الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأولياء، ولكنه لا يعبدهم، ونحن نؤمن بأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة علينا فوق محبة النفس والأهل والولد والناس أجمعين.
[الفرق الناجية]
الفرق الناجية: المسلمون كثيرون في العدد لكنهم قليلون في الحقيقة، والطوائف التي تنتسب إلى الإسلام كثيرة تصل إلى 73 فرقة، عدد أفرادها ألف مليون وزيادة (1) ولكن الطائفة المسلمة حقًّا واحدة، وهي التي توحد الله - تعالى - وتسير على طريقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه في العقيدة والعمل الصالح، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله:«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قال الصحابة: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» ، رواه البخاري ومسلم.
(1) أي وقت تأليف الكتاب.
والذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو اعتقاد معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، والعمل به بدعاء الله وحده، والذبح والنذر لله وحده، والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة بالله وحده، واعتقاد النفع والضر فيه وحده، وأداء أركان الإسلام بإخلاص له - سبحانه - والتصديق بملائكته وكتبه ورسله، والبعث والحساب، والجنة والنار، وبالقدر خيره وشره كله من الله - تعالى -، وتحكيم القرآن والسنة في شتى المجالات، والرضى بحكمهما، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه، والدعوة إليه والجهاد في سبيله، والاجتماع على ذلك، والسمع والطاعة لولي الأمر المسلم إذا أمر بالمعروف، وقول كلمة الحق أينما كانوا، ومحبة أزواج النبي وآله وتوليهم، ومحبة أصحاب رسول الله وتقديمها على قدر فضلهم، والترضي عنهم جميعا، والكف عما شجر بينهم، وعدم التصديق بقدح المنافقين في بعضهم، ذلك القدح الذي قصدوا به تفريق المسلمين، وانخدع به بعض علمائهم ومؤرخيهم فأثبتوه في كتبهم عن حسن نية، وهذا خطأ.
والذين يدّعون أنهم من آل البيت، ويسمون بالسادة، عليم أن يتأكدوا من صحة نسبهم؛ لأن الله لعن من انتسب إلى غير أبيه، فإذا ثبت نسبهم فعليهم أن يقتدوا بالرسول وآله في إخلاص التوحيد لله، وترك المعاصي، وعدم الرضى بانحناء الناس لهم، وتقبيل ركبهم وأقدامهم، وأن لا يتميزوا عن إخوانهم المسلمين بزي خاص؛ لأن ذلك كله مخالف لما عليه الرسول، وهو منه بريء، والأكرم عند الله الأتقى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما.