المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناظرة بين صاحب أبي تمام وصاحب البحتري للآمدي - جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب - جـ ١

[أحمد الهاشمي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة في علم الإنشاء

- ‌الباب الأول في أصول الإنشاء

- ‌كيفية الشروع في عمل مواضيع الإنشاء

- ‌أركان الكتابة

- ‌كيفية نظم الكلام

- ‌الطريق إلى تعلم الكتابة

- ‌كيفية تهذيب الكلام وأوقات تأليفه

- ‌محاسن الإنشاء ومعايبه

- ‌فصاحة الألفاظ ومطابقتها للمعاني

- ‌حقيقة الفصاحة

- ‌الانسجام

- ‌حل الشعر

- ‌التخلص والاقتضاب في مواضيع الإنشاء

- ‌كيفية افتتاح مواضيع الإنشاء وختامها

- ‌تقسيم الإنشاء إلى فني النظم وانثر

- ‌كيفية عمل الشعر

- ‌الباب الثاني في فنون الإنشاء

- ‌الفن الأول في المكاتبات والمراسلات

- ‌أبواب الرسائل

- ‌الكلام على الرسائل الأهلية

- ‌الفصل الأول في الشوق

- ‌كتاب أبو منصور الثعالبي المتوفى سنة 429ه

- ‌وكتب في تشبيه الشوق

- ‌وكتب في أثر الفراق

- ‌وكتب البسطامي المتوفى سنة 332ه

- ‌وكتب عبد الحمن محمد بن طاهر المتوفى سنة 431ه

- ‌وكتب أبو الفضل بن العميد المتوفى سنة 360ه

- ‌‌‌وكتب بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398ه

- ‌وكتب بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398ه

- ‌وكتب أبو محمد عبد الله البطليوسي المتوفي سنة 521ه

- ‌وكتب الشيخ ابراهيم اليازجي المتوفي سنة 1906م

- ‌وكتب أيضاً

- ‌وكتب أبو العباس الغساني المتوفي سنة 498ه

- ‌وكتب الصاحب بن عباد المتوفي سنة 385ه

- ‌وكتب أبو بكر الخوارزمي المتوفي سنة 383ه

- ‌وكتب الشيخ حمزة فتح الله المتوفي سنة 1335ه

- ‌وكتب المرحوم محمد بك دياب المتوفي سنة 1339ه

- ‌وكتب وفا أفندي محمد المتوفي سنة 1319ه

- ‌وكتب مؤلف هذا الكتاب

- ‌الفصل الثاني في التعارف قبل اللقاء

- ‌كتب أبو منصور التيسابوري المتوفي سنة 429ه

- ‌وكتب أيضاً

- ‌وكتب الشيخ حمزة فتح الله المتوفي سنة 1335ه

- ‌وكتب حفني بك ناصيف المتوفي سنة 1337ه

- ‌وكتب أحمد أفندي سمير المتوفي سنة 1329ه

- ‌وكتب الشيخ أحمد مفتاح المتوفي سنة 1329ه

- ‌وكتب الشيخ طه محمود المتوفي سنة 1325ه

- ‌وكتب الأستاذ محمود بك أبو النصر

- ‌وكتب الفاضل السيد محمد الببلاوي

- ‌وكتب الشيخ عبد الكريم سلمان المتوفي سنة 1336ه

- ‌وكتب مؤلف هذا الكتاب

- ‌الفصل الثالث في رسائل الهدايا

- ‌كتب سعيد بن حميد المتوفي سنة 105هـ? يوم النيروز إلى بعض أهل السلطان

- ‌وكتب حنفي بك ناصف المتوفى سنة 1337ه

- ‌وكتب الأستاذ محمود بك أبو النصر

- ‌وكتب الأستاذ عبد الله بك الأنصاري

- ‌وكتب الشيخ أحمد مفتاح المتوفي سنة 1329ه

- ‌وكتب مؤلف هذا الكتاب إلى أستاذه الحكيم الشيخ محمد عبده

- ‌الفصل الرابع في رسائل الاستعطاف والاعتذار

- ‌وكتب أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 429ه

- ‌وكتب عبد الله بن معاوية المتوفي سنة 158هـ? إلى أبي مسلم

- ‌وكتب بدر الدين محمد بن حبيب الحلبي المتوفي سنة 799ه

- ‌وكنت أظنُّ أن جبال رضوى=تزول وإن ودَّك لا يزول

- ‌وكتب أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي بالبصرة سنة 255ه

- ‌وكتب ابن مكرم إلى بعض الرؤساء

- ‌وكتب أبو بكر الخوارزمي المتوفي سنة 740ه

- ‌وكتب بعضهم إلى رئيسه

- ‌وكتب فقيد اللغة الشيخ ابراهيم اليازجي المتوفي سنة 1906

- ‌وكتب أيضاً

- ‌وكتب أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي بالبصرة سنة 255ه

- ‌وكتبت زبيدة زوجة الرشيد المتوفاة سنة 216هـ? إلى المأمون

- ‌وكتب إليها المأمون جواب المواساة الآتي

- ‌وكتب بعضهم

- ‌وكتب أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي بالبصرة سنة 255ه

- ‌الكلام على الرسائل المتداولة

- ‌الفصل الثاني في رسائل الطلب

- ‌وكتب إلى عبيد الله بن سليمان أبو العيناء المتوفي سنة 282ه

- ‌وكتب الوزير الخطير عبد الخالق باشا ثروت

- ‌وكتب الفاضل أحمد بك رأفت

- ‌وكتب الفاضل عبد العزيز بك محمد

- ‌وكتب فقيد الأدب حسن أفندي توفيق المتوفي بلندن سنة 1322ه

- ‌الفصل الثالث في رسائل الشكر

- ‌كتب أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 429ه

- ‌وكتب الحسن بن وهب المتوفي سنة 472ه

- ‌وكتب الأمير أبو الفضل الميكالي المتوفي سنة 436ه

- ‌وكتب أستاذي الحكيم الشيخ محمد عبده إلى حافظ بك إبراهيم

- ‌وكتب أيضاً في الشكر مع المودة إلى بعض أصحابه

- ‌وكتب أيضاً في الشكر لآخر

- ‌الفصل الرابع في رسائل النصح والمشورة

- ‌كتب بديع الزمان الهمذاني المتوفى سنة 398 ه

- ‌وكتب الاسكندر المقدوني إلى أستاذه الحكيم أرسطو

- ‌يستشيره فيما يفعله بأبناء ملوك فارس بعد أن قتل آباءهم وتغلب على بلادهم

- ‌وكتب أرسطو المتوفى قبل الميلاد سنة 322 إلى الاسكندر المقدوني

- ‌ومن رسالة للإمام علي المتوفى سنة 40 ه

- ‌وكتب أيضاً كرم الله وجهه إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

- ‌وكتب بطل الوطنية السيد عبد الله النديم المتوفى سنة 1314 ه

- ‌وكتب أستاذي الإمام الحكيم الشيخ محمد عبده المتوفى سنة 1323 ه

- ‌وكتب أيضاً في الغرض المذكور

- ‌الفصل الخامس في رسائل الملامة والعتاب

- ‌كتب بديع الزمان الهمذاني المتوفى سنة 398 ه

- ‌وكتب أيضاً إلى القاسم الكرجي المتوفى سنة 440 ه

- ‌وكتب أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى بالبصرة سنة 255 ه

- ‌وكتب أبو بكر الخوارزمي المتوفى سنة 740 ه

- ‌وكتب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر المتوفى سنة 80 ه

- ‌وكتب صديقي الأوفى زعيم الوطنية الشيخ عبد العزيز جاويش

- ‌وكتب المرحوم حفني بك ناصف إلى سماحة السيد توفيق البكري

- ‌الفصل السادس في رسائل الشكوى

- ‌كتب الأمير أبو الفضل الميكالي المتوفى سنة 436 ه

- ‌وكتب عبد الحميد بن يحيى المقتول سنة 132 إلى أهله

- ‌وكتب أستاذي الحكيم الشيخ محمد عبده وهو مسجون

- ‌وكتب حافظ بك ابراهيم إلى الأستاذ الإمام الحكيم الشيخ محمد عبده

- ‌الفصل السابع في رسائل العيادة

- ‌كتب ابن الرمي المتوفي سنة 284هـ? إلى بعضهم

- ‌وكتب أبو بكر الخوارزمي المتوفي سنة 383ه

- ‌الفصل الثامن في رسائل التهاني

- ‌كتب في التهنئة بالأولاد أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 429ه

- ‌وكتب بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398هـ? إلى الدواردي يهنيه بمولود

- ‌وكتب في التهنئة بالقدوم أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 429ه

- ‌وكتب أيضاً في التهنئة برمضان

- ‌وكتب أبو الفرج الببغاء المتوفي سنة 398هـ? تهنئة

- ‌وكتب رشيد الدين الوطواط المتوفي سنة 573هـ? تهنئة بالقدوم من سفر

- ‌كتب المرحوم الشيخ حمزة فتح الله المتوفي سنة 1335ه

- ‌وكتب الأستاذ محمود بك أو النصر

- ‌وكتب الوزير عبد الله باشا فكري المتوفي سنة 1307هـ? في تهنئة العيد

- ‌الفصل التاسع في رسائل التعازي

- ‌كتب أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 429ه

- ‌‌‌وكتب أيضاًفي الأمر بالصبر على المصيبة

- ‌وكتب أيضاً

- ‌وكتب أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398ه

- ‌وكتب فقيد اللغة الشيخ ابراهيم اليازجي المتوفي سنة 1906م

- ‌الفصل العاشر في رسائل الأجوبة

- ‌كتب الوزير عبد الله باشا فكري المتوفي سنة 1307ه

- ‌وكتب أيضاً وهو بالآستانة العلية في يوم برد كثير الأمطار

- ‌وكتب المرحوم حفني بك ناصف إلى الشيخ علي الليثي المتوفي سنة 1313ه

- ‌وأجابه المرحوم الشيخ علي الليثي المتوفي سنة 1313ه

- ‌الفصل الحادي عشر في رسائل الوصايا والشفاعات

- ‌من كلام له عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب في غزوة الفرس

- ‌ومن وصية له عليه الصلاة والسلام قالها بصفين

- ‌ومن وصية له عليه السلام وصى بها جيشاً بعثه إلى العدو

- ‌ومن وصية له عليه السلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات

- ‌عهد الإمام علي المتوفي سنة 401 هـ? لمالك بن الحارث الأشتر النخعي

- ‌حين ولاه مصر جباية خراجها وجهاد عدوها وإصلاح أهلها وعمارة بلادها

- ‌وكتب أبو بكر الصديق المتوفي 7 جمادى الثانية سنة 13هـ? إلى بعض قواده

- ‌وكتب عمر بن الخطاب المقتول في 26 ذي الحجة سنة 23 هـ? إلى بعض قواده

- ‌وكتب أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398هـ? إلى ابن أخته

- ‌ومن وصية ابن سعيد المغربي المتوفي سنة 697هـ? لابنه وقد أراد السفر

- ‌وصية هارون الرشيد لمعلم ولده الأمين

- ‌ومن وصية ابن شداد لابنه

- ‌وصية بعض نساء العرب إلى ابنها وقد أراد السفر

- ‌الفصل الثاني عشر في رسائل التنصل والتبرؤ

- ‌كتب أبو الحسن علي بن الرومي المتوفي سنة 284هـ? إلى القاسم بن عبيد الله

- ‌وكتب أبو الوليد بن زيدون المتوفي بأشبيلية سنة 463ه

- ‌مكاتبات متفرقة

- ‌كتب الدولة العلية العثمانية إلى إحدى الدول الأوروبية

- ‌وكتب ابن العميد المتوفى سنة 360هـ? في شكر صديق له على مراسلته إياه

- ‌وكتب السيد توفيق البكري في سفراه إلى الآستانة العلية

- ‌كتبت السيدة وردة اليازجية إلى السيدة عائشة تيمور المتوفاة سنة 1300ه

- ‌وكتبت السيدة عائشة تيمور إلى السيدة وردة اليازجية المتوفاة سنة 1313ه

- ‌وكتب السيد عبد الله النَّدي المتوفى سنة 1314ه

- ‌وكتب أيضاً في التوادد

- ‌وكتب إبراهيم بك المويلحي المتوفى سنة 1323 يعزي محمود باشا البارودي

- ‌الكلام على الرسالات العلمية

- ‌الفن الثاني في المناظرات

- ‌مناظرة العثمان بن المنذر وكسرى وأنوشروان في شأن العرب

- ‌قال إنما أنا رجل منكم وإنما ملكت وعززت بمكانكم وما يتخوف ومن ناحيتكم ولاليس شيء

- ‌مناظرات المهدي لأهل بيته ومشاروته لهم في حر خراسان

- ‌وفود بكارة الهلالية على معاوية

- ‌مناظرة السيف والقلم لزين الدين عمر بن الوردي المتوفى سنة 749ه

- ‌فسقيا لمن غاب بك عن غابك، ورعياً من أهاتب بك لسلخ إهابك، (فلما رأى القلم) السيف

- ‌مناظرة بين صاحب أبي تمام وصاحب البحتري للآمدي

- ‌مناظرة السفينة والوابور للمرحوم السيد عبد الله النديم المتوفى سنة 1314ه

- ‌مناظرة بين الليل والنهار لمحمد أفندي المبارك الجزائري

- ‌وكتب أيضاً مناظرة بين الأرض والسماء

- ‌مناظرة بين فصول العام لابن حبيب الحلبي المتوفى سنة 401 ه

- ‌وكتب بعضهم مناظرة بين البر والبحر

- ‌وكتب بعض الأدباء مناظرة بين الهواء والماء

- ‌وكتب المقدسي المتوفى سنة 875هـ مناظرة بين الجمل والحصان

- ‌الفن الثالث في الأمثال

- ‌أمثال القرآن الكريم

- ‌الفن الرابع في الأوصاف

- ‌وصف البلدان

- ‌وصف القلاع

- ‌وصف الدور

- ‌وصف الديار الخالية

- ‌وصف الرياض

- ‌وصف طول الليل والسهر وما يعرض فيه من الهموم والكفر

- ‌وصف انتصاف الليل وتناهيه وانتشار النور وأفول النجوم

- ‌وصف طلوع الشمس وغروبها

- ‌وصف الرعد والبرق

- ‌وصف مقدمات المطر

- ‌وصف البرد والثلج وأيام الشتاء

- ‌وصف المطر والماء والسحاب والغدران

- ‌وصف القيظ وشدة الحر

- ‌وصف الشيب

- ‌وصف آلات الكتابة

- ‌وصف لخطباء

- ‌وصف العلماء

- ‌وصف البلغاء

- ‌وصف الشعراء والمنشئين ومحاسن النظم والنثر

- ‌وصف الأمراء والأشراف

- ‌وصف القلم

- ‌وصف الخط لأبي الحسن القيرواني المتوفي سنة 488 ه

- ‌وصف الكتاب

- ‌وصف عاصفة لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ه

- ‌وصف العلم لبديه الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398 ه

- ‌وصف الإمام العادل

- ‌وصف عمر بن العاص مصر لسيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

- ‌وصف حرب لأبي منصور الثعالبي النيسابوري المتوفي سنة 429 ه

- ‌وصف أبو الفضل الميكالي المتوفى سنة 436 هـ? المطر شعراً

- ‌ووصف ابن حبيب الحلبي المتوفى سنة 779 هـ? حديقة

- ‌وصف أمير المؤمنين ابن المعتز المتوفى سنة 296 هـ? البيان

- ‌ووصف أيضاً المكارم

- ‌ووصف أيضاً القرآن الكريم

- ‌ووصف ابن الرومي المتوفى سنة 282 هـ? جيوشاً

- ‌ووصف الحسد الجاحظ المتوفى سنة 255 ه

- ‌وصف الشعراء المحدثين

- ‌ووصف ابن الأثير المتوفى سنة 759 هـ? أبا تمام والبحتري والمتنبي

- ‌ووصف المفضل الضبي المتوفى سنة 430 هـ? مروره ببعض أحياء العرب

- ‌وصف نهج البلاغة للإمام المرحوم الشيخ محمد عبده المتوفى ستة 1322 ه

- ‌وصف حفلة لمحمد بك المويلحي

- ‌وصف أيضاً متحفاً من مقامة له

- ‌وصف الفوتغراف للمرحوم مصطفى بك نجيب المتوفى سنة 1320 ه

- ‌ووصف أيضاً نظارة ويشكر من أهداها

- ‌وصف سان استفانو باسكندرية

- ‌وصف الشمس

- ‌وصف القمر

- ‌الفن الخامس في المقامات

- ‌قال الحريري المتوفى سنة 516 هـ? المقامة التاسعة الاسكندرنية

- ‌المقامة البشرية لبديع الزمان الهمذامي المتوفى سنة 398 ه

- ‌لأسفر الصبح لذي عينين

- ‌الفن السادس في الروايات

- ‌رواية ليلى الأخيلية مع الحجاج

- ‌رواية بنات الشاعر المقتول

- ‌رواية المتكلمة بالقرآن الكريم

الفصل: ‌مناظرة بين صاحب أبي تمام وصاحب البحتري للآمدي

أطرى فأنا أطرب، أو كنت أغلى فأنا أغلب، أو كنت أعتى فأنا أعتب، أو كنت أقضة فأنا أقضب (قال السيف) : كيف لا أفضلك والمقر الفلاني شاد أزري، (قال القلم) كيف لا أفضلك وهو تعز نصره ولي أمري.

(قال الحكم بين السيف والقلم) : فلما رأيت الحجتين ناهضتين، والبينتين متعارضتين، وعلمت أن لكل واحد منهما نسبة صحيحة إلى هذا المقر الكريم، ورواية مسندة عن حديثه القديم لطفت الوسيلة ودقت الحيلة حتى رددت القلم إلى كنه، وأغمدت السيف فنام ملء جفنه.

وأخرت بينهما الترجيح، وسكت عما هو عندي الصحيح، إلى أن بحكم المقر لبينهما بعلمه ويسكن سورة غضبهما الوافر ولجاجهما المديد ببسط حلمه.

"‌

‌مناظرة بين صاحب أبي تمام وصاحب البحتري للآمدي

"

(صاحب أبي تمام) : كيف يجوز لقائل أن يقول إن البحتري أشعر من أبي تمام وعن أبي تمام أخذ وعلى حذوه احتذى ومن معانيه استقى حتى قيل الطائي الأكبر والطائي الأصغر.

(صاحب البحتري) : أما الصحبة له فما صحبه ولا تتلمذ له وا روى ذلك أحد عنه ولا نقله ولا رأي قط أنه محتاج إليه ودليل ذلك الخبر المستفيض من اجتماعهما وتعارفهما عند أبي سعيد محمد بن يوسف الثغري وقد دخل عليه البحتري بقصيدته التي أولها:

أأفاقَ صبَ من هوى فأُفيقا

وأبو تمام حاضر فلما أنشدها علق أبو تمام منها أبياتاً كثيرة فلما فرغ من الإنشاد أقبل أبو تمام على محمد بن يوسف فال أيها الأمير ما ظننت أن أحداً يقدم على أن يسرق شعري وينشده بحضرتي حتى اليوم ثم اندفع ينشج ما حفظه حتى أتي على أبيات كثيرة من القصيدة فبهت البحتري ورأ ى أبو تمام الإنكار في وجه أبي سعيد فحينئذٍ قال له أبو تمام أيها الأمير والله ما الشعر إلا له وإنه

ص: 258

أحسن فيه الإحسان كله وأقبل يقرظه ويصف معانيه ويذكر محاسنه ولم يقنع من محمد بن يوسف حتى أضعف له الجائزة فمن كان يقول مثل هذه القصيدة التي هي من عين شعره وفاخر كلامه قبل أن يعرف أبا تمام جدير به أن يستغني عن أن يصحبه أو يتتلمذ له أو لغيره من الشعراء على أنني لا أنكر استعار بعض معاني أبي تمام لقرب البلدين وكثرة ما كان يطرق سمع البحتري من شعره وليس ذلك بمقتض أن يكون أبو تمام أستاذ البحتري ولا بمانعه أن يكون البحتري أشعر من أبي تمام فهذا كثير قد أخذ من جميل واستقى من معانيه فما رأينا أحداً قال إن جميلاً أشعر منه بل هو عند أهل الشعر والرواية أشعر من جميل (صاحب أبي تمام) : أن البحتري نفسه يعترف أن أبا تمام منه فقد سئل عنه وعن أبي تمام فقال أن جيده خير من جيدي وجيد أبي تمام كثير.

(صاحب البحتري) : إن كان هذا الخر صحيحاً فهو للبحتري لا عليه لأن قوله هذا يدل على أن شعر أبي تمام كثير الاختلاف وشعره شديد الاستواء ولمستوى الشعر أولى بالتقدمة من المختلف الشعر وقد اجتمعنا نحن وأنتم على أن أبا تمام يعلو علواً حسناً وينحط انحطاطاً قبيحاً وأن البحتري يعلو بتوسط ولا يسقط ومن لا يسقط ولا يسف أفضل ممن يسقط ويسف.

(صاحب أبي تمام) : أن أبا تمام انفرد بمذهب اخترعه وصار فيه أولاً إماماً متبوعاً وشهر به حتى قيل هذا مذهب أبي تمام وسلك الناس نهجه واقتفوا أثره وهي فضيلة عري عن مثلها البحتري.

(صاحب البحتري) ليس الأمر على ما وصفت وليس أبو تمام صاحب هذا المذهب ولا يأول فيه ولا سابق إليه بل سلك فيه سبيل مسلم بن الوليد

ص: 259

واحتذى حذوه وأفرط في ذلك وأسرف حتى زال عن النّهج المعروف وسنن المألوف بل إنّ مسلماً غير مبتدع له ولكنه رأى هذه الأنواع التي وقع عليها اسم البديع متفرّقة في أشعار المتقدمين فقصدها وأكثر في شعره منها ولكنه حرص على أن يضعها في مواضعها ولم يسلم مع ذلك من الطعن عليه حتى قيل إنه أول من أفسد الشعر فجاء أبو تمام على أثره واستحسن مذهبه وأحبّ أن يجعل كل بيت من شعره غير خال من هذه الأصناف فسلك طريقاً وعراً واستكره الألفاظ والمعاني استكراهاً ففسد شعره وذهب طلاوته ونشف ماؤه فقط سقط الآن احتجاجكم باختراع أبي تمام لهذا المذهب وسبقه إليه: وكلّ ما في المسألة أنه استكثر منه وأفرط فكان إفراطه فيه من أعظم ذنوبه وأكبر عيوبه. أما البحتري فإنه ما فارق عمود الشعر وطريقته المعروفة على كثرة ما جاء في شعره من الاستعارة والتجنيس والمطابقة فكان انفراده بحسن العبارة وحلاوة اللفظ وصحّة المعنى والبعد عن التكلف والتعمل سبباً في إجماع الناس على استحسان شعره واستجادته وتداوله ونفاق شعر الشاعر دليل على علو مكانته واضطلاعه بما يلائم الأذواق ويلامس القلوب من أساليب الكلام ومناهجه.

(صاحب أبي تمام) إنما أعرض عن شعر أبي تمام من لم يفهمه لدقّة معانيه وقصور فهمه عنه أما النقاد والعلماء فقد فهموه وعرفوا قدره وإذا عرفت هذه الطبقة فضيلته لم يضره طعن من طعن بعدها عليه.

(صاحب البحتري) لا يستطيع أحد أن ينكر منزلة ابن الأعرابي وأحمد بن يحيى الشيباني ودعبل بن الخزاعي من الشعر ومنزلتهم من العلم بكلام العرب وقد علمتم مذهبهم في أبي تمام وازدراءهم بشعره حتى قال دعبل إن ثلث شعره محال

ص: 260

وثلثه مسوق وثلثه صالح وقال ما جعل الله أبا تمام من الشعراء: بل شعره بالخطب والكلام المنثور أشبه منه بالشعر: وقال ابن الأعرابي في شعر أبي تمام إن كان شعراً فكلام العرب باطل وهذا محمد بن يزيد المبرد ما علمناه دون له كبير شيء.

(صاحب أبي تمام) إن دعبلاً كان يشنأ أبا تمام ويحسده على ما هو معروف ومشهور فلا يقبل قول شاعر في شاعر وإما ابن الأعرابي فكان شديد التعصب عليه لغرابة مذهبه ولأنه كان يرد عليه من معانيه ما لا يفهمه ولا يعلمه فكان إذا سئل عن شيء منها بأنف أن يقول لا أدري فيعدل إلى الطعن عليه ولا مانع أن يكون جميع من تذكرونه على هذا القياس.

(صاحب البحتري) لا عيب على ابن الأعرابي في طعنه على شاعر عدل في شعره عن مذاهب العرب إلى الاستعارات البعيدة المخرجة للكلام إلى الخطأ والإحالة والعيب في ذلك يلحق أبا تمام إذ عدل عن المحجة إلى طريقة يجهلها ابن الأعرابي وأمثاله من المضطلعين بالسليقة العربية.

(صاحب أبي تمام) إن العلم في شعر أبي تمام أظهر منه في شعر البحتري والشاعر العالم أفضل من الشاعر غير العالم.

(صاحب البحتري) كان الخليل بن أحمد عالماً شاعراً وكان الأصمعي شاعراً عالماً وكان الكسائي كذلك وكان خلف بن حيان الأحمر أشعر العلماء وما بلغ بهم العلم طبقة من كان في زمانهم من الشعراء غير العلماء والتجويد في الشعر ليست علته العلم: والشائع المشهور أن شعر العلماء دون شعر الشعراء وقد كان أبو تمام يعمل على أن يدل في شعره على علمه باللغة وكلام العرب.

أم البحتري فلم يقصد هذا ولا اعتمده ولا كان يعده فضيلة ولا يراه علماً بل كان يرى أنه شاعر لا بد له أن يقرب شعره من فهم سامعه فلا يأتي بالغريب إلا أن يتفق له في اللفظة بعد اللفظة في موضعه من غير طلب له ولا حرص عليه. على أن هذا العلم

ص: 261

الذي تؤثرون به أبا تمام لم ينفعه فقد كان يلحن في شعره لحناً يضيق العذر فيه ولا يجد المتأول له مخرجاً منه إلا بالحيلة والتحمل الشديد.

(صاحب أبي تمام) لسنا ننكر أن يكون صاحبنا قد وهم في بعض شعره وعدل عن الوجه الأوضح في كثير من معانيه: وغير غريب على فكر نتج من المحاسن ما نتج وولد من البدائع ما ولد أن يلحقه الكلال في الأوقات والزلل في الأحيان بل من الواجب لمن أحسن إحسانه أن يسامح في سهوه ويتجاوز له عن خطائه وما رأينا أحداً من شعراء الجاهلية سلم من الطعن ولا من أخذ الرواة عليه الغلط والعيب وكذلك ما أخذته الرواة على المحدثين المتأخرين من الغلط والخطأ واللحن أشهر من أن يحتاج إلى أن نبرهنه أو ندل عليه وما كان أحد من أولئك ولا هؤلاء مجهول الحق ولا مجحود الفضل بل عفا إحسانهم على إسائتهم وتجويدهم على تقصيرهم.

(صاحب البحتري) أما أخذ السهو والغلط على من أخذ عليهم من المتقدمين والمتأخرين ففي البيت الواحد والبيتين والثلاثة أما أبو تمام فلا تكاد تخلو له قصيدة واحدة من عدة أبيات يكون فيها مفسداً أو محيلاً أو عادلاً عن السنن أو مستعيراً استعارة قبيحة أو مخطئاً للمعنى بطلب الطباق والتجنيس أو مبهماً يسوء العبارة والتعقيد حتى لا يفهم ولا يوجد له مخرج.

(صاحب أبي تمام) إنكم تنكرون على أبي تمام من الفضل ما يعترف به البحتري نفسه فقد رثاه بعد موته رثاء اعترف فيه له بالسبق وفضله على شعراء عصره.

(صاحب البحتري) لم لا يفعل البحتري ذلك وقد كان هو وأبو تمام صديقين متحابين وأخوين متاصفيين يجمعهما الطلب والنسب والمكتسب فليس بمنكر ولا غريب أن يشهد أحدهما لصاحبه بالفضل ويصفه بأحسن ما فيه وينحله ما ليس فيه على أن الميت خاصة يعطى في تأيينه من التقريظ والوصف وجميل الذكر أضعاف ما كان يستحقه.

ص: 262