الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[نداء]
نداء: إذا عرفت - أيها العاقل - معنى: " لا إله إلا الله محمد رسول الله "، وعرفت أن هذه الشهادة هي مفتاح الإسلام وأساسه الذي يبنى عليه، فقل من قلب مخلص:" أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله "، واعمل بمعنى هذه الشهادة لتنال السعادة في الدنيا وفي الآخرة، ولتنجو من عذاب الله بعد الموت.
واعلم أن من مقتضى شهادة " أن لا إله إلا الله محمد رسول الله " العمل ببقية أركان الإسلام، لأن الله فرض هذه الأركان على المسلم ليعبده بأدائها بصدق وإخلاص من أجله - تعالى -، ومن ترك ركنا منها بدون عذر مشروع فقد أخلّ بمعنى " لا إله إلا الله "، ولا تعتبر شهادته صحيحة.
[الركن الثاني من أركان الإسلام الصلاة]
[الصلوات الخمس]
الركن الثاني من أركان الإسلام: الصلاة: اعلم - أيها العاقل - أن الركن الثاني من أركان الإسلام هو الصلاة، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، شرعها الله - تعالى - لتكون صلة بينه وبين المسلم، يُناجيه فيها ويدعوه، ولتكون ناهية للمسلم عن الفحشاء والمنكر،
فيحصل له من الراحة النفسية والبدنية ما يسعده في الدنيا والآخرة.
وقد شرع الله للصلاة طهارة البدن والثياب، والمكان الذي يصلى فيه، فيتنظف المسلم بالماء الطهور من النجاسات مثل: البول والبراز، لكي يطهر بدنه من النجاسة الحسية، وقلبه من النجاسة المعنوية.
والصلاة هي عمود الدين، وهي أهم أركانه بعد الشهادتين؛ يجب على المسلم أن يحافظ عليها منذ سن البلوغ حتى يموت، ويجب أن يأمر بها أهله وأولاده منذ سن السابعة، لكي يعتادوا عليها؛ قال الله - تعالى -:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103] وقال الله - تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]
المعنى الإجمالي للآيتين: يخبر الله - تعالى - في الآية الأولى أن الصلاة فرض محتّم على المؤمنين، وأن عليهم أن يؤدوها في أوقاتها المحددة لها، وفي الآية الأخرى: يخبر الله - عز
وجل - أن الأمر الذي أمر به الناس وخلقهم من أجله هو أن يعبدوه وحده، وأن يخلصوا له عبادتهم، وأن يقيموا الصلاة، ويعطوا الزكاة للمستحقين.
والصلاة واجبة على المسلم في جميع أحواله حتى في حال الخوف والمرض، فإنه يصلي على قدر استطاعته قائما أو قاعدا أو مضطجعا، حتى لو لم يقدر إلا إشارة بعينه أو بقلبه، فإنه يصلي بالإشارة، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة ليس بمسلم رجلًا أو امرأة، فقال:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» . حديث صحيح.
والصلوات الخمس هي: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.
ووقت صلاة الفجر يبدأ بظهور نور الصباح في المشرق، ويخرج عند بزوغ الشمس، ولا يجوز تأخيرها إلى آخر وقتها، ووقت صلاة الظهر يبدأ من زوال الشمس حتى يصير ظل الشيء طوله بعد ظل الزوال، ووقت صلاة العصر يبدأ بعد نهاية وقت الظهر إلى اصفرار الشمس، ولا يجوز تأخيرها إلى آخر وقتها، بل تصلى ما دامت الشمس بيضاء