الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كيس فلان هو بكسر الكاف، ومرادهم أن هذا من عنده وتخرج لنفسه وتصرفه، وليس هو منصوصا للشافعي.
كيف: لفظة كيف استفهام عن الحال، ويقال فيها أيضا كي بحذف الفاء، نقله الشيخ أبو عبد الله بن مالك في العمدة رحمه الله تعالى.
كذا: قال الشافعي ثم الأصحاب رحمهم الله تعالى: إذا قال له علي كذا وكذا درهما لزمه درهمانز وقال جماعة من العلماء: يلزمه أحد وعشرون درهما، قالوا: لأنه أول عدد يدخله الواو، قالوا: ولو قال كذا درهما لزمه أحد عشر درهما لأنه أول ما ينصب فيه الدرهم. وقال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في كتاب شرح الزيادات في شرح ألفاظ مختصر المزني: هذا الذي قاله هؤلاء قد يجوز أن يحمل الكلام عليه إذا أراده المقر ونواه، وأما إذا أهمل الكلام إهمالا، فلا يجوز أن يحكم بذلك عليه، والذمم على البراءة فلا تشغل إلا بما لا يشك في صحته، فقوله له على كذا وكذا بمنزلة قوله له على شيء وشيء، وهو محتمل لأصناف الأشياء، فلما قال: درهما كان مخبرا بالجنس الذي أراد ونصب الدرهم على التمييز كقول الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} (الكهف: من الآية25) وكقول الشاعر:
من الدهر أعواما وذا الدهر عاشر
فمر بهذا الربع هيهات تسعة
قوله في الوسيط والوجيز في كتاب قسم الفيء سهم لذوي القربى، وهم المدلون بقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كبني هاشم وبني المطلب هذه الكاف خطأ، والصواب حذفها، لأنهما لا ثالث لهما، وإدخال الكاف يقتضي مشاركة غيرهم، والله تعالى أعلم.
فصل في أسماء المواضع
كداء: بفتح الكاف والمد هي الثنية التي بأعلى مكة وهو معروف، وأما كدًا بضم الكاف والقصر والتنوين فمن أسفل مكة، هذا هو الصواب المشهور الذي قاله جماهير العلماء من المحدثين وأهل الأخبار واللغة والفقه، وما سوى هذا فليس بشيء، وأما قول الإمام أبي القاسم الرافعي: أن الذي يشعر به كلام الأكثرين أن السفلى أيضا بالمد، ويدل عليه أنهم كتبوها بالألف ومنهم من كتبها بالياء، فليس قوله هذا بشيء،
ولا يلزم من كتابتها بالألف مدها، فإن الثلاثي إذا كان من ذوات الواو تعين كتبه بالألف، سواء مد أو قصر كعصا، وإن كان من ذوات الياء وليس منونا كتب بالياء ويجوز بالألف أيضا، وإن كان منونا فمنهم من يقول لا يكتب إلا بالألف، ومنهم من جوزه بالياء، وهذا والله تعالى أعلم من كدوت، وأما قول القاضي حسين في تعليقه في أول باب دخول مكة من الثنية العليا: وهي كدا بضم الكاف، ويخرج من السفلى وهي كداء بفتح الكاف، فغلط وتصحيف ظاهر، وهو كلام معكوس إما من المصنف وإما من غيره.
كراع الغميم: ذكرته في باب الغين واضحا مبسوطا.
الكعبة: البيت الحرام زادها الله تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة، هو اسم للبيت العتيق خاصة سميت بذلك لاستدارتها وعلوها، وقيل: لتربيعها. وقد تقدم إيضاح هذا في فصل الكاف مع العين والباء من اللغات. وقد بنيت الكعبة الكريمة خمس مرات: إحداها: بناء الملائكة قبل آدم، والثانية: بناء إبراهيم عليه السلام، والثالثة: بناء قريش في الجاهلية، وقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا البناء كما ثبت في الحديث الصحيح، والرابعة: بناء ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما، والخامسة: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي، وهذا هو البناء الموجود اليوم، وهكذا كانت الكعبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المارودي في الأحكام السلطانية: وكانت الكعبة بعد إبراهيم عليه السلام مع جرهم، والعمالقة إلى أن انقرضوان وخلفهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم لكثرتهم بعد القلة وعزتهم بعد الذلة، فكان أول من جدد بناء الكعبة من قريش بعد إبراهيم عليه السلام قصي بن كلاب، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل، ثم بنتها قريش بعده ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وشهد بناءها، وكان بابها بالأرض. فقال أبو حذيفة بن المغيرة: يا قوم ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخل إلا بسلم فإنه لا يدخلها حينئذ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهون رميتم به فسقط، وصار نكالا لمن يراه، ففعلت قريش ذلك، وكان سبب بنائها: أن الكعبة استهدمت، وكانت فوق القامة فأرادوا تعليتها.
وقد ذكرت جملا مما يتعلق بالكعبة ومبدأ أمرها وأحكامها الآن في كتاب المناسك، وضمنته من النفائس الغريبة مما يستطرف، وذكرت في هذا الكتاب عند ذكر مكة وبكة والبيت والحرام جملا كثيرة تتعلق بها، وهي معروفة في مواضعها.