الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموضع العاشر تأويل صفة المَحَبَّة
في التعليق على "المسند"
* في "المسند"(1) عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان" حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".
• جاء في الحاشية قولُ المحققين الشيخ شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد:
"وقوله: "حبيبتان إلى الرحمن" قال (2): تثنية حبيبة،
(1)(12/ 86/87). رقم (7167)، والحديث مخرج في "الصحيحين":"صحيح البخاري"(6406) كتاب الدعوات: باب فضل التسبيح، و (6682) في كتاب الأيمان والنذور، و (7563) في خاتمة "الصحيح" في كتاب التوحيد. و"صحيح مسلم" (2694) كتاب: الذكر والدعاء: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
(2)
يعنيان الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث نقلا عنه ذلك من "فتح الباري"(13/ 540).
وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخصَّ الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، ولما فيه من التنزيه والتحميد والتعظيم " ا. هـ.
* قلت:
وهذا النقل في معنى محبة الله للعبد تأويل غير صحيح لصفة المحبة، إذ الواجب إثبات صفة المحبة لله -تعالى- على ما يليق بجلاله سبحانه، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل، كما يقال في سائر الصفات، "وصفة المحبة قد دلَّ عليها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة" (1) قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} [سورة البقرة، الآية: 222]، وقال:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [سورة المائدة، الآية: 54].
(1) ينظر: "الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية"(ص 83) لشيخنا العلَاّمة زيد بن عبد العزيز الفياض رحمه الله. و"شرح العقيدة الطحاوية"(ص 396) لابن أبي العز الحنفي رحمه الله ط مؤسسة الرسالة، بتحقيق الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي، والشيخ شعيب الأرنؤوط.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات محبة الله -تعالى- لعباده المؤمنين، ومحبتهم له، وهذا أصل دين الخليل إمام الحنفاء عليه السلام"(1).
وقال أيضًا رحمه الله: "وأهل السُّنَّة والجماعة المتبعون لإبراهيم وموسى ومحمد- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- يثبتون ما أثبتوه من تكليم الله، ومحبته، ورحمته، وسائر ما له من الأسماء الحسنى والمثل الأعلى"(2).
(1)"مجموع الفتاوى"(2/ 354).
(2)
المرجع السابق (16/ 209).
الموضع الحادي عشر تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فوضع يَدَهُ بين كَتِفيَّ
…
"
في التعليق على "زاد المعاد" للعلَاّمة ابن القيم رحمه الله -