الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإنسان من الأرض، وذلك حينما خلق أباهم آدم من تراب، ويُخبر أنه يُعيدهم فيها بعد الموت في القبور كرامة لهم، ويخبر أنه يخرجهم منها مرة أخرى، فيخرجون من قبورهم أحياء من أولهم إلى آخرهم، فيحاسبهم الله ثم يُجازيهم.
وفي الآية الثانية: يردّ الله على الكافر المكذب بالبعث الذي يستغرب حياة العظام بعد فنائها، يرد الله عليه، فيخبر أنه يُحييها؛ لأنه الذي أنشأها أول مرة من العدم.
وفي الآية الثالثة: يردّ الله على الكافرين المكذبين بالبعث بعد الموت زعمهم الفاسد، ويأمر رسوله أن يقسم لهم بالله قسما مؤكدا أن الله سوف يبعثهم، وسوف ينبئهم بما عملوا، ويجازيهم عليه، وأن ذلك يسير على الله.
وأخبر الله في آية أخرى أنه إذا بعث المكذبين بالبعث والنار عذبهم في نار جهنم، وقيل لهم:{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [السجدة: 20]
[ضبط أعمال الإنسان وأقواله]
ضبط أعمال الإنسان وأقواله وقد أخبر عز وجل أنه قد علم ما سوف يقول كل إنسان ويعمل من خير أو شر سرًّا أو علانية، وأخبر أنه قد كتب ذلك
في اللوح المحفوظ عنده قبل أن يخلق السماوات والأرض والإنسان وغيره، وأخبر أنه مع هذا قد وكل بكل إنسان ملكين: واحدا عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات، لا يفوتهما شيء، وأخبر الله - سبحانه - أن كل إنسان يُعطى يوم الحساب كتابه الذي كُتب فيه أقواله وأعماله، فيقرؤها لا ينكر منها شيئا، ومن أنكر شيئا أنطق الله سمعه وبصره ويديه ورجليه وجلده بجميع ما عمل.
وفي القرآن العظيم بيان ذلك بالتفصيل، قال الله - تعالى -:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] وقال - تعالى -: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ - كِرَامًا كَاتِبِينَ - يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12]
شرح الآيات: يخبر الله سبحانه وتعالى أنه وكل بكل إنسان ملكين: واحدا على يمينه رقيب يكتب حسناته، والآخر على شماله عتيد يكتب سيئاته، ويخبر الله في الآيتين الأخيرتين أنه وَكَّلَ بالناس ملائكة كراما، يكتبون جميع أفعالهم، وأخبر أنه جعل لهم القدرة على العلم بجميع
أفعالهم، وكتابتها كما قد علمها وكتبها لديه في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم.
شهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأشهد أن الجنة حقّ؛ والنار حق؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور للحساب والجزاء؛ وأن كل ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله حق، وأدعوك - أيها العاقل - إلى الإيمان بهذه الشهادة، وإعلانها، والعمل بمعناها، فهذا سبيل النجاة.