الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه، ولا يرجوا إلا هو وحده؛ لأنه وحده النافع الضار، وأن يصفوه بصفات الكمال التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله، كما تقدم بيانه.
[ثالثا في الرابطة بين الناس]
ثالثا: في الرابطة بين الناس أمر الله المسلم أن يكون إنسانا صالحا، يسعى لإنقاذ البشرية من ظلام الكفر إلى نور الإسلام، ولهذا قمت بتأليف الكتاب ونشره تأدية لبعض الواجب.
وأمر الله أن تكون الرابطة التي تربط المسلم بغيره هي رابطة الإيمان بالله، فيحب عباد الله الصالحين المطيعين لله ولرسوله ولو كانوا من أبعد الناس، ويبغض الكفار بالله والعصاة لله ولرسوله ولو كانوا أقرب الناس، وهذه هي الرابطة التي تجمع بين المفترقين، وتؤلف بين المختلفين بخلاف رابطة النسب والوطن والمصالح المادية، فإنها سرعان ما تنفصم.
قال الله - تعالى -: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]
وقال الله - تعالى -: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] يخبر الله - سبحانه - في الآية الأولى: أن المؤمن بالله لا يحب أعداء الله وإن كانوا أقرب الناس، ويخبر في الآية الثانية: أن أكرم الناس عنده المحبوب لديه هو المطيع له من أي جنس كان ومن أي لون.
وقد أمر الله - تعالى - بالعدل مع العدو والصديق، وحرّم الظلم على نفسه، وجعله محرما بين عباده وأمر بالأمانة والصدق، وحرم الخيانة، وأمر ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء، والمشاركة في الأعمال الخيرية، وأمر بالإحسان إلى كل شيء حتى الحيوان، فقد حرم الله تعذيبه، وأمر بالإحسان إليه (1) أما الحيوانات الضارة كالكلب العقور والحية والعقرب والفأرة والحدأة والوزغ فإنها تقتل لمنع شرها، ولا تعذب.
(1) حتى في حال ذبح الحيوان الحلال فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحد السكين وإراحة الذبيحة، ومكان الذبح الحلق فيقطع المريء وعرقي الدم حتى يخرج دمها، والإبل تنحر بطعن لبتها أسفل الرقبة، أما قتل الحيوان بواسطة الصعق الكهربائي أو ضرب رأسه ونحو هذا فإنه حرام، ولا يجوز أكله.