، فقال: تمليك الغير عينا للتودد واكتساب المحبة، وهذا الذي قاله تخرج به صدقة التطوع من الحد وهي مندوب إليها بالإجماع لدخولها في عموم قوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: من الآية2) وقوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: من الآية92) وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (البقرة: من الآية177) إلى قوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} (البقرة: من الآية177) وقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} (النساء:4) وللحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابوا” والهبة والهدية متقاربتان فالأمر بأحدهما أمر بالاخر. قال صاحب التتمة: والهدية في معنى الهبة إلا أن غالب ما يستعمل لفظ الهدية فيما يحمل إلى إنسان أعلى منه.
قلت: هذا ليس كما قال، بل تستعمل في حمل الإنسان إلى نظيره ومن فوقه ودونه. قال صاحب التتمة: وأما الصدقة فهي صرف المال إلى المحتاجين بقصد التقرب إلى الله تعالى. وقال صاحب الشامل: الهبة والهدية وصدقة التطوع بمعنى واحد كل واحد من ألفاظها يقوم مقام الآخر، إلا أنه إذا دفع شيئًا ينوي به التقرب إلى الله تعالى إلى المحتاجين فهو صدقة، وإن دفع ذلك إلى غير محتاج للتقرب إليه والمحابة فهي هبة وهدية. وكذا قال الشيخ نصر المقدسي في تهذيبه: الهبة والهدية ما يقصد بهما في الغالب التواصل والتحابب، والصدقة ما يقصد به التقرب إلى الله تعالى. وقال الرافعي كلاما لخصته في الروضة.
وهد: الوهدة بفتح الواو وإسكان الهاء هي المكان المطمئن، وجمعها وهاد ووهد، قاله الجوهري.
وهن: قال الآزهري في تهذيب