المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الموضع الثالث تأويل صفة اليد وبسطها - استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات

[خالد الشايع]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الموضع الأول تأويل صفة اليد لله -سبحانه

- ‌الموضع الثاني تأويل صفة الغضب والرضا والرحمة

- ‌الموضع الثالث تأويل صفة اليد وبَسْطِها

- ‌الموضع الرابع تأويل صفة العجب لله -تعالى

- ‌الموضع الخامس تأويل إدناء المؤمن من ربه يوم القيامة

- ‌الموضع السادس تأويل صفة الفرح لله -تعالى

- ‌الموضع السابع تفويض صفة الضحك

- ‌الموضع الثامن تأويل صفة الساق

- ‌الموضع التاسع تأويل بعض صفات الأفعال الاختيارية

- ‌الموضع العاشر تأويل صفة المَحَبَّة

- ‌الموضع الحادي عشر تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فوضع يَدَة بين كَتِفيَّ

- ‌الموضع الثاني عشر تأويل صفة الكلام

- ‌الموضع الثالث عشر تأويل صفة النظر

- ‌الموضع الرابع عشر تأويل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قِبَلَ وجهِ أحدكم في صلاته

- ‌الموضع الخامس عشر تأويل صفة اليد والأصابع

- ‌الموضع السادس عشر تأويل صفة القَدَم لله -تعالى

- ‌فتوى حول تأويل آيات الصفات من إجابات سماحة النسخ العلَّامة عبد العزيز بن باز

- ‌حول حديث: "…من تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبت إليه ذراعًا

- ‌خاتمة

- ‌صدر للمؤلف

الفصل: ‌الموضع الثالث تأويل صفة اليد وبسطها

‌الموضع الثالث تأويل صفة اليد وبَسْطِها

في التعليق على "رياض الصالحين" للإمام النووي رحمه الله

* لمَّا أورد المؤلف الإِمام النووي (1) رحمه الله حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله تعالى يَبْسُطُ يَدَهُ بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مغربها" رواه مسلم (2).

• علَّق المحقق الشيخ شعيب الأرنؤوط على قوله: "يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار" بما يلي:

"أي: يقبل التوبة من التائبين ليلًا ونهارًا، وإنما ورد لفظ

(1)(ص 227) حديث رقم (437). ط مؤسسة الرسالة، بيروت، 1408 هـ.

(2)

"صحيح مسلم"(2759) كتاب التوبة: باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة.

ص: 35

بسط اليد لأن العرب إذا أخذ أحدُهم الشيء بسط يده لقبوله، وإذا كرهه قبضها عنه، فخوطبوا بما يفهمونه" ا. هـ.

* قلت:

وهذا الذي ذكره الشيخ شعيب الأرنؤوط صرفٌ للفظ عن ظاهره، ومقتضاه نفي ما دلَّ عليه الحديث من بسط الله ليده، وهذا على غير طريقة السلف، لأنهم يثبتون لله يدين، على ما يليق بذاته سبحانه وتعالى.

"وقد وَرَدَ لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع ورودًا متنوعًا، متصرفًا فيه، مقرونًا بما يدل على أنها يَدٌ حقيقة من الإمساك، والطيّ، والقبض، والبسط، والمصافحة، والحَثَيَات، والنضح باليد، والخلق باليدين، والمباشرة بهما، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، وكون المقسطين عن يمينه، وأخذ الصدقة بيمينه يربيها لصاحبها، وأنه مسح ظهر آدم بيده، وأن يمينه ملأى لا يغيضها نفقة سَحَّاءَ الليل والنهار، وأنه يطوي السموات يوم القيامة

" إلخ (1).

(1) ينظر: "مختصر الصواعق المرسلة"(2/ 171) للعلَّامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-.

ص: 36

والمقصود أن صفة اليدين لله تعالى قد دلَّ عليها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة خلافًا للجهمية والمعتزلة، قال الله تعالى:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [سورة ص، الآية: 75]، وقال سبحانه:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [سورة المائدة، الآية: 64].

وانظر ما تقدم نقله آنفًا من كلام الإِمام الترمذي رحمه الله فإنه نافعٌ ومفيد (1).

(1) ينظر: (ص 22 - 23) من هذه الرسالة.

ص: 37

الموضع الرابع تأويل صفة العجب لله -تعالى-

في التعليق على "رياض الصالحين" للإمام النووي رحمه الله -

ص: 39