الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البرهان الثامن: يُنزِّل الله المطر على الأرض الميتة فتنبت النبات والأشجار المختلفة في أشكالها وألوانها، ومنافعها وطعمها، وهذا قليل من مئات البراهين التي ذكرها الله - تعالى - في القرآن، والتي أخبر أنها أدلة قائمة تدل على وجوده - سبحانه - وعلى أنه الخالق المدبر لجميع الكائنات.
البرهان التاسع: الفطرة التي فطر الله الناس عليها، تؤمن بوجود الله خالقها ومدبرها، ومن أنكر ذلك فإنما يُغالط نفسه ويُشقيها، فالشيوعي - مثلًا - يعيش في هذه الحياة تعسا، ومصيره بعد الموت إلى النار، جزاء تكذيبه بربه الذي خلقه من العدم، وربّاه بالنعم إلا إن تاب إلى الله وآمن به وبدينه ورسوله.
البرهان العاشر: البركة وهي التكاثر في بعض المخلوقات كالغنم، وعكس البركة الفشل كما في الكلاب والقطط.
[من صفات الله تعالى]
ومن صفات الله - تعالى - أنه: الأول بلا بداية، وحيّ دائم، لا يموت ولا ينتهي، وغني قائم بذاته، لا يحتاج إلى غيره،
وواحد لا شريك له، قال الله - تعالى -: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4]
معنى الآيات: لما سأل الكفارُ خاتم المرسلين عن صفة الله أنزل الله عليه هذه السورة، وأمره فيها أن يقول لهم:
الله واحد لا شريك له، الله هو الحي الدائم المدبر، له وحده السيادة المطلقة على الكون والناس وكل شيء، وإليه وحده يجب أن يرجع الناس في قضاء حاجاتهم.
لم يلد ولم يولد، ولا يصح أن يكون له ابن أو بنت أو أب أو أم، بل نفى عن نفسه ذلك كله أشد النفي في هذه السورة وفي غيرها؛ لأن التسلسل والولادة من صفات المخلوق، وقد ردّ الله على النصارى قولهم: المسيح ابن الله، وعلى اليهود قولهم: عزير ابن الله، وعلى غيرهم قولهم: الملائكة بنات الله، وشنَّع عليهم هذا القول الباطل.
وأخبر أنه خلق المسيح عيسى، عليه السلام، من أم بلا
أب بقدرته، مثلما خلق آدم أبا البشر من تراب، ومثلما خلق حواء أم البشر من ضلع آدم، فرآها إلى جنبه، ثم خلق ذرية آدم من ماء الرجل والمرأة، فقد خلق كل شيء في البداية من العدم؛ وجعل بعد ذلك لمخلوقاته سنة ونظاما لا يستطيع أحد أن يغيرهما سواه، وإذا أراد أن يغير من هذا النظام شيئا غيّره كما يشاء، كما أوجد عيسى، عليه الصلاة والسلام من أم بلا أب، وكما جعله يتكلَّم وهو في المهد، وكما جعل عصا موسى، عليه الصلاة والسلام، حية تسعى، ولما ضرب بها البحر انشق فصار سوقا عبر منه هو وقومه، وكما شق القمر لخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل الشجر يسلم عليه إذا مر به، وجعل الحيوان يشهد له بالرسالة بصوت يسمعه الناس، فيقول: أشهد أنك رسول الله، وأُسري به على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء ومعه الملك جبرائيل حتى وصل فوق السماء، فكلمه الله سبحانه وتعالى، وفرض عليه الصلاة، وعاد إلى المسجد الحرام في الأرض، ورأى في طريقه أهل كل سماء، وذلك كله في ليلة واحدة قبل طلوع الفجر، وقصة الإسراء
والمعراج مشهورة في القرآن وأحاديث الرسول وكتب التاريخ.
ومن صفات الله تعالى: السمع والبصر، والعلم والقدرة، والإرادة، يسمع ويرى كل شيء، لا يحجب سمعه ورؤيته حجاب.
ويعلم ما في الأرحام، وما تُخفيه الصدور، وما كان وما سيكون، وهو القدير الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون.
ومن صفاته التي وصف بها نفسه المقدسة: الكلام بما يشاء متى شاء: وقد كلم موسى عليه الصلاة والسلام، وكلّم خاتم الرسل محمدا صلى الله عليه وسلم، والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فهو صفة من صفاته، وليس مخلوقا كما يقول المعتزلة الضالون.
ومن صفات الله - تعالى - التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسله: الوجه واليدان، والاستواء والنزول (1) والرضى والغضب، فهو يرضى عن عباده المؤمنين، ويغضب على
(1) لحديث: ينزل ربنا حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا. . . إلخ.
الكافرين، وعلى مرتكبي موجبات غضبه، ورضاه وغضبه كباقي صفاته، لا تشبه صفات المخلوق ولا تُأوَّل ولا تُكيَّف.
وثبت في القرآن والسنة أن المؤمنين يرون الله - تعالى - عيانا بأبصارهم في عرصات القيامة وفي الجنة، وصفات الله - تعالى - مفصلة في القرآن العظيم، وأحاديث الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فلتراجع.