المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تعالى أعلم. نهاوند: قال السمعاني: هي بضم النون وهي مدينة من - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٤

[النووي]

الفصل: تعالى أعلم. نهاوند: قال السمعاني: هي بضم النون وهي مدينة من

تعالى أعلم.

نهاوند: قال السمعاني: هي بضم النون وهي مدينة من بلد الجبل. قيل: أن نوحا عليه السلام بناها، وكان اسمها نوحا وند فأبدلوا الحاء هاء.

النهروان: مذكور في قتال أهل البغي في المهذب: وهو مكان بقرب بغداد وهو بفتح النون والراء وإسكان الهاء بينهما هذا هو المشهور في ضبطه، وكذا ضبطه أبو العباس ثعلب وابن قتيبة في أدب الكاتب والجوهري في صحاحه وآخرون. وقال ابن الانبارى: هو بضم النون والراء. وذكره ابن الجواليقي في كتابه المعرب بالوجهين فقال: النهروان بفتح النون والراء فارسي معرب، قال: وقال أبو عمرو: سمعت من يقول نهروان بضمها. ذكره السمعاني في الأنساب بالضم فقط، قال: وهي بلدة قديمة لها عدة نواحي خرب أكثرها وهي بقرب بغداد.

نيسابور: بفتح النون من أعظم مدن خراسان وأشهرها وأكثرها أئمة من أصحاب أنواع العلوم. وللحاكم أبي عبد الله بن البيع النيسابوري كتاب كبير في تاريخها مشتمل على نفائس كثيرة، وروينا عن الحافظ عبد القادر الرهاوي في كتابه الأربعين قال: العالمين مدائن خراسان أربع نيسابور ومرو وبلخ وهراة. قال السمعاني في الأنساب: نيسابور أحسن مدن خراسان وأجمعها للخيرات، وإنما قيل لها نيسابور لأن سابور لما رآها قال: يصلح أن يكون هنا مدينة، وكان قصبا وأمر بقطعه وأن تبنى مدينة، فقيل نيسابور إلى القصب، وقد جمع الحاكم لها تاريخا في مجلدات. قلت: ويقال لنيسابور أيضا أبر شهر، كذا ذكره الحاكم في مواضع كثيرة في أول تاريخها.

نيل مصر: مذكور في باب أحكام المياه من كتاب إحياء الموات من المهذب: هو بكسر النونن وهو النهر المعروف، وهو من أنهار الجنة كما جاء في الحديث الصحيح.

‌حرف الهاء

هتك: قوله في المهذب في أواخر كتاب المسابقة: كما لو عرض دون العرض شيء فهتكه هو بفتح الهاء والتاء المخففة ومعناه: خرقه ونفذ منه. قال أهل

ص: 178

اللغة: يقال هتكت الشيء هتكا فانهتك، والهتك خرق الستر عما وراءه.

هجر: قال الواحدي: المهاجر الذي فارق عشيرته ووطنه. وأصله من الهجر الذي هو ضد الوصل، ومنه قيل للقبيح الهجر لأنه ينبغي أن يهجر، والهاجرة وقت يهجر فيه العمل.

هجع: قول الله تبارك وتعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (الذريات:17) جاء ذكره في صلاة التطوع من المهذب. قال المفسرون وأهل االلغة: الهجوع النوم بالليل. وقال الإمام الواحدي في كتابه الوسيط في التفسير: الهجوع النوم بالليل دون النهار، قال: وما صلة، والمعنى كانوا يهجعون قليلا من الليل يصلون أكثر الليل. قال عطاء: وذلك حين أمروا بقيام الليل ثم نزلت الرخصة، قال: ويجوز أن يكون المعنى كان الليل الذي ينامون فيه كله قليلا ويكون إسما للجنس، وهذا معنى قول سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: كانوا أقل ليلة تمر بهم إلا صلوا فيها. قال مطرف بن الشخير: قل ليلة أتت عليهم هجوعا كلها. وقال مجاهد: كانوا لا ينامون كل الليل، قال: واختار قوم الوقف على قوله تعالى: {قَلِيلاً} وهو قول الضحاك ومقاتل، ثم ابتدأ فقال:{مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} وهذا على معنى نفي النوم عنهم البتة. قال عطاء: والمراد بهؤلاء القليل ثمانون من نصارى نجران آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه، هذا آخر كلام الواحدي.

قال الأزهري: يقال أتيت فلانا بعد هجعة أي: بعد نومة خفيفة من أول الليل، وقد هجع يهجع هجوعا إذا نام، وقوم هجوع ونسوة هجع وهواجع وهجع القوم تهجيعا إذا ناموا، ومعنى هجيع من الليل وهزيع بمعنى واحد. قال صاحب المحكم: الهجوع النوم بالليل خاصة، ونسوة هجع وهجوع وهواجع وهواجعات جمع الجمع.

هدب: في حديث المطلقة ثلاثا “ليس معه إلا مثل هذه” الهدبة هي بضم الهاء وإسكان الدال هذه اللغة الفصيحة. قال الجوهري: ويقال بضم الدال أيضا في لغة ويقال هدب بضم الهاء وإسكان الدال هاء في آخره وهي طرف الثوب، شبهت ذكره في الاسترخاء وعدم الانتشار عند الإفضاء إليها بالخرقة وكنت عنه بما ذكرت. وأما أهداب العين فهي الشعور النابتة على أشفار العين، واحدها هدب ضم الهاء وإسكان الدال، وقيل فيه لغة بفتحهما، ورجل أهدب كثير شعر أشفار

ص: 179

العين، والهندباء مذكور في بيع الأصول والثمار من المهذب وهو بقل معروف، وهو بكسر الدال يمد ويقصر لغتان، ويقال فيه أيضا هندباء بفتح الدال وهندباء وهندب.

هدد: الهدهد بضم الهاءين وإسكان الدال بينهما طائر معروف ذو خطوط متوجة، ويقال أيضا فيه هدهد بضم الهاء الأولى وكسر الثانية، وجمعه هداهد بفتح الأولى وهو محرم، ويقال هد البناء يهد بضم الهاء هدا.

هدي: الهدي: والهدي لغتان فصيحتان مشهورتان إسكان الدال مع تخفيف الياء وكسر الدال مع تشديد الياء. قال صاحب البحر: وهو اسم لما يهدى إلى مكة وحرمها، زادها الله تعالى شرفا تقربا إلى الله تعالى من النعم وغيرها من الأموال، إلا أنه عند الإطلاق اسم للنعم، فلهذا قال أصحابنا: إذا نذر هديا، وسماه لزمه ما سمى، وإن أطلق فقولان القديم أنه يجزيه ما يقع عليه الاسم. قال صاحب البحر: حتى تجزيه تمرة أو زبيبة لأنه يقع عليه اسم الهدي لغة وشرعا، ودليله في حديث الجمعة من راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، والجديد الأصح لا يجزيه إلا ما يجزي في الأضحية من النعم وأما الهدية، والفرق بينها وبين الهبة والصدقة، والاختلاف في اشتراط الإيجاب والقبول فيها، فسنذكره إن شاء الله تعالى في فصل وهب. والهداية والهدي يطلق بمعنيين أحدهما خلق الإيمان واللطف، والآخر بمعنى البيان فمن الأول {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} (الأعراف: من الآية43) ونظائره، ومن الثاني قول الله تعالى:{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} (الانسان: من الآية3){وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (البلد:10) أي: بينا له طريقي الخير والشر، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} (فصلت: من الآية17) أي: بينا لهم الطريق.

هذب: قال أهل اللغة: التهذيب التنقية والتصفية، والمهذب المنقى من العيوب، ورجل مهذب أي: مطهر الأخلاق.

هذذ: قوله في المهذب في وجوب قراءة الفاتحة على المأموم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعلكم تقرأون خلف إمامكم قلنا: نعم هذا يا رسول الله، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب” هذا الحديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة، وهذا هو في سنن أبي داود والدارقطني والبيهقي وغيرهم: هذا بتشديد الذال ومنصوب مكتوب بالألف. قال الخطابي في تفسير هذا

ص: 180

الحديث: الهذ سرد القراءة ومداركتها في سرعة واستعجال قال: وقيل: أراد بالهذ هنا الجهر بالقراءة، فهذا صواب هذه اللفظة ولا خلاف فيها بين المحدثين والشارحين وغيرهم، ووقع في المهذب: “أجل يا رسول الله نفعل هذا” بزيادة لفظة نفعل وهكذا هو في رواية البيهقي والذال المشددة أيضا أي: نفعل القراءة بالهذ ونهذها هذا، وفي رواية الدارقطني: “نهذه هذا وندرسه درسا”. ورواية أبي داود وأكثر روايات الدارقطني: “أجل يا رسول الله هذا” وإنما بسطت الكلام في هذه اللفظة لأني أخاف تصحيفها ممن لم يأخذ ألفاظ الحديث من مظانها محققة.

هذى: قال الجوهري: هذى في مرضه يهذي ويهذو هذيا وهذيانا. وأما قوله في مختصر المزني في باب الضمان: ولا يصح ضمان المبرسم الذي يهذي. فقد ذكر صاحب الحاوي في معناه وجهين لأصحابنا، وقد سبق بيانه في حرف الباء في برسم.

هرر: الهر السنور والأنثى هرة، وقوله في صلاة الخوف من المهذب والوسيط: “صلى علي رضي الله تعالى عنه ليلة الهرير” هو بفتح الهاء وكسر الراء وبعدها ياء ثم راء أخرى، وهي حرب جرت بينه وبين الخوارج وكان بعضهم بهر على بعض فسميت بذلك. وقيل: هي ليلة صفين بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما.

هرو: قولهم: “ثوب هروي ودينار هروي” هو بفتح الهاء والراء وكسر الواو وتشديد الياء منسوب إلى هراة، وهي إحدى مدن خراسان المشهورة. وقوله في الوسيط والوجيز في باب الربا: “لا يصح بيع الهروي بالهروي” الهروي نقد فيه ذهب وفضة.

هزع: قال الأزهري: قال أبو عبيد: قال الأحمر: مضى هزيع من الليل وجرس وجوش، هذا كله بمعنى واحد. قال صاحب المحكم: الهزيع صدر من الليل. وقيل: ثلثه أونحوه والجمع هزع.

هزل: قوله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث جدهن جد وهزلهن جد” تقدم في الجيم، والهزل: ضد الجد، وقد هزل بفتح الهاء والزاي يهزل بكسر الزاي. قوله: سمن ثم هزل هو بضم الهاء وكسر الزاي. قال الجوهري: الهزال ضد السمن، يقال: هزلت الدابة هزالا على مالم يسم فاعله، وهزلتها أنا

ص: 181

هزلا فهو مهزول.

هشش: ذكر في المهذب في أول كتاب المسابقة: “أن النبي صلى الله عليه وسلم راهن على فرس فجاءت سابقة فهش لذلك وأعجبه هو بفتح الهاء وتشديد الشين أي: سر بذلك وفرح به وظهر السرور على وجهه الكريم. قال الجوهري: الهشاشة الارتياح والخفة للمعروف، قال: ويقال هششت لفلان بكسر الشين أهش، بفتح الهاء هشاشة ورجل هش بش.

هلث: قوله في باب زكاة الثمار من المهذب: وإن كان رطبا لا يجيء منه التمر كالهلياث، والسكر الهلياث بكسر الهاء وإسكان اللام وبعدها ياء مثناة من تحت ثم ألف ثم ثاء مثلثة. نقل بعض الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب عن أبي حاتم السجستاني أنه قال في كتاب النخل: الهلياث نخلة صحيحة الجذع جيدة الرأس حمراء الليف، مادة الجريد قائمة الفرع طويلة الخوص مسترسلة السعف دقيقة الشوك، وهي أصح النخل وأطولها عرجونا طويلة الشمراخ تدلى أعذاقها، وبسرتها صفراء دقيقة الأسفل غليظة الرأس وبسرتها بشعة الطعم، ورطبها أطيب الرطب يجيء مع آخر السكر، قال: والسكر بضم السين المهملة وتشديد الكاف نخلة ثمرتها صفراء، وهي أرق الرطب، وجذعها أجود أجذاع النخل الجيدة الرأس حمراء الرطب فيه سواد قليل، قائمة الفرع مادة الجريد طويلة الخوص في سعفها صفرة، وفي خوصها استرخاء صافية اللون مستديرة الجريد غليظة الشوك، وفي شوكها سواد قليل طويلة العرجون، والشمراخ تؤكل خضراء وصفراء ومدركة، وهي من النخل التي لا تموت حتى تسقط أو تضرب، هذا آخر ما نقل عن السجستاني رحمه الله تعالى. وذكر صاحب البيان في باب زكاة الثمار: أن الهلياث والسكر كثير الماء قليل اللحم والشحم والبرني والمعقلي قليل الماء كثير اللحم والشحم.

هلج: ذكر في أول باب الربا من الروضة: الإهليلج هو بكسر الهمزة واللام الأولى وفتح اللام الثانية هكذا ضبطه أهل اللغة. قال الجوهري: هو معرب. قال الجوهري: قال ابن السكيت: هو الإهليلج والاهليلجة بالكسر يعني بكسر اللام ولا تقل هليلجة. قال: وقال

ص: 182

ابن الأعرابي: هو بفتح اللام وليس في الكلام صدفه بالكسر، ولكن أفعلل مثل أهليلج وإبريسم.

هلع: قال أهل اللغة: الهلوع الضجور، وقد هلع يهلع هلعا. وقال الزجاج: هو الذي يفزع ويجزع. وقال صاحب المحكم: الهلع الحرص. وقيل: الجزع وقلة الصبر. وقيل: هو أسوأ الجزع، يقال: هلع هلعا وهلوعا وهلاعا، ورجل هلع وهالع وهلوع وهلواع وهلواعة جزوع حريص، وشيخ هالع أي: محزن وهلع هلعا جاع.

همس: قوله في الوسيط في مسألة الخرص: بالتأبير الصحة همسة حصلت من همس القوم. قال أهل اللغة: والتفسير الهمس هو الصوت الخفي، يقال: همس بحديثه إذا أخفاه. قال أبو عبيدة: الهمس واللكز والذب بمعنى واحد، وهو الصوت الخفي، والحروف المهموسة التي يذكرها أهل العربية عشرة يجمعها حثه شخص فسكت.

هملج: في كتاب الإجارة من المهذب والوسيط: ذكر المهملج من الدواب وهو بضم الميم وفتح الهاء وإسكان الميم وكسر اللام، وهو الذي يكون حسن السير في سرعة كذا قاله أهل اللغة. وذكر صاحب المحيط الوزير أبو القاسم ابن عباس: أن الهملاج حسن سير الدابة في سرعة وبخترة. قال أهل اللغة: وجمع الهملاج هماليج كسرادح وسراديح وهي الناقة الكريمة، ويقال للذكر والأنثى هملاج، والفعل منه هملج يهملج هملجة فهو مهملج كدحرج يدحرج دحرجة فهو مدحرج. قال الجوهري: هو فارسي معرب.

هود: قال الإمام أبو الحسن الواحدي في البسيط: قال الليث: الهود التوبة. وقوله عز وجل: {إنا هدنا إليك} أي: تبنا إليك. وقال غيره: هاد في اللغة معناه مال، يقال: هاد يهود هيادة وهودا. وقال المبرد في قوله تعالى: {هدنا إليك} أي: ملنا إليك، ويقال: لمن تاب هاد لأن من تاب من شيء مال عنه. قال الليث: سميت اليهود يهودا اشتقاقا من هادوا أي: تابوا من عبادة العجل، فعلى هذا القول لزمهم هذا الاسم في ذلك الوقت. وقال غيره: سموا بذلك لأنهم مالوا عن دين الإسلام وعن دين موسى، فعلى هذا إنما سموا يهودا بعد أنبيائهم. وقال ابن الأعرابي: يقال هاد إذا رجع من خير إلى شر ومن شر إلى خير،

ص: 183

وسموا اليهود بذلك لتخليطهم وكثرة انتقالهم من مذاهبهمز وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: سميت اليهود لأنهم يتهودون أي: يتحركون عند قراءة التوراة وعلى هذا التهود تفعل من الهيد بمعنى الحركة، يقال هدته أهيده هيدا كأنك تحركه ثم تصلحه. وقيل: اليهود معرب من يهوذا بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام بالذال المعجمة عرب ثم نسب الواحد إليه. فقيل: يهودى ثم حذفت الياء في الجمع. فقيل: يهود وكل جمع منسوب إلى جنس فهو بإسقاط ياء النسبة كقولهم زنجي وزنج ورومي وروم، هذا الكلام في أصل هذا الحرف. ويقال: هاد إذا دخل في اليهودية وتهود إذا تشبه بهم ودخل في دينهم، وهود إذا دعي إلى اليهودية، ومنه الحديث: “فأبواه يهودانه” هذا آخر كلام الواحدى.

وفي حديث القسامة: “تحلف لكم اليهود” لفظة يهود مرفوعة غير منونة فلا تنصرف لأن العرب أجرته إسما للقبيلة فامتنع صرفه لتأنيثه وتعريفه، وكذلك مجوس. قال أبو حاتم السجستاني: يهود مجوس لا يتصرفان لأنهما إسمان لأمتين كالاسمين للقبيلتين. قال: وأما المجوس واليهود فالمراد مذهب المجوسي واليهودي.

هوس: قوله في الوسيط: وقيل: يجب في الشم الحكومة لأن التأذي به مع كثرة الإتيان أكثر من التلذذ، وهذا هوس الهوس بفتح الهاء والواو طرف من الجنون، كذا قاله الجوهري في صحاحه.

هون: الهون بفتح الهاء هو السكينة والوقار والهون بالضم الهوان. قوله في باب الاستطابة من المهذب: حكاية عن لقمان عليه الصلاة والسلام “فاقعد هوينا وأخرج” قوله: هوينا هو بضم الهاء وفتح الواو وإسكان منون تصغير هونا، والمشهور فيه الهوينا بالألف واللام كالدنيا. وقد قيل: هونا، كما قيل دنيا والهوينا تأنيث الأهون والهاوون الذي يدق فيه معروف. قال ابن فارس في المجمل: الهاوون الذي يدق فيه عربي صحيح، قال: كأنه فاعول من الهون، قال: ولا يقال هاون لأنه ليس في الكلام فاعل يعني: لا يقال هاون بواو واحدة مضمومة، وكذا قاله غيره، وفيه لغة أخرى هاون بفتح الواو ذكرها الجوهري، قال: وأصله بالواوين لأن جمعه هوانين مثل قانون وقوانين

ص: 184

فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا، وفتحوا الأولى لأنه ليس في كلامهم فاعل بالضم.

هيأ: قوله في مختصر المزني في صفة الحج: “وتطوف المرأة على هيئتها” قال صاحب العين: روي هيئتها وروي هينتها أي: سكينتها.

هيم: قوله في الوسيط: “الهائم وراكب التعاسيف لا يترخص” الهائم هو الذاهب مقصود صحيح. قال أبو عبد الله البخاري في أول كتاب البيوع من صحيحه: “الهائم المخالف القصد في كل شيء”. وأما جمع الغزالي بين الهائم وراكب التعاسيف، فقد قال الشيخ أبو الفتوح العجلي: هما عبارتان عن شيء واحد وليس كما قال، بل الهائم الخارج على وجهه لا يدري أين يتوجه وإن سلك طريقا مسلوكا، وراكب التعاسيف لا يسلك طريقا فهما مشتركان في أنهما لا يقصدان موضعا معلوما، وإن اختلفا فيما ذكرناه. قال أهل اللغة: يقال: هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا ذهب من عشق أو غيره، وقلب مستهام أي: هائم، والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى يقال منه ناقة هيماء، وهذا مذكور في الروضة في أول باب الأضحية.

هيه: قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى: هيهات إسم يسمى به إسم الفعل، وهو بعد في الخبر لا في الأمر، ومعنى هيهات بعد، وليس له اشتقاق لأنه بمنزلة الأصوات وفيه زيادة معنى ليست في بعد، وهو أن المتكلم بهيهات يخبر عن اعتقاده واستبعاد ذلك الذي يخبر عن بعده، فكأنه بمنزلة قوله بعد جدا وما أبعده، لا على أن يعلم المخاطب مكان ذلك الشيء في البعد، ففي هيهات زيادة على بعد وإن كان تفسيره بعد. قال الفراء في قوله تعالى حكاية عنهم:{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (المؤمنون:36) لو لم تكن اللام في ما كان صوابا، قال: ودخول اللام عربي، ومثله في الكلام هيهات لك وهيهات أنت منا وهيهات لأرضك، وأنشد:

وهيهات خل بالعقيق نواصله

فهيهات هيهات العقيق وأهله

فمن لم يدخل اللام رفع الاسم، ومعنى هيهات بعد فكأنه قال بعد العقيق. ومن أدخل اللام قال: هيهات أداة ليست مأخوذة من فعل، فإذا دخلت اللام كما يقال هلم لك إذا لم تكن مأخوذة من فعل. وقال الزجاج: هيهات موضعها الرفع وتأويلها

ص: 185

البعد لما توعدون، قال: ويقال هيهات ما قلت وهيهات لما قلت، فمن قال هيهات لما قلت معناه البعد لقولك.

قال أبو على الفارسى: قول الزجاج: إن هيهات في موضع رفع، وإجراؤه إياها مجرى البعد في أن موضعه رفع في قولك البعد لزيد خطأ، وذلك أن هيهات اسم سمي به الفعل، فهو إسم لبعد كما أن شتان كذلك وهيهات أشبه الأصوات نحو مه وصه وما لا حظ له في الاعراب، فكما لا يجوز أن يحكم لشتان بموضع من الإعراب من حيث كان اسما للفعل ولا موضع له من الإعراب، كما لا موضع للهمزة من قوله أقام زيد، كذلك لا يجوز أن يحكم لهيهات بأن موضعه رفع، ولو جاز أن يكون موضعه رفعا لدلالته على معنى البعد لكان شتان أيضًا مرتفعًا لدلالته على ذلك، وليس للاسم الذي يسمى به الفعل موضع من الإعراب كما لم يكن للفعل الذي جعل هذا اسما له موضع، فإذا ثبت أنه اسم سمي به الفعل لا يخلو من ذلك ولولا أن شتان وهيهات لبعد في قولك شتان زيد وهيهات العقيق، وأن الاسم مرتفع به إذ لا يخلو أن يكون بمنزلة الفعل أو يمنزلة المبتدأ، ولا يجوز أن يكون بمنزلة المبتدأ لأن المبتدأ هو الخبر في المعنى أو يكون له فيه ذكر، وليس هيهات بالعقيق ولا شتان بزيد، ولو كان إسما للمصدر لما وجب بناؤه لأن المعنى الواحد قد يسمى بعده إسما، ويكون ذلك كله معربا، وأيضا فإنك تقول هيهات المنازل وهيهات الديار، فلو كان هيهات مبتدأ لوجب أن يجمع إذ لا يكون المبتدأ واحدا والخبر جمعا.

وأظن الذي حمل أبا إسحاق على أن هيهات معناه البعد رفعا أنه لم ير في قوله هيهات فاعلا ظاهرا مرتفعا، فحمله على أن موضعه رفع كالبعد، والقول في هذا أن في هيهات ضميرًا مرتفعًا، وذلك أن الضمير عائد إلى قوله: “إنكم مخرجون” الذي هو بمعنى الإخراج فصار في هيهات هذا الضمير العائد إلى الأخراج فصار في هيهات ضميرا له، والمعنى: هيهات إخراجكم للوعد أي: بعد إخراجكم الوعد، ففاعل هيهات في قول الشاعر: فهيهات العقيق الاسم الظاهر، وإنما كرر هيهات في الآية والبيت للتأكيد.

وأما قوله: ويقال هيهات ما قلت وهيهات لما قلت، فمن قال هيهات فمعناه: البعد لما قلت، ومن قال هيهات

ص: 186

لما قلت فمعناه: البعد لقولك، فقد ذكرنا: أن هيهات لا يجوز أن يكون للبعد، وأنه اسم سمي به الفعل فأجازته هيهات. ما قلت على أنه للبعد ليس بجائز، وإنما قلت يرتفع بهيهات كما يرتفع ببعد، وأما إجازته هيهات ما قلت فإنما قاسه على قوله تعالى:{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (المؤمنون:36) وليس قولك مبتدأ هيهات لما قلت مثل الآية؛ لأن التي في الآية فيها ضمير كما أعلمتك ولا ضمير فيها مبتدأ، فبان أن قوله هيهات لما قلت ليس كما قاسه؛ لأنه خال من ضمير الفاعل، فإن قال هيهات لقولك وكان في هيهات ضمير كما في الآية جاز وإلا امتنع.

وقوله: وأما من نون هيهات فجعلها نكرة، ويكون المعنى بعد لما قلت، ففيه اختلاف قيل: إنه إذا نون كان نكرة لأن هذه التنوينة في الأصوات إنما تثبت علما للتنكير وتحذف علما للتعريف، كقولهم عاقٍ وعاقِ وايهٍ وايهِ فجائز أن يكون المراد بهيهات إذا نون التنكير. وقيل: إنه إذا نون أيضا كان معرفة كما كان قبل التنوين لأن التنوين في مسلمات ونحوه نظير النون في مسلمين، فهي إذا ثبتت لم تدل على التنكير كما تدل عليه في عاق؛ لأنه بمنزلة ما لا يدل على تعريف ولا تنكير فهو على تعريفه الذي كان عليه قبل دخول التنوين، إذ ليس التنوين فيه ليث في عاق. قال أبو العباس: وهذا الوجه قوي، هذا آخر كلام أبي على الفارسى.

قال الواحدي: فحصل في معنى هيهات ثلاثة أقوال: أحدهم أنه بمنزلة الصفة كقولك بعيد، وهو قول الفراء. والثاني: أنه منزلة البعد وهو قول الزجاج وابن الانبارى. والثالث: أنه بمنزلة بعد وهو قول أبي علي وغيره من حذاق النحويين، فهو على هذه الأقوال بمنزلة الصفة والمصدر والفعل وفيه لغات فتح التاء بلا تنوين. قال الفراء: هما أداتان جمعتا كخمسة عشر، قال: ويجوز أن يكون نصبها كنصب ربت وثمت، واللغة الثانية: هيهاتا بالتنوين مع الفتح، قال ابن الانبارى: هو شبيه بقوله تعالى: {فقليلا ما يؤمنون} . والثالثة: هيهات بكسر التاء، قال الفراء: هو بمنزلة وراك. والرابعة: الكسر مع التنوين، قال ابن الانبارى: شبهوه بالأصوات كعاق. والخامسة: هيهات بالرفع بغير تنوين. والسادسة: هيهات بالرفع والتنوين، قال: ومن العرب من يقول إيهات في هذه اللغات كلها، ومنهم من يقول إيها بلا تنوين وبحذف التاء كما حذفت الياء من حاش لله، والمستعمل من هذه اللغات كلها استعمالا

ص: 187