الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعلم بما يصلح أحوال خلقه، وهو بهم أرحم، وقد جعل هذه الحدود كفارة لذنوب المجرمين من المسلمين، وحماية للمجتمع من شرهم وشر غيرهم، والذين يعيبون قتل القاتل وقطع يد السارق من أعداء الإسلام وأدعيائه إنما يعيبون قطع عضو مريض فاسد إذا لم يقطع سرى فساده في المجتمع بأسره (1) وفي الوقت نفسه يستحسنون قتل الأبرياء من أجل أغراضهم الظالمة.
[سابعا في السياسة الخارجية]
سابعا: في السياسة الخارجية أمر الله المسلمين وولاة أمورهم أن يدعو غير المسلمين إلى الإسلام، لينقذوهم به من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالله، ومن شقاء الانغماس في ماديات هذه الحياة الدنيا، والحرمان من السعادة الروحية التي ينعم بها المسلمون حقًّا.
فأمر الله هذا للمسلم هو أن يكون إنسانا صالحا ينفع جميع بني الإنسان بصلاحه، ويسعى لإنقاذ البشر جميعا، بخلاف المناهج البشرية، فإنها تطلب من الإنسان أن يكون مواطنا
(1) وهذا أولى من قطع العضو المريض الفاسد باختيار المريض وأهله لسلامة جسده.
صالحا فقط، وهذا من الأدلة على فسادها ونقصها، وعلى صلاح الإسلام وكماله.
وأمر الله المسلمين أن يُعدّوا لأعداء الله ما استطاعوا من قوة، ليحموا بها الإسلام والمسلمين، وليرهبوا بها عدو الله وعدوهم، كما أباح الله للمسلمين أن يعقدوا المعاهدات مع غير المسلمين إذا دعا الأمر إلى ذلك على ضوء الشريعة الإسلامية، وحرم الله على المسلمين نقض العهد الذي يبرمونه مع عدوهم إلا إذا بدأ العدو بنقضه، أو فعل ما يوجب ذلك، فإنهم يشعرونه بالنقض.
وقبل بدء القتال مع غير المسلمين أمر الله المسلمين أن يدعوا أعداءهم إلى الدخول في الإسلام أولا، فإن أبوا طلبوا منهم الجزية والخضوع لحكم الله، فإن أبوا كان القتال حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.
وفي حال القتال حرم الله على المسلمين قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان الذين في معابدهم، إلا من يشترك مع المقاتلين برأي أو فعل، وأمرهم أن يُعاملوا الأسرى بالإحسان، ومن هذا نفهم أن الغزو في الإسلام لا يراد به