المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل الثالث:‌ ‌ شواهده تقدم أنّ أبا تراب التقى جماعةً من الأعراب - أبو تراب اللغوي وكتابه الاعتقاب - جـ ١١٤

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

الفصل: الفصل الثالث:‌ ‌ شواهده تقدم أنّ أبا تراب التقى جماعةً من الأعراب

الفصل الثالث:‌

‌ شواهده

تقدم أنّ أبا تراب التقى جماعةً من الأعراب من رواة اللّغة والشّعر من الّذين اسْتُقْدِمُوا إلى نيسابورَ في خراسان مطلع القرن الثّالث إبّان ظهور الطّاهريّين، وأنّه لازمهم زمناً طويلاً، وسمع منهم فوائد جمّة أودعها كتابه "الاعتقاب"

ويبدو أنّ ذلك انعكس على شواهده؛ فطغى استشهاده بالشّعر على غيره من الشّواهد كالقرآن، والحديث النّبويّ، فلا نكاد نجد له من شواهد القرآن إلا الشّاهد أو الشّاهدين؛ في كلّ النّصوص الّتي جمعت 1.

وليس الحديث بأوفر من ذلك فهو نادر -أيضاً- في نصوص كتاب "الاعتقاب" الّتي جمعتها، وقد وجدته يستشهد به على اعتقاب بعض الحروف في ثلاثة مواضع فحسب، أحدها أنّه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال لعمّار:"ويحك يا ابن سُميّة بؤساً لك، تقتلك الفئة الباغية" 2

والثّاني روايته لحديث النّبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله لعائشة رضي الله عنها ليلة تبعته وقد خرج من حجرتها، فنظر إلى سوادها فلحقها، وهي في جوف حجرتها فوجد لها نفساً عالياً، فقال: ويسها، ماذا لقيت اللّيلة 3؟

1 ينظر: الفقرة رقم (364) .

2 ينظر الفقرة رقم (76) من القسم الثّاني.

3 ينظر الفقرة رقم (76) من القسم الثّاني.

ص: 412

والثّالث روايته لحديث النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه أَبَدَّ يده على الأرض عند انكشاف المسلمين يوم حنين فأخذ منها قبضة من تراب فحذا بها في وجوههم 1.

وروى أثراً واحداً عن ابن عباس رضي الله عنه استشهد به على معنى الفعل "فرّع" 2

أمّا الشّعر فكان هو الغالب في شواهد أبي تراب للسّبب الّذي ذكرته آنفاً، فعلى الرّغم من أن الكتاب لا يزال مفقوداً، وأنّ النّصوص الّتي وردت في بعض المعاجم كالتّهذيب ركّز أصحابها -في الغالب- على نصّ التّعاقب (الإبدال) اختصاراً للشّواهد أو اكتفاء بورودها في مواضع أخرى.

وعلى الرّغم من ذلك فإنّ في النّصوص المجموعة قدراً طيباً من الشّواهد الشّعرية، وهذا كلّه يسمح لنا بالقول: إنّ "الاعتقاب" لأبي تراب كان من المصادر اللّغوية الغزيرة بالشّعر؛ الّتي أفادت منها المصنّفات اللّغويّة، وعلى رأسها المعاجم.

وممّن استشهد أبو تراب بشعرهم: لَبيد، وجِران العَوْد، وسَعْد بن المُنتحر البارقيّ، ورؤبة، وعَدِيّ بن عليّ الغاضِرِيّ، وعَليّ بن شَيبة الغَطَفَانيّ، وعَدِيّ بن زيد، والمُخْرُوع السَّعْدِيّ، وذو الرُّمَّة، وأبو مَحْضَة، والأَخْطَل، وحاجِز بن الجعيد الأزديّ، ورويشد الطّائيّ، والأغلب العجليّ، وجَزْء بن الحارث، وأوس بن حجر، والأَفْوَه الأوديّ، وأبو الصَّامت الجشميّ، والكُميت بن زيد، والجَهْم الجَعْديّ، وأمّ البُهْلُول.

1 ينظر الفقرة رقم (49) .

2 ينظر الفقرة رقم (238) من القسم الثّاني.

ص: 413

وبعض هؤلاء الشّعراء هم من غير المشهورين، وهم من شعراء الأعراب الّذين التقاهم أبو تراب في خراسان، أو من رواة الشّعر منهم.

وقد يروي عنهم أبو تراب ولا يذكر اسم الشّاعر أو الرّاوي، كقوله:"أنشدني جماعة من فصحاء قيس وأهل الصّدق منهم"1.

1 ينظر: التّهذيب 15/571، واللسان (نون) 13/429. .

ص: 414