المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌181 - باب ما روي في الاستياك عند تغير الفم - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٩

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب السواك

- ‌أَبْوَابُ فَضَائِلِ السِّوَاكِ وَحُكْمِهِ

- ‌171 - بَابٌ: السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ

- ‌172 - مَا رُوِيَ فِي خِصَالِ السِّوَاكِ

- ‌173 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى غَيْرِهَا

- ‌174 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ السِّوَاكَ شَطْرُ الْوُضُوءِ

- ‌175 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ السِّوَاكَ يَزِيدُ مِنْ فَصَاحَةِ الرَّجُلِ

- ‌176 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ السِّوَاكَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ

- ‌177 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى السِّوَاكِ

- ‌178 - بَابُ حُكْمِ السِّوَاكِ

- ‌أَبْوَابُ الْأَوْقَاتِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي يَتَأَكَّدُ فِيهَا السِّوَاكُ

- ‌179 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ الصَّلَاةِ وَالْوُضُوءِ

- ‌180 - بَابُ مَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَسَوُّكِهِ عِنْدَ الْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ

- ‌181 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ

- ‌182 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ دُخُولِ الْبَيْتِ

- ‌183 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ قَبْلَ الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ

- ‌184 - بَابُ التَّسَوُّكِ لِمَنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌185 - بَابُ السِّوَاكِ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ

- ‌186 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌187 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ بِالْأَسْحَارِ

الفصل: ‌181 - باب ما روي في الاستياك عند تغير الفم

‌181 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ

1191 -

حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

◼ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَسْتَاكُونَ، فَقَالَ:((تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا وَلَا تَسْتَاكُونَ؟ اسْتَاكُوا، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ، كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ))، وَقَالَتْ عَائِشَةُ:((مَا زَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ السِّوَاكَ حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَنْزِلَ فِيهِ قُرْآنٌ)).

[الحكم]:

ضعيف مضطرِب. وأعلَّه: ابنُ السَّكَن، والدارَقُطْني، والبَيْهَقي، وابنُ عبد البر، وابن القَطَّان، والنَّوَوي، والعِراقي، والهَيْثَمي، وابنُ حَجَر، والمُناوي، والألباني.

[اللغة]:

قال أبو عُبَيد: "قولُه: ((قُلْحًا)) الواحد منهم: أَقْلَح، والمرأة: قَلْحاءُ. وجمعها: قُلْحٌ. والاسم منه: القَلَح.

وهي: صُفرةٌ تكون في الأسنان ووسَخٌ يركبُها من طول ترْكِ السواك.

ومعنى الحديث: أنه حثَّهم على السواك، فقال: تدخلون عليَّ غيرَ مستاكين، حتى صار ذلك كالقَلَح في أسنانكم؟ ! " (غريب الحديث 2/ 68 - 69).

ص: 280

[التخريج]:

[ك 524 / عل 6710 "واللفظ له" / بز 1302 / طب (جامع المسانيد 4/ 632) / تخ (2/ 157) / تخث (السفر الثاني 4100) / ضيا (8/ 393 - 395/ 486، 487) / صبغ 382 / نعيم (طب 210) / فقط (أطراف 4127) / هق 154]

[السند]:

أخرجه أبو يَعلَى في (مسنده 6710) - ومن طريقه الضِّياءُ في (المختارة 488) - قال: حدثنا سُرَيج بن يونسَ، قال: حدثنا أبو حفْصٍ الأَبَّارُ، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، عن العباس، به.

ومدارُه- عندهم- على منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل

(1)

به، دون قولِ عائشة.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: جهالة أبي عليٍّ الصَّيْقَل، وقد سمَّاه بعضُهم: عيسى، وجزَم به الخطيبُ كما في (موضح الأوهام 336)، وسمَّاه أبو حنيفةَ الحسنَ الزَّرَّاد، فغَلِطَ فيه، كما قال الدارَقُطْني في (العلل 3365).

قال ابن السَّكَن: "مجهول"(بيان الوهم والإيهام 5/ 121).

(1)

إلا أن "أبا عليٍّ الصَّيْقَل" سقط من كل طبعات "المستدرك"، والصواب إثباتُه، كما في (إتحاف المهرة 6848).

ص: 281

وقال ابن القَطَّان: "لا تُعرَف له حالٌ ولا اسمٌ"(بيان الوهم والإيهام 5/ 121)، وأقرَّه ابن دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 385)، وابن التُّرْكُماني في (الجوهر النقي 1/ 36).

وقال الذهبي: "لا يُعرَف حالُه"(الميزان 2/ 221).

وقال ابن حَجَر: "أحد الضعفاء"(الإيثار 26، 317).

وبه ضعَّفه الهَيْثَمي، فقال:"رواه أبو يَعْلَى والبزَّار والطبراني في الكبير، وفيه أبو عليٍّ الصَّيْقل، وهو مجهول"(المجمع 1122).

وقال ابن المُلَقِّن: "فيه وقفةٌ؛ ففيه- مع الاختلاف- أبو عليٍّ الصَّيْقَل، ولا يُعرَف له حالٌ ولا اسمٌ، كما ذَكر ابنُ السَّكَن، وتبِعه ابن القطان"(البدر المنير 2/ 41).

وبه أيضًا ضعَّفه الحافظُ العِراقي في (طرح التثريب 2/ 63)، والمُناوي في (التيسير 2/ 314).

ومع ذلك قال الدارَقُطْني: "لا بأسَ به"! (سؤالات البَرْقاني 580)، مع أن هذا الحديث هو رأسُ مالِه كلِّه، وقد اضطرب فيه كما قال الدارَقُطْني نفْسُه، وسيأتي بيانُه مفصَّلًا في العلة الثانية، فكيف يكون مَن هذا حالُه:"لا بأس به"؟ ! بل به كلُّ البأس، لاسيما والمتنُ منكَرٌ أيضًا؛ ففيه الأمرُ بالسواك، ولم يصحَّ فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ، كما قال الحافظ العِراقي في (طرح التثريب 2/ 63).

ومع هذا يقول العَيْني: "وحديث تَمَّام بن العباس: عند البزَّار بسند جيِّد عن تَمَّام بن العباس بن عبد المُطَّلِب قال: قال رسول الله عليه السلام: ((مَالِي أَرَاكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا؟ ! اسْتَاكُوا))، وأعلَّه ابن القطان بأبي عليٍّ الصَّيْقَل في

ص: 282

إسناده، وليس بجيد؛ لعِرفانِ حاله" (نخب الأفكار 1/ 401).

كذا قال! وفيه نظرٌ من وجهين: الأول: قوله (حديث تَمَّام) خطأٌ؛ فالحديث عند البَزَّار من حديث العباس. الثاني: قوله (بسند جيِّد) اعتمادًا على أن أبا عليٍّ الصَّيْقَل قد عُرفتْ حالُه، فلم يبيِّن كيف؟ فإن كان اعتمادُه على قول الدارَقُطْني فقد بيَّنَّا ما فيه، والله الموفِّق.

العلة الثانية: الاضطراب؛

فقد رواه أبو حفْص عُمر بن عبد الرحمن الأَبَّارُ، واختُلِف عليه:

فرواه محمد بن بُكَيْر الحَضْرمي، كما عند ابن أبي خَيْثَمة في (التاريخ- السِّفْر الثاني 4100)، والطبراني في (الكبير) - كما في (جامع المسانيد 5892) -، وأبو نُعَيم في (الطب 210).

وسُرَيج بنُ يونسَ، كما عند أبي يَعْلَى في (مسنده 6710)، والبَغَويِّ في (الصحابة 382)، وغيرِهما.

وسُلَيمان بن كَرَان

(1)

، كما عند البزَّار في (المسند 1302).

(1)

كذا وقع في مطبوع "مسند البزَّار"، وفي (الكشف 498)، وفي (الجرح والتعديل 4/ 138)، وكذا ضبطه عبد الحق الإشْبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 152)، وقال الذهبي:"وكذا هو (بالنون) عندي في الضعفاء للعقيلي، وهي نسخة عتيقة"(الميزان 2/ 221)، قلنا: لكن الذي في كل طبعات الضعفاء للعقيلي بما فيها طبعة التأصيل وهي مطبوعة على نسخة عتيقة جدًّا من رواية ابن الدَّخِيل (كرّاز)؛ براء مشددة وزاي، وقد ذكر محقق ط الرشد (2/ 531) خلافَ النسخ في ذلك، وقال ابن حجر:"وكذا رأيته أنا في نسخة أخرى من ضعفاء العُقَيلي بضبط القلم (بزاي) لا (نون)، ورأيتُه في كامل ابن عَدِي بالوجهين"(لسان الميزان 4/ 170). قلنا: وكذا ضبطه الدارَقُطْني في (المؤتلف والمختلف 4/ 1981)، وابن ماكولا في (الإكمال 7/ 134)"براء مشددة وزاي"، وصوَّبه ابن القطان في (بيان الوهم والأوهام 2/ 219)، وتبِعه ابن دقيق في (الإمام 1/ 386). فالله أعلم.

ص: 283

وإسحاقُ بن إدريسَ، كما عند الحاكم في (المستدرك 524)

(1)

.

أربعتُهم: عن أبي حفْص الأَبَّار، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، عن العباس، به.

* ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 157) - ومن طريق البَيْهَقي في (الكبرى 155) -: عن محمد بن مَحْبوب، عن عُمر بن عبد الرحمن، عن منصور، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، عن ابن عباس، به.

كذا وقع في المطبوع (عن ابن عباس) بدل (العباس)، ولكن يبدو أن هذا خطأٌ قديم من بعض النُّسَّاخ، فقد ذكر الدكتور محمد بن عبد الكريم بن عبيد في كتابه (تخريج الأحاديث المرفوعة المسنَدة في كتاب التاريخ الكبير للبخاري ص 862) أنه وقع في نسخة كوبرلي:"ابن عباس"، وأما في نسخة تشستربتي (ل 86/ب)، ونسخة أحمد الثالث (ل 85/ب) فوقع:"العباس"، وصوَّبه، وهو كما قال؛ فهو المحفوظ عن الأَبَّار.

ومما يؤكِّد ذلك، قولُ البخاري- في ترجمة جعفر بن تَمَّام-:"جعفر بن تَمَّام بن عباس بن عبد المُطَّلِب الهاشمي، عن أبيه، عن عباس. روَى منصور، عن أبي عليٍّ"(التاريخ الكبير 2/ 178). يشير إلى هذه الرواية.

ورواه أبو عُبَيد القاسم بن سَلَّام في (غريب الحديث 2/ 68): عن

(1)

إلا أن "أبا عليٍّ الصَّيْقل" سقط من كل طبعات "المستدرك"، كما بينَّاه آنفًا.

ص: 284

الأَبَّار، عن منصور، لا أعلمه إلا عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، رفَعه.

كذا جعله من مرسَل جعفر بن تَمَّام، وأسقط أباه والعباسَ معًا، وهذا إن لم يكن خطأً من النُّسَّاخ، فهو من أبي عُبَيد، يدلُّ عليه شكُّه في ذِكر (أبي عليٍّ)، مما يشير إلى أنه لم يضبطه جيدًا، والله أعلم.

ورواه شَيْبان بن عبد الرحمن النَّحْوي، عن منصور. واختُلِف عليه أيضًا:

فأخرجه الطبراني في (الكبير) - كما في (جامع المسانيد 4/ 632)، ومن طريقه الضِّياءُ في (المختارة 8/ 394/ 487) -: عن أحمد بن علي البَرْبَهاري، عن محمد بن سابق، عن شَيْبان، عن منصور

به.

ورواه البَغَوي في (معجم الصحابة 383) عن ابن زَنْجُويه، عن محمد بن سابق، به.

وخالف محمد بنَ سابق جماعةٌ؛

فرواه الطبراني في (الكبير 1302) عن مُطَيَّن، عن أبي كُرَيب، عن معاوية بن هشام.

وابنُ مَنْدَه في (الصحابة ص 330) من طريق محمد بن شعيب بن شابُور.

وعلَّقه البَغَوي في (معجم الصحابة عقب رقم 383) عن الأَشْيب.

ثلاثتُهم: عن شَيْبان، عن منصور، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، به. أي: من مسنَد تَمَّام بن العباس.

وقال البَغَوي- عَقِبَه-: "والصواب ما حدَّث به الأَشْيبُ- زعموا-"(معجم الصحابة 1/ 418).

ص: 285

وقال الخطيب: "ورواه شَيْبانُ النَّحْوي، عن منصور، عن أبي عليٍّ الصَّيْقل، عن جعفر بن تَمَّام، عن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم"(موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 257).

وهذا الوجه لم نقف عليه.

قلنا: ورواه جَرير بن عبد الحميد، والفُضَيل بن عِياض، عن منصور، كرواية الجماعة عن شَيْبانَ:

رواه الطبراني في (الكبير 1303)، وأبو نُعَيم في (الصحابة 1317) من طريق: عثمان بن أبي شَيْبة.

والبَغَوي في (معجم الصحابة 381): عن إسحاق الطالْقاني.

والحكيم في (نوادر الأصول 202): عن الجارُود.

كلُّهم عن جَرير.

ورواه ابن قانِع في (الصحابة 1/ 113) قال: حدثنا محمد بن السَّري بن مِهران، نا محمد بن حسان السَّمْتي، نا الفُضَيل بن عياض.

كلاهما (جَرير، والفُضَيل): عن منصور، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، به.

ورواه سُفْيانُ الثَّوْري، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل. واختُلِف عليه أيضًا:

- فقد رواه أحمد في (المسند 1835) قال: حدثنا إسماعيل بن عُمر أبو المُنْذر، قال: حدثنا سُفيان، عن أبي عليٍّ الزَّرَّاد، قال: حدثني جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به.

ورواه النَّسائي في (الإغراب 171) عن عَمرو بن عليٍّ الفَلَّاس، عن

ص: 286

أبي قُتَيْبةَ سَلْمِ بن قُتَيبة، عن الثَّوْري، به.

- ورواه أحمد (15656) - ومن طريقه ابن الأَثير في (أُسْد الغابة 1/ 424) - قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سُفيان، عن أبي عليٍّ الصَّيْقل، عن قُثَمَ بن تَمَّام، أو: تَمَّام بن قُثَم، عن أبيه، به.

- ورواه الطبراني في (المعجم الكبير 2/ 64/ 1301) قال: حدثنا حفْص بن عُمر الرَّقِّي، ثنا قَبِيصة بن عُقبة، ثنا سُفيان، عن أبي عليٍّ الصَّيْقل، عن جعفر بيَّاع الأَنْماط، عن جعفر بن تَميم بن العباس أو: ابن تَمَّام بن العباس، عن أبيه، به.

- ورواه السَّري بن يحيى في (حديث سُفْيان الثَّوْري 176) قال: حدثنا قَبِيصة، عن سُفيانَ، عن أبي عليٍّ بيَّاعِ الأَنْماط، عن جعفر بن قُثَمَ بن عباس أو: ابن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به.

- ورواه البَيْهَقي في (السنن الكبير 154): حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني عليُّ بن محمد بن سَخْتُويَه، ثنا يزيدُ بن الهَيْثم، ثنا إبراهيم بن أبي اللَّيْث، ثنا الأَشْجَعي، عن سُفيانَ، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن ابن تمام، عن ابن عباس، به.

والأَشْجَعي: وهو عُبيد الله بن عُبَيد الرحمن، مِن أثبتِ الناس كتابًا في الثَّوْري (التقريب 4318)، إلا أن الراوي عنه إبراهيمَ بن أبي اللَّيْث:"متروك الحديث"، انظر ترجمته في (لسان الميزان 249)، وإنْ ذهب الشيخُ المُعَلِّمي في (التنكيل 1/ 284) إلى تمشيةِ روايتِه عن الأَشْجَعي خاصَّةً؛ لأنه كان يرويها من أصوله.

- وقال الدارَقُطْني: "وكذلك قيل: عن عبد العزيز بن أَبانَ، عن الثَّوْري،

ص: 287

عن منصور، وأسنده عن العباس" (العلل 3365)، أي: نحو روايةِ الأَبَّارِ عن منصور.

لكن عبد العزيز بن أَبانَ هذا متروكٌ، بل كذَّبه ابن مَعين وغيرُه.

ومعاوية بن هشام وقَبِيصةُ متكلَّمٌ فيهما، فإنْ رُمْنا الترجيحَ، يمكننا ترجيحُ روايةِ إسماعيلَ بن عُمر وأبي قُتَيبة عن الثَّوْري به.

ومع أن الطرق السابقة كلَّها يرويها الثَّوْريُّ عن أبي عليٍّ بلا واسطة، إلا أن الحافظ ابن حجر، قال: "ورواية الثوري عنه - يعني: عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل- في مسنَد الإمام أحمدَ، وكأنَّ منصورًا سقط من السند؛ فإن الحديث مشهورٌ عن منصور

" (اللسان 9/ 126).

وقد يبدو من أول وَهْلة أن قول الحافظِ غريبٌ، لكن إذا علمْتَ أن البخاري علَّقه في (تاريخه 2/ 157) عن الثَّوْري عن منصور عن أبي عليٍّ- فلا تستغرب، لاسيما والثوريُّ معروفٌ بالتدليس، والله أعلم.

ورواه قيس بن الربيع، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل. واختُلِف عليه أيضًا:

- فأخرجه الخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 256): من طريق عليِّ بن شُعيب، عن أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، عن قيس بن الربيع، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به.

- وأخرجه الخطيب في (الموضح 2/ 256) أيضًا، و (الجامع لأخلاق الراوي 858): من طريق يحيى الحِمَّاني، عن قيس بن الربيع، عن عيسى الزَّرَّاد- وهو أبو عليٍّ الصَّيْقَل-، عن تمام بن مَعْبَد، عن ابن عباس، به.

لكن يحيى الحِمَّاني، متهَم.

ص: 288

- وقال الدارَقُطْني: "وقال عبد العزيز بن أَبانَ: عن قيس، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، نحوَ قولِه، عن الثَّوْري"(العلل 3365)، أي: جعلَه من مسنَد العباس، نحوَ روايةِ الأَبَّارِ عن منصور.

ولأجل هذا الاختلافِ أعلَّ العلماءُ الحديثَ بالاضطراب؛ وإن كان أقربها للصواب: رواية مَن رواه عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تمام بن عباس، عن أبيه، به. كما قال الخطيب البغدادي؛ حيث قال عَقِبَ ذِكرِه بعضَ أوجه الخلافِ السابقة:"وليس شيءٌ من هذه الأقاويل ثابتًا، وأقربُها من الصحة حديثُ سُفْيانَ الثَّوْري، وحديثُ أبي النَّضْر عن قيس بن الربيع؛ فإنه قد كان للعباس ابنٌ يقال له: تمام، إلا أنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، كان له يومَ قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ستةُ أشهر"(موضح أوهام الجمع والتفريق 336).

* وسُئِل الدارَقُطْني عن حديث السِّواك، الذي رواه أبو عليٍّ الصَّيْقَل؟ فقال:"أبو عليٍّ لا بأسَ به"، ثم قال:"في الحديث اضطرابٌ فيه منه"(سؤالات البَرْقاني ص 149).

* وقال أبو عليّ ابن السَّكَن: "إنه حديث مضطرِبٌ، فيه نظرٌ"، نقلَه ابنُ القَطَّان في (بيان الوهم والإيهام 5/ 121)، وأقرَّه.

* وقال البَيْهَقي: "مختلَفٌ في إسناده"(السنن الكبرى عقب رقم 155).

* وقال العِراقي: "مضطرب"(المغني عن حمل الأسفار 1/ 80).

* وقال ابن دقيقِ العيدِ: "والذي يُعتل به في هذا الحديث وجهان: أحدهما: الاضطراب

الوجه الثاني: أن أبا عليِّ الصَّيْقَل مجهولٌ" (الإمام 1/ 384 - 385).

ص: 289

* وقال الحافظ ابن حَجَر- بعد ذِكرِه بعضَ أوجه الخلافِ فيه-: "

وهذا اضطرابٌ شديد، ولعلَّ أرجحَها ما رواه الأكثرُ عن الثَّوْري؛ فإنه أحفظُهم، وروايةُ معاويةَ بن هشام عنه بخلاف القوم شاذَّةٌ، وهو موصوفٌ بسُوء الحفظ" (تعجيل المنفعة 109).

وقال في ترجمة أبي عليٍّ الصَّيْقَل: "في حديثه اضطرابٌ"(الإيثار 317) يعني: هذا الحديثَ، وانظر (التلخيص الحبير 1/ 115).

* وقال الألباني: "الحديث مضطربٌ اتفاقًا"(الضعيفة 1748).

وقال في موضع آخَرَ: "في إسناده جهالةٌ واضطراب"(الضعيفة 3/ 665).

* والحديث ضعَّفه النَّوَوي في (الخلاصة 103)، وفي (المجموع 1/ 268).

ومع ما تقدَّم من اضطراب أسانيدِه، وجهالةِ أبي عليٍّ (ومدارُ الروايات كلِّها عليه)، حسَّنه ابنُ الصَّلاح كما في (البدر المنير 2/ 41) و (تحفة المحتاج 1/ 180)، ورمز السُّيوطي له بالصحة في (الجامع الصغير 7510)! ! .

وقال الشيخ أحمد شاكر: "ومجموع هذه الروايات- عندي- تدلُّ على صحة هذا الحديثِ، وأنه عن تَمَّام بن العباس عن أبيه"(حاشية مسند أحمد 2/ 420)! ! .

وتعقَّبه الألباني قائلًا: "ولست أمِيلُ إلى الأخذ بما ذهب إليه الشيخ أحمدُ من صحة الحديث؛ لأن الحديث مضطربٌ اتفاقًا، ولم يَذكر الشيخُ دليلًا يمكن به ترجيحُ وجهٍ من وجوه الاضطراب ثم تصحيحُه بخصوصه"(الضعيفة 4/ 233).

قلنا: بل الوجه الذي ذكره الشيخُ أحمد شاكر، هو أبعدُها عن الترجيح؛ حيث تفرَّد به الأَبَّارُ دون أصحابِ منصور، ولهذا أشار الحافظ ابنُ حَجَر إلى

ص: 290

إعلاله؛ فقال: "تفرَّد بذِكر العباسِ فيه: عُمر بن عبد الرحمن الأَبَّارُ"(اللسان 9/ 126).

وقال أيضًا: "رواه جماعة عن جعفر بن تَمَّام بن العباس، عن أبيه، ولم يذكروا العباسَ"(إتحاف المَهَرة 6/ 477).

* * *

ص: 291

1192 -

حَدِيثُ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ:

◼ عَنْ تَمَّامِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ: أُتِيَ - فَقَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا؟ ! اسْتَاكُوا، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الْوُضُوءَ (الصَّلَاةُ))).

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال:((مَا لَكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا؟ ! تَسَوَّكُوا (اسْتَاكُوا)، فَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَتَسَوَّكوا (بِالسِّوَاكِ)، عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (طُهُورٍ))).

[الحكم]:

مرسَل ضعيف، وضعَّفه: ابن السَّكَن، والعِراقي، وابنُ القَطَّان، وابنُ حَجَر، والألباني.

[التخريج]:

تخريج السياق الأول: [حم 1835 "واللفظ له" / طب (2/ 64/ 1301) "والرواية له" / صحا 1316 / ضح (2/ 256) / أسد (1/ 424)].

تخريج السياق الثاني: [طب (2/ 64/ 1302) "والروايات له"، (2/ 64/ 1303) "واللفظ له" / غر 171 / ثوري 176 / صبغ 381، 382 / صمند (ص 330) / صحا 1317 / قا (1/ 113) / حكيم 202 / طو 59 / إمام (1/ 383، 384)].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا إسماعيل بن عُمر أبو المُنْذِر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي عليٍّ الزَّرَّاد، قال: حدثني جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به. بلفظ السياق الأول.

ص: 292

ورواه جَرير بن عبد الحميد، كما عند الطبراني في (المعجم الكبير 1303)،

والفُضَيل بن عِياض، كما عند ابن قانِع في (معجم الصحابة 1/ 113)،

كلاهما: عن منصور، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، به، بلفظ السياق الثاني.

ومدارُه- عندهم- على أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر

به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: جهالة أبي عليٍّ الصَّيْقَل؛ كما تقدَّم قريبًا.

الثانية: الإرسال؛ فإن تَمَّام بن العباس مختلَفٌ في صحبته، وليس له سماعٌ من النبي صلى الله عليه وسلم؛

قال ابن السَّكَن: " ليس يُحفظ له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماعٌ من وجه ثابت"، نقله ابن القَطَّان في (بيان الوهم والإيهام 5/ 121 - 122) وأقرَّه، وتبِعهما ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 43).

وذكره ابن حِبَّان في ثقات التابعين (الثقات 4/ 85).

وقال ابن مَنْدَهْ: "في صُحبته مقالٌ"(معرفة الصحابة له 1/ 330).

وقال أبو نُعَيم: "مختلَفٌ في صحبته"(معرفة الصحابة 1/ 459).

وقال الخطيب: "لم يَسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، كان له يومَ قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ستةُ أشهر"(الموضح 2/ 257).

وقال ابن الأَثير: "اختلَف العلماءُ في صُحبته"(أسد الغابة 1/ 424)، وتبِعه الحُسيني في (الإكمال 1/ 53).

ص: 293

وقال العَلَائي: "له رؤيةٌ مجرَّدة؛ فيكونُ حديثُه مرسَلًا"(جامع التحصيل 1/ 151)، وانظر:(تحفة التحصيل 1/ 41).

وقال ابن القَطَّان: "أما حديثُ تَمَّام بن العباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي استصوب البَغَوي، وذُكر ذلك عن غيره = فإني أخاف- مع كونه من رواية أبي عليٍّ الصَّيْقَل المذكور- أن يكون مرسَلًا؛ فإن تمَّامًا لا تُعرَف صُحبتُه من غيره"(بيان الوهم والإهام 5/ 123)، وأقرَّه ابن دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 386).

وذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثاني في ذِكر مَن له رُؤْيةٌ، وقال:"قال ابن حِبَّان في ثقات التابعين: حديثُه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسَلٌ، وإنما رواه عن أبيه"(الأصابة 2/ 21 - 22).

وبهاتين العلتين أعلَّه الألباني، فقال:"هذا إسناد ضعيفٌ مرسَل؛ تمَّام بن العباس ذكره ابن حِبَّان في التابعين من الثقات، وأبو عليٍّ الزَّرَّاد ترجمَه الحافظُ في التعجيل، وقال: قال أبو علي بن السَّكَن: مجهول"(الضعيفة 4/ 233).

وقال أيضًا: "رواه أحمد من وجه آخَرَ، عن جعفر، عن أبيه، مرسَلًا"(الإرواء 1/ 111).

ص: 294

1193 -

حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامٍ:

◼ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا

)) بِنَحْوِ حَدِيثِ الْعَبَّاسِ.

[الحكم]:

ضعيفٌ.

[التخريج]:

[تخ (2/ 157) معلَّقًا / هروي (2/ 68)].

[السند]:

قال البخاري في (التاريخ الكبير): وقال جَرير: عن منصور، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوَه.

وقال أبو عُبَيد القاسم بن سَلَّام في (غريب الحديث 2/ 68): حدثَنيه الأَبَّارُ عُمر بن عبد الرحمن أبو حفْص، عن منصور بن المُعْتَمِر، لا أعلمُه إلا عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس بن عبد المُطَّلِب، رفعه.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: أبو عليٍّ الصَّيْقَل، مجهول كما سبق بيانُه.

الثانية: الإرسال؛ فإن جعفر بن تَمَّام بن عباس ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة من التابعين (الطبقات 7/ 310)، وذكره ابن حِبَّان في أتباع التابعين (الثقات 6/ 132).

ثم إن المحفوظ عن جَرير- في هذا الحديث-: عن منصور، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، مرسَلًا.

ص: 295

كذا رواه البَغَوي في (معجم الصحابة 381): عن إسحاقَ الطالْقاني. والحكيم في (نوادر الأصول 202): عن الجارُود بن معاذ. والطبراني في (الكبير 1303)، وأبو نُعَيم في (الصحابة 1317): من طريق عثمان بن أبي شَيْبة. ثلاثتُهم: عن جَرير بن عبد الحميد، به.

وأما المحفوظ عن أبي حفْص الأَبَّار: فعن منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس بن عبد المُطَّلِب، عن أبيه، عن العباس، به.

كما تقدم بيانُه في حديث العباس.

ومن المحتمل جدًّا، أن يكون في الكتابين سقطٌ، ويكون هذا الوجهُ خطأً مَنشأُه النُّسَّاخ، والله أعلم.

* * *

ص: 296

1194 -

حَدِيثُ تَمَّامِ بْنِ قُثَمَ، عَنْ أَبِيهِ:

◼ عَنْ قُثَمَ بْنِ تَمَّامٍ، أَوْ: تَمَّامِ بْنِ قُثَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:((مَا بَالُكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا لَا تَسَوَّكُونَ؟ ! لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضعَّفه: الهَيْثَمي، والسُّيوطي، والألباني.

[التخريج]:

[حم 15656 "واللفظ له" / صحا 1316 / أسد (1/ 424)]

[السند]:

أخرجه أحمد- ومن طريقه ابن الأَثير في (أُسْد الغابة) - قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سُفيان، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن قُثَمَ بن تَمَّام أو: تَمَّامِ بن قُثَمَ، عن أبيه، به.

وأخرجه أبو نُعَيم في (الصحابة): من طريق أبي كُرَيب، عن معاويةَ بن هشام، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ مسلسَلٌ بالعِلل:

الأولى: أبو عليٍّ الصَّيْقَل؛ مجهول كما تقدَّم.

وبه ضعَّفه الهَيْثَمي؛ فقال: "رواه أحمد، وفيه أبو عليٍّ الصَّيْقَل، قيل فيه: إنه مجهول"(المجمع 1120)، وأقرَّه الألباني في (الضعيفة 4/ 233).

الثانية: قُثَمُ بن تَمَّام أو تَمَّام بن قُثَمَ؛ ذكر ابن الأَثير الخلافَ في اسمه واسمِ أبيه، ثم قال:"والصحيح في هذا: قُثَمُ بن تَمَّام بن العباس، عن أبيه"

ص: 297

(أُسْد الغابة 1/ 424).

قلنا: وقُثَم بن تمام بن العباس هذا "مجهول"، قاله الحُسَيني في (الإكمال 721)، وأقرَّه ابن حَجَر في (تعجيل المنفعة 2/ 133).

الثالثة: الإرسال؛ فتَمَّامُ بن العباسِ لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقدَّم بيانُه قريبًا.

الرابعة: المخالفة؛ فقد رواه إسماعيلُ بن عُمرَ أبو المُنْذِر كما عند أحمدَ (1835)، وأبو قُتَيبةَ سَلْمُ بن قُتَيبة كما عند النَّسائي في (الإغراب 171)، فرَوَياه عن سفيانَ، عن أبي عليٍّ الزَّرَّاد، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به.

ولذا قال الحافظ: "ورواية معاوية بن هشام عنه بخلاف القومِ شاذَّةٌ، وهو موصوفٌ بسُوء الحفظ"(تعجيل المنفعة 109).

والحديث ضعَّفه السُّيوطي في (الدر المنثور 1/ 593).

* * *

ص: 298

1195 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا لِى أَرَاكُمْ تَأْتُونِى قُلْحًا؟ ! لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فُرِضَ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءُ)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا بهذا السياق، وضعَّفه الألباني.

[التخريج]:

[هق 154]

[السند]:

قال البَيْهَقي في (السنن الكبير 154): حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني عليُّ بن محمد بن سَخْتُويَه، ثنا يزيد بن الهَيْثم، ثنا إبراهيم بن أبي اللَّيْث، ثنا الأَشْجَعي، عن سفيان، عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل، عن ابن تَمَّام، عن ابن عباس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسَلٌ بالعِلل:

الأولى: أبو عليٍّ الصَّيْقَل؛ "مجهول" كما تقدَّم.

الثانية: إبراهيم بن أبي اللَّيْث؛ "متروك الحديث"، انظر (اللسان 249).

الثالثة: المخالفة؛ فقد رواه إسماعيلُ بن عُمرَ أبو المُنْذِر كما عند أحمدَ (1835)، وأبو قُتَيبةَ سَلْمُ بن قُتَيبةَ كما عند النَّسائي في (الإغراب 171)، فرَوَياه عن سُفيانَ، عن أبي عليٍّ الزَّرَّاد، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، به

(1)

.

* * *

(1)

أمَّا ما وقع في (التاريخ الكبير 2/ 157) - ومن طريقه البَيْهَقيُّ في (الكبرى 155) - عن محمد بن مَحْبوب، عن أبي حفص الأَبَّار، عن منصور، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن ابن عباس به = فقد بيَّنا أن ذِكر (ابن عباس) خطأٌ من النُّسَّاخ، وأن الصواب:(العباس)، وقد تقدَّم بيانُ ذلك في حديث العباس.

ص: 299

رِوَايَة: ((اسْتَاكُوا

))

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:((اسْتَاكُوا، لَا تَأْتُونِي قُلْحًا، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)).

[الحكم]:

ضعيف، وضعَّفه الألباني.

[التخريج]:

[ضح (2/ 255 - 256) / خطج 858]

[السند]:

أخرجه الخطيب في (موضح الأوهام 2/ 256)، و (الجامع لأخلاق الراوي 858) - قال: أخبرنا عليُّ بن أحمدَ الرَّزَّاز، أخبرنا أحمد بن سَلْمان بن الحسن أبو بكر النَّجَّاد، حدثنا محمد بن غالب بن حرْب وإبراهيم بن إسحاقَ الحرْبي، قالا: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا قيس بن الربيع، عن عيسى الزَّرَّاد، عن تَمَّام بن مَعْبَد، عن ابن عباس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عللٌ:

الأولى: عيسى الزَّرَّاد هو أبو عليٍّ الزَّرَّاد الصَّيْقَل؛ مجهول كما تقدَّم.

الثانية: يحيى الحِمَّاني؛ "متهَم بسرقة الحديث"(التقريب 7591).

والمحفوظ عن قيس بن الربيع- على ضعْفِه- عن عيسى الزَّرَّاد، عن

ص: 300

جعفر بن تَمَّام، عن أبيه، به.

ثم إن تَمَّام بن مَعْبَدٍ هذا لا يُعرَف.

وضعَّفه الألباني في (الضعيفة 1748) بالحِمَّاني وقيْسٍ، وجهالةِ عيسى الزَّرَّادِ وتَمَّامِ بن مَعْبَد.

* * *

ص: 301

1196 -

حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

◼ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلُوا عَلَيْهِ [قُلْحًا]، فَقَالَ:((مَا لِي أَرَاكُمْ قُلْحًا؟ ! اسْتَاكُوا، فَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا بهذا السياق، وخطَّأه الدارَقُطْني. والفقرة الثانية صحيحةٌ كما تقدَّم.

[التخريج]:

[آثار 138 "واللفظ له" / شيباني 41 / حنف (حارثي 1684 - 1690) / حنف (خسرو 663، 666، 1261) "والزيادة له" / حنف (نعيم ص 205 - 206) / حنف (طلحة- خوارزم 1/ 242) / حنيفة (كلاعي- خوارزم 1/ 242) / حنف (مظفر- خوارزم 1/ 242) / حنيفة (أشناني- خوارزم 1/ 243) / فقط (أطراف 1563)].

[السند]:

رواه أبو يوسفَ في (الآثار 138): عن أبي حَنيفةَ، عن عليٍّ أبي الحسن الزَّرَّاد، عن تَمَّام، عن جعفر بن أبي طالب، به.

ومدارُه- عند الجميع- على أبي حَنيفةَ، إلا أنه اختُلِف عليه في اسم شيخِه وشيخِ شيخِه على وجوهٍ شَتَّى؛

فرواه محمد بن الحسن في (الآثار له 41): عن أبي حَنيفةَ، قال حدثنا أبو عليٍّ، عن تَمَّام، عن جعفر بن أبي طالب، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن أبي الحسن الزَّرَّاد، عن جابر، عن جعفر،

ص: 302

به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن عليِّ بن الحسن الزَّرَّاد، عن تَمَّام، عن جعفر، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن عبد الملك بن مَيْسَرةَ، عن هَمَّام، عن جعفر، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن أبي عليٍّ جعفر بن محمد بن عبد الله بن عليٍّ صَيْقَل، عن تَمَّام بن مسكين، عن جعفر، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن أبي يَعْلَى، عن تَمَّام، عن جعفر، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن تَمَّام، عن جعفر، به.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن عليٍّ الزَّرَّاد، عن تَمَّام، به مرسَلًا، بدون ذِكر جعفر.

وقيل: عن أبي حَنيفةَ، عن أبي يَعْلَى، عن تَمَّام أو: عن أبي تَمَّام، عن جعفر بن أبي طالب أو: العباس بن عبد المطلب، به.

فهذه عشرةٌ كاملة، وإن كان الوجهانِ اللَّذان فيهما ذِكرُ (جابر) و (همام) بدلَ (تَمَّام)، يبدو أنهما محرَّفان من (تَمَّام)، فما أقربَهما! .

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه أبو حَنيفةَ النُّعْمانُ بن ثابت؛ وهو وإن كان إمامًا في الفقه إلا أنه ضعيف في الحديث، شِبْهُ المتروك. حتى قال ابن عَدِي:"عامَّةُ ما يرويه غلَطٌ، وتصاحيفُ، وزياداتٌ في أسانيدها ومتونها، وتصاحيفُ في الرجال"(الكامل 7/ 133)، وانظر (التاريخ الكبير 8/ 81)،

ص: 303

(الجرح والتعديل 8/ 449)، (المجروحين لابن حِبَّان 2/ 405).

وقد أخطأ في سند هذا الحديث، مِن أولِه إلى آخِره- فضلًا عن الاختلاف عليه فيه-؛ فإن المحفوظ في هذا الحديث من حديث الثَّوْري ومنصورٍ وقيسِ بن الربيع: عن أبي عليٍّ الصَّيْقَل- وهو عيسى الزَّرَّاد-، عن جعفر بن تَمَّام بن عباس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: عن العباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما تقدَّم بيانُه.

ولذا قال الدارَقُطْني: "رواه أبو حَنيفةَ، فغَلِطَ في اسمه، وفي إسناده"(العلل 3365).

* * *

ص: 304

1197 -

حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَوِ: الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

◼ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَوِ: الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:((مَا لِي أَرَاكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا؟ ! اسْتَاكُوا، فَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، أَوْ: عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا. والفقرة الثانية صحيحةٌ كما تقدَّم.

[التخريج]:

[حنف (حارثي 1691)]

[السند]:

قال الحارِثي في (مسند أبي حَنيفة): حدثنا إسماعيل بن بِشْر، حدثنا مقاتِل بن إبراهيم، حدثنا نوح بن أبي مريمَ، عن أبي حَنيفةَ، عن أبي يَعْلَى، عن تَمَّام أو: عن أبي تَمَّام، عن جعفر بن أبي طالب أو: العباس بن عبد المُطَّلِب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالفٌ؛ نوح بن أبي مريمَ قال عنه الحافظُ: "كذَّبوه في الحديث، وقال ابن المبارَك: كان يضع"(التقريب 7210).

وقد خالفه جماعة؛ فرَوَوْه عن أبي حَنيفةَ من حديث جعفر بن أبي طالب من غير شكٍّ، كما تقدَّم.

* * *

ص: 305

1198 -

حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا لَكُمْ تَدْخُلُونَ عَلِيَّ قُلْحًا؟ ! لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنَ الْعَرِيفِ، وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ، يُؤْتَى بِالْجِلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا بهذا السياق، وقال الألباني: منكَر. وقولُه: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)) صحيحٌ بما سبق من شواهدَ.

[اللغة]:

العَريفُ: قال الخليل بن أحمد: "العَرِيف: القَيِّم بأمر قومٍ عَرَفَ عليهم، سُمِّي به؛ لأنه عُرِفَ بذلك الاسم"(العين 2/ 121).

وقال ابن فارس: "ويقال: بل العِرافة كالوِلاية، وكأنه سُمِّي بذلك؛ ليَعرِفَ أحوالَهم"(مقاييس اللغة 4/ 282).

والْجِلْوَاز: الشرطي (العين 6/ 69).

[التخريج]:

[محد (1/ 343) مقتصرًا على ذكر العريف / أصبهان (2/ 113 - 114) "واللفظ له"، (2/ 290) / نعيم (سواك- إمام 1/ 362)]

[السند]:

أخرجه أبو نُعَيم الأصبهاني في "كتابيه"، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني العلاء بن أبي العلاء القَيِّم، حدثني جدِّي مِرْدَاس، عن أنس، به.

ص: 306

ومدارُه على العلاء بن أبي العلاء، عن مِرْدَاس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه مجهولان:

الأول: العلاء بن أبي العلاء، ترجم له أبو نُعَيم في (أخبار أصبهان 1251)، وذكر له هذا الحديثَ، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

والثاني: مِرْدَاسٌ الأصبهاني؛ ترجم له أبو نُعَيم في (أخبار أصبهان 1760)، وأبو الشيخ في (طبقات المحدِّثين 1/ 343)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وبهما ضعَّفه الألباني، فقال:"هذا إسناد مجهول، أورده أبو نُعَيم في ترجمة العلاء هذا، وفي ترجمة شيخه مِرْدَاس، ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وليس لهما ذِكرٌ في شيء من كتب الرجال؛ فهما مجهولان"(الضعيفة 6068).

قلنا: ولكن قوله صلى الله عليه وسلم: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)) صحيحٌ؛ بما سبق في الباب.

وأما قوله: ((وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ، يُؤْتَى بِالْجِلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ)) فله طريقٌ آخر عن أنس، أخرجه أبو يَعلَى (4136) وغيرُه، لكن ليس فيه موضعُ الشاهد، وسيأتي في محله من الموسوعة إن شاء الله تعالى.

* * *

ص: 307

1199 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ، حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا (فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا)، فَوَجَدَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِخْلَافًا، فَقَالَ لَهُ:((أَلَا تَسْتَاكُ؟ ))، فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلَاثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلًا فَآوَاهُ (فَأَقْرَاهُ)، وَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف، وضعَّفه ابن المُلَقِّن.

[اللغة]:

الخِلْفة - بالكسر-: تغيُّر ريح الفم. وأصْلُها في النبات أن يَنبُت الشيءُ بعد الشيء؛ لأنها رائحة حديثةٌ بعد الرائحَة الأُوْلى. وخَلَفَ فمُه يَخلُف خِلْفةً وخُلُوفًا. قال أبو عُبَيد: الخُلُوف: تغيُّر طعم الفم لتأخُّر الطعام. (لسان العرب 9/ 93).

[التخريج]:

[حم 2409 "واللفظ له" / مش (خيرة 464) / بز (كشف 3674) / طب (12/ 107/ 12611) "والروايتان له ولغيره" / نعيم (طب 317) / هق 171 / ضيا (9/ 548 - 549/ 541، 542)].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا حسَن، حدثنا زُهَير، عن قابُوسَ، أن أباه حدَّثه، عن ابن عباس، به.

ومدارُه- عندَهم- على زُهَير، عن قابُوسَ بن أبي ظَبْيانَ، عن أبيه، به.

وقال البزَّار- عَقِبه-: "لا نعلمُه يُروَى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه".

ص: 308

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه قابوسُ بن أبي ظَبْيانَ؛ وقد ضعَّفه جمهورُ النُّقَّاد: أحمد، وابنُ مَعين- في رواية-، وأبو حاتم، والنَّسائي، وابنُ سعد، والدارَقُطْني، وابنُ حِبَّان، (تهذيب التهذيب 8/ 306). ولذا قال الحافظ:"فيه لِينٌ"(التقريب 5445).

وبه ضعَّفه ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 40).

ومع ذلك قال الهَيْثَمي: "رواه أحمد، والبزَّارُ، وإسنادُ أحمدَ جيِّدٌ"! ! (المجمع 18269).

وصحَّح إسنادَه أحمدُ شاكر في (تحقيق المسند 2409)! ! .

* * *

ص: 309

1200 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قُصُّوا أَظَافِيرَكُمْ، وَادْفِنُوا قُلَامَاتِكُمْ، وَنَقُّوا بَرَاجِمَكُمْ، وَنَظِّفُوا لِثَاتِكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، وَتَسَنَّنُوا، وَلَا تَدْخُلُوا عَلَيَّ قُخْرًا بُخْرًا)).

[الحكم]:

ضعيف، وضعَّفه: العِراقي، وابنُ حَجَر، والسُّيوطي، والمُناوي، والألباني.

[التخريج]:

[حكيم 196]

سبق تخريجُه وتحقيقُه في باب: "ما ورد في تقليم الأظفار".

* * *

ص: 310