الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبتدع الداعية إِلَى بدعت
تَنْبِيه
سبقت الْإِشَارَة إِلَى أَنهم قد استثنوا من المبتدعة الداعية فَقَالُوا وَلَا يقبل خَبره قَالَ فِي التَّنْقِيح فَإِن قلت مَا الْفرق بَين الداعية وَغَيره عِنْدهم قلت مَا أعلم أَنهم ذكرُوا فِيهِ شَيْئا وَلَكِن نظرت فَلم أجد غير وَجْهَيْن
أَحدهمَا أَن الداعية شَدِيد الرَّغْبَة فِي استمالة قُلُوب النَّاس إِلَى مَا يَدعُوهُم إِلَيْهِ فَرُبمَا حمله عَظِيم ذَلِك على تَدْلِيس أَو تَأْوِيل
الْوَجْه الثَّانِي أَن الرِّوَايَة عَن الداعية تشْتَمل على مفْسدَة وَهِي إِظْهَار أَهْلِيَّته للرواية وَأَنه من أهل الصدْق وَالْأَمَانَة وَذَلِكَ تغرير لمخالطته وَفِي مُخَالطَة من هُوَ كَذَلِك للعامة مفْسدَة كَبِيرَة
قلت وَهَذَا الْوَجْه الآخر قد أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو الْفَتْح الْقشيرِي نَقله عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر ثمَّ قَالَ فِي التَّنْقِيح وَالْجَوَاب عَن الأول أَنَّهَا تُهْمَة ضَعِيفَة لَا تَسَاوِي الْوَرع أَي الْمَانِع الشَّرْعِيّ الَّذِي يمْنَع ذَلِك المبتدع المتدين من الفسوق فِي الدّين وارتكاب دناءة الْكَذِب
الَّذِي يتنزه عَنهُ كثير من الفسقة المتمردين
كَيفَ والكاذب لَا يخفى تزويره وَعَما قَلِيل ينْكَشف تدليسه وتغريره ويفهمه النقاد وتتناوله أَلْسِنَة أهل الأحقاد وَأهل المناصب الرفيعة يأنفون من ذَلِك فَكيف إِذا كَانُوا من أهل الْجمع بَين الصيانة والديانة
وَقد احْتَجُّوا بقتادة لما قويت عِنْدهم عَدَالَة أَمَانَته وَهُوَ دَاعِيَة على أصولهم إِلَى بِدعَة الاعتزال
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي التَّذْكِرَة كَانَ يرى الْقدر وَلم يكن يقنع حَتَّى كَانَ يَصِيح بِهِ صياحا
ثمَّ قَالَ صَاحب التَّنْقِيح وَالْجَوَاب عَن الثَّانِي أَنا نقُول إِمَّا أَن يقوم الدَّلِيل الشَّرْعِيّ على قبولهم أَو لَا إِن لم يدل على