الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الياء
يدي: قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء وأهل اللغة: اليد إسم لهذه الجارحة المعروفة من المنكب إلى رؤوس الأصابع. قال أبو سليمان الخطابي في كتاب التيمم من معالم السنن: "ما بين المنكب إلى أطراف الأصابع" كله إسم لليد، قال: وقد يقسم بدن الإنسان على سبعة أراب اليدان والرجلان ورأسه وظهره وبطنه، وقد يفصل كل عضو منها فيقع تحته أسماء خاصة كالعضد في اليد والذراع والكف، فاسم اليد يشتمل على هذه الأشياء كلها، وإنما يترك العموم في الأشياء ويصار إلى الخصوص بدليل يفهم أن المراد من الاسم بعضه لا كله، وهو مما عدم دليل الخصوص، كان الجواب إجراء الاسم على عمومه، واستيفاء مقتضاه برمته، هذا آخر كلام الخطابي ومحله من العلم مطلقا، ومن اللغة خصوصا بالغاية العليا.
يرع: قوله في أول الشهادة من الوسيط والوجيز والروضة: في اليراع وجهان: هو بفتح الياء وتخفيف الراء وبالعين المهملة وهو جمع يراعة، أو إسم جنس واحدته يراعة، وهي الزمارة التي تسميها الناس الشبابة. قال أهل اللغة: اليراع القصب الواحدة يراعة. قال صاحب المحكم في باب العين مع الهاء والراء: الهيرعة القصبة التي يزمر بها الراعي. واعلم: أن المذهب الصحيح المختار تحريم استماع اليراع، صححه البغوي وغيره. وقد صنف الإمام أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الثعلبي الدولعي خطيب دمشق ومفتيها المحقق في علومه كتابا، مشتملا على نفائس وأطنب في دلائل تحريمه رحمه الله تعالى.
يس: قول الله تبارك وتعالى: {يس} جاء ذكره في كتاب الجنائز. قال الماوردي: هذه السورة مكية في قول الجميع، إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا: إلا آية منها وهي قوله تعالى: {وإذا قيل لهم} الآية، قال الماوردي في قوله عز وجل:{يس} خمس تأويلات: أحدها: أنه إسم من أسماء الله تعالى أقسم به، قاله ابن عباس. والثاني: أنه فواتح من كلام الله تعالى افتتح به كلامه، قاله مجاهد. والرابع: أنه يا محمد، قاله محمد بن الحنفية.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى سماني
في القرآن سبعة أسماء محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله" والخامس: انه يا إنسان، قاله الحسن وعكرمة والضحاك وسعيد بن جبير، ثم اختلفوا، فقال سعيد بن جبير وعكرمة: هو بلغة الحبشة. وقال آخرون: بلغة كلب. وقال الشعبي: بلغة طيء أنها بالسريانية، والله تعالى أعلم. هذا ما ذكره الماوردي، ولم أر في هذه النسخة التي حصلت لي القول الثالث، وأظنه يا رجل كما حكاه غيره. ومن قال إنها بالسريانية فمعناه ذلك أصلها، ثم عربته العرب، وتكلمت به. وقوله صلى الله عليه وسلم: "سماني عبد الله" يعني في قول الله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (الجن: من الآية19) وذلك مذكور في الأسماء من هذا الكتاب من أسمائه صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أبو الحسن الواحدي: من قال معناه يا إنسان، فوجهه من العربية أنه اكتفى بالسين من إنسان كما يكتفي بالحرف من الكلمة. وقال الإمام أبو البقاء العكبري النحوي في كتابه إعراب القرآن: الجمهور على إسكان النون من "يس" ومنهم من يظهر النون لأنه حقق بذلك إسكانها، ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين، ومنهم من يفتحها كما في ابن. وقيل الفتحة إعراب، قال: و"يس" إسم للصورة كهابيل، والتقدير: اتل يس، والقرآن قسم على كل وجه، هذا آخر كلام أبي البقاء.
وقد اختلفت القراء السبعة في إمالة فتحة الياء من يس، فأمالها أبو بكر وحمزة والكسائى، وأما الباقون فأخلصوا فتحها، واختلفوا أيضًا في إظهار النون وإدغامها في الواو وكل ذلك فصيح.
يقن: قال الإمام أبو القاسم الرافعي في باب الاجتهاد في المياه: اعلم أن الفقهاء كثيرًا ما يعبرون بلفظ المعرفة واليقين عن الاعتقاد القوي علما كان أو ظنا مؤكدا، ويجري ذلك في لسان أهل العرف.
يمن: ذكر القاضي عياض في شرح مسلم في أحاديث الحوض في أول كتاب المناقب قولين: أحدهما: "أن جميع المؤمنين من الأمم يأخذون كتبهم بأيمانهم ثم يعذب الله تعالى من يشاء من عصاتهم". والثاني: "إنما يأخذه بيمينه الناجون من النار خاصة"، والله تعالى أعلم.