الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم الكلاب: مذكور في باب الأنية وباب ما يكره لبسه في المهذب، هو بضم الكاف وتخفيف اللام، اسم ماء كانت به وقعة. قيل: إنه بين الكوفة والبصرة.
الكوفة: البلدة المعروفة ودار الفضل وأهله مصرها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل: لاستدارتها. تقول العرب: رأيت كوفانا وكوفا للرملة المستديرة. وقيل: سميت كوفة لاجتماع الناس، من قول العرب تكوف الرمل إذا ركب بعضه بعضا. وقيل: لأن طينها خالطه حصى، وكلما كان كذلك فهو كافة. قال الحازمي وغيره: ويقال أيضًا للكوفة كوفان بضم الكاف وإسكان الواو وآخره نون. وذكر ابن قتيبة في غريبه عند ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقال لها كوفان بضم الكاف وفتحها، رويناهما في تاريخ دمشق في هذا الموضع، والله تعالى أعلم وله الحمد والفضل والمنة.
حرف اللام
اللام: اللام على ثمانية أضرب لام الملك كقولك: المال لزيد، ولام الاختصاص كقولك: هذا أخ لزيد، ولام الاستعانة كقولك: يا للرجال، ولام التعجب كقولك: يا للعجب أي يا عجب احضر فهذا وقتك، ولام العلة كقولك: صحبتك لتكرمني، ولام العاقبة كقول الله عز وجل:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً} (القصص: من الآية8) أي: عاقبة ذلك، ولام الجحود كقول الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} (لأنفال: من الآية33) ولام التاريخ كقولك: كتبته لثلاث خلون أي: بعد ثلاث.
لألأ: اللؤلؤ معروف، وسيأتي إن شاء الله تعالى في فصل (مرج) الفرق بين اللؤلؤ والمرجان، وفيه أربع لغات: وهي أربع قراءات قرىء بهن في القراءات السبع إحداهن: بهمزتين، والثانية: لولو بغير همز فيهما، والثالثة: بهمز الأول دون الثاني، والرابعة: عكسه. قال الفراء رحمه الله تعالى: سمعت العرب تقول لصاحب اللؤلؤ: لاء مثل لعال، والقياس لأء مثال لعاع.
لبأ: قال الأصحاب: يجب على الأم أن تسقي الولد اللباء لأنه لا يعيش بدونه. قال الرافعي: مرادهم الغالب أولانه لا يقوى ولا تشتد بنيته إلا به وإلا فيشاهد من يعيش بلا لباء، والله تعالى أعلم.
لبث: قال الأزهري: قال الليث:
اللبث المكث، والفعل لبث. قال الأزهري: يقال لبث يلبث لبثا ولبثا ولباثا كل ذلك جائز، وتلبث تلبثا فهو متلبث. قال صاحب المحكم: لبث بالمكان لبثا ولبثانا ولباثا ولبثته وتلبث أقام.
لثغ: الألثغ المذكور في باب صفة الأئمة، وهو بالثاء المثلثة، وهو من يبدل حرفا بحرف فيجعل السين تاء والراء غينا ونحو ذلك، كذا نقله صاحب البيان عن أصحابنا.
لحم: قوله: “وإن اشتد الخوف والتحم القتال” قال الأزهري في شرح المختصر: التحام القتال قطع بعضهم لحوم بعض، والملحمة المقتلة وجمعها ملاحم. وفي الحديث: “الولاء لحمة كلحمة النسب” قال جمهور أهل اللغة: لحمة النسب ولحمة الثوب بضم اللام فيهما. وحكى الأزهري وغيره عن ابن الأعرابي أنهما بفتح اللام. قال الأزهري: معنى الحديث قرابته كقرابة النسب، ولحمة الثوب ما في عرضه وسداه ما في طوله.
لطف: قال إمام الحرمين في الإرشاد: اللطف عند أهل الحق خلق قدرة الطاعة وخالفت فيه المعتزلة. قال ابن فارس في المجمل: اللطف من الله عز وجل لعباده الرأفة والرفق. قال أهل اللغة: اللطف واللطف الرفق والبر.
لعق: الملعقة بكسر الميم. قال الأزهري: الملعقة ما يلعق به، ويقال لعقت الشيء ألعقه لعقا. واللعوق: اسم كل طعام يلعق من دواء أو عسل، واللعقة: بالضم الشيء القليل منه ولعقت لعقة واحدة بالفتح، واللعاق بالفتح ما بقي في فيك من طعام لعقته. قال الفراء: يقال للرجل إذا مات لعق أصبعه. قال ابن دريد: اللعوقة سرعة الإنسان فيما أخذ فيه من عمل في خفة ونزق، ورجل لعوق مسلوب العقل، هذا آخر كلام الأزهري. وقال صاحب المحكم: مثل هذا كله، وزاد: وألعقته الشيء ولعقته إياه ولعقت الماشية الأرض لم تدع من نباتها شيئا.
لعن: اللعن في اللغة: هو الطرد والإبعاد، يقال لعنه الله تعالى يلعنه لعنا فهو ملعون ولعين، ويقال رجل لعنة بفتح العين أي: كثير اللعن، ولعنة بإسكانها أي يلعنه الناس، واللعان والملاعنة والتلاعن بمعنى واحد، وهو ملاعنة الرجل امرأته وهو معروف، ويقال منه تلاعنا والتعنا ولاعن القاضي بينهما، وسمي لعانا لما فيه من قول الرجل وعلي لعنة الله إن كنت من الكاذبين، وإنما اختير لفظ اللعن على لفظ الغضب، وإن كانا موجودين في اللعان لكون اللعنة متقدمة في الآية الكريمة،
وفي الواقع من صورة اللعان. وقيل: يجوز أن يكون سمي لعانا لما فيه من الطرد والإبعاد لكل واحد منهما عن صاحبه، ووقوع الحرمة المؤبدة بخلاف المطلق والمظاهر والمولى، والله تعالى أعلم.
وقوله في المهذب في باب صلاة الاستسقاء: وقال مجاهد في قوله تعالى: {وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} (البقرة: من الآية159) قال: دواب الأرض تلعنهم، هذا الذي قاله أحد الأقوال في الآية، وقال ابن عباس: اللاعنون كل شيء إلا الجن والإنس. قال أهل العربية: وإنما قال الله تعالى {اللاعِنُونَ} بالواو والنون، ولم يقل اللاعنات لأنه وصفها بصفة من يعقل فجمعها جمع من يعقل، كما قال الله تعالى:{أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (يوسف: من الآية4) و {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} (النمل: من الآية18){وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} (فصلت: من الآية21){وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يّس: من الآية40) وقال قتادة: هم الملائكة. وقال عطاء: الجن والإنس. وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين” ذكره في فصل الأمان من كتاب السير من المهذب. وقوله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد والظل وقارعة الطريق” سميت ملاعن لأن الناس يلعنون فاعل ذلك، فهي مواضع لعن والله تعالى أعلم.
واللعان: مصدر لاعن يلاعن، وجعل اللعان المعروف حجة للمضطر إلى قذف من لطخ فراشه وألحق العار به وسمي لعانا لاشتماله على كلمة اللعن. قال إمام الحرمين: وخصت بهذه التسمية لأن اللعن كلمة غريبة في مقام الحجج من الشهادات والإيمان، والشيء يشتهر بما يقع فيه من الغريب، وعلى ذلك جرى معظم تسميات سور القرآن، ولم يسم بما يسبق من لفظ الغضب لأن الغضب يقع في جانب المرأة، وجانب الرجل أقوى لأن لعانه يسبق لعانها، وقد ينفك عن لعانها ولا ينعكس. قال الرافعي: قالت طائفة من أصحابنا: كل ملعون مغضوب عليه ولا ينعكس، وقد ورد باللعان الكتاب والسنة وأجمعت عليه الأمة، وفيمن نزلت آية اللعان بسببه خلاف أوضحته في شرح الوسيط.
وروينا في صحيح مسلم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا ينبغي لصديق أن يكون لعانًا” وما يجوز من اللعن وما يحرم ولعن أصحاب الصفات فقد أوضحته في أواخر كتاب الأذكار في الألفاظ التي ينهى عنها فينقل إلى هنا ملخصا. واختلف العلماء في اللعان ما هو فمذهبنا المشهور الذي نص عليه الشافعي رضي الله تعالى عنه وجمهور الأصحاب: أن اللعان يمين. وقال أبو حنيفة: شهادة. وقال القاضي حسين في تعليقه:
اختلفوا في اللعان، والأصح أنه يمين. وقيل: يمين أكدت بالشهادة. وقيل: يمين مشوبة بشهادة. وقيل: شهادة أكدت باليمين. وقال إمام الحرمين: ما يحرمه العلماء في حقيقة اللعان أن أصحاب أبي حنيفة يقولون هو شهادة، وأصحابنا يقولون يمين، والمنصف من أصحابنا يقول فيه شوب اليمين والشهادة، فأصدق شاهد على كونه يمينا أنه يصدر عمن هو في مقام الخصومة وهو يحاول تصديق نفسه ولا يجيء هذا في الشهادة، وفيه من أحكام الشهادة شيء واحد وهو أنه لو نكل عن اللعان ثم أراده كان له اللعان كما لو لم يقم المدعي البينة، ثم أراد إقامتها وليس هو كاليمين في هذا، فإن من نكل عن اليمين ثم أرادها، لم يكن له والله أعلم، وفي اللعان لطيفة وهي أنها يمين مكررة أربع مرات، ولا يعرف يمين مكرر إلا اللعان والقسامة.
لفو: قال أهل اللغة: يتغلظ تداركته وألفيته وجدته.
لقح: قول الغزالي رحمه الله تعالى في الوسيط: الملقاح هو ما في بطن الأم، وفي بعض النسخ: الملاقيح ما في بطن الأم. قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى: والأول لا يكاد يصح من حيث اللغة، وإن كان قد قال في البسيط الملاقيح جمع ملقاح، إذ واحد الملاقيح عند صاحب صحاح اللغة ملقوحة. قلت كذلك قال أبو عبيدة معمر ابن المثنى: فيما رأيته في غريب الحديث له، وكذلك.
قال القاسم ابن سلام أبو عبيد والأزهري وغيرهم: الملاقيح الأجنة الواحدة ملقوحة. قال الجوهري: هو من قولهم لقحت كالمحموم من حم والمجنون من جن. قال: والملاقيح ما في بطون النوق من الأجنة، وكذا قال أبو عبيدة معمر: الملاقيح ما في بطون الحوامل من الإبل خاصة. وقال الأزهري في الشرح واحدة: الملاقيح ملقوحة لأن أمها لقحتها أي: حملتها، واللاقح الحامل. قال: والملاقيح الأجنة التي في بطون الأمهات، وكذا قال ابن فارس في المجمل: الملاقيح التي تكون في البطون، ولم يخص الأزهري وابن فارس الإبل، وخصها أبو عبيدة والجوهري، واللقحة بكسر اللام وفتحها والكسر أفصح، ولم يذكر الجوهري وغيره إلا الكسر، وممن ذكر الفتح ابن الأثير، وهي الناقة القريبة العهد بالولادة نحو شهرين أو ثلاثة ثم هي اللبون، وجمع اللقحة لقح كقربة وقرب ويقال لها لقوح، وجمعها لقاح.
لقط: اللقطة: هو الشيء الملتقط وهي بفتح القاف هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وفيها لغة أخرى بإسكانها. قال الإمام أبو
منصور الأزهري في كتاب شرح ألفاظ مختصر المزني: روى الليث بن المظفر عن الخليل أنه قال اللقطة بفتح القاف، هو الذي يلتقط الشيء، واللقطة بإسكانها هو الشيء الملتقط. قال الأزهري: هذا الذي قاله قياس لأن فعلة جاء في أكثر كلامهم فاعلا وفعلة، جاء أن كلام العرب جاء في اللقطة على خلاف القياس، أجمع أهل اللغة ورواة الاخبار على أن اللقطة يعني بالفتح هو الشيء الملتقط، وكذلك قال الفراء وابن الأعرابي والأصمعي، هذا آخر كلام الأزهري، والله تعالى أعلم.
وأما اللقيط: فهو الصبي المنبوذ الملقوط. قال الرافعي: يقال للصبي المقلى الضائع لقيط وملقوط ومنبوذ. قال شيخنا أبو عبد الله بن مالك في اللقطة أربع لغات: لقطة ولقطة ولقاطة بضم اللام ولقطة بفتح اللام والقاف.
لقع: قال صاحب المحكم: لقعه بعينه يلقعه لقعا أصابه وبالبعرة رماه، ولا يكون اللقع البعر مما يرمى به، واللقع العيب، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر، ورجل تلقاع وتلقاعة عيبة، وتلقاعة أيضا كثير الكلام لا نظير له إلا تكلامة، وامرأة تلقاعة كذلك، ورجل لقاعة كتلقاعة. وقيل: هو الذي يصيب مواقع الكلام وفيه لقاعات.
واللقاعة أيضًا الداهية المتفصح. وقيل: هو الظريف اللبق، واللقعة الذي يتلقع بالكلام ولا شيء عنده واللقاع، واللقاع: الذباب الأخضر الذي يلسع الناس واحدته لقاعة ولقاعة هذا آخر كلام صاحب المحكم. وقال الأزهري: امرأة ملقعة فحاشة ومر فلان يلقع أسرع والتقع لونه واستقع والتمع وانتطع ونطع واستنطع كله بمعنى واحد أي: تغير.
لكع: قوله في أول كتاب النكاح من الوسيط: روى أن عمر رضي الله تعالى عنه قال لجارية متقنعة: “أتتشبهين بالحرائر يالكعاء” فلكعاء بفتح اللام وإسكان الكاف وبالمد. قال الأزهري: عبد لكع أوكع وأمة لكعاء ووكعاء وهي الحمقاء. قال البكري: هذا شتم للعبد والأمة. قال أبو عبيد: اللكع عند العرب العبد أو الأمة. وقال غيره: اللكع الأحمق وامرأة لكاع ولكيعة.
لكم: قال الأزهري: قال الليث: اللكم اللكز في الصدر يقال لكمه يلكمه لكما. وقال صاحب المحكم: اللكم الضرب باليد مجموعة. وقيل: هو اللكز والدفع لكمه يلكمه لكما.
لمس: قول الله تبارك وتعالى:
{أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} (النساء: من الآية43) وقرىء لامستم وهما قراءتان في السبع وهو محمول عند الشافعي، وغيره على التقاء البشرتين، وتفصيل ذلك وتقريره معروف في كتب الفقه، ويقال: منه لمس يلمس ويلمس بضم الميم في المضارع وكسرها لغتان مشهورتان، وبيع الملامسة مأخوذ من اللمس، وهو مفسر في هذه الكتب وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن امرأتي لا ترد يد لامس، قال: “طلقها” قال: إنني أحبها قال: “أمسكها” ذكره في كتاب الطلاق من المهذب هو حديث صحيح مشهور، رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من رواية عكرمة عن ابن عباس ولفظه في سنن أبي داود أنه قال: امرأتي لا تمنع يد لامس قال النبي صلى الله عليه وسلم: “غربها” قال: أخاف أن تتبعها نفسي قال “فأستمتع بها” وإسناده إسناد صحيح واحتج به إمامنا الشافعي، ثم قال الأصحاب وغيرهم من العلماء: على أن التعريض بالقذف لا يكون قذفا، واحتجوا به على أن المرأة إذا لم تكن عفيفة استحب للزوج طلاقها، واحتج به بعضهم على صحة نكاح الزانية وعلى أن الزوجة إذا زنت لا ينفسخ نكاحها، وهذا كله مصير منهم إلى أن المراد بقوله “لا ترد يد لامس” معناه: لا تمنع من يريدها للزنا، وكذا فسره الإمام أبو سليمان الخطابي إمام هذا الفن فقال في معالم السنن قوله: “لا تمنع يد لامس” معناه الزانية وإنها مطاوعة من أرادها لا ترد يده. قال: وقوله: “غربها” أي: أبعدها بالطلاق وأصل الغرب البعد، قال: وفيه دليل على جواز نكاح الفاجرة. قال: وقوله صلى الله عليه وسلم: “فاستمتع بها” أي لا تمسكها إلا بقدر ما تقضي متعة النفس منها ومن وطرها، والاستمتاع بالشيء الانتفاع به إلى مدة، ومنه نكاح المتعة، ومنه قوله تعالى:{إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ} (غافر: من الآية39) هذا آخر كلام الخطابي.
قلت: فكأنه صلى الله عليه وسلم أشار عليه أولا بفراقها نصحية له، وشفقة عليه في تنزهه من معاشرة من هذا حالها، فأعلم الرجل شدة محبته لها وخوفه فتنة بسبب فراقها، فرأى صلى الله عليه وسلم المصلحة له في هذا الحال إمساكها خوفا من مفسدة عظيمة تترتب على فراقها، ودفع أعظم الضررين بأخفهما متعين ولعله يرجى لها الصلاح بعد، والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث مما قد يعرض فيه إشكال فبسطنا الكلام فيه بعض البسط لهذا المعنى، وإلا فهذا الكتاب مبني على الاختصار
فاندفع بحمد الله تعالى الإشكال وزال بلفظه الاعضال، وقد ذكر في معنى الحديث قول آخر: وهو أنه أراد لا ترد من يلتمس منها مالا يقول هي سخية تعطي تضيع ما كان عندها، وفي كتاب النسائي قال: يقول هي سخية تعطي، ورد أصحابنا هذا التأويل وقالوا: لو أراد هذا لقال يد ملتمس، وجواب آخر: وهو لو أراد هذا لقال أحرز مالك عنها، وذكر فيه معنى آخر قاله بعض المتأخرين قال: معناه أمسكها عن الزنا إما بمراقبتها وإما بكثرة جماعها.
لمم: في حديث الظهار: أن أوس بن الصامت كان به لمم وكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، قال الشيخ إبراهيم المروزي: المراد باللمم الإلمام بالنساء وشدة التوق إليهن.
لهث: قال أهل اللغة: يقال لهث الكلب بفتح الهاء وكسرها لغتان يلهث بفتحها فيهما لهثا بإسكانها، والاسم اللهث بفتحها، واللهاث بضم اللام، ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى، وهو الكلب الذي أخرج لسانه من شدة العطش والحر.
لو: قال الإمام أبو منصور الأزهري في أول كتاب تهذيب اللغة في مخارج الحروف: قال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى: إذا صيرت الحرف الثاني مثل قد وهل ولو اسما أدخلت عليه التشديد، فقلت: هذه لو مكتوبة وهذه قد حسنة الكتبة وأنشد:
أن ليتا وأن لو عناء
ليت شعري وأين متى ليت
فشدد لو حين جعلها اسما
لون: قول الله عز وجل: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية5) جاء ذكر هذه الآية الكريمة في كتاب السير من المهذب، قال جماعات من أهل العربية: أصل اللينة لونة بالواو، وهي من اللون فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كما في ميزان وميقات وميعاد وبابه، وقال آخرون: بل الياء أصل وهي من اللين، وممن حكى هذا الخلاف الهروي، واختلف أهل اللغة والتفسير في المراد: باللينة فالأظهر أنها النخل مطلقا، وقيل: النخل كله إلا العجوة. وقيل: هي الغسيل. وقيل: هي النخل الكرام الجيدة. وقيل: إنها العجوة خاصة، ذكر هذه الأقوال الماوردي وغيره. وقيل: إنها جميع النخل إلا العجوة والبرني، حكاه الهروي عن أبي عبيدة.