المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الموضع التاسع تأويل بعض صفات الأفعال الاختيارية - استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

[خالد الشايع]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الموضع الأول تأويل صفة اليد لله -سبحانه

- ‌الموضع الثاني تأويل صفة الغضب والرضا والرحمة

- ‌الموضع الثالث تأويل صفة اليد وبَسْطِها

- ‌الموضع الرابع تأويل صفة العجب لله -تعالى

- ‌الموضع الخامس تأويل إدناء المؤمن من ربه يوم القيامة

- ‌الموضع السادس تأويل صفة الفرح لله -تعالى

- ‌الموضع السابع تفويض صفة الضحك

- ‌الموضع الثامن تأويل صفة الساق

- ‌الموضع التاسع تأويل بعض صفات الأفعال الاختيارية

- ‌الموضع العاشر تأويل صفة المَحَبَّة

- ‌الموضع الحادي عشر تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فوضع يَدَة بين كَتِفيَّ

- ‌الموضع الثاني عشر تأويل صفة الكلام

- ‌الموضع الثالث عشر تأويل صفة النظر

- ‌الموضع الرابع عشر تأويل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قِبَلَ وجهِ أحدكم في صلاته

- ‌الموضع الخامس عشر تأويل صفة اليد والأصابع

- ‌الموضع السادس عشر تأويل صفة القَدَم لله -تعالى

- ‌فتوى حول تأويل آيات الصفات من إجابات سماحة النسخ العلَّامة عبد العزيز بن باز

- ‌حول حديث: "…من تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبت إليه ذراعًا

- ‌خاتمة

- ‌صدر للمؤلف

الفصل: ‌الموضع التاسع تأويل بعض صفات الأفعال الاختيارية

‌الموضع التاسع تأويل بعض صفات الأفعال الاختيارية

في التعليق على "رياض الصالحين" و"المسند"

* في "رياض الصالحين"(1) لما أورد المؤلِّف النوويُّ رحمه الله الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: "إذا تقربَ العبدُ إليَّ شبرًا تقرَّبت إليه ذراعًا، وإذا تقرَّب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيتة هرولة"

رواه البخاري (2).

• عقَّبَ عليه المحقق الشيخ شعيب الأرنؤوط في الحاشية بقوله:

"هذا من باب التمثيل في الجانبين. والمعنى من أتى شيئًا من الطاعات ولو قليلاً، قابلته عليه بأضعاف من الإثابة

(1)(ص 87) رقم الحديث (96). ط مؤسسة الرسالة، بيروت، 1408هـ.

(2)

"صحيح البخاري"(7536) كتاب التوحيد: باب ذكر النبيِّ- صلى الله عليه وسلم وروايتهِ عن ربِّه.

ص: 79

والإكرام، وكلما زاد في الطاعة زدته في الثواب، وإن كان إتيانه بالطاعة على التأني تكون كيفية إتياني بالثواب على السرعة، وأحال على "فتح الباري"(1).

ونحو هذا أيضًا نقله وزميله المحقق الآخر في حاشية "المسند"(2) عند قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: أنا مع عبدي حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خيرٍ منهم، وإن اقترب إليَّ شبرًا، اقتربت إليه ذراعًا، فإن اقترب إليَّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا، فإن أتاني يمشي أتيته هرولة".

نقل عن النووي رحمه الله قوله: "هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه: من تقرب إليَّ بطاعتي، تقرَّبت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زدتُ، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيتُه هرولة، أي:

(1) انظر: (13/ 514) ط السلفية الأولى.

(2)

(12/ 387) رقم الحديث (7422) ط مؤسسة الرسالة. والحديث مخرج في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 80

صببت عليه الرحمة وسبقتُه بها، ولم أُحْوِجْهُ إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب قربه. ا. هـ.

*قلت:

وهذه النقولات في شأن تلك الصفات مخالفة لما قرره أهل السنة والجماعة في هذا الباب، بل كل تلك الصفات صفات اختيارية لائقة بجلاله سبحانه وعظمته وهو -جل وعلا- الفعَّال لما يريد، ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه (1).

وأورد الإِمام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله هذا الحديث في كتابه: "الأربعين في دلائل التوحيد"(2) وبَوَّب عليه فقال: باب الهرولة لله عز وجل.

وقد وُجَّه استفتاء للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وعضوية كل من الشيخ عبد الرزاق عفيفي

(1) ينظر: "شرح حديث النزول"(ص 328) لشيخ الإِسلام ابن تيمية، تحقيق: د. محمَّد الخميِّس.

(2)

(2/ 79) بتحقيق الشيخ علي الفقيهي.

ص: 81

- رحمه الله والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود ونصُّه: هل لله صفة الهرولة.

وجاء في الجواب (1): نعم صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى:"إذا تقرَّب إليَّ العبد شبرًا تقربت إليه ذراعًا وإذا تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، وإذا أتاني ماشيًا أتيته هرولة" رواه البخاري ومسلم (2). ا. هـ.

(1)"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"(3/ 142). ترتيب الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش، ط رئاسة البحوث العلمية والإفتاء، 1411 هـ - الرياض.

(2)

"صحيح البخاري"(7405) كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [سورة آل عمران، الآية: 28]، وقول الله تعالى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [سورة المائدة، الآية: 116]، "صحيح مسلم" (2675) كتاب الذكر: باب الحث على ذكر الله تعالى.

ص: 82

الموضع العاشر تأويل صفة المَحَبَّة

في التعليق على "المسند"

ص: 83