المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أبو تُراب اللّغويّ وكتابه "الاعتقاب" الدكتور عبد الرّزّاق بن فرّاج الصّاعديّ ال‌ ‌مقدّمة الحمد لله حقَّ - أبو تراب اللغوي وكتابه الاعتقاب - جـ ١١٤

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

الفصل: أبو تُراب اللّغويّ وكتابه "الاعتقاب" الدكتور عبد الرّزّاق بن فرّاج الصّاعديّ ال‌ ‌مقدّمة الحمد لله حقَّ

أبو تُراب اللّغويّ

وكتابه "الاعتقاب"

الدكتور

عبد الرّزّاق بن فرّاج الصّاعديّ

ال‌

‌مقدّمة

الحمد لله حقَّ حمده، والصّلاة والسّلام على خير خلقه، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإنّ كثيراً من المتخصّصين في علوم العربية لا يعرفون عن أبي تراب اللّغويّ أو عن كتابه "الاعتقاب" إلا الشيء اليسير، وقد لا يعرفون عنه شيئاً؛ فهو من علماء اللّغة المغمورين على الرّغم من تقدّمه وعنايته الفائقة باللّغة، وإعجاب معاصريه به، وتوثيقهم إيّاه، وتلقّيهم كتابه الاعتقاب بالقبول والرّضا، وهو ككثير من علماء اللغة المغمورين الذين لم يواتهم الحظ، فقصّر في ترجمته المترجمون، وأهمله أكثرهم، ولم يكن كتابه أوفر حظاً منه فقد أتت عليه عوادي الزمان، فضاع فيما ضاع من تراث العربيّة.

ولقد قيض الله لأبي تراب من أبقى ذكره؛ بترجمة مختصرة نافعة، وحَفِظَ جلّ كتابه "الاعتقاب" بنقله نصوصاً كثيرة منه تُربي 1 على ثلثمائة نص، وهو الأزهريّ (370هـ) القائل في مقدمة معجمه الكبير "تهذيب اللغة" بعد أن ذكر أبا تراب وكتابه "الاعتقاب":"وقد قرأت كتابه فاستحسنته، ولم أره مجازفاً فيما أودعه، ولا مصحّفاً في الذي ألّفه، وما وقع في كتابي لأبي تراب فهو من هذا الكتاب"2.

وقد عَرَضَتْ لي فكرة هذا البحث منذ سنوات مضت وهي جمع نصوص كتاب "الاعتقاب" من كتاب التّهذيب وغيره، ودراسته من خلالها، والترجمة لمؤلّفه أبي تراب ترجمة ضافية، فعرضت الفكرة على أستاذي الدّكتور محمّد يعقوب تركستاني فاستحسنها، وحثّني على المضيّ في إتمامها، ثمّ حالت

1 من الفعل أَرْبَى.

2 التّهذيب 1/26.

ص: 345

دون البدء فيه حوائل؛ منها ما وجدته في ترجمة أبي تراب من اضطراب في اسمه وغموض في حياته العلميّة؛ فأرجأت الشروع في الكتابة إلى حين التّمكّن من جلاء ذلك الغموض، فبقيت فكرة البحث كامنة في نفسي، تبرز كلّما قرأت كتاباً في التّراجم أو التّاريخ أو التّراث اللّغويّ القديم، حتّى تمكّنت بحول الله وقوته في هذا العام 1421هـ من كشف ذلك الغموض، وتصحيح الاضطراب، وجمع مادة الاعتقاب من مظانها الأصلية كـ "التهذيب" للأزهريّ وباقي معاجم اللّغة كـ "الصحاح" للجوهريّ، و "التكملة" و "العباب" للصّغاني "اللّسان" لابن منظور، فبلغت النّصوص الّتي جمعتها خمسة وسبعين وثلثمائة نصّ لغويّ من نصوص كتاب الاعتقاب، بعد أن قرأت التّهذيب مرّتين، وهي – في الحقِّ – أضعاف ما كنت أطمح إليه، وأكثر النصوص هي من الاعتقاب بمعناه الاصطلاحي؛ أي: الإبدال، وبعضها ليس من الإبدال، ولكنها من كتاب الاعتقاب لأبي تراب، فليس بالإمكان حذفها أو تجاهلها، ولا يضير ذلك أبا تراب، ولا يعيب كتابه، فهو كغيره من علمائنا القدامى رضي الله عنهم الذين يحرصون على الأشباه والنظائر، وقد يخلطون شيئاً بشيء؛ لغزارة حفظهم، ونزوعهم إلى الاستفاضة في جمع المادة، واتساعهم في مفهوم التأليف، فإن لم يكن ذلك من الإبدال فهو من اللغات، والحَدُّ بين الإبدال واللغات دقيق، وبعضهم يتسع في هذا الأمر فيجعل كل كلمتين متفقتين في الحروف إلا حرفاً واحداً ـ من الإبدال، مثل نَبَأَ ونَتَأَ، ولابِثٍ ولابَنٍ وثاقِبٍ وناقَبٍ.1

وقد جعلت البحث في قسمين رئيسين:

1 ينظر: وفاق المفهوم 49،68.

ص: 346

القسم الأول: أبو تراب وكتاب الاعتقاب

وفيه بابان وفصول؛ وهما كما يلي:

الباب الأول: أبو تراب اللّغويّ

الفصل الأول: سيرته الشخصية

الفصل الثاني: حياته العلمية

الباب الثاني: كتاب الاعتقاب

الفصل الأول: مادّة الكتاب ومنهجه

الفصل الثاني: مصادره

الفصل الثالث: شواهده

الفصل الرابع: قيمته العلميّة وأثره

القسم الثاني: نصوص من كتاب الاعتقاب (جمع وترتيب)

وفيه أبواب كثيرة بحسب مواد الاعتقاب، وهي.

أبواب اعتقاب الهمزة

أبواب اعتقاب الباء

أبواب اعتقاب التّاء

أبواب اعتقاب الثّاء

أبواب اعتقاب الجيم

أبواب اعتقاب الحاء

أبواب اعتقاب الخاء

أبواب اعتقاب الدّال

أبواب اعتقاب الذّال

أبواب اعتقاب الرّاء

أبواب اعتقاب الزّاي

أبواب اعتقاب السّين

ص: 347

أبواب اعتقاب الشّين

أبواب اعتقاب الصّاد

أبواب اعتقاب الضّاد

أبواب اعتقاب الطّاء

أبواب اعتقاب الظّاء

أبواب اعتقاب العين

أبواب اعتقاب الغين

أبواب اعتقاب الفاء

أبواب اعتقاب القاف

أبواب اعتقاب الكاف

أبواب اعتقاب اللام

أبواب اعتقاب الميم

أبواب اعتقاب النّون

أبواب اعتقاب الواو

أبواب اعتقاب الياء

باب الاعتقاب في حروف مختلفة

باب الفوائد والنّوادر

وقد التزمت - في هذا القسم المهمّ من البحث - نقل النّصوص اللّغويّة كما هي في مظانّها الأصليّة، ووضع كلّ نصّ بين علامتي تنصيص، لتسهل مراجعته، وأضفت إلى ذلك ترتيب أبواب الاعتقاب على حروف المعجم، وتركت تخريج الشّواهد الشّعريّة؛ اكتفاء بورودها في مظانّها اللّغويّة القديمة، وعلى رأسها "التّهذيب" ولأنّ ذلك ليس من هدفي في هذا البحث القائم على الجمع والتّرتيب والدّراسة. ولأني لا أحقق كتاباً مخطوطاً، فنصوص الاعتقاب متداولة في كتب مطبوعة.

ص: 348

فأرجو أن يكون التّوفيق حليفي في هذا الجهد المتواضع؛ لإخراج شيء من كتاب لغويّ مفقود، يعدّ من مصادر اللّغة، الّتي استقت منها معاجم العربية مادتها اللّغويّة، وبخاصّة فيما يتّصل بالإبدال اللّغويّ، وأرجو - أيضاً - أن أقدّم ترجمة علميّة مفيدة لأبي تراب مؤلّف هذا الكتاب النّفيس.

والله حسبي وهو نعم الوكيل.

ص: 349