الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أحكام الصيام التي بينها الله - تعالى - في القرآن، وبينها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام في الأحاديث:
1 -
أن المريض والمسافر يفطران ويقضيان الأيام التي أفطراها من أيام أخر بعد رمضان.
2 -
وكذا الحائض والنفساء لا يصح صومهما، بل تفطران أيام الحيض والنفاس، وتقضيان الأيام التي أفطرتاها.
3 -
وكذا الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما فإنهما تفطران وتقضيان.
ولو أكل الصائم أو شرب ناسيا ثم ذكر فإن صيامه صحيح، لأن النسيان والخطأ والإكراه قد عفا الله عنه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويجب أن يخرج ما في فمه.
[الركن الخامس من أركان الإسلام الحج]
[تعريف الحج]
الركن الخامس من أركان الإسلام (الحج) : وهو حج بيت الله الحرام مرة في العمر، وما زاد فهو تطوع، وفي الحج من المنافع ما لا يحصى:
فأولها: أنه عبادة لله - تعالى - بالروح والجسم والمال.
وثانيها: أن فيه اجتماع المسلمين من كل مكان، يلتقون
في مكان واحد، ويلبسون زيًّا واحدا، ويعبدون ربًّا واحدا في وقت واحد، لا فرق بين رئيس ومرؤوس، وغني وفقير، وأبيض وأسود، الكل خلق الله وعباده، فيحصل للمسلمين التعارف والتعاون، ويتذكرون يوم يبعثهم الله جميعا ويحشرهم في صعيد واحد للحساب، فيستعدون لما بعد الموت بطاعة الله - تعالى -.
والقصد من الطواف حول الكعبة (قبلة المسلمين) التي أمرهم الله بالتوجه إليها في كل صلاة أينما كانوا، والقصد من الوقوف بالأماكن الأخرى في مكة في أوقاتها المحددة لها، وهي: عرفات ومزدلفة والإقامة بمنى، القصد من ذلك هو عبادة الله - تعالى - في تلك الأماكن المقدسة على الهيئة التي أمر الله بها.
أما الكعبة نفسها وتلك الأماكن وجميع المخلوقات فإنها لا تعبد، ولا تنفع ولا تضر، وإنما العبادة لله وحده، والنافع الضار هو الله وحده، ولو لم يأمر الله بحج البيت لما صح للمسلم أن يحج، لأن العبادة لا تكون بالرأي والهوى، وإنما بموجب أمر الله - تعالى - في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال
الله - تعالى -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97](1)[سورة آل عمران، الآية: 97] .
والعمرة واجبة على المسلم مرة في العمر سواء مع الحج أو في أي وقت، وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليست واجبة مع الحج ولا في أي وقت، وإنما هي مستحبة يُثاب فاعلها، ولا يعاقب تاركها، وأما حديث:«من حج فلم يزرني فقد جفاني» فليس بصحيح بل هو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، (2) .
والزيارة التي يسافر من أجلها تشرع للمسجد، فإذا وصل إليه الزائر وصلى فيه التحية، شرع له حينئذ زيارة قبر النبي
(1) وأما حج الجهال إلى قبور الأولياء والمشاهد فإنه ضلال ومخالفة لأمر الله - تعالى - وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.
(2)
ومثله حديث: توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عريض، وحديث: من حسن ظنه في حجر نفعه، فإنها جميعها أحاديث موضوعة لا صحة لها، ولا توجد في شيء من كتب الحديث المعتبرة، وإنما توجه هي وأشباهها في كتب المضللين الذين يدعون إلى الشرك والبدع من حيث لا يشعرون.
صلى الله عليه وسلم، ويسلم عليه قائلًا:" السلام عليك يا رسول الله " بأدب وخفض صوت، ولا يطلب منه شيئا بل يسلم وينصرف، كما أمر أمته بذلك، وكما هو فعل الصحابة - رضوان الله عليهم.
أما الذين يقفون عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم بخشوع كحال وقوفهم في الصلاة، ويطلبون منه حوائجهم، أو يستغيثون به، أو يتوسطون به عند الله، فهؤلاء مشركون بالله - تعالى - والنبي بريء منهم، فليحذر كل مسلم أن يفعل ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع غيره، ثم يزور قبري صاحبيه (أبي بكر وعمر) رضي الله عنهما، ثم يزور أهل البقيع والشهداء، الزيارة الشرعية لأهل القبور المسلمين، وهي التي يسلم فيها الزائر على الأموات، ويدعو الله لهم ويتذكر الموت وينصرف.
وهذه صفة الحج والعمرة: يختار الحاج أولا النفقة الطيبة الحلال، ويتجنب المسلم المكاسب المحرمة؛ لأن النفقة الحرام سبب لرد حج صاحبها ودعائه، وقد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:«كل لحم نبت من نبت فالنار أولى به» ، ويختار الرفقة الصالحة أهل التوحيد والإيمان.