المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مادة الكتاب ومنهجه - أبو تراب اللغوي وكتابه الاعتقاب - جـ ١١٤

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

الفصل: ‌مادة الكتاب ومنهجه

الفصل الأوّل

‌مادّة الكتاب ومنهجه

جمعت في هذه الدّراسة مادّة وافرة من نصوص كتاب "الاعتقاب" لأبي تراب تمثّل جزءاً كبيراً من الكتاب، وقد بلغت خمسة وسبعين وثلاثمائة نصّ، هي في الجملة من نصوص الإبدال اللّغويّ بمفهومه العامّ، وقليل منها من النّصوص اللّغويّة كالنّوادر والفوائد واللّغات، وذلك على الوجه التّالي:

أ- خمسة وأربعون وثلاثمائة نص من نصوص الاعتقاب (الإبدال)

ب- ثلاثون نصاً من النصّوص اللّغويّة الأخرى.

وهذه النّصوص جميعها مفرّقة بين أكثر حروف الهجاء، ولا ندري كيف رتبها أبو تراب، لأنّ النّصوص المجموعة من التّهذيب وغيره لا تعطي صورة كاملة ودقيقة لمنهج الكتاب إلا أنّ المؤكّد أنّه رتّبه على أبواب الاعتقاب في الحروف، وقد عرفنا من هذه الأبواب ممّا أشار إليه الأزهريّ الأبواب التّالية:

1-

باب اعتقاب الباء والذّال 1.

2-

باب ما تعاقب من حرفي الصّاد والطّاء 2.

3-

باب ما تعاقب فيه الدال والباء 3.

4-

باب التّاء والميم 4.

1 التّهذيب 16/210.

2 التهذيب 11/295.

3 المصدر السابق 14/70.

4 المصدر السابق 9/259.

ص: 376

5-

باب الحاء والكاف 1.

6-

باب الميم والباء 2.

7-

باب الكاف والجيم 3.

8-

باب الجيم والحاء 4.

9-

باب الجيم والخاء 5.

10-

باب الشّين والسّين 6.

11-

باب الظّاء والزّاي 7.

12-

باب الكاف والتّاء 8.

13-

باب الصّاد والفاء 9.

14-

باب العين والحاء 10.

1 المصدر السابق 4/311.

2 المصدر السابق 11/244.

3 المصدر السابق 1/387.

4 المصدر السايق 11/8.

5 المصدر السابق 11/8.

6 المصدر السابق 3/395.

7 التهذيب12/140.

8 المصدر السابق 9/425.

9 المصدر السابق 15/573.

10 المصدر السابق 4/110.

ص: 377

وهذه الأبواب لا تدلّ على طريقة ثابتة له في التّرتيب، فهو قد يقدّم الحرف السّابق في الهجاء من الحرفين في تسمية بعض الأبواب نحو: باب الباء والذّال مثلاً، وقد يقدّم المتأخّر نحو: باب الميم والباء.

ولمّا خفي ذلك رأيت أن ألتزم طريقة واحدة فيما جمعته من نصوص الكتاب لأسباب ذكرتها بين يدي القسم الثاني، ولأنّها توافق طريقة أبي الطيّب اللّغويّ في كتاب " الإبدال " ولا يستبعد أن يكون أبو الطّيّب متأثّراً في كتابه بطريقة أبي تراب في كتاب " الاعتقاب ".

وفيما يلي أبواب الاعتقاب بحسب التّرتيب، الّذي آمل أن يوافق ترتيب أبي تراب، أو أن يكون قريباً منه، وما في هذه الأبواب من نصوص لغويّة مجموعة.

1-

أبواب اعتقاب الهمزة

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الهمزة والتّاء

1

الهمزة والعين

3

الهمزة والغين

1

الهمزة والميم

1

الهمزة والواو

1

الهمزة والألف

1

الهمزة والياء

1

2-

أبواب اعتقاب الباء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الباء والتّاء

2

الباء والثّاء

1

الباء والحاء

2

ص: 378

الباء والحاء والنّون

1

الباء والدّال

3

الباء والذّال

1

الباء والسّين

1

الباء والسّين واللام

1

الباء والشّين

1

الباء والصّاد

1

الباء والطّاء

2

الباء والعين

1

الباء والفاء

4

الباء والقاف

1

الباء واللام

4

الباء والميم

5

الباء والنّون

1

الباء والياء

1

3-

أبواب اعتقاب التّاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الوادرة فيه

التّاء والطّاء

1

التّاء والفاء

1

التّاء والكاف

2

ص: 379

التّاء والميم

1

4-

أبواب اعتقاب الثّاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الثّاء والذّال

3

الثّاء والسيّن

1

الثّاء والشيّن

1

الثّاء والفاء

6

الثّاء والهاء

1

5-

أبواب اعتقاب الجيم:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الجيم والحاء

2

الجيم والخاء

4

الجيم والدّال والشّين

1

الجيم والزّاي

1

الجيم والعين واللام

1

الجيم والكاف

2

6-

أبواب اعتقاب الحاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

ص: 380

الحاء والخاء

5

الحاء والرّاء

1

الحاء والسّين

1

الحاء والسّين واللام

2

الحاء والعين

3

الحاء والكاف

1

7-

أبواب اعتقاب الخاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الخاء والهاء

2

8-

أبواب اعتقاب الدّال:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الدّال والذّال

2

9-

أبواب اعتقاب الذّال:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الذّال والزّاي

1

الذّال والضّاد

1

10-

أبواب اعتقاب الرّاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الرّاء واللام

11

ص: 381

الرّاء والميم

5

الرّاء والنّون

7

الرّاء والهاء

3

الرّاء والواو

1

الرّاء والألف اللّيّنة

1

11-

أبواب اعتقاب الزاي:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الزّاي والسَين

2

الزّاي والسّين والصّاد

1

الزّاي والشّين

1

الزّاي والضّاد

4

الزّاي والظّاء

1

الزّاي والفّاء

1

الزّاي والقاف

1

الزّاي واللام

2

12-

أبواب اعتقاب السّين:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

السّين والشّين

15

ص: 382

السّين والشّين والباء

1

السّين والصّاد

6

السّين والطّاء

1

السّين والعين

2

السّين والفاء

1

السّين والقاف

6

السّين واللام

3

السّين والميم

2

السّين والهاء

1

13-

أبواب اعتقاب الشّين:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الشّين والصّاد

1

الشّين والغين

5

الشّين والفاء

3

الشّين واللام

1

الشّين والنّون

1

14-

أبواب اعتقاب الصّاد:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

ص: 383

الصّاد والضّاد

3

الصّاد والطّاء

4

الصّاد والفاء

2

الصّاد والقاف

1

الصّاد والكاف

1

الصّاد واللام

1

الصّاد والهاء

1

15-

أبواب اعتقاب الضّاد:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الضّاد والطّاء

3

الضّاد والظّاء

2

الضّاد والعين

2

الضّاد والغين

1

الضّاد والفاء

1

الضّاد والكاف

1

الضّاد واللام

3

16-

أبواب اعتقاب الطّاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الطّاء والظّاء

3

ص: 384

الطّاء والعين

1

الطّاء والغين

1

الطّاء والقاف

5

الطّاء واللام

3

الطّاء والنّون

1

17-

أبواب اعتقاب الظاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الظّاء والعين

1

الظّاء واللام

1

18-

أبواب اعتقاب العين:

اسم الباب

عدد النصوص الواردة فيه

العين والغين

14

العين والفاء

4

العين والقاف

6

العين والكاف

1

العين واللام

5

العين والنّون

2

ص: 385

العين والهاء

4

ص: 386

19-

أبواب اعتقاب الغين:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الغين والقاف

2

الغين والكاف

3

الغين والهاء

2

20-

أبواب اعتقاب الفاء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الفاء والقاف

1

الفاء والكاف

5

الفاء واللام

2

الفاء والميم

4

الفاء والهاء

2

ص: 387

21-

أبواب اعتقاب القاف:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

القاف والكاف

11

القاف واللام

2

القاف والميم

2

القاف والنّون

1

القاف والهاء

2

22-

أبواب اعتقاب الكاف:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الكاف واللام

1

الكاف والميم

1

الكاف والنّون

1

الكاف والهاء

1

ص: 388

23-

أبواب اعتقاب اللام:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

اللام والميم

2

اللام والنّون

10

اللام والواو

2

اللام والياء

2

24-

أبواب اعتقاب الميم:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الميم والنّون

11

الميم والهاء

3

الميم والواو

2

25-

أبواب اعتقاب النّون:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

النّون والهاء

1

النّون والواو

2

النّون والياء

2

ص: 389

26-

أبواب اعتقاب الواو:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الواو والياء

4

27-

أبواب اعتقاب الياء:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الياء والألف اللّيّنة

1

28-

أبواب أخرى:

اسم الباب

عدد النّصوص الواردة فيه

الاعتقاب في حروف مختلفة

6

الفوائد والنّوادر

30

ص: 390

تحليل النصوص:

نستنتج من هذه الأبواب ما يلي

أ- أن الاعتقاب (الإبدال) في كتاب أبي تراب يقع بين الحروف متقاربة المخارج كالباء والفاء مثلاً، ويقع بين الحروف متباعدة المخارج كالباء والقاف مثلاً، وهذا يوافق ما جاء في كتاب "الإبدال" لأبي الطّيّب ويوافق مذهب من لا يشترط تقارب الحرفين في الإبدال.

ب- أكثر أبواب الاعتقاب نصوصاً هي: باب السّين والشّين ويليه باب العين والغين ثم باب الرّاء واللام وباب القاف والكاف وباب الميم والنّون، وهذه الثّلاثة الأخيرة متساوية النّصوص. أما باب "الفوائد والنّوادر" وهو الباب الأخير في القسم الثّاني فليس من أبواب الاعتقاب وفيه ثلاثون نصاً.

جـ- كثير من الأبواب ليس فيه سوى نصّ واحد.

د- أكثر الأبواب ثنائيةُ التعاقب؛ أي أنّ التّعاقب فيها بين حرفين في كلمتين، وقليل منها ثلاثيّ، أي أنّ التّعاقب بين ثلاثة أحرف في ثلاث كلمات، نحو "باب اعتقاب الحاء والجيم والدّال" مثلاً.

ويتبيّن من دراسة النصوص أنّ التّعاقب (الإبدال) يقع بكثرة بين حرفين أصليّين في الكلمتين المتعاقبتين، ويقع نادراً في الحروف الزّائدة في الكلمتين.

ويكثر التّعاقب في الأصول الثُّلاثيّة ويقلّ في الأصول الرّباعيّة.

ويتبيّن أيضاً أنّ وقوع التّعاقب يكثر في الثّلاثيّ بين اللام واللام في جذر الكلمة، ويليه الفاء والفاء ثمّ العين والعين، ويتّضح ذلك بالأرقام على النحو التّالي:

أ- بلغت نصوص التّعاقب بين الحروف الأصول أحد وأربعين وثلاثمائة نصّ. أمّا التّعاقب في الزّوائد فجاء في أربعة نصوص فحسب. أمّا باقي النصّوص - وهي ثلاثون نصاً جاءت في باب الفوائد والنّوادر - فليست من أبواب الاعتقاب.

ص: 391

ب- بلغت نصوص التّعاقب في الأصول الثّلاثيّة أربعة وثلاثمائة نصّ وأمّا الأصول الرّباعيّة فهي سبعة وثلاثون نصاً.

جـ- جاء التّعاقب في جذور الكلمات الثّلاثيّة على النّحو التّالي:

تعاقب الفاء والفاء: عشرة ومائة نص (110)

تعاقب العين والعين: أربعة وسبعون نصاً (74)

تعاقب اللام واللام: عشرون ومائة نص (120)

د- جاء التعاقب في جذور الكلمات الرّباعيّة على النّحو التالي:

تعاقب الفاء والفاء: تسعة نصوص (9)

تعاقب العين والعين: عشرة نصوص (10)

تعاقب اللام الأولى واللام الأولى: ثمانية نصوص (8)

تعاقب اللام الثّانية واللام الثّانية: تسعة نصوص (9)

ص: 392

نقد النصوص:

وبالتدقيق في هذه النصوص التي بين أيدينا من "كتاب الاعتقاب" نخرج بالملحوظات الآتية:

أولاً: إنّ عدداً من هذه النصوص ليس من "الاعتقاب" بمفهومه الاصطلاحي؛ كالفوائد، والنوادر، واللغات، وأقوال العلماء والرواة، وأشعار العرب، ولهذا وضعتها في باب مستقل في ذيل القسم الثاني، من هذا البحث، ولا سبيل إلى حذف هذه النصوص؛ لأنها من كتاب "الاعتقاب".

ثانياً: إذا كان التعاقب هو ورود لفظين مُتفقين في المعنى، مرويين بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كما تقدم 1؛ فإن ثمة نصوصاً أدرجها أبو تراب في كتابه "الاعتقاب" روي فيها اللفظان بوجهين بينهما اختلاف في أكثر من حرفين في الكلمتين، ومن ذلك:

أ- قال في اعتقاب الدال والذال: "جَدَفَتِ السماءُ بالثلج، وخَذَفَتْ تَجْدِفُ وتَخْذِفُ، إذا رَمَتْ به"2.

والاختلاف بين اللفظين في أكثر من حرف ولعل فيه تصحيفاً لم أتبينه.

ب- قال في باب الاعتقاب في حروف مختلفة: "مَرَطَ فلان فلاناً، وهرده، إذا آذاه"3.

ج- وقال:"بَجَستُ الجرح مثل بَطَطْتُهُ"4.

1 ينظر ص 21 من هذا البحث.

2 ينظر الفقرة (62) من هذا البحث.

3 ينظر الفقرة (344) .

4 ينظر الفقرة (345) .

ص: 393

ثالثاً: قد يذكر أبو تراب نصوصاً في الاعتقاب لا يتفق المعنى فيها بين اللفظين، ومن ذلك:

أ- قال في اعتقاب الفاء والميم: "غلام أُملودٌ وأُفلوذٌ، إذا كان تامّاً محتلماً شَطْباً"1.

والاختلاف بين اللفظين -هنا- في أكثر من حرف، وقد يكون فيهما تصحيف.

ب- ذكر أبو تراب أنّ اللِّبأ: جلود صغار المعزى، وأنّ اللِّيأ: نبات من اليمن2، وواضح أنه لاتعاقب بين اللفظين، فلكلّ منهما معنى ليس في الآخر.

ج- ذكر أن القندأو: القصير من الرجال، والسِّندأو: الفسيح من الإبل3، والمعنيان مختلفان.

د- ذكر وصفاً للجُعَل في أبيات، جمع فيها صاحبها بين الراء واللام في القافية، كالطير والليل4؛ وليس فيهما تعاقب، إلا إذا تُوُسِّع في مفهوم الاعتقاب.

رابعاً: ثَمَّةَ نصوص أدرجها أبو تراب في كتابه "الاعتقاب" دون أن يتضح فيها اتحاد الدلالة بين الصيغتين، وقد يكون ما قدّر أنه من التعاقب هو من الإتباع، ومن ذلك:

1 ينظر الفقرة (272) .

2 ينظر الفقرة (42) .

3 ينظر الفقرة (159) .

4 ينظر الفقرة (100)

ص: 394

أ- ذكر في باب الجيم والخاء: المَرِيخ والمَرِيج1، ولم يَتَّضِح اتحاد الدلالة بينهما، وقد يكون من قبيل الإتباع.

ب- ذكر في باب الجيم واللام ثلاث صيغ، وهي: جِبْس وعِبْس ولِبْس2، وهذا من باب الإتباع، كما نصّ على ذلك أبو تراب نفسه بلفظ صريح، والإتباع غير الاعتقاب، إلا أنه من نظائر الاعتقاب أو الإبدال، ولذا ذكره أبو تراب في كتابه.

ج- ذكر في باب الراء واللام عُلْجُوماً وعُرجُوماً3، ولم يَتَّضح اتّحاد الدلالة فيهما، وقد يكون ذلك إتباعاً.

خامساً: هناك نصوص لا يتقارب فيها مخرجا الحرفين المتعاقبين، وتقارب المخرجين شرط في التعاقب أو الإبدال عند بعض العلماء، وليس شرطاً عند بعضهم، كما تقدم، ولعلّ منهم أبا تراب، ومن ذلك:

أ- زَمَجَ بَيْنَ القوم، وزَأَج؛ إذا حَرّش بينهم4. ومخرجا الميم والهمزة متباعدان، فأحدهما شفوي والآخر حلقي.

ب- كان حَصِيص القوم وبصيصهم كذا، أي: عددهم5. والتباعد بين مخرجي الحاء والباء واضح.

1 ينظر الفقرة (65) .

2 ينظر الفقرة (68) .

3 ينظر الفقرة (95) .

4 ينظر الفقرة (6) .

5 ينظر الفقرة (13) .

ص: 395

ج- تَسَقَّطْتُ الخبرَ وتَبَقَّطتُه؛ إذا أخذته شيئاً بعد شيء قليلاً قليلاً1.

د- يقال: الغَطَشُ والغَبَشُ واحد2.

هـ – يقال: كَمَعَ الفرسُ والرَّجُلُ والبعيرُ في الماء، وكَرَعَ، ومعناهما شرع3.

و المِهْزامُ عصا قصيرة، وهي المِرْزام4.

ز- زَأَبْتُ وقَأَبْتُ؛ أي: شَرِبتُ5.

ح- تَنَطَّعَ في الكلام وتَنَطَّسَ؛ إذا تأنَّق فيه6.

سادساً: قد يذكر أبو تراب مادّة الاعتقاب، ثُمّ يستطرد مورداً ما ليس من الاعتقاب، ومن ذلك:

أ- قال بعد أن ذكر الاعتقاب بين مادّتي رَجَعَ ونَجَعَ: "والتّرجيع في الأذان أن يكرّر قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله.

ورَجْع الوَشْم والنُّقوش وترجيعه: أن يُعاد عليه السّواد مرة بعد أخرى7".

ب- ذكر الاعتقاب بين صيغتي لَفَأَهُ ولَكَأَهُ، ثم استطرد مورداً شيئاً من الأضداد.

1 ينظر الفقرة (20) .

2 ينظر الفقرة (25) .

3 ينظر الفقرة (104) .

4 ينظر الفقرة (114) .

5 ينظر الفقرة (128) .

6 ينظر الفقرة (155) .

7 ينظر الفقرة (106) .

ص: 396

ج- ذكر التعاقب بين قولهم:سبحتُ في الأرض، وسبختُ فيها، إذا تباعدت فيها.1 ثم استطرد مورداً بعضاً من معاني سَبَحَ.

ولو أردنا أن نتتبع أمثال هذه الهنات لوجدنا الكثير، وحسبنا ما أشرنا إليه، وللناظر في هذه النصوص أن يحسن الظّنّ بأبي تراب، فلا يتّهمه بأنّ مفهوم الاعتقاب (الإبدال) لم يكن ناضجاً عنده، وله أن يقول: إن أبا تراب توسّع فيه، شأنه في ذلك شأن كثير من العلماء في تلك المرحلة المُبَكِّرة من تاريخ العربية، الذين لم يلتزموا بعناوين مصنفاتهم التزاماً دقيقاً، بل توسعوا في المضامين؛ لنزوعهم إلى الاستفاضة في جمع المادة اللغوية. ومرحلة جمع اللغة من أفواه الرواة، وتدوينها في المصادر قد تغفر لهم كثيراً مما قد يُعَدُّ خللا علمياً أو منهجياً بمفهومنا اليوم.

ولنا في كثير من المصنفات اللغوية شواهد على هذا التَّوجيه، وحسبنا أن نطالع كتاب "الإبدال" 2 لابن السِّكِّيت، ففيه مواد ليست من الإبدال؛ ومن أبرزها ما جاء في بابَيْ:"ماتزاد فيه الميم" 3 و "ما تزاد فيه النون" 4 وليس فيهما شيء من الإبدال.

1 ينظر الفقرة (62) .

2 طبع هذا الكتاب مرتين، أولاهما تحت عنوان ((القلب والإبدال)) بعناية أوقست هفنر، والثانية تحت عنوان ((الإبدال)) بتحقيق الدكتور حسين محمد محمد شرف.

3 ينظر الإبدال 147.

4 ينظر المصدر السابق 149

ص: 397

ودَعْكُمْ ممّا في كتب الأصمعي وأبي عُبيدة مَعْمَر بن المثنّى وأبي زيد الأنصاري، وأمّا ما في كتاب "الجمهرة" لابن دريد مما لا سبيل إليه في معجم من معاجم الألفاظ فشيء كثير1.

وقد جاؤونا ـ من حيث نحسب أنهم أساؤوا ـ بفوائد وطرائف ولطائف نفيسة كانت عرضة للضياع؛ فرحمهم الله جميعاً، ورضي عنهم، وغفر لهم زلاتهم.

1 ينظر ما جاء في أبواب النوادر في كتاب الجمهرة 3/1274-1339.

ص: 398