المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ طبقات الفقهاء المالكية لمجهول: - جمهرة تراجم الفقهاء المالكية - جـ ١

[قاسم علي سعد]

الفصل: ‌ طبقات الفقهاء المالكية لمجهول:

4 -

‌ طبقات الفقهاء المالكية لمجهول:

وقفت على نسخة منها محفوظة في الخزانة العامة بالرباط تحت الرقم (3928 د)، كتبت بالقلم المغربي، وتقع في (462) صفحة، وهى مبتورة من أولها، لذا ليس لها اسم. وقد التقطت الاسم المذكور من كلمة للمؤلف في نهاية مقدمته، ولم يرد به العلمية.

وبقي من المقدمة المشار إليها (15) صفحة، اثنتان منها تقريبا تحتوي على بقية ترجمة الإمام مالك التي سقط أكثرها، وأما سائر الصفحات فخصصت للكلام في ترجيح مذهب الإمام مالك على غيره من المذاهب.

وتعرض المؤلف في آخر تلك المقدمة لبيان شيء من منهجه، مع الإشارة إلى أهم مصادره وهو ترتيب المدارك، فقال:«ونشرع الآن بعون الله في ذكر طبقات الفقهاء المالكية، ونبدأ الآن بذكر أصحاب مالك الذين ماتوا في القرن الثاني معه، ثم بمن بعدهم في الثالث ثم بأتباعهم على ترتيب القرون والسنين، ونسقط ممن ذكر القاضي - (يعني عياضا) رحمه الله من لا شهرة له في العلم: بفتيا ولا تأليف، ولا يعرف بعبادة ولا زهد ولا حفظ ولا شعر ظريف، ونسقط أيضا من أخبار من نثبته وأشعارهم ما لا كبير فائدة فيه أو كان مما في كتبه تحريف وتصحيف، أما النسخ فإن التي وقفنا منها ليست بذلك» (1).

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 15.

ص: 103

ولم ينتهج المؤلف نظام الطبقات الذي التزمه القاضي عياض، وإنما رتب كتابه - بشكل عام - على الوفيات، لذا قد تجد رجالا من أصحاب أصحاب الإمام مالك قدّموا على أصحابه، مع إشارته أحيانا في تراجمهم إلى أنهم من طبقة كذا وكذا (1).

وقد أغفل الترتيب المذكور في آباء المترجمين وأبنائهم وإخوانهم وأقاربهم، عند ما يلحقهم بالأشهر منهم، من غير إعادة لهم في مواضعهم حسب الوفيات (2). وكان اهتمامه بجمع الأسر العلميه من المالكية بالغا ومفيدا، سواء كانوا من الذين ترجم لهم القاضي عياض في طبقاتهم أو ممن لم يترجم لهم.

وبطبيعة الحال فإنه لم يقتصر على المدة التي استوعبها ترتيب المدارك، وإنما واصل تلك الحلقات المباركة إلى شيوخه وطبقتهم، وآخر ترجمة عنده هي للإمام الكبير عالم مصر سالم بن محمد السّنهوري - المتوفى سنة (1015) هـ -.

وما اشتمل عليه الكتاب من تراجم ترتيب المدارك استغرق أكثر من نصف النسخة المذكورة، وفيهم من هو من الطبقة الحادية عشرة (3) التي تفرد محمد ابن حماده بنقلها عن القاضي عياض، ويبدو أن المؤلف المجهول التقطها من مختصر المدارك لابن حماده لأنه وقف على هذا المختصر ونقل منه في طبقاته هذه كما تقدم.

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 77، 84، 85، وغيرها.

(2)

ينظر المصدر السابق: 60 - 68، 73 - 74، وغيرها.

(3)

المصدر السابق: 283 - 284، وغيرهما.

ص: 104

وكان اعتماده الأساس في ذاك القسم الأول على ترتيب المدارك، حيث اختصر ما أراد إثباته من تراجمه اختصارا حسنا يدل على علم المختصر وخبرته. ولم يقنع بما في المدارك، بل كان كثيرا ما يضيف فوائد من مصادر متقدمة ومتأخرة.

وقد نوع تلك المصادر، فهي تشتمل إضافة إلى كتب طبقات المالكية ومختصراتها وذيولها على بعض ما ألف في طبقات الفقهاء الآخرين، وتواريخ الرجال العامة والمقيدة ببلد أو عصر أو صنف من العلماء، وكذلك كتب التاريخ الأخرى، وكتب الفهارس والمشيخات والرحلات ومعاجم الشيوخ والبلدان والأجزاء والإجازات، إلى جانب تصانيف متعددة في الفقه وأصوله والشروح الحديثية وعلوم الحديث والسيرة والتصوف والأدب، وغير ذلك.

واعتنى عند نقله عن المصدر الذي وقف على نسخة بخط مؤلفه بالإشارة إلى ذلك، كقوله في ترجمة القاضي عياض وترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد التّجاني التونسي:«قال ابن علوان في مختصر المدارك - ومن خطه نقلت -. . .» (1).

وقد اشتمل هذا الكتاب في جميع سنيه، بدءا بأصحاب الإمام مالك وانتهاء بشيوخ المؤلف على (729) ترجمة، ويتضمن هذا العدد تراجم الأسر

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 315، 369، وينظر أيضا: 357، 368. وقد أشار في بعض الأحايين إلى وقوفه على كتب للمترجم مع ذكره وصفا موجزا لها كما في الصفحة:420.

ص: 105

العلمية الملحقة وإن كان بعضها ليس من شرط الكتاب.

وبذلت جهدي في البحث عن اسم المؤلف، فلم يتيسر لي العثور عليه، لكن وجدت في طبقاته علاّمات تكشف عن بعض جوانب شخصيته، فدونكها:

1 -

إن الرجل مغربي: لقوله في ترجمة الإمام جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن خالد البساطي القاهري: «توفي رحمه الله على ما قرأته بخط بعض المشارقة -. . . سنة تسع وعشرين وثمان مئة» (1).

ولأنه كثير النقل عن كتب المغاربة المتنوعة الفنون، ولا سيما الذي لم يشتهر منها في الشرق، ككتاب تاريخ فاس لابن عبد الحكيم الصّودي (2)، وكتاب الكواكب الوقادة فيمن دفن بسبتة من الصلحاء والقادة (3) - وقد وقف على نسخة المؤلف من هذا الكتاب -، وغيرهما. ولا ينبغي الاعتراض بكثرة نقل المؤلف من كتب المشارقة، وذلك لأنه رحل إلى المشرق - كما سيأتي إن شاء الله تعالى -، ولأن حرص المغاربة على اقتناء كتب المشارقة أعظم من العكس بكثير، وليس بدعا أن يكون هذا التفاضل لأن الشرق هو الأوسع في دائرة العلم، بل هو مصدر العلم الأول، كما أن رحلة الحج لها الدور الأبرز في إيجاد هذا التفاضل.

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 437.

(2)

المصدر السابق: 31، وغيرها.

(3)

المصدر السابق: 368، وغيرها.

ص: 106

ومن الأدلة المساعدة على كونه مغربيا: استعماله كلمة (سيدي) عند ذكر شيوخه (1).

ومنها أيضا: وقوفه على نسخة ابن علوان من مختصره للمدارك، ولعلها التي وقف عليها أحمد بابا التّنبكتي - وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك -، ويبدو أن تلك النسخة كانت في إحدى الخزائن المرّاكشية.

ولا يحسن الاستدلال على مغربية الرجل بكون نسخة الطبقات كتبت بالقلم المغربي - وإن كان هذا مما يستأنس به -، وذلك لأنها ليست بخط المؤلف، ويبدو أن التاريخ المسجل في آخرها (2) هو تاريخ الفراغ من نسخها، وكان ذلك في (26) رجب من سنة (1354) هـ.

2 -

وله رحلة إلى المشرق: لعله أدى فيها مناسك الحج، وذلك سنة (981)، وقد التقى فيها بعلماء مكة، قال في ترجمة الإمام أبي زكريا يحيى ابن الإمام محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني المغربي ثم المكي الحطاب:«شيخنا، كان أجل أعيان المالكية بمكة، لقيته بمكة سنة إحدى وثمانين وتسع مئة، وأجازني» (3).

ثم قفل المؤلف من مكة فزار القاهرة سنة (982 هـ)، واجتمع بعلمائها وحضر مجالسهم ثم رحل عنها، ففي ترجمة صاحب توشيح الديباج قال: «قاضي القضاة، سيدي بدر الدين القرافي. . . اجتمعت به بالقاهرة

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 459، 461، 462.

(2)

462.

(3)

طبقات الفقهاء المالكية: 460.

ص: 107

سنة اثنتين وثمانين وتسع مئة، وقد ألف ذيله على الديباج ولم يكمل حنيئذ. . . توفي رحمه الله فيما بلغنا عام تسعة بعد الألف» (1)، وقال أيضا في ترجمة أخرى:«سيدي محمد البنوفري المصري: كان فقيها. . . انتصب للتدريس في المختصر بالجامع الأزهر، وحضرت مجالسه، واجتمعت معه في طريق الحجاز» (2).

3 -

وله عدة تآليف: سماها في كتابه طبقات الفقهاء المالكية، وأحال عليها، وهي:

(أ) طبقات الحفاظ: قال في ترجمتين: «بسطت ترجمته في طبقات الحفاظ» (3)، وفي ترجمتين أخريين:«بسطت ترجمته في الحفاظ» (4)، وفي عدة تراجم:«ذكرته في الحفاظ» (5)، وقال في ترجمة عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي:«ذكرته في الحفاظ والمحدثين» (6)، وفي ترجمة رزين ابن معاوية السّرقسطي:«ذكرته في المحدثين» (7).

فلا أدري إن كان له كتاب واحد في هذا الموضوع يشمل الحفاظ والمحدثين معا، أو أنهما اثنان مختلفان.

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 462. وقد تقدم عند الحديث عن توشيح الديباج أن مؤلفه توفي بالقاهرة سنة (1008 هـ)، وصاحب الطبقات معذور في عدم ضبط سنة وفاته لبعد الدار.

(2)

المصدر السابق: 461 - 462.

(3)

المصدر السابق: 283 - 290.

(4)

المصدر السابق: 350، 351.

(5)

المصدر السابق: 255، 335، 410.

(6)

المصدر السابق: 332.

(7)

المصدر السابق: 298.

ص: 108

(ب) طبقات المفسرين: قال في ترجمة أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي: «ذكرته في كتابي في المفسرين» (1). ولعله جعله على الطبقات كالكتاب السابق وغيره، لذا سميته بهذا الاسم.

(ج) طبقات الأولياء والصوفية: كذا سماه في ثلاثة مواضع (2)، واقتصر في مواضع أخرى على اسم:(طبقات الأولياء)(3)، ووسمه في مواضع ب «طبقات الصوفية» (4)، وقال في ترجمتين أخريين:«بسطت ترجمته في كتابي في الأولياء» (5).

(د) طبقات النحاة واللغويين: قال في موضع: «ذكرته في كتابي في النحاة واللغويين» (6)، وفي موضع ثان:«ذكرته في النحاة واللغويين» (7)، وفي موضع ثالث:«ذكرتهما في كتابي في النحاة» (8)، وفي موضع آخر:«بسطت ترجمته في كتابي في النحاة» (9).

وقد اخترت تسميته بالطبقات ليناسب عناوين أكثر كتب المؤلف المعروفة.

(1) طبقات الفقهاء المالكية: 258.

(2)

المصدر السابق: 351، 367، 451.

(3)

المصدر السابق: 165، 342، 365، 453، 454.

(4)

المصدر السابق: 158.

(5)

المصدر السابق: 332، 343.

(6)

المصدر السابق: 138.

(7)

المصدر السابق: 154.

(8)

المصدر السابق: 263.

(9)

المصدر السابق: 436.

ص: 109