المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الذي يلي الجبل إلى الجبل الذي بحذائه ألف ذراع وثلاثمائة - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٤

[النووي]

الفصل: الذي يلي الجبل إلى الجبل الذي بحذائه ألف ذراع وثلاثمائة

الذي يلي الجبل إلى الجبل الذي بحذائه ألف ذراع وثلاثمائة ذراع، قال: ومن جمرة العقبة إلى الجمرة الوسطى أربعمائة ذراع وسبعة وثمانون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا، ومن الجمرة الوسطى إلى الجمرة التي تلي مسجد الخيف ثلاثمائة ذراع وخمسة أذرع، ومن الجمرة التي تلي مسجد الخيف ثلاثماءة ذراع وخمسة أذرع، ومن الجمرة التي تلي مسجد الخيف إلى أوسط أبواب المسجد ألف ذراع وثلاثمائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعا، هذا كلام الأزرقي.

‌حرف النون

نبر: المنبر مكسور الميم وهو من النبر وهو الارتفاع. قال الجوهري: نبرت الشيء انبره نبرًا رفعته، ومنه سمي المنبر قلت: واتخاذ المنبر سنة تواترت الأخبار بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له ثلاث درجات، كذا رويناه في صحيح مسلم وغيره من رواية سهل بن سعد الساعدي:"ويستحب أن يكون المنبر على يمين المحراب قريبًا منه" وروى الأزرقي في كتاب مكة: أن أول من خطب بمكة على منبر معاوية بن أبي سفيان قدم معه من الشام سنة حج في خلافته منبر صغير على ثلاث درجات، وكانت الخلفاء والولاة قبل ذلك يخطبون على أرجهلم قيامًا في وجه الكعبة وفي الحجر، وكان ذلك المنبر الذي قدم به معاوية ربما خرب فيعمر ولا يزاد فيه، حتى حج هارون الرشيد في خلافته فأهدى له عامله على مصر موسى بن عيسى منبرًا عظيما فيه تسع درجات منقوشات مكان منبر مكة، ثم أخذ منبر مكة القديم فجعل لعرفة.

نبط: قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي، المراد به من اللفظ، وسمي النبط والاستنباط لاستخراجهم ينابيع الأرض بحيث لا يهتدي إليها غيرهم كاهتدائهم.

نبع: يقال: نبع الماء ينبع وينبع وينبع بضم الباء في المضارع، وفتحها وكسرها ثلاث لغات حكاهن الواحدي في تفسير سورة الزمر عن الكسائى والفراء، وحكاهن أيضًا في سورة سبحان عن الليث والفراء، قال في سبحان نبع الماء ينبع وينبع وينبع نبعًا ونبوعا ونبعانا.

نبغ: قوله في خطبة الوجيز: المبتدعة

ص: 158

النابغة أي: الظاهرة، يقال نبغ الشيء ينبغ وينبغ بضم الباء وفتحها نبوغا أي: ظهر فهو نابغ.

نتر: قال صاحب المحكم: النتر الجذب بجفاء نتره ينتره نترا فانتتر، واستنتر الرجل من بوله اجتذبه، واستخرج بقيته من الذكر عند الاستنجاء. قال الأزهري: قال الليث: النتر جذب فيه جفوة، وذكر الجوهري والهروي مثله.

نثر: في المهذب عن عمرو بن عبسة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما منكم من أحد يقرب وضوءه ثم يتمضمض ثم يستنشق وينتثر إلا جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء” هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه قبيل كتاب صلاة الخوف بنحو ورقة.

قال الأزهري في تهذيب اللغة: قال ابن الأعرابي: النثرة طرف الأنف. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الطهارة: “استنثر” قال: ومعناه استنشق وحرك النثرة في الطهارة. وروى سلمة عن الفراء أنه قال: نثر الرجل وانتثر واستنثر إذا حرك النثرة في الطهارة. قال الأزهري: وروي لنا هذا الحرف عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأت فأنثر” بألف مقطوعة، ولم يفسره أبو عبيد. قال الأزهري: وأهل اللغة لا يجيزون انتثر من الانتثار، وإنما يقال: نثر ينثر وانتثر ينتثر واستنثر يستنثر. وروى أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر” هكذا رواه أهل الضبط لألفاظ الحديث، وهو الصحيح عندي قوله: لينثر وليستنثر على غير ما فسره الفراء وابن الأعرابي. قال بعض أهل العلم: معنى الاستنثار والنثر: أن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أذى أو مخاط. ومما يدل على هذا الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنشق ثلاثا في كل مرة يستنثر فجعل الاستنثار غير الاستنشاق، وأما قول ابن الأعرابي: النثرة طرف الأنف فصحيح، هذا ما ذكره الأزهري.

قال صاحب المحكم: النثرة الخيشوم وما والاه، واستنثر الإنسان استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف. وقال الهروي في الغريبين في نثروا ستنثر في الطهارة، يقال نثر ينثر بكسر الثاء، ونثر الذكر ينثره بضم الثاء لا غير. وقال الخطابي في معالم السنن: استنثر معناه: استنشق الماء ثم أخرجه من أنفه،

ص: 159

وأصله مأخوذ من النثرة وهي الأنف.

وقال صاحب مطالع الأنوار: الاستنثار طرح الماء من الأنف بعد استنشاقه. قال: وقال ابن قتيبة: الاستنشار والاستنثار سواء، مأخوذ من النثرة وهي الأنف. قال: ولم يقل شيئًا، وقد فرق بينهما في الحديث بقوله: “فليجعل في انفه ماء ثم لينتثر” فدل على أنه طرحه بريح الأنف مبتدئا. قوله في باب الوليمة: والنثر بفتح النون وإسكان الثاء. قال الأزهري: قال الليث: النثر نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقا نثر ينثره مثل نثر اللوز والجوز والسكر وهو النثار، يقال: شهدت نثار فلان. قال صاحب المحكم: النثر رميك الشيء متفرقا نثره ينثره وينثره نثرًا ونثارًا ونثرة فانتثر وتنثر وتناثر. قوله في باب الربا والجعالة من المهذب: روى المزني في المنثور عنه يعني: بقوله عنه الشافعي رضي الله تعالى عنه والمنثور كتاب من كتب المزني التي نقلها عن الشافعي، وقد تكرر ذكر المنثور في المهذب والروضة.

نج: في الحديث: “أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه” ذكره في كتاب الصيام من المهذب هو بالذال المعجمة بلا خلاف بين أهل العلم مطلقا. قال أبو العباس ثعلب وجماهير أهل اللغة وغيرهم: المراد بالنواجذ هنا الأنياب، وكان معظم ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تبسما. وقيل: المراد بالنواجذ هنا الضواحك. وقيل: المراد بهما الأضراس، وهذا هو الأشهر في إطلاق النواجذ في اللغة. قال ابن الأثير في النهاية: وعلى هذا القول يكون المراد مبالغة مثله في ضحكه، أن يراد ظهور نواجذه في الضحك. قال: وهذا أقيس الأقوال لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان. وضعف القاضي عياض والمحققون هذا القول، وقالوا: الصواب أنها الأنياب.

نجش: روى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما “أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش”. النجش: بفتح النون وإسكان الجيم. قال الهروي رحمه الله تعالى: قال أبو بكر: معنى النهي عن النجش أي: لا يمدح أحدكم السلعة ويزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ليسمعه غيره فيزيد، قال: وأصل النجش مدح الشيء وإطراؤه. قال الهروي: وقال غيره: النجش تنفير الناس عن الشيء إلى غيره والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان. قال صاحب الحاوي: أصل النجش الإثارة للشيء، ولهذا قيل للصياد النجاش، والناجش لإثارته الصيد، ولهذا

ص: 160

قيل لطالب السلعة نجاش، والطلب نجش، قال: وحقيقة النجش المنهي عنه في البيع أن يحضر الرجل السوق فيرى السلعة تباع بثمن فيزيد في ثمنها وهو لا يرغب في ابتياعها، ليقتدي به الراغب فيزيد لزيادته ظنا منه بأن تلك الزيادة لرخص السلعة اغترارا به، وهذه خدعة محرمة.

نجل: الإنجيل: اسم لكتاب الله تعالى المنزل على عيسى عليه السلام وهو إفعيل، واللغة المشهورة فيه كسر الهمزة، وهي قراءة القراء السبعة وغيرهم، وقراءة الحسن بفتح الهمزة، واختلف النحويون في اشتقاقه، فذكر أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه من نجلت الشيء أي: أخرجته، وولد الرجل نجله فيكون معناه: خرج به دارس من الحق. والثاني: أنه من تناجل القوم إذا تنازعوا. قال: وحكى ذلك أبو عمرو الشيباني فسمي إنجيلا لما وقع فيه من التنازع؛ لأنه وقع فيه من التنازع ما لم يقع في شيء من كتب الله عز وجل. والقول الثالث: أنه سمي إنجيلا لأنه أصل من العلم الذي أطلع الله عز وجل خلقه عليه، مشتق من قولهم نجله إذا ولده، وكان أصلا له. قال: وجمع الإنجيل أناجيل. وقال غير النحاس: هو أفعيل من النجل، وهو الأصل الذي يتفرع عن غيره، واستنجل الوادي إذا نز ماؤه. وقيل: هو من السعة من قولهم نجلت الاهاب إذا شققته، ومن عين نجلاء أي: واسعة الشق، وتضمن الإنجيل سعة لم تكن لليهود.

نجم: قول الله تبارك وتعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (النجم:1) جاء ذكره في باب سجود التلاوة في المهذب. قال الماوردي: فيه أربعة أقوال: أحدها: نجوم القرآن إذا نزلت الآية وكانت تنزل نجوما قاله مجاهد. والثاني: أنه الثريا. والثالث: الزهرة قاله السدي. والرابع: جماعة النجوم قاله الحسن، وليس يمتنع أن يعبر عنها بلفظ الواحد. قلت: والزهرة بفتح الهاء وإسكانها.

قال الواحدي في الوسيط: النجم القرآن سمي نجما لتفرقه في النزول، والعرب تسمي التفرق نجوما والمفرق منجما، وهو قول ابن عباس وفي رواية عنه: أنه الثريا. وفي رواية أخرى عنه يعني: الرجوم من النجوم، وهو ما ترمى به الشياطين عند استراق السمع. قوله عز وجل:{وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النحل:16) ذكره في استقبال القبلة من

ص: 161

المهذب. قال الإمام الثعلبي: قال مجاهد وإبراهيم: أراد جمع النجوم فمنها ما تكون علامات ومنها ما يهتدون به. وقال السدي: يعني الثريا وبنات نعش والفرقدين والجدي يهتدون بها إلى الطريق والقبلة. قولهم في الكتابة: إنما تصح على نجمين وحل النجم وأدى نجما من نجوم كتابته، وغير ذلك من ألفاظهم كله بفتح النون. قال الرافعي: النجم في الأصل الوقت، ويقال: كانت العرب لا تعرف الحساب ويبنون أمورهم على طلوع النجم والمنازل، فيقول أحدهم: إذا طلع نجم الثريا أديت حقك فسميت الأوقات نجوما، ثم سمي المؤدي في الوقت نجما.

نحل: النحل: مفتوح النون ساكن الحاء معروف. قال الأزهري: قال الليث: النحل دبر العسل الواحدة نحلة. قال: وقال أبو إسحاق في قول الله عز وجل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (النحل: من الآية68) جائز أن يكون سمي نحلا لأن الله عز وجل نحل الناس العسل الذي يخرج من بطونها. قال: وقال غيره من أهل الغريب: النحل يذكر ويؤنث، وأنثها الله تعالى فقال:{أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً} (النحل: من الآية68) والواحدة نحلة، ومن ذكر النحل فلأن لفظه لفظ مذكر، ومن أنثه فلأنه جمع نحلة. وذكر الإمام الواحدي هذا الذي ذكره الأزهري، ثم قال: وهي مؤنثة في لغة الحجاز، وكذا أنثها الله سبحانه وتعالى، وكذلك كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء. قال الجوهري: النحل والنحلة الدبر يقع على الذكر والأنثى حتى تقول يعسوب.

نحو: النحو: في اللغة القصد، ومنه سمي علم النحو لأنه قصد لكلام العرب. يقال: نحاه وانتحاه وتنحاه إذا قصده، ونحيته وانتحيته ونحوته قصدته.

نخع: قوله في باب الصيد والذبائح من المهذب: “يكره أن يبالغ في الذبح إلى النخاع” وفسره، ثم قال الماوردي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه نهى عن النخع فقوله النخاع فيه ثلاث لغات مشهورة فتح النون وضمها وكسرها، والنخع بفتح النون وإسكان الخاء. قال الأزهري: نخع الذبيحة أن يعجل الذابح فيبلغ القطع إلى النخاع، والنخاع فيما أخبر أبو العباس عن ابن الأعرابي: “خيط أبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدا إلى الصلب” وقال ابن الأعرابي أيضا: النُخاع والنِخاع يعني بالكسر والضم “خيط الفقار المتصل بالدماغ” هذا ماذكره الأزهري في تهذيب اللغة.

ص: 162

وقال في شرح ألفاظ المختصر: النخع قطع النخاع وهو الخيط الأبيض الذي مادته من الدماغ في جوف الفقار كلها إلى عجب الذنب، وإنما تنخع الذبيحة إذا أبين رأسها. وقال صاحب المحكم: النخاع والنخاع: عرق أبيض في داخل العنق ينقاد في فقار الصلب حتى يبلغ عجب الذنب، وهو يسقى العظام، ونخع الشاة نخعا قطع نخاعها، والمنخع موضع قطع النخاع، والنخع القطع الشديد مشتق من قطع النخاع، والنخاعة ما تفله الإنسان كالنخامة، وتنخع الرجل رمى بنخاعته، وانتخع فلان عن أرضه بعد، والنخع أبو قبيلة من ذلك.

نخل: النخل والنخيل بمعنى والواحدة نخلة، قاله الجوهري.

ندد: في الحدديث: “ند بعير” أي: نفر وذهب على وجهه شاردا، يقال: ند يند بكسر النون ندا وندادا وندودا والند بفتح النون الطيب المعروف. وقال ابن فارس في المجمل والجوهري وغيرهما: ليس هو بعربي. قيل: هو مخلوط من مسك وكافور، والند بكسر النون هو المثل وجمعه أنداد، ويقال في الواحد أيضا النديد والنديدة بزيادة الهاء.

ندل: المنديل بكسر الميم وهو معروف. قال ابن فارس: لعل المنديل مأخوذ من الندل وهو النقل. وقال غيره: هو مأخوذ من الندل وهو الوسخ لأنه يندل به. قال أهل اللغة: يقال تندلت بالمنديل. قال الجوهري: ويقال أيضا تمندلت بالمنديل، قال: وأنكر الكسائى تمندلت. وقال الجوهري في فصل ندل: يقال تمندلت بالمنديل لغة في تندلت. وقال أبو عمرو في شرح الفصيح: قال ابن الأعرابي: تقول العرب أندل لي هذا أي: أنقله من مكان إلى مكان، يقال منه ندلت أندل ندلا وندولا ومندولا، قال: ومنه أخذ المنديل لأنه ينقل من واحد إلى واحد.

نذر: ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في مواضع من الكتاب، قال: “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر” وهكذا رواه في باب أيفاء النذر من العبد القدر، ثم في باب الوفاء بالنذور رواه مسلم أيضا من طرق.

نزع: قال أهل اللغة: يقال نزعت الشيء أنزعه بكسر الزاي نزعا إذا قلعته، وفلان في النزع بفتح النون وإسكان الزاي أي: في قلع الحياة وإخراج الروح، ونزع عن الأمر ينزع نزوعا إذا انتهى عنه، وأقلع ونزع الولد إلى أبيه أو خاله

ص: 163

أو غيره أي: أشبهه وذهب إليه في الشبه، ونزع في القوس نزعا أي: مدها ونازع الرجل صاحبه منازعة أي: جاذبه في الخصومة، وبينهم نزاعة بفتح النون أي خصومة، والتنازع التخاصم، وانتزعت الشيء فانتزع أي: قلعته فاقتلع، والمنزعة ما يرجع إليه الرجل من أمر وتدبيره ورأيه، والنزعتان بفتح النون والزاي واحدتهما نزعة بفتحهما، وهو المعروف المشهور في كتب اللغة.

وذكر البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي عن أبي العلاء بن كوشاد الأديب الأصبهاني: أنه يقال نزعة بفتح الزاي وبإسكانها لغتان، قال: يروون ذلك عن ابي عمرو الشيباني وغيره. قلت: والنزعتان هما الموضعان اللذان يحيطان بالناصية ينحسر الشعر عنها في بعض الناس، وذلك محمود عند العرب يمدحون به، ويقال منه رجل أنزع بين النزع.

قال أهل اللغة: ولا يقال امرأة نزعاء، لكن يقال غراء، والنزعتان من الرأس عندنا وعند جماهير العلماء، واستحب الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى غسلهما مع الوجه للخروج من خلاف من قال هما من الوجه. وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما لي أنازع القرآن” بفتح الزاي معناه أجاذبه وأزاحم في قراءته، قوله في باب الربا من المهذب:

غبس كواسب لا يمن طعامها

لمعفر قهد تنازع شلوه

هذا البيت قبله بيت آخر يظهر معنى هذا، وهو:

عرض الشقائق طوفها وبغامها

خنساء ضيعت الفرير فلم يرم

الخنساء: بقرة وحشية، والفرير فتح الفاء وكسر الراء، وهو ولد البقرة، وقولهم: فلم يرم بفتح الياء وكسر الراء معناه: لم يبرح، وعرض بضم العين هو الناحية، والشقائق بفتح الشين المعجمة جمع شقيقة، وهي رملة فيها نبات. وقيل: أرض غليظة بين رملين. وقيل: رمل رقيق بين رملين ضخمين، وقوله: طوفها بفتح الطاء ورفع الفاء أي: ذهابها ومجيئها وهو فاعل يرم، وبغامها بضم الباء الموحدة وبالغين المعجمة ورفع الميم معطوف على طوفها والبغام الصوت، وأما بيت الكتاب فاللام في قوله لمعفر مكسورة، وهي لام التعليل أي: من أجل معفر، وهو الذي عفر بالتراب أي: سحب في التراب، والقهد بضم القاف وإسكان الهاء الذي يعلو بياضه حمرة. وقيل: هو الذي له بياض يخالطه حمرة أو صفرة. وقوله ينازع شلوه أي: يجاذب عضوه. وقوله غبس أي: ذباب جمع

ص: 164

أغبس، وهو الذي لونه كلون الرماد. وقوله كواسب أي: تكسب لنفسها. وقوله لا يمن طعامها فيه قولان: أحدهما: أنه لا منة عليها فيه بل يأخذه بالقهر والغلبة لا بالسؤال والمسكنة، بخلاف السنور وشبهه. والثاني: أنه لا ينقص ولا يقطع كقول الله تعالى: {أجر غير ممنون} ومعنى البيتين: أن هذه البقرة الخنساء ضيعت ولدها في رعيها فهي لا تبرح تطوف عليه، ولا تبرح تطوف في ناحية الرمل لأجل المعفر ظانة أنه فيها، ولا تعلم أن الذباب تنازعت وتجاذبت أعضاءه، واالله تعالى أعلم.

نسك: قال صاحب المحكم: النسك والنسك العبادة يعني بضم النون وكسرها والسين ساكنة فيهما، وقيل لثعلب: هل يسمى الصوم نسكا. فقال: كل حق لله عز وجل يسمى نسكا يعني بضم النون وإسكان السين نسك ينسك نسكا، ونسك يعني بفتح السين وضمها في الماضي وبضمها في المضارع وبإسكانها مع فتح النون، قال: وتنسك ورجل ناسك، والجمع نساك والنسك والنسيكة الذبيحة. وقيل: النسك الدم والنسيكة الذبح يعني بكسر الذال وهو البقرة. قال: والمنسك والمنسك شرعة النسك، وفي التنزيل:{وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} (البقرة: من الآية128) أي: متعبداتنا. وقيل: المنسك النسك نفسه، والمنسك الموضع الذي يذبح فيه النسائك، ونسك الثوب غسله، هذا ما ذكره صاحب المحكم.

قال الأزهري: وقال الليث: النسك العبادة، رجل ناسك عابد، وقد نسك ينسك نسكا. قال: والنسك الذبيحة، والمنسك الموضع الذي تذبح فيه النسائك، والمنسك النسك نفسه، قال النضر: نسك الرجل إلى طريقة جميلة إذا داوم عليها، وينسكون البيت يأتونه. وقال الفراء: المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده، ويقال إن لفلان منسكا يعتاده في خير كان أو غيره، وبه سميت المناسك. وقال ابن الأعرابي: النسك سبائك الفضة كل سبيكة منها نسيكة. وقيل للمتعبد ناسك لأنه خلص نفسه وصفاها لله من دنس الآثام كالسبيكة المخلصة من الخبث، هذا ما ذكره الأزهري.

وقال الهروي: كل متعبد متنسك ثم سميت أمور الحج مناسك، ويقال: نسك إذا ذبح ينسك نسكا، والذبيحة نسيكة وجمعها نسك، ومنه قوله تعالى:{أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (البقرة: من الآية196) والنسك الطاعة. قال: وقال بعضهم: النسك ما أمرت الشريعة به، والورع ما نهى عنه. قال: قال الأزهري في قوله تعالى: {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} (الأنعام: من الآية162) النسك كل ما

ص: 165

يتقرب به إلى الله تعالى، وقول الناس فلان ناسك من النساك أي: عابد من العباد يؤدي المناسك وما فرض عليه وما يتقرب به إليه. وقال ابن عرفة في قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً} (الحج: من الآية34) أي: مذهبا من طاعة الله تعالى، يقال نسك فلان نسك قومه إذا سلك مذهبهم، هذا ما ذكره الهروي.

وقال الجوهري: النسك العبادة، وقد نسك وتنسك أي: تعبد، ونسك بالضم نساكة أي: صار ناسكا، والناسك العابد، والنسيكة الذبيحة، والجمع نسك ونسائك، تقول منه نسك لله ينسك والمنسك والمنسك: الموضع الذي تذبح في النسائك. قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني من أصحابنا في كتابه التعليق: قال أصحابنا: يقال للحج نسك بتخفيف السين، والنسك العبادة يقال رجل ناسك إذا كان كثير العبادة، والنسيك الذبيحة، والمنسك موضع الذبح، والجمع مناسك. قال: وإنا سمي الحج مناسك لمواضع النسك فيه.

قال الإمام الواحدي: ثم ذكر قول الله تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} (البقرة: من الآية128) النسك في اللغة على معنيين أحدهما: ذبح، والآخر: عبد، فلا ندري أيهما الأصل. وقال في قوله تعالى:{فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (البقرة: من الآية196) قوله تعالى: {أَوْ نُسُكٍ} جمع نسيكة وهي الذبيحة ينسكها لله عز وجل أي: يذبحا، قال: وأصل النسك العبادة، والناسك العابد هذا أصل معنى النسك، ثم قيل: للذبيحة نسك لأنها من أشرف العبادات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، هذا آخر كلام الواحدي.

وقال أبو محمد بن قتيبة في آخر سورة الأنعام من كتابه غريب القرآن: أصل النسك ما يتقرب به إلى الله تعالى. قوله في كتاب الصيام من المهذب في الحديث: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤية الهلال” المراد: بالنسك هنا الصوم وهو عبادة داخل في اسم النسك على ما تقدم، ويجوز أن يكون المراد العبادة مطلقا من صوم وصلاة العيدين والتضحية والتكبير في العيدين وغير ذلك من العبادة المتعلقة برؤية الهلال، والله تعالى أعلم.

نسم: قوله في آخر الباب الأول من كتاب اللقطة من الوسيط: البعير الذي وجد مذبوحا، وقد غمس منسمه في دمه هو بفتح الميم وإسكان النون وكسر السين، وهو خف البعير كذا قاله الجوهري. وقال ابن فارس: هو باطن خف البعير. وقال الزبيري في مختصر العين: هو كظفر الإنسان. وقال

ص: 166

الجوهري: قال الكسائى: هو مشتق من الفعل يقال نسم به ينسم نسما. قال الأصمعي: قالوا للنعامة أيضا منسم كما قالوا للبعير منسم.

نسو: النسوة بكسر النون وضمها لغتان مشهورتان، ذكرهما ابن السكيت وغيره: هو جمع لا واحد له من لفظه وواحده امرأة وأما النساء. فقد قال أبو البقاء في إعراب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (البقرة: من الآية187) هو جمع نسوة. وقيل: لا واحد له، والهمزة في النساء مبدلة من واو كقولك في معناه نسوة، والله أعلم.

نشب: قال أهل اللغة: نشب الشيء في الشيء بكسر الشين ينشب بفتحها نشوبا أي: علق فيه، وأنشبته أنا فيه أي: أعلقته فانتشب، وانشب أعلق، ونشبت الحرب بينهم، والنشاب السهام الواحدة نشابة، والناشب صاحب النشاب.

نشد: قوله في الوسيط والوجيز في أول كتاب الإيمان: “ولا تجب كفارة اليمين بالمناشدة” وهي: أن يقسم غيره عليه. قال الرافعي: يقال ناشده إذا ذكره الله تعالى ونشدتك الله أي: سألتك بالله أنشد نشدا كأنك ذكرته إياه فنشد أي: تذكر. وقيل: معنى نشدتك بالله أي: سألتك بالله، برفع نشيدي أي: صوتي، وسمي طالب الضالة ناشدًا لرفعه صوته بالطلب.

نشر: قوله في المهذب في باب بيع الغرر عن عائشة رضي الله تعالى عنها في صفة أبي بكر رضي الله تعالى عنه: فرد نشر الإسلام على غرة النشر، بفتح النون والشين المعجمة ومعناه المنتشر، ومثله قول الغزالي حد المكره في كتاب الطلاق من الوسيط والوجيز هذه الطريقة أضم للنشر هي بفتح النون والشين أي: الانتشار. وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرًا” ذكره في صفة الصلاة من المهذب، هذا الحديث رواه الترمذي وضعفه. قال البغوي في شرح السنة: هذا الحديث لا يصح. قال الجوهري: نشر المتاع وغيره ينشره نشرًا بسطه.

نشو: النشوة مبادىء السكر وهو بفتح النون وإسكان الشين، هذه اللغة المشهورة. قال الجوهري: وزعم يونس أنه سمع فيه كسر النون، والرجل نشوان وقد انتشى. والنشا المتخذ من الحنطة مذكور في آخر باب الربا من الروضة، وهو مقصور مفتوح النون. قال الجوهري: هو النشاستج فارسي معرب حذف شطره تخفيفًا كما قالوا للمنازل منا.

ص: 167

نصع: قوله في الوسيط في كتاب الحيض البحراني الناصع اللون. قال العلماء: الناصع هو خالص اللون. قال الأصمعي: هو كل ثوب خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة فهو ناصع. قال الجوهري: الناصع الخالص من كل شيء، وقد نصع الشيء ينصع بفتح الصاد فيهما نصوعًا إذا وضح وبان.

نصف: قال القاضي في المشارق: وصاحب المطالع يقال هو نصف الشيء ونصفه ونصفه بكسر النون وضمها وفتحها، ولغة رابعة نصيفه بفتح النون وزيادة ياء، ونقلا كل ذلك عن الخطابي.

نصل: قال الجوهري: النصل نصل السهم والسيف والسكين والرمح وجمعه نصول ونصال، ونصل الحافر خرج من موضعه، ونصل شعره ينصل يعني بضم الصاد نصولا زال عنه الخضاب، ولحيته ناصل وتنصل من كذا أي: تبرأ، وتنصلت الشيء واستنصلته إذا استخرجته.

نضب: ذكر في الوسيط والروضة: نضوب الماء في غسل الأرض النجسة. قال أهل اللغة: نضب الماء ينضب بضم الضاد نضوبا أي: غار في الأرض وسفل، ونضوب القوم بعدهم. قال الأصمعي: الناضب البعيد، ومنه قيل: للماء إذا ذهب نضب أي بعد.

نطر: قال الجوهري: الناطر والناطور: حارس الكرم. قال غيره: يقال بالطاء المهملة والمعجمة. ورجح الرافعي في باب المساقاة المهملة، وكذلك رجحه غيره.

نطع: النطع معروف، وفيه أربع لغات مشهورة كسر النون وفتحها مع إسكان الطاء وفتحها وأفصحها كسر النون وفتح الطاء، وجمعه نطوع وأنطاع، وتنطع في الأمر وفي الكلام أي: تعمق وبالغ فيه.

نظر: قال الجوهري: النظر تأمل الشيء بالعين وكذلك النظران بفتح الظاء، وقد نظرت إلى الشيء والنظر الانتظار، وداري تنظر إلى دار فلان ودورنا تناظر أي تقابل، والناظر في المقلة السواد الأصفر الذي فيه إنسان العين، ويقال للعين الناظرة والناظر الحافظ، والنظرة بكسر الظاء التأخير وأنظرته أخرته. واستنظره استمهله، وتنظره انتظره في مهلة، وقولهم نظار مثل قطام أي: انتظره وناظره من المناظرة، والمنظرة المرقبة، وامرأة حسنة المنظر والمنظرة أيضا. والنظارة يعني: بتشديد الظاء هم القوم ينظرون إلى الشيء ونظير

ص: 168

الشيء مثله. وحكى أبو عبيدة: النظر والنظير بمعنى كالند والنديد. قال الفراء: فلان نظيرة قومه وأملاكه قومه أي: ينظر إليه منهم، ويجمعان على نظائر. قوله في الوسيط والوجيز والروضة في باب الاعتكاف: لا يجوز الخروج لأجل النظارة هي بفتح النون وتخفيف الظاء المعجمة، يستعملها العجم يعنون بها النظر إلى ما يقصد النظر إليه، وليست بمعروفة في هذه اللغة بهذا المعنى. قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى: لا يجوز أن يقرأه لأجل النظارة بتشديد الظاء، وهم القوم الذين ينظرون إلى الشيء كذا قاله الجوهري.

نعج: قال أهل اللغة: النعجة الشاة الأنثى من الضأن. قال الجوهري: النعجة من الضأن والجمع نعاج ونعجات، وكذا قال صاحب المجمل والزبيدي في مختصر العين: وخلائق لا يحصون النعجة الأنثى من الضأن. قال الواحدي: النعجة الأنثى من الضأن.

نعنع: النعنع مذكور في باب بيع الأصول والثمار من المهذب: هو البقل المعروف. يقال بضم النونين وفتحهما والفتح أشهر. ولم يذكر ابن فارس في المجمل والجوهري وجماعة سوى الفتح. وممن حكى اللغتين صاحب المحكم. قال الجوهري: النعناع بقل معروف، وكذلك النعنع مقصور منه، والنعنع بالضم الرجل الطويل. قال صاحب المحكم: النعنع والنعنع بقلة طيبة الريح. قال أبو حنيفة: النعنع، هكذا ذكره بعض الرواة بالضم بقلة طيبة الريح، والطعم فيها حرارة على اللسان. قال أبو حنيفة: والعامة تقول نعنع بالفتح، هذا آخر كلام صاحب المحكم.

نعق: قال صاحب المحكم: نعق بالغنم ينعق نعقا ونعاقا ونعيقا ونعقانا صاح يكون ذلك في الضأن والمعز، ونعق الغراب نعيقا ونعاقا، والغين في الغراب أحسن. واستعار بعضهم النعيق في الأرانب هذا آخر كلام صاحب المحكم. وقال الأزهري: قال أهل اللغة: النعيق دعاء الراعي الشاء. وقال الليث: نعق الغراب ونغق يعني: بالغين المعجمة وبالمهملة. قال الأزهري: الثقاة من الأئمة يقولون كلام العرب نغق الغراب بالمعجمة، ونعق الراعي بالمهملة، ويجوز نعب. قال الأزهري: وهذا هو الصحيح.

نعل: النعل: التي تلبس معروفة، وهي

ص: 169

مؤنثة، ونعل السيف الحديدة التي تعمل في أسفله وهي أيضا مؤنثة. وقال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث: النعل مؤنثة، قال: وكذلك نعل السيف والدابة والنعل من الأرض، ويقال: انعلت الدابة هذه اللغة الفصيحة، ويقال على لغة نعلت بلا ألف. وقوله في باب النذر من التنبيه: وغمس نعله في دمه يعني النعل الذي كان الهدي مقلدًا به فالضمير في نعله يعود إلى الهدي، وهذا النعل هو الذي تقدم في قوله حذب العرب ونحوها. وقوله في باب الحجر من المهذب في فصل الحجر على السفيه: أن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما: ابتاع أرضا بستين ألفا، فقال عثمان رضي الله تعالى عنه: ما يسرني أن تكون لي بنعلي، المراد به هذه النعل المعروفة التي تلبس، ومعناه المبالغة في غبنه في صفقته.

نفس: النفس تطلق على أشياء منها نفس الحيوان وذات الشيء والدم والآدمي، ومنه قوله تعالى:{النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (المائدة: من الآية45) وأما قولهم: “وما ليس له نفس سائله” فالمراد: بالنفس الدم، ومنه قول الشاعر:

وليست على غير السيوف تسيل

تسيل على حد السيوف نفوسنا

ويجوز في إعراب سائلة ثلاثة أوجه: الرفع والنصب مع تنوينهما، والفتح بلا تنوين، وهذا الحيوان الذي ليست له نفس سائلة كالذبابة والزنبور والنحلة والنملة والقمل والبراغيث والخنفساء والعقرب والصراصر وبنات وردان وحمار قبان ونحوها، وكذا سام أبرص على الأصح. وقيل له نفس سائلة وأما الحية فالأصح أن لها نفسا سائلة. والثاني: لا، والضفدع لها نفس سائلة على المشهور وهو المذهب. وقيل: فيهما وجهان: ثانيهما ليس لها نفس سائلة ثم هذا الحيوان لا ينجس ما مات فيه على المذهب، وفي قول ينجسه وسواء الماء الناقص عن القلتين وسائر المائعات وإن كثرت. وهذا الخلاف في نجاسة الماء والمائع، وأما الحيوان فنجس نفسه قولا واحدا. وقيل في نجاسته قولان: كتنجيسه، وهذا في الحيوان الأجنبي وفي المتولد من نفس الشيء كدود الخل والجبن والفاكهة والباقلاء، فلا ينجسه قولا واحدا، فإذا خرج منه ثم أعيد فيه أو وضع في غيره صار كالأجنبي، وأما النفاس فهو الدم الخارج بسبب الولادة، وفي حقيقته خمسة أوجه: قال أهل اللغة: يقال نفست المرأة إذا ولدت بكسر الفاء، وفي النون لغتان: أشهرهما ضمها الثاني فتحها، ويقال في الحيض

ص: 170

نفست المرأة بفتح النون على المشهور، وقال الأكثرون لا يجوز ضمها.

وحكى القاضي عياض في شرح مسلم في كتاب الحج في حديث أسماء حين نفست: أنه يقال بالضم والفتح في الحيض والولادة، قال: لكن الضم في الولادة أكثر، والفتح في الحيض أكثر. وقال إبراهيم الحربي: وغير واحد لا يقال في الحيض ألا بالفتح، وحكى صاحب الأفعال الوجهين فيهما جميعا.

نفع: النفع: ضد الضر يقال نفعه بكذا ينفعه وانتفع به، والاسم المنفعة.

نقس: الناقوس المذكور في حديث الأذان بضم القاف، قال الجوهري: هو الذي تضرب به النصارى لأوقات الصلاة، والنقس: ضرب الناقوس. وزاد صاحب المحكم فيه: والنقس يعني بفتح النون وسكون القاف ضرب النواقيس، وهو الخشبة الطويلة، والوبيلة: الخشبة القصيرة، وجمع الناقوس نواقيس.

نقض: قال الإمام أبو منصور الأزهري: قال: إفساد ما أبرمته من عقد أو بناء، والنقض يعني بضم النون اسم للبناء المنقوض إذا هدم، والنقض والنقضة يعني بكسر النون هما الجمل والناقة اللذان قد هزلتهما الأسفار وأدبرتهما، والجمع الأنقاض، والنقض يعني بالكسر منتقض الكمأة من الأرض، إذا أرادت أن تخرج نقضت وجه الأرض نقضا فانتقضت الأرض، ويقال: انتقضت الجرح بعد البرء وانتقض الأمر بعد التئامه، وانتقض أمر الثغر بعد سده، هذا آخر كلام الأزهري.

وقال صاحب المحكم: النقض ضد الإبرام نقضه ينقضه نقضا وانتقض وتناقض والنقض يعني بضم النون البناء المنقوض، وناقضه في الشيء مناقضة ونقاضا، والنقض ما نقضت والجمع أنقاض. وقال ابن فارس في المجمل والجوهري في صحاحه النقض، والنقض لغتان بكسر النون هو المنقوض. قال الجوهري: كالنكث.

قلت: فقد حصل في نقض البناء وهو منقوض لغتان ضم النون وكسرها، فالأزهري وصاحب المحكم اقتصرا على الضم، وابن فارس والجوهري على الكسر والضم أولى لجلالة المقتصرين عليه والكسر هو القياس كالذبح والمدعى، والنكث بمعنى المذبوح، والمدعى والمنكوث وليس بحسن ما فعله ابن باطيش وجماعة من شارحي ألفاظ المهذب من اقتصارهم على الكسر، وإيهامهم أنه متعين اغتراراً بما في صحاح الجوهري.

ص: 171

نقع: قال الأزهري: قال أبو عبيد: سمعت أبا زيد يقول الطعام الذي يصنع عند الأملاك النقيعة يقال منه نقعت أنقع نقوعا قال. وقال الفراء: النقيعة ما صنعه الرجل عند قدومه من السفر يقال أنقعت أنقاعا. وقال ابن شميل: النقيعة طعام الأملاك وربما نقعوا على عدة من الإبل إذا بلغتها جزورا منها أي: نحروه فتلك النقيعة. وقال الأصمعي: النقيعة ما نحر من النهب. وقال ابن السكيت: النقيعة المحض من اللبن يبرد. وقال الأزهري: قد ذكرت اختلافهم في النقيعة، ومأخذه عندي من النقع وهو النحر أو القتل، يقال سم ناقع أي: قاتل. وأما اللبن الذي يبرد فهو النقيع والنقيعة، وأصله من أنقعت اللبن فهو نقيع، ولا يقال منقع ولا يقولون نقعته، وهذا سماعي من العرب. ويقال سم ناقع ونقيع ومنقوع أي: ثابت. وقيل: سم منقع وموت ناقع أي: دائم، ونقعت بالماء ومنه أنقع نقوعا شربت حتى رويت، وأنقعني الماء، والنقيع الغبار، والنقع رفع الصوت، ونقع الصارخ بصوته، وأنقع تابعه وأدامه، وفلان منقع أي: يستغني برأيه وأصله من نقعت، ونقع البئر فضل مائه وهو المنهي عن بيعه، والنقيع البئر الكثيرة الماء والجمع أنقعة، ونقع الماء عليه أي: أروى عطشه، ونقع الماء ينقع نقوعا ثبت، والنقوع ما أنقعت من الشيء، يقال سقونا نقوعا لدواء نقع من الليل، والنقيع شراب يتخذ من الزبيب ينقع في الماء طبخ، واستنقع الماء اجتمع في نهر وغيره، ونقع ينقع نقوعا ونقعت بذلك نفسي اطمأنت إليه وانتقع لونه تغير، هذا كلام الأزهري.

وقال صاحب المحكم: النقع الماء الناقع، والنقيع البئر الكثيرة الماء مذكر، والجمع أنقعة، وكل مجتمع ماء نقع والجمع نقعان والنقع القاع. وقيل: الأرض الحرة الطيبة الطين ليس فيها انهباط ولا ارتفاع. وقيل: هو ما ارتفع من الأرض والجمع نقاع وانقع، واستنقع في الماء ثبت فيه يبترد، ونقع الشيء في الماء وغيره ينقعه نقعا فهو نقيع وأنقعه نبذه، والنقيع والنقوع شيء ينقع فيه الزبيب وغيره ثم يصفى ماؤه ويشرب، والنقاعة ما أنقعت من ذلك، ونقع الماء العطش ينقعه نقعا ونقوعا أذهبه، والمنقع والمنقعة إناء ينقع فيه الشيء، ونقاعة كل شيء الماء الذي ينقع فيه، والنقيعة طعام يصنع للقادم عند السفر، والنقيعة طعام الرجل ليلة إملاكه، ونقع الموت كثر، ونقع الصارخ بصوته ينقع نقوعا وأنقعه بلغه،

ص: 172

وما نقع بخبره أي: ما عاج به ولا صدقه، والنقاع المتكثر بما ليس عنده من مدح نفسه بالشجاعة والسخاء وما أشبهه، ونقع له الشر أدامه، والنقوع ضرب من الطيب، هذا آخر كلام صاحب المحكم.

نقل: في الحديث: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء عن الخروج إلا عجوز في منقلها المنقلان الخفان” كذا قاله أهل اللغة وغيرهم تقييد. وذكر إمام الحرمين بكسر الميم وفتحها لغتان والقاف مفتوحة فيهما. قال الأزهري في تهذيب اللغة: قال أبو عبيد: قال الأموي: المنقل الخف. قال أبو عبيد: لولا أن الرواية على فتح الميم ما كان وجه الكلام في المنقل إلا الكسر.

قال الأزهري: وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: يقال للخف المندل والمنقل بكسر الميم فيهما، هذا كلام الأزهري. وذكر شيخنا جمال الدين في المثلث: أن المنقل بالكسر والفتح الخف وبالضم الخف المصلح. وقوله في باب بيع الغرر من المهذب: “أن عثمان بن عفان اشترى من طلحة بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أرضا بالمدينة ناقله بأرض له بالكوفة” قوله ناقله هو بفتح القاف على وزن بايعه وبادله ومعناه بادله، ومثله ناقلت فلانا الحديث إذا حدثته وحدثك، والله تعالى أعلم. والنقلة بضم النون وإسكان القاف انتقال القوم من موضع إلى موضع، والنقل تحويل الشيء قاله الأزهري عن الليث، وهو معروف.

قال الأزهري: قال أبو العباس: النقل الذي يتنقل به على الشراب لا يقال إلا بفتح النون. وذكر جماعة كثيرون من أهل اللغة: أن ما يتنقل به على الشراب نقل بالضم كذا ذكره ابن فارس في المجمل، ثم قال: وقال ابن دريد: هو بالفتح. قولهم في المسألة قولان: بالنقل والتخريج ذكرنا معناه في الخاء.

نمر: النمرة شملة من صوف مخططة. وقيل: فيها أمثال الأهلة وهي بفتح النون وكسر الميم، ويجوز تخفيفها بإسكان الميم، ويجوز كسر النون مع إسكان الميم كما في نظائره، والنمر الحيوان المعروف ميمه مكسورة، ويجوز إسكانها مع فتح النون وكسرها كما في الشملة، ونمرة الموضع المعروف عند عرفات، وهي بفتح النون وكسر الميم، ويجوز فيها ما في نمرة الصوف.

نمل: النمل المعروف الواحدة منه نملة

ص: 173

بفتح النون وإسكان الميم هذا هو المشهور. وحكى أبو البقاء في إعرابه يقال: بإسكان الميم وضمها لغتان. قال الواحدي: ويقال في الجماعة منها نمل ونمال، وأما الأنملة التي في رأس الأصبع ففيها لغات أفصحها وأشهرها فتح الهمزة مع ضم الميم، والثانية بضمهما، والثالثة بفتحهما، والرابعة بكسر الهمزة وفتح الميم، ذكرهن على هذا الترتيب أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن ابن الأعرابي، وقال: أخبرني ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هي الأنملة وبعدها أنملة والثالثة أنملة والرابعة أنملة والأنامل أطراف الأصابع، وهكذا قال أكثر أهل اللغة: أنها أطراف الأصابع. قال أبو علي المرزوقي في شرح الفصيح: وربما سميت الأصابع الأنامل، وذكر البيهقي في كتابه رد الانتقاد عن الإمام أبي العلاء بن كوشاد الأصبهاني: أنه نقل عن أبي عمرو الشيباني وأبي حاتم السجستاني والحربي أنهم قالوا: لكل أصبع ثلاث أنملات، وكذلك ذكره الشافعي رحمه الله تعالى.

نمى: قولهم في باب الصيد والذبائح قال ابن عباس: كل ما أصميت ودع ما أنميت. قال الرافعي: قال الشافعي رحمه الله تعالى: معنى ما أصميت أي: ما قتلته بسهمك أو كلبك وأنت تراه، وما أنميت ما غاب عنك فقتلته.

نهى: قال أهل اللغة: النهي خلاف الأمر، ونهيته عن كذا فانتهى عنه وتناهى أي: كف، وتناهوا عن المنكر أي: نهى بعضهم بعضا، ويقال هو نهو عن المنكر بفتح النون وضم الهاء على فعول كشكور، وأنهيت إليه الخبر فانتهى وتناهى أي: بلغ والإنهاء الإبلاغ والنهاية الغاية ومنه بلغ نهايته.

قال الجوهري: والنهية بالضم مثله، ويقال: هذا رجل ناهيك من رجل ونهيك من رجل ونهاك من رجل معناه أنه: يعني به ينهاك عن تطلب غيره، وهذه امرأة ناهيتك من امرأة تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأنه اسم فاعل، وإذا قلت: نهيك من رجل كما تقول حسبك من رجل لم تثن ولم تجمع لأنه مصدر، ويقال في المعرفة هذا عبد الله ناهيك من رجل بنصب ناهيك على الحال، قال هذه الجملة الجوهري.

وفي الحديث: “أولو الأحلام والنهى” هو بضم النون وفتح الهاء. قال الواحدي: قال اللحياني: النهية يعني بضم النون العقل وجمعها النهى، ورجل نهى ونه من قوم نهين، وسمي العقل نهية لأنه ينتهي إلى ما أمر به ولا يتجاوزه. قال الزجاج:

ص: 174

فلان ذو نهية أي: عقل ينتهي به عن القبائح ويدخل به في المحاسن. قال الزجاج: وقال بعض أهل اللغة: هو الذي ينتهي إلى رأيه وعقله. قال الزجاج: وهذا أحسن وهذا معنى قول اللحياني. وقال أبو على الفارسى: يجوز أن يكون النهى مصدرا كالهدى، وأن يكون جمعا كالظلم، قال: والنهى معناه في اللغة البيان والحبس ومنه النهي، والنهى للمكان الذي ينتهى إليه الماء فيستنقع. قال الواحدي: يرجع القولان في اشتقاق النهية إلى قول واحد وهو الحبس، فالنهية: هي التي تنهى وتحبس عن القبائح، هذا آخر كلام الواحدي.

نور: المنارة التي يؤذن عليها بفتح الميم ذكره الجوهري وغيره، والمنارة: التي يوضع عليها السراج بفتح الميم أيضا ذكرها الجوهري وصاحب المحكم. قال الجوهري: هي مفعلة من الاستنارة بفتح الميم، والجمع المناور بالواو لأنه من النور، ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأصل بالزائد، كما قالوا مصائب وأصله مصاوب. قال صاحب المحكم: جمع المنارة مناور على القياس ومنائر مهموز قياس. قال ثعلب: إنما ذلك لأن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة، وهي مفعلة من النور بفعالة فكسروها تكسيرها. وأما سيبويه فيحمل ما همز من هذا على الغلط، وقد وقع في التنبيه في باب السلم المنائر بالهمز ولم أره في شيء من النسخ بالواو، فإذا كان جائزا على أحد اللغتين فلا بأس وإن كان الأجود بالواو. قال أبو حاتم السجستاني: في المذكر والمؤنث النار مؤنثة وجمعها أنور ونيران ونور النورة المذكورة في المياه. قال ابن الصلاح: هي حجارة بيض رخوة فيها خطوط.

نيك: قال الأزهري في تهذيب اللغة: قال الليث: النيك معروف، والفاعل نايك، والمفعول به منيوك ومنيك، والأنثى منيوكة.

نجد: مذكورة في باب مواقيت الحج وفي زكاة الثمار وفي الصلاة من المهذب ومواضع أخرى: هي بفتح النون، وهي ما بين حرثين إلى سواد الكوفة وحده من العرب الحجاز، وعن يسار الكعبة اليمن، ونجد كلها من عمل اليمامة، ذكره

ص: 175