الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: التلمود
أولاً: تعريفه:
التلمود هو: تعليم ديانة وأداب اليهود وهو يتكون من جزئين:
متن: ويسمى المشناه: بمعنى المعرفة أو الشريعة المكررة.
شرح: ويسمى جمارا: ومعناه الإكمال.
ثانياً: تدوين التلمود:
التلمود هو القانون أو الشريعة الشفهية التي كان يتناقلها الحاخامات الفريسيون من اليهود سراً جيلاً بعد جيل.
ثم إنهم لخوفهم عليها من الضياع دونوها، وكان تدوينها في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وأطلق عليها اسم "المشناه".
ثم شرحت فيما بعد هذه المشناه وسمي الشرح " جمارا "وأُلِّفَتْ هذه الشروح في فترة طويلة امتدت من القرن الثاني بعد الميلاد إلى أواخر السادس بعد الميلاد.
وتعاقب على الشرح حاخامات بابل، وحاخامات فلسطين، ثم سمي المتن وهو المشناه مع الشرح وهي جمار " التلمود" وما كان عليه تعليقات وشرح حاخامات بابل سمي تلمود بابل،
وما كان عليه شروح حاخامات فلسطين سمي تلمود فلسطين 1.
ثالثاً: تقديس اليهود له:
التلمود يقدسه ويعظمه الفريسيون من اليهود، وباقي الفرق تنكره وكما تقدم في تدوينه فإن الحاخامات الفريسين هم الذين دونوه وتناقلوه، والفريسيون هم أكثر فرق اليهود في الماضي والحاضر، وهم يرون أن التلمود له قدسية وأنه من عند الله بل يرون أنه أقدس من التوراة.
فيقولون فيه: "إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها ومن درس المشناه فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها ومن درس الجمارة فعل أعظم فضيلة "2.
فالتلمود على هذا هو كتاب مقدس عندهم، وله أثر كبير في نفسية اليهود المفسدة الفاسدة.
رابعاً: مبادؤه وخطرها على غير اليهود:
التلمود له مبادئ فاسدة وخطره، نذكر بعضاً منها لتتضح نظرة اليهود إلى أنفسهم وإلى غيرهم، فمن مبادئه:
1 -
كلامهم عن الله عز وجل:
وصف اليهود الله عز وجل بصفات النقص تعالى الله عن قولهم.
فمن ذلك زعمهم أن الله عز وجل شغله هو تعلم التلمود مع الملائكة
1 انظر: الكنز المرصود في قواعد التلمود ص 47 -49، وكنوز التلمود ص 16-19، وقاموس الكتاب المقدس ص 222.
2 الكنز المرصود ص 50.
واللعب مع الحوت وأنه جل وعلا يبكي لأجل ما حل باليهود من التعاسة1 {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} الأنعام (139) .
2 -
كلامهم عن أنفسهم:
يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله2،وأنهم عند الله أرفع من الملائكة، وأن من يضرب يهودياً فكأنما ضرب العزة الإلهية3، وأنهم مسلطون على أموال باقي الأمم ونفوسهم، لأنها في الواقع أموال اليهود، فإذا استرد الإنسان ماله فلا لوم عليه4وأن الناس إنما خلقوا لأجلهم ولخدمتهم5، ولليهودي إذا عجز عن مقاومة الشهوات أن يسلم نفسه إليها 6، وأن الجنة لا يدخلها إلَاّ اليهود7.
3 -
موقفهم من غيرهم:
أن أرواح غير اليهود أرواح شيطانية، وشبيهة بأرواح الحيوانات8، وأنهم مثل
1 الكنز المرصود ص 55 -57.
2 المرجع السابق ص 66.
3 المرجع السابق ص 73.
4 المرجع السابق ص 78.
5 المرجع السابق ص 80.
6 المرجع السابق ص 96.
7 المرجع السابق ص 68.
8 المرجع السابق ص 66.
الكلاب والحمير، وإنما خلقوا على هيئة الإنسان حتى يكونوا لائقين بخدمة اليهود 1.
لا يجوز لليهودي أن يشفق على غير اليهودي ولا أن يرحمه ولا يعينه بل إذا وجده واقعاً في حفرة سدها عليه 2، ويحرم على اليهودي أن يرد لغير اليهود ما فقد منهم 3،ويحرم على اليهودي أن يقرض غير اليهودي إلَاّ بالربا، وزعموا أن الله أمرهم بذلك 4، والزنا بغير اليهودي ذكوراً أو إناثاً جائز ولا عقاب عليه، وعلى اليهودي أن يسعى إلى قتل الصالحين من غير اليهود 5.
إن الجحيم مأوى جميع الناس غير اليهود، وأنه أوسع من الجنة بستين مرة6.افتراؤهم على المسيح عليه السلام وأمه مريم وقولهم عليها بهتاناً عظيماً 7.
هذه بعض مبادئ التلمود، وهي تصور لناظره والمطلع عليه خطورة هذه التعاليم وأن لها أثراً واضحاً في اليهود السابقين واللاحقين، حيث جعلتهم بحق أعداء الإنسانية وأعداء الفضيلة والخير والتسامح، وأعداء الأديان، والمتقربين إلى الله عز وجل بالفساد والفجور والإفساد في الأرض والقتل،
1 المرجع السابق ص 74 -75، وانظر: فضح التلمود ص 131.
2 المرجع السابق ص 76، 91، وفضح التلمود ص 137.
3 المرجع السابق ص 83، وفضح التلمود ص 132.
4 المرجع السابق ص 96، وفضح التلمود ص 133.
5 المرجع السابق ص 90، وفضح التلمود ص 146.
6 المرجع السابق ص 69.
(7)
المرجع السابق ص 57.
سواءٌ في ذلك بإزهاق الروح، أو بإزهاق الخلق والدين في نفوس أصحابه، فهم المتربصون بالبشرية والناظرون إليها بعين الحقد، والحسد، والتكبر والتجبر، يستغلون كل مناسبة لصالحهم، ويحاولون أن يزيدوا من وقع المصيبة على المنكوبين والموتورين.
وإذا لم ينتبه المسلمون ويعوا هذه الحقائق ويتعرفوا على هذه النفسيات المنحرفة، فيعتصموا بالله ويعاملوا أعداءه بما يستحقون فسيفيقون على سيطرة اليهود عليهم وتحكمهم بهم وحرفهم عن ما تبقى لهم من دينهم، ويفعلون بهم ما فعلوا بالعالم الأوربي والأمريكي وغيرهم من الدول التي سيطروا على حكوماتها، ثم سيطروا بالتالي على شعوبها، فنشروا كل رذيلة وخلق منحط، وأزالوا كل هيمنة للدين على النفوس بنشر الإلحاد ومحاربة الفضيلة، فحققوا بذلك مآربهم المادية التي في الواقع مطلبهم الأول والأخير، واليهود لا زالوا لم يستطيعوا أن يظهروا سيطرتهم الفعلية باسمهم وبالشخصية الحقيقة لهم إذ يحكمون من وراء ستار، فهل يكشفوا عن أنفسهم أم يكتفوا بما حققوا من مكاسب مادية وإشباع لرغبتهم في الفساد والإفساد؟
ولا بد أن يعلم أن راية الباطل لا ترتفع ولا تظهر إلا في رقدة الحق وغفلة أهله، ومتى أفاق أهل الحق فلن يكون للباطل صولة ولا جولة.
والله نسأل أن يلهم المسلمين الرجوع إلى دينه، وأن يعتز أهل الإسلام بإسلامهم فيعرفوا حقيقته وقيمته، فينشطوا في الدعوة إليه ليخرجوا بذلك الناس من الظلمات إلى النور. والله غالب على أمره ولو كره المشركون.