الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المستشرقون والشعر الجاهلي
…
المشترقون والشعر الجاهلي:
يطلق لفظ الاستشراق على فئة من العلماء من الغرب أو الشرق، أي: من أمريكا وأوروبا وروسيا، كرَّست وقتها أو بعضه وجهدها لدراسة تراثنا وأدبنا لأغراض متعددة، وكان سبل اتصالهم بنا وبتراثنا بإحدى طرق ثلاث: الأندلس قبل سقوطها بأيديهم وبعد السقوط، والحملات الصليبية، واستعمارهم بلادنا.
وقد بدأت أوروبا تتنبه إلى ذلك في بدايات القرن الرابع عشر، ففي سنة 1312م صدر قرار مجمع فينا الكنسي بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الغربية1، ولكن مفهوم مستشرق Orientalist لم يظهر في أوروبا إلّا في نهاية القرن الثامن عشر، ففي إنجلترا ظهر سنة 1779م، وفرنسا 1799م، وأدرج مفهوم الاستشراق في قاموس الأكاديمية الفرنسية سنة 1838م2.
ونستطيع أن نعد القرنين التاسع عشر والعشرين عصر الازدهار الحقيقي للاستشراق، وكان إمام المستشرقين سلفستر دي ساسي الفرنسي "ت1838م"2.
فحركة الاستشراق تعني بالنسبة لأمتنا اهتمام الأوروبيين والأمريكيين بترثانا، بكل ما تعنيه كلمة "تراث" من معنى واسع، ولما كان العصر الجاهلي يمثل فجر تاريخ أمتنا، كما يمثل عصرها الذهبي الأول، وتمثل لغة أدبه اللغة المثال لما دُرِسَ ودُوِّنَ وقعِّدَت قواعده، فقد اتجهت أنظار فريق كبير من المستشرقين إلى تناول هذا العصر من جميع الجوانب.
1 إدوارد سعيد، الاستشراق 80.
2 شاخت وبوزورث، تراث الإسلام، ترجمة محمد السمهوري 1/ 78، سلسلة عالم المعرفة 1978.
ومن أبرز مظاهر الاستشراق:
1-
إنشاء جمعيات علمية لمتابعة الدراسات الاستشراقية، ومن هذه الجمعيات: الجمعية الآسيوية بباريس 1822م، والجمعية الملكية الآسيوية في بريطانيا وإيرلندا 1832م، والجمعية الشرقية الأمريكية 1843م، والجمعية الشرقية الألمانية 1845م.
2-
إصدار مجلات لنشر أبحاثهم ودراساتهم، ومن هذه المجلات والدوريات:
مجلة ينابيع الشرق، أصدرها هامر برجشتال في فينا 1809-1818م.
مجلة الإسلام بباريس 1895م.
مجلة العالم الإسلامي، صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب 1916م، ثم تحولت بعد ذلك إلى مجلة الدراسات الإسلامية.
مجلة الإسلام في ألمانيا 1910م.
مجلة عالم الإسلام في روسيا 1912م.
مجلة العالم الإسلامي في بريطانيا 1911م، أصدرها صموئيل زويمر.
تلك كانت البدايات، أما اليوم فإن لهم أكثر من ثلاثمائة دورية ومجلة تصدر في مختلف جامعاتهم ومعاهدهم وجمعياتهم.
أما المجالات التي عنوا بها بحثًا ودراسة فهي:
1-
تحقيق الداوين والمجموعات الشعرية.
2-
دراسة قصائد مفردة وتحقيقها ونشرها وترجمتها.
3-
رصد ظواهر ودراستها.
4-
التوثيق والرواية وتدوين الشعر الجاهلي.
5-
إصدار الموسوعات والمعاجم.
وسنقصر بحثنا هنا على جهودهم فيما يتَّصل بالعصر الجاهلي وأدبه؛ لأن لهم اهتمامات في كل ما يتعلق باللغة العربية وآدابها وتاريخها وفكرها في مختلف العصور.
أما الدواوين الشعرية: فإنه بلغ من اهتمامهم أنهم عنوا بنشر أو ترجمة أو دراسة ما يربوا على نصف الدواوين الجاهلية؛ لأنهم أدركوا أن الشعر الجاهلي هو
ديوان العرب وتاريخهم، وسنحاول ذكر هذه الدواوين ومحققيها وناشريها:
1-
ديوان الأسود بن يعفر: حققه رودلف غاير النمساوي، ونشر بليدن 1928م "نشريات جب رقم 6".
2-
ديوان الأعشى الكبير "الصبح المنير في شعر أبي بصير مع ديوان الأعشيين": حققه غاير النمساوي، ونشر على نفقة لجنة ذكرى جب 1928.
3-
ديوان امرئ القيس: حققه كل من: البارون سلان الفرنسي مع جوزيف رينو 1837م، جوتفالو فازان 1861-1863م، فرديريك روزين الألماني 1924م، روكهارت الألماني الذي ترجمه إلى الألمانية 1943م.
5-
ديوان أوس بن حجر: حققه رينيه باسيه "الفرنسي في المجلة الآسيوية 1912"، وردلف غاير النمساوي فينا 1892م.
6-
شعر تأبط شرًّا: حققه السير تشالز ليال الإنجليزي في المجلة الآسيوية 1918.
7-
ديوان حاتم الطائي: حققه شولتز الألماني، ليبزغ 1897م، ياكوبه بارت الألماني، حسون، ليدن، 1872م.
8-
شعر الحادرة الذبياني: حققه أنجلمان الهولندي، ليدن 1858م.
9-
ديوان الحارث بن حلزة اليشكري: حققه كرنكوف الإنجليز، بيروت، المطبعة الكاثوليكية 1922م.
10-
ديوان الخنساء "أنيس الجلساء في ديوان الخنساء" حققه الأب دي جوييه الفرنسي، بيروت، المطبعة الكاثولوكية 1888م.
11-
شعر أبي دؤاد الأيادي: حققه غربناوم الألماني، ونشر ضمن "دراسات في الأدب العربي"، ترجمة محمد يوسف نجم وإحسان عباس، بيروت.
12-
ديوان زهير بن أبي سلمى: حققه الكونت دي لنديبرج السويدي "بشرح الأعلم الشنتمري".
13-
ديوان سلامة بن جندل التميمي: حققه غيار النمساوي بمناسبة تكريم زخاو 1915.
14-
ديوان السمؤال: حققه هيتتويج هيروشفيلد الألماني 1907-1910م، شرحه هيرشبرج، كركاو 1931.
15-
ديوان الشنفرى: حققه غاير النمساوي بمجلة إسلاميكا Islamica 1877م.
16-
ديوان طرفة: حققه أرمان كوسن دي برفال الفرنسي في المجلة الآسيوية 1841م، نولدكه الألماني، فاندينوف الألماني "أطروحة دكتوراه بجماعة برلين 1895م"، سليغسون، باريس 1901م.
17-
ديوان الطفيل الغنوي: حققه كركنكوف الإنجليزي، ليدن 1928م.
18-
ديوان الطهمان الكلابي: حققه يلهلم آلورد الألماني.
19-
ديوان عبيد بن الأبرص: حققه هوميل الألماني 1890م، السير شالز ليال الإنجليزي 1913م، جابر ييلي الإيطالي 1940.
20-
ديوان عروة بن الورد: حققه رينيه باسيه الفرنسي، الدراسات الشرقية 1926م.
21-
ديوان علقمة الفحل التيمي: حققه فيتسفلد الألماني، ليدن 1858م، سوسين الألماني، ليبرغ 1867م.
22-
ديوان عمرو بن قميئة: حققه السير تشارلز ليال الإنجليزي، كمبردج 1919م، نولدكه الألماني.
23-
ديون عمرن بن كلثوم: حققه كرنكوف الإنجليزي، بيروت، المطبعة الكاثوليكية 1922م.
24-
ديوان قيس بن الخطيم: حققه نولدكه الألماني، كوالسكي، ليبرغ.
25-
ديوان لبيد بن ربيعة العامري: حققه سينكوفسكي الروسي "نقد الديوان 1844م" هوير النمساوي، "نشر جزءًا منه، فينا 1880"، بروكلمان الألماني نشر القسم الثاني من الديوان، ليدن، فون كريمر النمساوي "حول أشعار لبيد، مجلة المجمع، فينا1891م".
26-
ديوان لقيط بن يعمر: حققه نولدكه الألماني، مجلة شرق وغرب 1862م.
27-
ديوان المتلمس الضبعي: حققه أرمان كوسن دي برسفال الفرنسي "المجلة الآسيوية 1841م"، كارل فولليرسل النمساوي، ليبزغ 1906م.
28-
ديوان المسيب بن علس: حققه غير النسماوي، ليدن، 1928م.
29-
ديوان النابغة الجعدي: حققه برنليوخ الألماني، مجلة إسلاميكا 24.
30-
ديوان النابغة الذبياني: حققه ديرنبرغ الفرنسي، المجلة الآسيوية 1868م، وبترجمة فرنسية 1986 باريس، ونشر تكملة 1899م، ونشر منتخبات من شعره يوتيانوف الروسي 1866م.
31-
فهرسة جميع الدواوين الشعرية حتى أواخر بني أمية: جوزيف هورفتش.
أما المجموعات الشعرية التي حظيت بالاهتمام والدرس والتحقيق فهي:
1-
العقد الثمين في دواوين الشعراء الستة الجاهليين: حققه ولهم آلورد الألماني، ط1: ليدن 1870م، وط2: باريس 1902م.
2-
شرح الشعراء الستة للأعلم الشنتمري: حققه ونشره ديردف الألماني، ويلهلم آلورد الألماني.
3-
مجموعة أشعار الجاهليين: حققه ونشره البارون دي سلان الفرنسي، باريس 1838.
4-
ديوان الهذليين: حققه ونشره كلٌّ من: فهلوزن الألماني وترجمه إلى الألمانية 1939-1841 "المجلة الشرقية الألمانية"، ياكوب بارت الألماني، المجلة الآشورية 1912م، يوهان كوز غارتن الألماني.
5-
بعض دواوين الهذليين "ديوان أبي ذؤيب": حققه هيل الألماني، برلين 1962-1933م.
7-
الجزء الأول من ديوان الهذليين مع شرحه: حققه كوزيجارتن الألماني، ليدن 1845م.
8-
المفضليات بشرح الأنباري ثلاثة أجزاء: حققه السير تشارلز ليال الإنجليزي، بيروت 1908م.
9-
الجزء الأول من المفضليات من شرح الأنباري وشرح المرزوقي: حققه توربيكه
الألماني، ليبزيج 1885م، درسها كاسكيل الألماني 1954، فيستنفلد الألماني في الصحيفة الشرقية بفينا.
10-
الأصمعيات بشرح ابن السكيت: حققه كرنكوف الإنجليزي 1907م، ويلهلم آلورد الألماني 1902م.
11-
مختارات المفضليات والأصمعيات: حققها ريشير الألماني، برلين 1911م.
12-
مجموع أشعار العرب في ثلاثة أجزاء "الأصمعيات وأراجيز وديوان رؤبة": حققها ويلهلم آلورد الألماني.
13-
ديوان الحماسة بشرح التبريزي: حققه فرايتاج، وترجمه إلى اللاتينية.
ولم تقتصر جهودهم في مجال التحقيق على تحقيق الدواوين والمجموعات الشعرية، بل قاموا بنشر بعض كتب التراث المتصلة بالعصر الجاهلي ومنها:
1-
الجزء الأول من الأغاني: نشره كوزيجارتن الألماني 1840-1843م.
2-
جمهرة أنساب العرب لابن حزم: نشره بورفنسال الفرنسي، دار المعارف بمصر 1948م، ونشره أتوشيباس الألماني ضمن وثائق إسلامية غير منشورة 1952م.
3-
كتاب الجوهرتين للهمداني: نشره باللغتين كريستو فرتسل، أبسالا 1968م.
4-
كتاب الخيل للأصمعي: نشره هافنر النمساوي، فينا 1895م.
5-
كتاب نسب فحول الخيل في الجاهلية والإسلام لابن الكلبي: نشره دلالفيدا الإيطالي، ليدن 1928م، وقد حققه حديثًا نوري حمودي القيسي وحاتم الضامن، بغداد، المجمع العلمي العراقي 1985م.
6-
كتاب نسب فحول الخيل في الجاهلية والإسلام لابن الأعرابي: نشره دلافيدا الإيطالي، ليدن 1928م، وقد نشره نوري حمودي القيسي وحاتم الضامن، بغداد، المجمع العلمي العراقي 1985م.
7-
كتاب نسب قريش للزبير بن بكار: نشره بروفنسال الفرنسي.
8-
المؤتلف والمختلف للآمدي: نشره كرنكوف الإنجليزي.
9-
معجم الشعراء للمرزباني: نشره كرنكوف الإنجليزي.
10-
الفهرست لابن النديم: نشره غوستاف فلوجل الألماني، ليبزيج 1872م.
11-
المحبر لابن حبيب: نشرته الزة ليشنثتر الألمانية.
12-
المعارف لابن قتيبة: غوتنجن، ألمانيا 1850م.
13-
طبقات الشعراء لابن سلام: نشره هل الألماني، ليدن 1913-1916م.
14-
كتاب الوحوش للأصمعي: نشره غاير النمساوي.
أما القصائد المفردة فقد انصبَّ اهتمامهم على قصائد معينة دون غيرها، ونستطيع أن نحصر هذه القصائد في الآتي:
1-
لامية الشنفري: وقد حظيت بنصيب وافر من الاهتمام، فقد درسها أو حققها أو نقدها أو ترجمها كلٌّ من: ياكوب الألماني، وجيمس هاوس الإنجليزي، والبارون دي ساس الفرنسي، وفايل الألماني، وفرنيل الفرنسي، وجبراييلي الإيطالي، ونولدكه الألماني، وجارتن الألماني، وهامر الألماني، ورويس الألماني، وروكهارت الألماني.
2-
لامية عروة بن الورد: رو الفرنسي 1904م.
3-
قصيدة لامرئ القيس: جرنيني الإيطالي 1907م.
4-
قصيدة لعمرو بن معد يكرب: جويدي الإيطالي، مجلة الدراسات الشرقية 1926م.
5-
قصيدة لتأبط شرًّا: شولتز السويسري 1882م.
6-
مرثية لتأبط شرًّا: فرايتاج الألماني 1814م.
7-
قصيدة منسوبة لامرئ القيس: نشرها جريفني، وحققها غاير، وأعاد نشرها 1914م.
8-
قصديتان للأعشى: غاير النمساوي، ليزيج 1905م.
9-
قصيدتان لسحيم: زرستين الألماني.
10-
قصيدة تأبط شرًّا في أخذ الثأر: ويلهلهم آلورد الألماني 1859م.
11-
قصيدة الأعشى في مدح النبي -صلى الله عليه سلم: توركبه الألماني، ليبزيج 1875م.
أي إن المستشرقين عنوا بقصائد تخص كلًّا من: امرئ القيس، والأعشى، والشنفرى، وتابط شرًّا، وعروة بن الورد، وسحيم عبد بني الحسحاس، وعمرو بن معد يكرب.
وأن نظرة عجلى إلى هذه الأعلام لتشي بأن المستشرقين اهتمّوا بنماذج من الشعراء والقصائد تنفرد بشيء لا يوجد إلّا عنده، فثلاثة منهم من الصعاليك، ورابع
منهم فارس "عمرو"، وامرؤ القيس، والأعشى، وسحيم، لهم ظروف معيشية وسلوك خاص بهم يعكسه شعرهم.
ويندرج تحت القصائد المفردة المعلقات، وهي قصائد مشهورة في تراثنا تمثِّل قمة النضج في البناء، وتصور الحياة الجاهلية، وهي مليئة بأخبار الجاهلية وحروبهم وأيامهم.
وقد تنوّع اهتمام المستشرقين بالمعلقات بين تحقيق ونشر وترجمة إلى لغاتهم، ونقد وتحليل ودراسة، ومنهم من اهتمَّ بالمجموع كاملًا، ومنهم من اهتمَّ بمعلقة بعينها.
ومن الذين اهتموا بها مجتمعة:
1-
السير وليم جونز الإنجليزي: نشرها متنًا وترجمة، لندن 1783م.
2-
لهدن الإنجليزي: نشر شرح الزوزني للمعقات، لندن 1823م.
3-
السير تشالز ليال الإنجليزي: نشر شرح التبريزي للمعلقات، لندن 1818-1884م.
4-
ولفر دبلنت الإنجليزي: نظم المعلقات السبع من ترجمة زوجه بالشعر الإنجليزي 1913م.
5-
نولدكه الألماني: ترجمة المعلقات الخمس، فينا 1899-1900م.
6-
آرلولد الألماني: نشر المعلقات السبع وبذيلها الشروح والحواشي، ليبزيج 1850م.
7-
جوتفالو الروسي: نشر المعلقات السبع، قازان 1861-1863م.
8-
جان جاك سميث الفرنسي: نشر ترجمة جديدة للمعلقات مع تفسير لغوي وتاريخي وجغرافي.
9-
روكهارت الألماني.
أما من اهتموا بمعلقة مفردة فهم:
1-
معلقة امرئ القيس: جان جاك دي برسفال الفرنسي 1819م، أوجست موللر الألماني مع شرح بالألمانية.
2-
معلقة زهير: رو الفرنسي 1905م، وريشير الألماني 1913م.
3-
معلقة طرفة: رايسكة الألماني بشرح بن النحاس، ليدن 1742م، وترجمها إلى الألمانية: فرايتاج الألماني 1829م، فولرز الألماني 1929م، فاندنوف الألماني، رسالة دكتوراه 1895م، مع ترجمة إلى اللاتينية، فولليروس الألماني بشرح الزوزني، بون، 1829م، ريشر الألماني بشرح الأنباري، القسطنطينية 1329هـ.
4-
معلقة لبيد بن ربيعة: البارون دي ساسن الفرنسي 1816م، يوتيانوف الروسي 1827م، برسلو 1828م.
5-
معلقة عنترة: رتشر، روما، 1914م، يوليديف الروسي، بون، 1832م.
6-
معلقة عمرو بن كلثوم: شلو سنجر الألماني بشرح ابن كيسان، يونيخ 1907م، كوزيجارتن الألماني ترجمها إلى الألمانية واللاتينية وركهات الألماني.
7-
معلقة الحارث بن حلزة: يوليديف الروسي 1832م، فرايتاج الألماني 1827م.
8-
معلقة الأعشى: السير تشارلز ليال الإنجليزي 1922م، غاير النمساوي، ليبزيج 1905م.
وفي مجال البحوث والدراسات ورصد الظواهر من أدب العصر الجاهلي نستطيع أن نميز في أعمالهم المجالات التالية:
1-
دراسات تتصل بتاريخ الجاهلية او جغرافيتها أو أساطيرها وخرافاتها.
2-
دراسات تتصل بالأدب الجاهلي بصورة عامة أو الشعر الجاهلي.
3-
دراسات تتصل بشعراء جاهليين أو خطباء.
4-
دراسات تتصل بظواهر معينة أو غرض شعري.
5-
دراسات تتصل بتأثر الأدب الجاهلي بغيره.
وفيما يتصل بالاتجاه الأول وهو الدراسات المتصلة بتاريخ الجاهلية تبرز الدراسات التالية:
رسائل تاريخ العرب قبل الإسلام لترونل الفرنسي، وعرب الجاهلية: تاريخهم ولهجاتهم لفرنيل الفرنسي، وتاريخ الجاهلية لفرنيل الفرنسي 1836م، وتاريخ العرب في الجاهلية ديفرجيه الفرنسي 1847م، وباكورة تاريخ العرب في
ثلاثة مجلدت لدي برسفال الفرنسي 1847م، وقد طبع أربع مرات، ونساء العرب قبل الإسلام وبعده لدي برسفال الفرنسي 1858م، وأحوال اليمن في الجاهلية لإيتالو الإيطالي 1917م، مجلة الدراسات الشرقية، وتفسير الكتابات الحميرية وأخبار التبابعة لجيرفني الإيطالي، وتاريخ اليمن قبل الإسلام لنالينو الإيطالي، مجلة السياسية الأسبوعية المصرية 1927، ومؤلفات إيطالية حديثة عن جنوب الجزيرة قبل الإسلام لنالينو 1921م، وتاريخ العرب قبل الإسلام لنالينو 1941م، وقد جمعته زوجه، وتاريخ العرب وثقافتهم لجيدي الإيطالي 1951م، والقسم الخاص بالجاهلية في تاريخ أبي الفداء لفلايشر الألماني، ليبزيج 1831م.
وفيما يتصل بالأدب الجاهلي والشعر الجاهلي فإنتاجهم غزير منوع، استطعنا فرز التالي:
- أصل الأدب الجاهلي للبارون دي ساس الفرنسي 1808م.
- الشعر العربي قبل الإسلام لرينيه باسيه الفرنسي 1880م.
- تاريخ الآداب العربية لهيار الفرنسي.
- تاريخ الأدب العربي لبلاشير الفرنسي 1952م باريس، وقد ترجمه إلى العربية إبراهيم كيلان في ثلاثة أجزاء.
- تاريخ الأدب العربي لنالينو الإيطالي، وقد نُشِرَ بالعربية عن دار الهلال 1915م، ودار المعارف 1962م.
- موجز في تاريخ الأدب العربي لجابريلي الإيطالي، مجلة الدراسات الشرقية 1932.
- الشعر العربي لماينو الإيطالي، باليرمو 1935م.
- اللغة والأدب السامي لدلافيدا الإيطالي 1941م.
- الأدب العربي لدلافيدا، ومجلة الدراسات الشرقية 1931م.
- تاريخ الأدب العربي لجابريلي الإيطالي، ميلانو 1851، ط2:1956.
- ترجمة شعراء العرب إلى الإيطالية لجابريلي.
- تراجم الشعراء القدامى والشعر الجاهلي للسير تشالز ليال الإنجليزي، لندن 1885.
- الشعر الجاهلي مرجع للمعلومات التاريخية لسير تشارلز ليال، المجلة الآسيوية 1941.
- طبيعة اللغة العربية والأدب العربي لإدوارد بوكوك الإنجليزي، 1761م.
- تقويم العصر الجاهلي لكرنكوف الإنجليزي 1947م.
- الشعر الجاهلي لكرنكوف، مجلة الثفافة 1931م.
- المدخل إلى تاريخ الأدب العربي لهاملتون جب الإنجليزي، لندن 1926م.
- الشعر القديم ونقاده للبارون روزين الروسي، 1878-1903م.
- الشعر الجاهلي لياكوب الألماني، 1892م.
- وصف حياة شعراء العرب قبل الإسلام حسب المصادر لياكوب، برلين 1897.
- الشغر الجاهلي لياكوب، المجلة الشرقية الألمانية 1935.
- عن الشعر الجاهلي لبرونلخ، مجلة الأدب الشرقية 1926، إسلاميكا 1927م، إسلامكيا 1937م.
- الشعر العربي والسامي لأنوليتمان الألماني، الدراسات السامية 1924.
- الأدب العربي لريشير الألماني، شتوتجارت 1952-1933م.
- الشعر العربي لفايسفايلر، الدراسات الشرقية المهداة إلى ليتمان، ليدن 1935م.
- الشعر العربي القديم لكوفالكسي الألماني وريانس، 1945م.
- الأدب العربي للأب فرانشيسكو سيمونت الإسباني، غرناطة 1867م.
- الأدب العربي لفولليروس النمساوي 1910م.
- حول أصول العربية والآداب الجاهلية لبيتز النمساوي.
- الشعر الجاهلي لغاير النمساوي، إسلاميكا 1107.
- الشعر الجاهلي من تاريخ أبي الفداء لفرايتاج الألماني 1831م.
- تاريخ الآداب العربية لفلوجيل الألماني 1834م.
- أشعار العرب لفايل الألماني، شتوتجارت 1837م.
- شعر العرب وشاعريتهم لولهلم آلورد الألماني، جوتنجن 1856م.
- ملاحظات عامة على الشعر الجاهلي لولهلم آلورد، جرايتسفالد 1872م.
- كتاب الآداب العربية والعبرية لياكوب بارت الألماني.
أما دراساتهم عن الشعراء والخطباء فقد استطعنا حصر الآتي:
1-
عنترة بن شداد:
- قصة عنترة ليشربونو الفرنسي 1845م.
- مختصر سيرة عنترة العامية، لمارسل ديفيك الفرنسي 1864م.
- عنترة ملك وشاعر لايتالو بتيزي الإيطالي 1899.
- سيرة عنترة لهامر النمساوي.
- عنترة لهوفين الهولندي 1950.
- عنترة لأوجست موللر الألماني، دراسات إسلامية 1، 5.
2-
امرؤ القيس:
- تسمية امرئ القيس لفيشر الألماني، إسلاميكا 1، 379.
- امرؤ القيس لفيشر، الدراسات السامية 1922م.
- امرؤ القيس لأنوليتمان الألماني، الدراسات السامية 1924م.
- امرؤ القيس لأوجست موللر الألماني، ليبزيج 1969م.
3-
الشنفري:
- الشنفري صعلوك الصحراء لجابريلي الإيطالي، مجلة الدراسات الشرقية.
-تأبط شرًّا والشنفري وخلف الأحمر، لجابر بيلي 1946م.
- الشنفري لجان جاك هس السويسري، المجلة الشرقية الألمانية 1915م.
- الشنفري لكراتشكوفسكي الروسي 1924م.
- دراسات في شعر الشنفري لياكوب الألماني، مجمع العلوم البافاري.
4-
أمية بن أبي الصلت:
- بحوث في العلاقة بين الشعر المنسوب إلى أمية والقرآن الكريم لكامنتسكي، رسالة دكتوراه 1911م.
- وجه الشبه بين القرآن وشعر أمية لهيار الفرنسي 1904م.
5-
عبيد بن الأبرص:
- عبيد بن الأبرص لريكندوف الألماني، المجلة الشرقية الألمانية 1918م.
- عبيد بن الأبرص لفيشر، منوعات ماسبيرو 1935-1940م.
6-
تأبط شرًّا:
- رد على انتقاد العرب في صحة مرثية تأبط شرًّا، لروكهارت الألمانية 1849م.
7-
عمرو بن كلثوم:
- جاك هس السويسري، المجلة الشرقية الألمانية 1915م.
8-
النابغة الذبياني: نالينو الإيطالي.
9-
الخنسا: جابريلي الإيطالي، فلورنسا 1899م.
10-
عمرو بن قميئة: كراتشكوفسكي الروسي 1925م.
11-
الأعشى: برونليخ الألماني، مجلة الإسلام 14، 253.
- كاسكيل الألماني، الآداب الشرقية 1931م.
12-
أبو ذؤيب: برونليخ الألماني، مجلة الإسلام 1929م.
13-
أوس بن حجر: فيشر الألماني، المجلة الشرقية الألمانية 1910م.
- فرانكيل الألماني.
14-
عمرو بن معد يكرب: فيشر الألماني، إسلاميكا 1927م.
15-
السموءل: هيرشبرج الألماني، الفصول اليهودية 1095م.
16-
طرفة بن العبد: دراسات عن طرفة لروكارت الألماني، شتوتجارت 1837م.
18-
أكثم بن صيفي: مقالة أكثم لرايسكه الألماني، ليبزيج 1758م.
أما الظواهر التي عنوا بدراستها ورصدها فهي:
الانتحال:
- أصول الشعر الجاهلي لمارجليوث الإنجليزي، المجلة الآسيوية 1925م.
الأيام "الحروب":
- أيام العرب لميفوح الألماني، رسالة دكتوراه 1899-1910م.
- أيام العرب لكاسيكل الألماني، الآداب الشرقية 1931م.
اللهجات:
- بقايا اللهجات العربية في الأدب العربي لأنويلتمان، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة 1948م.
الحيوان في الأدب:
- الأحاديث المثالية والروايات المتعلقة بالحيوان في الأدب العربي القديم لبروكلمان، إسلاميكا 2، 6، 19.
الخرافات:
- التعاويذ من الخرافات في العصر الجاهلي لهيار الفرنسي.
أغراض الشعر:
- غاير النمساوي، إسلامكيا 7، 110.
الرجز:
- مشارف الأفاويز في محاسن الأواجيز، غاير الألماني، ليبزيج 1908م.
وفي مجال التأثر والتأثير نطالع:
- صلات الشعر الجاهلي بالأدب اليهودي والتوراة، السير تشارلز ليال الإنجليزي، المجلة الآسيوية 1914م.
- مصادر الثقافة العربية لأوليري الإنجليزي 1952م.
- الشعر العربي والسامي لأنوليتمانا لألماني، المجلة الشرقة الألمانية.
واهتمَّ المستشرقون بالأمثال، فمن دراساتهم:
أ- دراسات حول أمثال لقمان:
- أمثال لقمان لجالان الفرنسي 1704-1708م.
- ترجمة أمثال لقمان لجان جاك دي برسفال الفرنسي 1818م.
- ترجمة أمثال لقمان لشربونو الفرنسي 1847م.
- ترجمة أمثال لقمان لمارسيل الفرنسي 1799م.
- أمثال لقمان لجوزيف ديرنبرج الفرنس، ليبزيج 1850م.
- أمثال لقمان وبعض أقوال العرب لأربانيوس الهولندي.
- أمثال لقمان وأمثال العرب لفريتاج الألماني 1838-1843م.
ب- دراسات حول أمثال الميداني:
- مجمع الأمثال للميداني لفرايتاج الألماني، بون 1838-1843م.
- نخب من أمثال الميداني مع تعليقات عليها لماكيسميليان الألماني، برسلا 1826م.
- منتخبات من أمثال الميداني لهنري ألبرت شولتنس الهولندي 1793م.
- مجمع الأمثال للميداني لأدوارد بوكوك الإنجليزي، لندن 1773م.
- منتخبات من أمثال الميداني لكاترمير الفرنسي 1837م.
ج- دراسات في أدب الأمثال:
- دراسة في أدب الأمثال عند العرب، لبلاشير الفرنسي، أرابيكا 1954.
- الأمثال العربية لهيرو تويج هيرشفيلد الألماني 1923م.
- الأمثال العربية لشتوارتز الألماني 1916م.
- أمثال عربية من مجموعة سنجر لأنوليتمان الألماني 1913م.
- الأمثال العربية لريتشير الألماني، المجلة الشرقية 1911م.
- الأمثال العربية لجوتين الألماني، الثقافة الإسلامية 1952م.
- مجموعة من أمثال العرب، لكال الدنمركي.
- الأمثال الشرقية لبولخ النمساوي، دراسات تشودي 1954م.
- منتخبات من الأمثال العربية، لشولتز الهولندي، كمبرج 1772م.
د- نشر مخطوطات في الأمثال:
- كتاب الأمثال لأبي عبيد، زولهايم، كرونبرج 1954م.
- نشر مخطوطة أمثال، الأب دي لاتوره الأسباني.
- الفاخر لابن سلمة، ستوري الإنجليزي، ليدن 1915م.
هـ- ترجمة الأمثال:
- مجموعة من الأمثال العربية متنًا وشرحًا وترجمة، جوهن لويس بوكهارات لندن، 1830م.
وقد لفتت بعض مؤلفات المستشرقين انتباه بعض العرب، فترجموها إلى العربية، وهي قليلة نسبيًّا إذا قارناها بنتاجهم الضخم، ومن هذه المؤلفات التي نقلت إلى العربية:
أ- في تاريخ الأدب الجاهلي وشعره:
- في الأدب العربي الوسيط: أندرواس حاموري، جامعة برنستون، نيوجرسي 1974م.
- شعر القبائل العربية الشمالية في الجاهلية: فوك الألماني.
- الحياة البدوية في ضوء الشعر الجاهلي: ياكوب الألماني 1897م.
- النسيب في الشعر القديم: الزة ليشتنثتر الألمانية، رسالة دكتوراه.
- دراسات عن الشعر الجاهلي: فالتر بروانه الألماني.
- ملاحظات حول صحة الشعر الجاهلي: ويللهم آلورد الألماني، 1872م.
- مشاكل عصرية في الشعر الجاهلي: فالتر بروانة الألماني، وطرابلس، لبنان، المعهد الثقافي الألماني 1963م.
- تاريخ الأدب العربي: بروكلمان في ستة أجزاء، ترجمة عبد الحليم النجار "ج1-3"، رمضان عبد التواب، ويعقوب السيد بكر "ج4-6".
- تاريخ الأدب العربي: بلاشير في ثلاثة أجزاء: ترجمة إبراهيم الكيلاني، دمشق ط1: 1956، ط2: 1973م.
- الأمثال: زولهايم. ترجمة رمضان عبد التواب، بيروت، دار الأمانة والرسالة، 1969م.
- دراسات في الأدب العربي: غوستاف غرنباوم، ترجمة: إحسان عباس ومحمد نجم، بيروت، دار الحياة 1959م.
- تاريخ التراث العربي: فؤاد سيزكين، ترجمة: محمود فهمي حجازي وزملاءه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1983، عشرة أجزاء.
- العربية: يوهان فك، ترجمة: رمضان عبد التواب، القاهرة 1951م.
- دارسات في تاريخ الأدب العربي، كراتشكوفسكي، موسكو 1965م. ترجمة.
- تاريخ الآداب العربية حتى عصر بني أمية: نالينو، جمع وتقديم مريم نالينو، دار المعارف بمصر 1954م.
- اللغات السامية: نولدكه، ترحمة: رمضان عبد التواب، القاهرة 1963م.
- تاريخ اللغات السامية: إسرائيل ولفنسون، ط1: مصر 1929م.
ب- في تاريخ الجزيرة وقبائلها وحضارتها وجغرافيتها:
- جغرافية الجزيرة العربية القديمة: شبزنكر الألماني.
- المدينة قبل الإسلام: فلهاوزون الألماني، برلين 1889م.
- بقايا الوثنية العربية: فلهاوزون، برلين 1887م.
- مكة وتميم: مظاهر من علاقاتهم: كستر، ترجمة: يحيى الجبوري.
- ملوك كندة من بني آكل المرار: جونار أولندر الإنجليزي، ترجمة: عبد الجبار المطلبي، بغداد، دار الحرية 1973م.
- تاريخ العرب مطول: فليب حتي وزميلاه، ترجمة: نبيه أمين فارس ورفاقه، بيورت، دار المكشوف ط4: 1965م.
- قصة الحضارة: ول ديوانت في واحد وعشرين جزءًا، ترجمة: محمد بدران، بإشراف المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، مصر ط2: 1964م.
- التاريخ العربي القديم: دبتلف نيلسون، ترجمة: فؤاد حسنين، مصر 1958م.
- حضارة العرب: غوستاف لوبون، ترجمة: عادل زعيتر، دار المعارف بمصر 1945م.
- الحضارات السامية القديمة: موسكاني، ترجمة: يعقوب السيد بكر، مصر، دار الكاتب العربي.
- الأمومة عند العرب: ولكن، ترجمة: بندلي صليبا جوزي، كازان 1902م.
- المناخ والجغرافيا وأثرها في التاريخ: ميرز، ترجمة: وزارة التربية والتعليم بمصر، القاهرة 1949م.
وفي مجال الموسوعات والمعاجم تطالعنا الأعمال العظيمة التالية:
1-
دائر المعارف الإسلامية Encyclopeia of Islam، وقد أصدرها مجموعة من المستشرقين باللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ومن المؤسف حقًّا أن العالم الإسلامي والعربي لم يتمكن حتى الآن من إتمام ترجمتها كاملة، وهو عمل وإن شابه بعض الخطأ غير المتعمَّد وأحيانًا المتعمد، إلّا أنها تبقى عملًا متكاملًا عظيمًا، ويعاد نشر طبعة جديدة منها منقَّحة ومزيدة الآن.
2-
Index Islamicus: وهو فهرس متطوِّر لم يتوقف عند عام معين، رصد فيه كل دراسة لها صلة بالإسلام واللغة العربية والأدب العربي، وما تزال تصدر ملاحق سنوية دروية لهذا العمل.
3-
تاريخ التراث العربي لفؤاد سيزكين: وهو مصنوع على نمط ما فعله بروكلمان، ولكن المؤلف يزعم بأنه أوفى وأشمل من كتاب بروكلمان، وقد ترجم محمود فهمي بعض مجلداته، ثم صدر عام 1983م عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مترجمًا بأكمله في عشرة مجلدات.
وبالرغم مما قيل وكتب حول الاشتراق وأهدافه وارتباطه في بعض مراحله بالاستعمار، إلّا أن الإنصاف يقتضينا أن نكون منصفين عادلين، فحركة بعث تراثنا بشكل عام، والجاهلي بشكل خاص، بدأت منهم وفي بلادهم. وإن الإنصاف يقتضينا أن نذكر لهم ما يلي:
1-
تحقيق تراثنا ونشره وتحويله من مخطوطات إلى كتب منشورة نقرؤها.
2-
ترجمة بعض هذا التراث إلى لغاتهم وتعريف شعوبهم به.
3-
منهج الشك في الأدب الجاهلي كان نعمة على ذلك الشعر بالرغم من كل ما حدث؛ لأنه أدَّى إلى البحث عن الحقيقة، وعمَّق صلتنا بهذا التراث.
4-
أثاروا بعض القضايا ولفتوا أنظار الباحثين إليها، ولا ننكر أن بعضها جانب
الصواب، ولكن الكثير منها كان مبنيًّا على الحقائق وربطها معًا واستنباط النتائج، وقد نحمل ذلك الخطأ على محملين: محمل الجهل وعدم الدراية بطبيعة العصر وطبيعة عقلية أهله، ومحمل التحامل والتعمّد للإساءة إلى اللغة وأهلها، ولعل في هذا الرأي الذي نسوقه لأحدهم مدافعًا عن علم الرواية الشفوية خير دليل على موضوعية بعضهم، يقول أوجست شبرنجر:"علم الرواية الشفوية خاصية اختص بها الإسلام، بيد أن القليلين جدًّا من المستشرقين قدَّروها حق قدرها، وفهموها كما ينبغي"1.
5-
ومن الأمور الجيدة التي خدموا بها أدبنا تلك الدراسات المقارنة التي كشفت أبعادًا في أدبنا القديم، وإن بدا لنا فيها تحاملًَا؛ لأننا نزعم أن أدبنا ولغتنا لم تتأثر بآدابٍ أخرى ولا لغات أخرى، وأن هذا التأثير ينقص من قدر لغتنا وأدبنا.
وأعني بصورة خاصة: أن معرفتهم باللغات السامية الأخرى وآدابها، وبلغات الأمم المعاصرة للجاهلية، أتاحت لهم الفرصة لتلك الدراسات المقارنة2.
6-
وبالرغم من كل ما يقال، فإنهم أسهموا في خلق جيل من الباحثين العرب مسلَّح بأدوات المعرفة والبحث، هذا الجيل بدأ يؤتي أكله في الثلاثين سنة الأخيرة.
وإننا نزعم أنه حتى الذين حادوا منهم عن جادَّة الصواب والموضوعية، فإن لهم الفضل في خلق فريق من الباحثين العرب نذر نفسه للرد على أولئك، والدفاع عن أدبنا ولغتنا.
7-
فهرسة التراث وتحديد أماكن وجوده في مختلف أصقاع العالم، وما عمل فؤاد سيزكين الذي يقع في مجلدات عدة، وعمل بروكلمان قبله إلّا مثلان من تلك الجهود الجبارة.
8-
ترجمة بعض التراث الجاهلي إلى لغاتهم وتعريف أبناء جلدتهم به، مما خلق مجموعات تهتم به وتتأثر به، تنسج بعض الأعمال على منواله، وفي ذلك كله خدمة لتراثنا.
ولا يخطئ إلّا من يعمل، ولقد عملوا كثيرا في لغة ليست لغتهم، وأدب ليس بأدبهم، ولقد زاد من خطئهم عاملان: الجهل بأسرار اللغة والبيئة التي أنتجت
1عبد الرحمن بدوي، دراسات المستشرقين حول الأدب الجاهلي.
2 انظر: مقدمة Oleary: Avabia Before Mohammad.
تلك اللغة وذلك الأدب، وولاؤهم أحيانًا للجهات التي تنفق على مشاريعهم، لذلك فإن عليهم مآخذ وعيوبًا.
1-
أخذ عليهم بعض الباحثين المعالجة الوصفية للشعر الجاهلي1.
2-
لم يقدّروا الرواية الشفوية التي نقل بواسطتها الشعر الجاهلي حتى وصل إلى عصر التدوين، ولكن هذا الحكم ليس عامًّا وإن غلب على معظمهم.
3-
لم يفهموا الحياة العربية الجاهلية على حقيقتها بسبب بعد الشقة واختلاف العقلية، ويعترف بعضهم بذلك في كتاباته أو أحاديثه الخاصة، وبدا ذلك في بعض دراساتهم، وإنَّ بعضهم لم يقم بزيارة بلد عربي واحد بالرغم من دراساته المتنوعة الكثيرة.
4-
كانت دراسات بعضهم وبحوثهم إساءة إلى العرب وأدبهم وحضارتهم وعقليتهم.
5-
رأى أحد الباحثين أن دراسة الشعر الجاهلي خضعت لمتغيرات استثنائية، لعل أوضحها ما كان من بعد أثر مناهج المستشرقين في منطلقات روّاد الدراسة العربية للتراث؛ لأن المستشرقين نظروا إلى الشعر الجاهلي من خلال منظور غير مؤهل لاستشراف مضامينه الاجتماعية والحضارية، وهذا ما أعجزهم عن إقامة الأبعاد الحقيقية لخلفية فعاليته الفكرية والإبداعية2.
6-
ويعلل باحث آخر قصور دراساتهم عمَّا يروم أبناء العربية، ومن غير المنطق أن نسألهم عن ذلك القصور، بعدم الشعور الانتماء الحضاري إلى ذلك التراث، وعدم الشعور بالتبعية تجاهه3.
1 عبد الجبار المطلبي، مواقف في الأدب والنقد، ص65.
2 محمود الجادر، نحو منهج عربي في دراسة القصيدة الجاهلية، مجلة الأقلام، العدد7، "1980"، ص4 وما بعدها.
3 إحسان سركيس، مدخل إلى الأدب الجاهلي، بيروت، دار الطليعة 1979م، ص7.