الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
178 - بَابُ حُكْمِ السِّوَاكِ
1142 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي - أَوْ: عَلَى النَّاسِ- لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[الفوائد]:
قال الشافعي: "وفي هذا دليلٌ على أن السواك ليس بواجب، وأنه اختيارٌ؛ لأنه لو كان واجبًا أَمَرَهم به، شَقَّ أو لم يشُقَّ"(السنن الكبير للبيهقي 1/ 105).
وقال الحافظ ابن رجب: "وفيه دليلٌ على أن السواك ليس بفرض كالوُضوء للصلاة، وبذلك قال جمهورُ العلماء، خلافًا لمن شَذَّ منهم من الظاهرية"(فتح الباري 8/ 122).
[التخريج]:
[خ 887 "واللفظ له"، 7240 / م 252 / د 46 / ت 22 / ........ ]
وسبق تخريجُه وتحقيقُه في باب: "الاستياك عند كل وُضوء وعند كل صلاة".
* * *
1143 -
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ:
◼ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمرَ، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ تَوَضُّؤَ ابْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا وَغَيْرَ طَاهِرٍ، عَمَّ ذَاكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِيهِ أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، حَدَّثَهَا:((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا وَغَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ أُمِرَ بِالسِّوَاكِ لِكُلِّ صَلَاةٍ [وَوُضِعَ عَنْهُ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ])). فكان ابنُ عُمرَ يرى أنَّ به قوةً، فكان لا يدعُ الوُضوءَ لكل صلاة [حتى مات].
[الحكم]:
مختلَفٌ فيه؛ صحَّحه: ابن خُزَيمة، والحاكم، وابنُ كَثير، والضِّياء المقدسي، والزَّيْلَعي، وابن المُلَقِّن، وأحمد شاكر. وحسَّنه: الحازمي، وابنُ حَجر، والعَيْني، والألباني.
وضعَّفه: ابن عبد البر، والعِراقي، والنَّوَوي، والشَّوْكاني. وأشار لإعلاله: البُخاري، وأبو داودَ، وابنُ مَنْدَه، وأبو موسى المَدِيني، وابنُ عساكرَ، والمِزِّي، ومُغْلَطاي.
والراجح: ضعْفُه.
[التخريج]:
[د 48 "واللفظ له" / حم 21960 "والزيادتان له ولغيره" / مي 676 / خز 15، 148 / .......... ]
وسيأتي تخريجُه وتحقيقُه برواياته في باب: "فرض الوُضوء لكل صلاة أوَّلَ الأمر".
* * *
رِوَايَة: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ
…
)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)).
[الحكم]:
صحيح المتن، وإسنادُه ضعيف.
[التخريج]:
[صمند (كبير 7/ 183) / كر (27/ 420) / لطف 307]
[السند]:
رواه ابن مَنْدَه في "معرفة الصحابة"- كما في (جمع الجوامع للسيوطي 7/ 183)، ومن طريقه ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق 27/ 420) -: عن عبد الرحمن الحَلَبي، عن عبد الرحمن بن عَمرو بن صَفْوان، عن أحمد بن خالد الوَهْبي، عن محمد بن إسحاقَ، به.
رواه أبو موسى في (اللطائف من دقائق المعارف 307): أخبرنا الحسين بن عبد الملك الأديب، رحمه الله، قراءةً عليه، عن كتاب أحمدَ بن عليِّ بن مِهرانَ إليه، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمد بن عبد الله القَطَّان، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، نا عُبَيد بن يَعِيشَ، نا يونس - يعني: ابن بُكَيْر-، نا محمد بن إسحاقَ، عن محمد بن يحيى بن حَبَّانَ، عن عبد الله بن عبد الله بن عُمر، عن أبيه رضي الله عنه، عن أسماءَ بنت زيد بن الخَطَّاب، عن عبد الله بن حَنْظَلةَ، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لأجل عنعنةِ محمد بن إسحاقَ، وهو مشهور بالتدليس.
وقد اختُلِف عليه في سند هذا الحديث ومتْنِه على أوجه كثيرة، سيأتي الكلامُ عليها مفصَّلًا في باب:"فرض الوُضوء لكل صلاة أوَّلَ الأمر".
* * *
1144 -
حَدِيثُ أَرْبَدَةَ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ السِّوَاكَ؟ فَقَالَ: ((مَا زَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِهِ حَتَّى خَشِينَا (ظَنَنَّا) أَنْ يُنْزَلَ عَلَيْهِ فِيهِ)).
[الحكم]:
إسناده ليِّنٌ.
[التخريج]:
[حم 3152 "واللفظ له" / طي 2862 / ش 1820 "والرواية له ولغيره" / هق 146 / نعيم (طب 211) / ضيا (9/ 495/ 482) / محمد بن يوسف الفريابي (إمتاع 13/ 45 - 46)].
[السند]:
قال أحمد: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شُعبةُ، قال: سمِعتُ أبا إسحاقَ يحدِّث، أنه سمِع رجلًا من بني تَميم قال: سألتُ ابنَ عباس
…
فذكره.
ومدارُه- عندهم- على أبي إسحاقَ، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات، إلا الرجلَ التَّميمي، وهو أَرْبَدَة، ويقال: أَرْبد، وقد جاء التصريح باسمه في رواية محمد بن يوسفَ الفِرْيابي، كما في (إمتاع الأسماع للمقريزي 13/ 45)،
لم يرو عنه إلا أبو إسحاقَ السَّبِيعيُّ فيما ذكره غيرُ واحد من أهل العلم، وقد ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 63)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 2/ 345)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال ابن البَرْقي: "مجهول"، وذكره البَرْدِيجي في (أفراد الأسماء)،
وذكره أبو العرب الصِّقِلِّي القَيْرَواني في (الضعفاء). انظر (تهذيب التهذيب 1/ 197).
وفي المقابل:
قال العِجْلي: "ثقة"(كتابه 54)، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات 4/ 52).
وقال ابن حجر: "صدوق"(التقريب 297)!.
وقال الألباني: " مجهول"، وتعقَّبَ توثيقَ العِجْليِّ وابنِ حِبَّانَ، وقولَ ابنِ حَجَر:"صدوق"، فقال:"وأما ابنُ حِبَّان فأورده في "ثقاته" برواية أبي إسحاقَ وحدَه، وكذا أورده العِجْلي في "ثقاته" أيضًا، ولا غرابةَ في ذلك؛ فإنهما متساهلان في التوثيق، كما هو معروف، وإنما الغرابة في قول الحافظ في "التقريب": "صدوق"! لأن تفرُّد أبي إسحاقَ بالرواية عنه مما لا يساعِد على ذلك"(الضعيفة 13/ 624 - 625).
ولهذا قال العراقي: "الأحاديثُ التي ورد فيها الأمرُ لا يصحُّ منها شيءٌ"(طرح التثريب 2/ 63).
قلنا: ومع ذلك قال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده صحيح "(تحقيق مسند أحمد 3/ 360)!.
* * *
رِوَايَة: ((أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيْهِ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ السِّوَاكَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَوْ رَأَيْنَا (أَوْ خَشِينَا) أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيْهِ)).
[الحكم]:
إسناده ليِّنٌ.
[التخريج]:
[حم 2573 "واللفظ له" / عل 2702 "والرواية الأولى له" / ضيا (9/ 493/ 480، 481)]
[السند]:
أخرجه (أحمد) - ومن طريقه الضِّياءُ في (المختارة 481) - قال: حدثنا ابن مَهْدي، عن سفيان، عن أبي إسحاقَ، عن التَّميمي، عن ابن عباس، به.
وأخرجه أبو يَعْلَى في (مسنده 2702): عن موسى بن محمد بن حَيَّان، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي
…
به.
وأخرجه الضِّياء في (المختارة 480) من طريق أبي يَعلَى، عن زُهَيْر بن حَرْب، عن ابن مَهْدي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ليِّنٌ؛ لجهالة التَّميمي؛ وقد تقدَّم الكلامُ عليه في الرواية السابقة.
ومع ذلك قال البُوصِيري: "رواته ثقات"! (إتحاف الخِيَرة 1/ 285).
* * *
رِوَايَة: ((لَقَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِالسِّوَاكِ
…
)):
•وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((لَقَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَنْزِلُ فِيهِ)).
[الحكم]:
إسناده ليِّنٌ.
[التخريج]:
[ش 1804].
[السند]:
قال ابن أبي شَيْبة: حدثنا أبو الأَحْوَص، عن أبي إسحاقَ، عن التَّميمي، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ليِّن، رجاله ثقاتٌ عدا التميمي، وقد تقدَّم الكلامُ عليه.
* * *
رِوَايَة: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ
…
)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ (خَشِيتُ) أَوْ: حَسِبْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهِ عَلَيَّ قُرْآنٌ [أَوْ وَحْيٌ])).
[الحكم]:
منكَر بهذا اللفظ.
[التخريج]:
[حم 2125 "واللفظ له"، 2798، 2893 "والرواية الأولى له ولغيره"، 3122 "والزيادة له" / عل 2330 / حث 161 / ضيا (9/ 493/ 479) / خطج 857 / دبيثي (2/ 414)].
[السند]:
رواه أحمد (2125): عن يزيدَ بن هارون، عن شَرِيك بن عبد الله، عن أبي إسحاقَ، عن التَّمِيمي، عن ابن عباس، به.
ومدارُه- عندهم- على شَرِيك
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: جهالةُ أَرْبَدةَ التَّميمي؛ وقد تقدَّم الكلامُ عليه.
الثانية: شَريك بن عبد الله، وهو النَّخَعي، وهو سيِّئُ الحفظ، قال ابن حجر:"صدوق يخطئ كثيرًا، تغيَّر حفْظُه منذ وَلِيَ القضاءَ بالكوفة "(التقريب 2787).
وقال المُعَلِّمي: "وأما حالُ شَريك في نفْسِه فمِن أَجِلَّة العلماء، وأكابرِ النبلاء، فأمَّا في الرواية فكثيرُ الخطإ والغلط والاضطراب؛ فلا يُحتج بما
ينفرد به أو يخالف" (التنكيل 1/ 484).
قلنا: وقد أخطأ شَريكٌ في رفْع هذا الحديث، والصواب أنه موقوف؛ كذا رواه شُعْبةُ وسُفْيان عن أبي إسحاقَ، كما تقدَّم. وهما أثبتُ أصحابِ أبي إسحاقَ السَّبِيعي.
ومع هذا قال المُنْذري: "رواته ثقات"(الترغيب والترهيب 329)، وقال الهَيْثمي:"رجاله ثقات"(المجمع 2557)، وكذا قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد 8/ 26)!!.
وجوَّد إسنادَه السُّيوطي في (الدر المنثور 1/ 589)!.
وحسَّنه الألباني في (الصحيحة 4/ 78) بشاهدِ واثِلة!!.
[تنبيه]:
وقع في مطبوع "مسند الحارث" تبعًا لأصله: (سَيَدْرَدَ عَلَيَّ فَمِي) بدلًا من: ((سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ))، وهو تصحيف من الناسخ؛ فقد رواه الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي 857) من طريق الحارث بسنده على الصواب، وكذلك نقله البُوصِيري في (الإتحاف 460/ 2) من مسند الحارث، وزادا في آخره:"قُرْآنٌ".
وقد رواه أحمد عن يزيدَ بن هارونَ- شيخِ الحارث- به، بلفظ:((حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ: حَسِبْتُ- أَنْ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ)).
* * *
رِوَايَة: ((مَا زَالَ يَأْمُرُنَا بِالسِّوَاكِ
…
)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ((مَا زَالَ يَأْمُرُنَا بِالسِّوَاكِ
…
)) الحديثَ.
[الحكم]:
ضعيف، وإسناده منكَر، واستغربه الدَّارَقُطْني.
[التخريج]:
[فقط (أطراف 2306)].
[السند]:
رواه الدارَقُطْني في (الأفراد): من طريق حماد بن الحسن، عن حَجَّاج بن نُصَير، عن شُعبةَ، عن أبي إسحاقَ، عن إبراهيمَ التَّيمي، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه حَجَّاجُ بن نُصَير؛ "ضعيف، كان يَقبل التلقين"(التقريب 1139).
وقد وَهِمَ فيه حَجَّاجٌ بذِكر إبراهيمَ التَّيمي في الإسناد، والمحفوظ:(أَرْبَدة التَّميمي)، كما في الروايات السابقة.
ولعله لذلك ذكره الدارَقُطْني في (الغرائب والأفراد).
* * *
1145 -
حَدِيثُ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ:
◼ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (([لَقَدْ] أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيَّ)).
[الحكم]:
ضعيف، وضعَّفه المُنْذري، وابن رجب، وابن حَجَر، والعَيْنى، والمَقْريزي، والألباني.
[التخريج]:
[حم 16007 "واللفظ له" / (إتحاف 13/ 653 - 654) / طب (22/ 76/ 189، 190) "والزيادة له" / مكي 586 / لي (رواية ابن مَهْدي 70)]
[السند]:
أخرجه أحمد (16007) قال: حدثنا إسماعيلُ، قال: حدثنا لَيْثٌ، عن أبي بُرْدةَ، عن أبي مَلِيح بن أُسامة، عن واثِلَةَ بن الأَسْقَع، به.
ومدارُه-عند الجميع- على لَيْث بن أبي سُلَيْم
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه: لَيْث بن أبي سُلَيْم؛ قال الحافظ: "صدوق، اختلط جدًّا ولم يتميز حديثُه؛ فتُرِك"(التقريب 5685).
وبه ضعَّفه المُنْذري في (الترغيب 330)، وابنُ رجب في (فتح الباري 8/ 126)، وابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 113)، وبدرُ الدِّين العَيْني في (البناية شرح الهداية 1/ 146)
(1)
، والمَقْريزي في (إمتاع الأسماع 13/ 46).
(1)
جاء في (البناية شرح الهداية): "وفيه إياس بن أبي سُلَيم"! وهو تصحيف أو خطأٌ مطبعي، والصواب: لَيْث بن أبي سُلَيم.
وقال الألباني: "منكر"(ضعيف الترغيب 145)، بعد أنْ حسَّنه لشواهده في (الصحيحة 4/ 79)، فقال:"وهذا إسناد حسَنٌ في الشواهد، رجاله كلُّهم ثقاتٌ غيرَ لَيْثٍ، وهو ابن أبي سُلَيْم، وهو ضعيف لاختلاطه".
وأعلَّه الهَيْثمي بعنعنة "لَيْث"، فقال:"رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه: لَيْثُ بن أبي سُلَيم، وهو ثقة مدلِّس، وقد عنعنه"(المجمع 2559).
قلنا: وهو مردود من وجهين:
الأول: أن لَيْثًا ضعيف عند الجمهور، بل قال الحاكم:"مجمَعٌ على سوء حفظه"(التهذيب 8/ 468).
الثاني: أنه ليس بمدلِّس، ولا نعرف أحدًا من المتقدمين وصفه بالتدليس؛ اللهم إلا ما ذكره ابنُ حِبَّانَ بشأن صحيفةِ القاسم بن أبي بَزَّةَ عن مجاهد في التفسير، وهذا الحديث ليس منها، والله أعلم.
ومع هذا حسَّن إسنادَه العِراقيُّ في (طرح التثريب 2/ 70)، ورمز لحسنه السُّيوطي في (الجامع الصغير 1633)، وتبِعه المُناوي في (التيسير 1/ 239)، والقَسْطَلَّاني في (المواهب 3/ 160).
[تنبيه]:
سقط (أبو بُرْدةَ) من المطبوع من معجم الطبراني (22/ 76/ 189)، وهو ثابتٌ في نسخة خطية موجودةٍ لدينا.
* * *
1146 -
حَدِيثٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُحْفِيَ فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[نعيم (سواك- إمام 1/ 345)]
[السند]:
أخرجه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 345) -: عن سُلَيْمان بن أحمد، عن طالب بن قُرَّة الأَذَني، عن محمد بن عيسى الطَّبَّاع
(1)
، عن عَبَّاد بن عَبَّاد المُهَلَّبي، قال: حدثنا عبد الله بن هلال، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا، مسلسَلٌ بالعِلل:
الأولى: جهالة عبد الله بن هلال؛ ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 5/ 223)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 5/ 193)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات 8/ 339) على قاعدته، ولم يذكروا فيمَن روَى عنه سوى عَبَّادِ بن عَبَّاد المُهَلَّبي.
وقال الذهبي: "ضعَّفه الأَزْدي"(الميزان 2/ 517).
(1)
- تحرَّف في مطبوع "الإمام" إلى: "الصباغ"! .
الثانية: الانقطاع؛ فقد ذكر كلٌّ من البخاري وابنِ حِبَّان وابنِ أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن هلال أنه يَروي عن رجل عن سعيد بن جُبَير، وهذا يعني أن روايته هنا عن سعيد منقطعةٌ، بينهما رجلٌ، ويتأكَّد ذلك بالنظر في شيوخ عَبَّاد المُهَلَّبي؛ فإن أكثرهم من الطبقة التي تَروي عن تلاميذ ابن جُبَير، ومَن علا منهم عن هذه الطبقة فهو ممن تأخرتْ وفاتُه عن ابن جُبَير بعشرات السنين، وسيأتي في العلة الثالثة سببٌ آخَرُ يؤيِّد القولَ بالانقطاع.
الثالثة: طالب بن قُرَّة؛ ترجم له ابن نُقْطةَ في (الإكمال 1/ 172) والذهبي في (التاريخ 22/ 169) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال الهيثمي:"لم أعرفْه"(المجمع 5/ 165)، ولم نجد مَن وثَّقه. وقد خُولِف في هذا الحديث:
فرواه الطبراني في (مكارم الأخلاق 193) عن أحمد بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن عيسى الطَّبَّاع، ثنا عَبَّاد بن العَوَّام (؟ ! )، عن عبد الله بن هلال، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)).
كذا وقع في المطبوع: "عَبَّاد بن العَوَّام"! وهو تحريف، والصواب:"عَبَّاد بن عَبَّاد"؛ فهو المعروف برواية هذا الحديث.
وأحمد بن عبد الوهاب، هو ابن نَجْدَة الحَوْطي، وهو صدوق كما في (التقريب 73)، وقد خالف ابنَ قُرَّةَ في متن الحديث، فجعله في الجار، خلافًا لابن قُرَّةَ الذي جعله في السواك، ورواية ابنِ نَجْدةَ هي الصواب، ويؤيِّده:
أن البخاري قد علَّقه في ترجمة عبد الله بن هلال من (التاريخ الكبير 5/
223)، عن أحمد بن مَنِيع، حدثنا عَبَّاد بن عَبَّاد، عن عبد الله بن هلال، عن رجل، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ".
وعلى هذا؛ فروايةُ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ
…
" منكَرةٌ، وهِمَ فيها طالِبُ بن قُرَّةَ.
ويُستفاد من تعليق البخاريِّ أن أحمد بن مَنِيع خالف ابنَ الطَّبَّاع في إسناد الحديث، فجعله ابنُ الطَّبَّاع من حديث عبد الله بن هلال عن سعيد بن جُبَير، بلا واسطةٍ، بينما جعله ابنُ مَنِيع من حديث ابن هلال عن رجل لم يُسَمَّ عن سعيد، وهذا يؤيِّد القولَ بالانقطاع بين ابن هلالٍ وسعيدٍ.
وابنُ مَنِيع وابنُ الطَّبَّاع ثقتان حافظان، فلعل هذا الاختلافَ-والله أعلم- من شيخهما عَبَّادِ بن عَبَّاد المُهَلَّبي؛ فإنه كان يغلط أحيانًا، (تهذيب التهذيب 5/ 96).
هذا، والمشهور عن ابن عباس في هذا الباب حديثُ أَرْبدةَ التَّميمي قال:((سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ السِّوَاكِ، فَقَالَ: مَا زَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِهِ حَتَّى خَشِينَا أَنْ يُنْزَلَ عَلَيْهِ فِيهِ))، وقد سبق تخريجُه في أول الباب.
* * *
رِوَايَة: ((حَتَّى خِفْتُ عَلَى أَسْنَانِي)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ عَلَى أَسْنَانِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه الهيثمي، والصَّنْعاني، والألباني.
[التخريج]:
[طب (11/ 453 / 12286) "واللفظ له" / طس 6960 / ضيا (10/ 294/ 311)]
[السند]:
أخرجه الطبراني في (كتابيه) - ومن طريقه الضِّياء في (المختارة) - قال: حدثنا محمد بن عليٍّ المَرْوَزي، ثنا الحسين بن سعد بن عليِّ بن الحسين بن واقِد، حدثني عليُّ بن الحسين، حدثني أبي، حدثني عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، به.
وقال الطبراني- عَقِبه-: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن عطاء بن السائب إلا الحسينُ بن واقِد"(الأوسط).
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسَلٌ بالعِلل:
الأولى: جهالة الحسين بن سعد بن عليٍّ؛ فقد ذكره المِزِّي في تلاميذ عليِّ بن الحسين، كما في (تهذيب الكمال 20/ 407)
(1)
، وتبِعه ابن حجر
(1)
جاء اسمُه في تهذيب الكمال "الحسين بن سعيد"، وهو تصحيف أو خطأٌ مطبعي، وجاء في (تهذيب التهذيب 7/ 308) على الصواب.
في (تهذيب التهذيب 7/ 308)، ولم نقف له على ترجمة.
الثانية: عطاء بن السائب؛ كان قد اختلط، ولم نجد مَن ذكر الحسين بن واقِد فيمَن سمِع منه قديمًا، وقد خالفه سُفْيانُ الثَّوْري- وهو ممن روَى عن عطاء قديمًا-، فرواه عن عطاء، عن الشَّعبي مرسلًا. وهو الشاهد التالي.
وقد أشار الهَيْثمي لإعلاله بعطاء، فقال:"ورواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء بنُ السائب، ورواه في الكبير أيضًا وفيه عطاء بنُ السائب"(المجمع 2558).
وقال الصَّنْعاني: "فيه عطاء بن السائب، فيه مقالٌ"(التنوير 3/ 245).
وبهما ضعَّفه الألباني، فقال: "وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الحسين بن سعد بن عليٍّ
…
فإني لم أجد له ترجمة، مع أنهم ذكروه في الرواة عن جدِّه عليِّ بن الحسين؛ وعطاء بن السائب كان اختلط، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع"، وأعلَّه به فقط! " (الصحيحة 4/ 77).
قلنا: وفيه أيضًا عليُّ بن الحسين بن واقِد؛ مختلَفٌ فيه، وقد لخَّصه الحافظ بقوله:"صدوق يَهِمُ"(التقريب 4717).
ومع ذلك رمز السُّيوطي له بالحسن في (الجامع الصغير 1634)! .
وصحَّحه الألباني لشواهده في (الصحيحة 1556)! .
قلنا: وأما تحسينُ السُّيوطي رحمه الله له فليس بحسن؛ لِمَا تقدَّم من إعلال، والله أعلم.
وأما تصحيحُ الألباني رحمه له بالشواهد فليس بصحيح كذلك؛ لأنه لا
يثبُتُ في الأمر بالسواك خبرٌ، وقوله:"خِفْتُ عَلَى أَسْنَانِي" ليس له شاهد صحيحٌ نعلمُه، والله أعلم، وما استشهد به كلُّه ضعيفٌ كذلك، وسيأتي في الباب إن شاء الله تعالى.
رِوَايَة: ((حَتَّى خِفْتُ عَلَى فَمِي)):
•وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ عَلَى فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[نجاد (شاذان ق 214)]
[السند]:
قال أبو بكر النَّجَّاد في (جزء من حديثه- رواية ابن شاذانَ عنه): قُرِئ على يحيى بن جعفر- وأنا أسمع-، أنا عليُّ بن عاصم، أنبا مسلم بن الأعور، عن مجاهِد، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: مسلم بن الأعور، وهو: مسلم بن كَيْسانَ، أبو عبد الله الضَّبِّي المُلَائي الأعور؛ وهو ضعيف جدًّا، ولذا قال الذهبي:"واهٍ"(الكاشف 5426). وقد تقدمتْ ترجمتُه بتوسع في باب: "ما رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا
يتنور". وانظر (تهذيب التهذيب 10/ 135).
الثانيه: عليُّ بن عاصم الواسطي؛ ضعَّفه جمهورُ النُّقَّاد؛ ولذا قال الذهبي: "ضعَّفوه"(الكاشف 3935).
* * *
1147 -
حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا:
◼ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَى فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف؛ لإرساله.
[التخريج]:
[ثوري 159]
[السند]:
قال السَّري بن يحيى في (حديث سُفيان الثَّوري): حدثنا قَبِيصةُ، أنا سُفْيان بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن الشَّعْبي
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لإرساله، فالشَّعْبي تابعيٌّ مشهور.
* * *
1148 -
حَدِيثُ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدٍ:
◼ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى لَخَشِيتُ عَلَى فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف.
[التخريج]:
[مستغفط (ق 170)]
[السند]:
أخرجه المُسْتَغْفِري في (الطب) قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد بن زِرٍّ، قال: عن ابن أبي حاتم، قال: عن أبي سعيد الأَشَجِّ، عن ابن فُضَيل، عن عطاء، عن عامر الشَّعْبي وسعيدٍ
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لإرساله؛ فعامر الشَّعْبيُّ تابعيٌّ كما تقدَّم.
وسعيدٌ في الإسناد: إما أن يكون سعيدَ بن جُبَير، أو سعيدَ بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، وكلاهما تابعيٌّ ثقة، روى عنهما عطاءُ بن السائب.
ومحمد بن فُضَيل وإن كان ممن روَى عن عطاءٍ بعد الاختلاط إلا أنه قد تابعه الثَّوْري؛ فقد رواه سُفْيان الثَّوْري، عن عطاء، عن الشَّعْبيِّ- وحدَه- كما تقدَّم.
* * *
1149 -
حَدِيثُ سَعِيدٍ، وَعَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ:
◼ عَنْ سَعِيدٍ، وَعَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، يَرْفَعَانِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّواكِ حتَّى خَشِيتُ عَلَى فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف.
[التخريج]:
[نعيم (سواك- إمام 1/ 345)، (بدر 2/ 9)]
[السند]:
أخرجه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 345) -: عن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم (العَسَّال)، عن عليِّ بن الحسين العِجْلي، عن محمد بن طَرِيف، ثنا محمد بن فُضَيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد وعامر بن واثِلَة، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه عطاء بن السائب؛ صدوق اختلط، ومحمد بن فُضَيل ممن روَى عنه بعد الاختلاط، انظر:(المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 84)، و (فتح المغيث للسخاوي 4/ 462).
ولكن المحفوظ عن ابن فُضَيل في إسناده (عن سعيد وعامر الشَّعْبي)، كما تقدَّم في الشاهد السابق، وكذا رواه سُفْيان الثَّوْري- وهو ممن روَى عن عطاء قبل الاختلاط-، عن عطاء، عن عامر الشَّعْبي- وحدَه-، كما تقدَّم أيضًا.
فذِكْر (عامر بن واثِلةَ)، وهَمٌ، لعله من عليِّ بن الحسين العِجْلي؛ فقد
تُكُلِّم فيه، انظر (سؤالات السَّهْمي للدارقطني 337، 338).
قلنا: وسعيد في الإسناد: إما أن يكون سعيدَ بن جُبَير، أو سعيدَ بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، وهما تابعيان، روَى عنهما عطاءُ بن السائب.
* * *
1150 -
حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ:
◼ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ عَلَى أَضْرَاسِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، ومتْنُه منكَر. وليَّنَه المُنْذري. وضعَّفه الألباني.
[التخريج]:
[طب (23/ 251/ 510) "واللفظ له" / صواف (أبي نُعَيم ق 165/ ب) / هق 13457]
[التحقيق]:
هذا الحديث مدارُه على أبي تُمَيْلةَ يحيى بنِ واضِح، وقد اختُلِف عليه على وجهين:
الوجه الأول:
أخرجه البَيْهَقي في (الكبرى 13457) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ عليُّ بن محمد المَرْوَزي، ثنا عبد العزيز بن حاتم، ثنا أحمد بن عمر القاضي، قال: ثنا أبو تُمَيلةَ، ثنا خالد بن عُبَيد، عن ابن بُرَيدةَ، عن أبيه، عن أم سلَمةَ
…
به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه خالد بنُ عبيد؛ وهو "متروك الحديث" كما في (التقريب 1654).
الوجه الثاني:
أخرجه الطبراني في (الكبير 23/ 251/ 510) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حَنْبل، ثنا محمد بن حُمَيد الرازي، عن أبي تُمَيلةَ، عن عبد المؤمن بن
خالد، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه، عن أم سلَمةَ
…
به
وأخرجه أبو عليٍّ الصَّوَّاف في (الجزء الثالث من فوائده): عن إدريسَ بن عبد الكريم، ثنا محمد بن حُمَيد، به.
وهذا سند واهٍ؛ محمد بن حميد: كذَّبه أبو زُرْعة وغيرُه، وقال الذهبي:"وثَّقه جماعةٌ، والأَوْلى ترْكُه"(الكاشف 4810)، وقد تقدَّم الكلامُ عليه مرارًا.
وقد خالف محمدُ بن حُمَيد في إسناد هذا الحديثِ، فقال: عن أبي تُمَيلة، عن عبد المؤمن بن خالد، فجعل عبدَ المؤمن بنَ خالد "الصدوقَ" مكانَ خالد بنِ عُبَيد "المتروكِ"، الذي ذكره أحمد بن عُمر، في الوجه الأول.
وأحمد بن عُمر القاضي هو ابن سُرَيج، أبو العباس البغدادي، الإمام الفقيه، قال الخطيب "إمام أصحاب الشافعيِّ في وقته"(تاريخ بغداد 5/ 471) " وأثنَى عليه الذهبي في (تاريخ الإسلام 7/ 99).
فروايتُه أَوْلى بالصواب بلا شك من رواية ابنِ حُمَيد الرازي المتَّهَمِ بسرقة الحديث.
لاسيما وقد تُوبِع ابنُ سُرَيج، كما هو ظاهر كلامِ البَيْهَقي؛ فقد قال- عَقِب روايتِه-:"وكذلك رواه غيرُه عن أبي تُمَيلةَ يحيى بن واضح".
ولذا قال الألباني: "فروايتُه - أي: أحمد بن عُمر- أصحُّ من رواية محمد بن حُمَيد الرازي الذي قلب اسمَ شيخِ (أبي تُمَيلة) إلى (عبد المؤمن بن خالد) الصدوق، ويؤيِّدها متابعةُ غيرِه إياه- كما تقدَّم عن البَيْهَقي، وكأنه لذلك سكت الحافظُ في التلخيص فلم يُحَسِّنْه، وقد عزاه للطبراني والبَيْهَقي"(الضعيفة 14/ 969، 970).
ولذا قال المُنْذري: "إسناده ليِّنٌ"(الترغيب 331).
وضعَّفه جدًّا الألبانيُّ في (الضعيفة 6913)، وقال في (ضعيف الترغيب 146):"منكر".
وقال الهَيْثمي: "رواه الطبراني في الكبير، ورجالُه مُوثَّقون، وفي بعضهم خلافٌ"(المجمع 2563).
ومع هذا فقد حسَّن إسنادَه السُّيوطيُّ في (الدر المنثور 1/ 591)، وجوَّد إسنادَه الصالحي في (سُبُل الهدى والرشاد 8/ 26)! .
قلنا: وقد نقل البَيْهَقي عن البخاري أنه قال: "هذا حديث حسَن"! (السنن الكبرى عَقِبه).
وعلَّق عليه الألباني قائلًا: " كذا قال! ولا أدري وجهَه؛ فإن (خالد بن عُبيد) ضعيفٌ اتفاقًا، بل قال فيه البخاري: "فيه نظرٌ"، وهذا منه تضعيفٌ شديد؛ ولهذا قال ابن حِبَّانَ والحاكمُ: "حدَّث عن أنس بأحاديثَ موضوعةٍ". وقال الحافظ في "التقريب": "متروكُ الحديث مع جلالته" (الضعيفة 14/ 969).
قلنا: لعل البخاريَّ أراد بالحسن هنا الغريبَ، فهو اصطلاح معروفٌ عند بعض النُّقَّاد، والله أعلم.
[تنبيه]:
قال ابن المُلَقِّن: "عن أمِّ سلَمةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ (يُدْرِدَنِي))) رواه البَيْهَقي في ((سننه)) في كتاب النكاح"(البدر المنير 2/ 6).
وقال العَيْني: "رواه الطَّبَراني والبَيْهَقي من حديث أم سلَمةَ مرفوعًا: ((مَا زَالَ
جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُدْرِدَ فِي)) " (البناية شرح الهداية 1/ 201).
قلنا: كذا قالا! ولم يخرِّجه الطبراني ولا البَيْهَقيُّ بهذا اللفظ، إنما أخرجاه بلفظ:((حَتَّى خَشِيتُ عَلَى أَضْرَاسِي)).
* * *
1151 -
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:
◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَوْصَانِي بِالسِّوَاكِ، فَأَدْمَنْتُ عَلَيْهِ حَتَّى أَحْفَيْتُ فَمِي. وَأَوْصَانِي بِالْمَمْلُوكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُمْلَكَ فَوْقَ سَنَةٍ. وَأَوْصَانِي بِالنِّسَاءِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّهُ لَا يُفَارِقُنِي حَتَّى يُحَرِّمَ طَلَاقَهُنَّ. وَأَوْصَانِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مُوَرِّثُهُ)).
[الحكم]:
منكر بهذا السياق، واستنكره ابنُ عَدِي.
[التخريج]:
[عد (8/ 592 - 593)]
[السند]:
قال ابن عَدِي في (الكامل): حدثنا أحمد بن محمد بن عليٍّ الوَزَّان، حدثنا فَضْل بن يعقوب، حدثنا الهَيْثَم بن جَميل، حدثنا الفُرات أبو المُعَلَّى، عن مَيْمون بن مِهْران، عن ابن عُمر، به.
[التحقيق]:
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه الفُرات بن السائب أبو المُعَلَّى؛ وهو "متروك"، انظر ترجمته في (لسان الميزان 6020).
وبه ضعَّفه ابنُ عَدِي؛ فذكره في ترجمته مع جملة مِن حديثه، ثم قال:"ولفراتِ بن السائبِ غيرُ ما ذكرتُ من الحديث، خاصَّةً أحاديثَه عن مَيْمون بن مِهرانَ مَناكيرُ".
قلنا: وهذا الحديثُ من روايته عن مَيْمون بن مِهْران.
* * *
1152 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (([لَقَدْ] لَزِمْتُ السِّوَاكَ، حَتَّى خَشِيتُ (تَخَوَّفْتُ) أَنْ يُدْرِدَنِي)).
[الحكم]:
ضعيف معلول، وضعَّفه ابنُ كثير، والمَقْريزي، والألباني.
[اللغة]:
قولُه: (يُدْرِدَنِي)، قال ابن الأثير:"أي: يَذهَب بأسناني. والدَّرَد: سُقوط الأسنان"(النهاية 2/ 112).
[التخريج]:
[طس 6526 "واللفظ له" / هق 13458 "والزيادة، والرواية له ولغيره" / غيب 1569 / نعيم (سواك- إمام 1/ 344) / سكن (بدر 2/ 9 - 10)]
[السند]:
أخرجه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 344) -: من طريق محمد بن زَبَّان.
والبَيْهَقي في (الكبرى 13458): من طريق إبراهيم بن يوسف بن خالد.
وقَوَّام السُّنَّة في (الترغيب الترهيب 1569): من طريق الحسن بن عليِّ بن شَبِيب.
ثلاثتُهم: عن أبي الطاهر المصري أحمد بن عَمرو بن السَّرْح، وقرَنَه الحسن بنُ عليٍّ بن شَبِيب بمحمد بن سلَمة.
كلاهما، عن ابن وَهْب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عَمرو بن
أبي عَمرو- مولى المُطَّلِب-، عن المُطَّلِب بن عبد الله، عن عائشةَ، به.
ورواه الطبراني في (الأوسط): عن محمد بن رُزَيْق، ثنا أبو الطاهر، ثنا ابن وَهْب، نا يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عَمرو بن أبي عَمرو- مولى المُطَّلِب-، عن عائشةَ، به.
كذا بإسقاط المُطَّلِبِ بن عبد الله، والصواب إثباتُه كما رواه الجماعة عن أبي الطاهر، ويبدو أنه سقطٌ قديم؛ فقد وقع كذلك في (مجمع البحرين 781).
وقال الطبراني- عَقِبه-: "لا يُروَى هذا الحديثُ عن عائشةَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابنُ وَهْب".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الانقطاع؛ فإن المُطَّلِب بنَ عبد الله لم يُدْرِك عائشةَ، كما قال أبو حاتم (المراسيل لابنه 784). وبنحوه قال البخاري والدارِميُّ، كما في (جامع التحصيل ص 281).
وبهذه العلةِ ضعَّفه ابنُ كَثير، فقال:"رواه البَيْهَقي، وفيه انقطاعٌ بين المُطَّلِب وعائشةَ"(الفصول في السيرة ص 301)، وتبِعه المَقْريزي في (إمتاع الأسماع 13/ 45)، والألبانيُّ في (الضعيفة 6713).
الثانية: المخالفة؛ فقد رواه يحيى بنُ عبد الله بن سالم عن عَمرٍو عن المُطَّلِب عن عائشةَ، كما في هذا الرواية، وخالفه إسماعيلُ بن جعفر- كما في (حديث عليِّ بن حُجْر عنه 363)، ومن طريقه أبو نُعَيم في (السواك) كما في (الإمام 1/ 344) - فرواه عن عَمرو بن أبي عَمرٍو عن المُطَّلِب مرسَلًا.
وإسماعيل بن جعفر: "ثقة ثبْتٌ"، كما في (التقريب 431)، وأمَّا يحيى بنُ عبد الله بن سالم، فهو وإن كان صدوقًّا، فإن ابن حِبَّانَ قال فيه:"ربما أَغربَ"(الثقات 9/ 249).
وقد أشار أبو نُعَيم إلى هذه العلة، فقال- عَقِب الروايةِ المرسَلة-:"هكذا رواه إسماعيل عن عَمرٍو عن المُطَّلِب مرسلًا، ورفعه يحيى بنُ عبد الله بن سالم عن عَمرو بن أبي عَمرو"(الإمام 1/ 344).
ومع ذلك صحَّحه ابنُ السَّكَن؛ حيث أخرجه في "صحاحه" كما في (البدر المنير (2/ 9 - 10).
وقال المُنْذري: "رواه الطبراني في الأوسط، ورواتُه رواة الصحيح"(الترغيب 332)، وبنحوه قال الهَيْثمي في (المجمع 2567).
* * *
1153 -
حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ مُرْسَلًا:
◼ عَنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَقَدْ لَزِمْتُ السِّوَاكَ، حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْرِدَنِي)).
[الحكم]:
ضعيف؛ لإرساله.
[التخريج]:
[جع 363 "واللفظ له" / نعيم (سواك- إمام 1/ 344)]
[السند]:
أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه / رواية عليِّ بن حُجْر عنه"- ومن طريقه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 344) -: عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن المُطَّلِب بن عبد الله، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيفٌ؛ لإرساله؛ فالمُطَّلِبُ بن عبد الله بن حَنْطَبٍ تابعيٌّ من الرابعة، وهي طبقة تَلِي الوُسْطى من التابعين.
وقد قال ابن سعد في ترجمته: "كان كثيرَ الحديث، وليس يُحتَجُّ بحديثه؛ لأنه يُرسِل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وليس له لُقِيٌّ"(الطبقات الكبرى 7/ 410).
* * *
1154 -
حَدِيثُ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ مُعْضَلًا:
◼ عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَقَدْ لَزِمْتُ السِّوَاكَ، حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ أَنْ يُدَرْدرَ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[ضحة (ق 18)].
[السند]:
قال عبد الملك بن حبيب في (الواضحة): حدثني ابن الماجِشُون، عن الدَّرَاوَرْدِي، عن عَمرٍو مولى المُطَّلِب بن حَنْطَب، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال؛ فإن عَمرو بن أبي عَمرٍو من الخامسة، من صغار التابعين.
الثانية: ابن الماجِشُون، عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلَمةَ الماجِشُون؛ ضعيف، وقد تقدَّمتْ ترجمتُه في باب:"اللُّعاب يصيب الثوب".
* * *
1155 -
حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:
◼ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي سَأَدْرَدُ)).
[الحكم]:
ضعيف، واستغربه الدارَقُطْني، وضعَّفه: ابنُ المُلَقِّن، والهَيْثمي، والألباني.
[التخريج]:
[طب (6/ 205/ 6018) / طس 2087 "واللفظ له" / فقط (أطراف 2169)].
[السند]:
قال الطبراني في (الأوسط): حدثنا أحمد بن زُهَير، قال: حدثنا نصْر بن عليٍّ، قال: حدثنا عُبَيد بن واقِد القَيْسي، قال: سمِعتُ شيخًا من غِفَار، يُكْنَى أبا عبد الله، يحدِّث عن سَهْل بن سعد، به.
وقال في (الكبير): حدثنا عَبْدانُ بن أحمد، حدثنا محمد بن مرزوق والجَرَّاح بن مَخْلَد، قالا: حدثنا عُبَيد بن واقِد، به.
وقال الطبراني- عَقِبه-: "لا يُروَى هذا الحديثُ عن سهْل إلا بهذا الإسنادِ، تفرَّد به عُبَيد بن واقِد".
وقال الدارَقُطْني- عَقِبه-: "غريبٌ من حديث سهْل، تفرَّد به عُبَيد بن واقِد، عن أبي عبد الله، عنه، ولم يُسَمَّ".
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: عُبَيد بن واقِد؛ "ضعيف" كما في (التقريب 4399).
وبه ضعَّفه ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 8)، والهَيْثمي في (المجمع 2562)، والألبانيُّ في (الصحيحة 4/ 77).
الثانية: جهالة أبي عبد الله الغِفَاري الراوي عن سهْل بن سعد؛ فإنه لم يُسَمَّ، ولم نجِدْ له ذكرًا إلا في هذا الحديثِ، وحديثٍ آخَرَ عند الطبراني من طريق عُبيد الله بن واقِد أيضًا.
وقال الدارَقُطْني- عَقِبه-: "غريب من حديث سهْل، تفرَّد به عُبَيد بن واقِد، عن أبي عبد الله، عنه، ولم يُسَمَّ"(أطراف الأفراد 2169).
[تنبيه]:
جاء في مطبوع "المعجم الكبير" للطبراني، بلفظ:"سَأَزْدَرِدُ"، وهي لا تخلو من أن تكون خطأً من الطابع أو الناسخ، والصواب:"سَأَدْرَدُ" كما في (المعجم الأوسط) و (المجمع).
* * *
1156 -
حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَدْرَدَ، أَوْ: حَتَّى خَشِيتُ عَلَى لِثَتِي وَأَسْنَانِي)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعَّفه الهَيْثمي، وابنُ حَجَر، والألباني.
[التخريج]:
[بز 6952 "واللفظ له" / نعيم (سواك- إمام 1/ 345)].
[السند]:
أخرجه البزَّار في (مسنده 6952) - ومن طريقه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 345) - قال: حدثنا بِشر بن معاذ العَقَدي، حدثنا عِمْران بن خالد [الخُزاعي]
(1)
، عن ثابت، عن أنس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عِمْرانُ بن خالد الخُزاعي؛ وهو واهٍ؛ قال عنه الإمام أحمد: "متروك الحديث"(لسان الميزان 5742)، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث"(الجرح والتعديل 6/ 297)، وقال ابن حِبَّان: "روَى عنه أهلُ البصرةِ العجائبَ وما لا يُشبِهُ حديثَ الثقات؛ فلا يجوزُ الاحتجاجُ بما
(1)
في الأصل: (الخياط)، وكذا في "كشف الأستار"، ولم نقف على أحد وصَفَه بالخياط إلا في هذا الطريق، فلعله وهَمٌ من الناسخ، أو من البزَّار نفْسِه، خاصةً وأن هناك راويًا اسمه عِمْران الخياط، إلا أنه يَروي عن زيد بن وهْب وإبراهيمَ النَّخَعي، فلعله لتقارب الطبقة بينهما؛ اختلَط الأمرُ على الناسخ، أو على البزَّار، فذكَرَ الخياطَ بدلًا من الخُزاعي. والله أعلم.
انفرد من الروايات" (المجروحين 2/ 106)، وقال الدارَقُطْني: "منكَر الحديث" (تعليقات الدارَقُطْني على المجروحين 233).
وبه ضعَّفه الهَيْثمي في (المجمع 2561)، وأقرَّه ابنُ حَجَر في (مختصر زوائد البزَّار 367).
وكذا ضعَّفه الألباني في (الصحيحة 4/ 78)، إلا أنه جعله شاهدًا لحديث ابن عباسٍ السابقِ في الباب!!.
* * *
رِوَايَة: ((حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ يُحْفِيَ فَمِي)):
•وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالنِّسَاءِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُحَرِّمُ طَلَاقَهُنَّ، وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالْمَمَالِيكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لَهُمْ مُدَّةً إِذَا انْتَهَوْا إِلَيْها أُعْتِقُوا، وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ يُحْفِي فَمِي، وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِقِيَامِ اللَّيْلِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ خِيَارَ أُمَّتِي لَمْ يَنَامُوا لَيْلًا)).
[الحكم]:
الوَصايةُ بالجار ثابتةٌ في الصحيحين من حديث عائشةَ، وهذا الحديث بهذه السِّياقةِ لم نجد له إسنادًا، والظاهر أنه موضوع.
[التخريج]:
هذا الحديث ذكره أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنديُّ في تفسيره (بحر العلوم 1/ 328) بلا إسناد، وذكره أيضًا في كتابه (تنبيه الغافلين 411) بلا إسناد، ونقله عنه القُرْطبي في (التفسير 5/ 192)، ولم نجد مَن ذكره بهذه السِّياقة
غيرَه، ولم يُسنِده كما سبق، وقد قال الذهبي في ترجمته:"وتَرُوج عليه الأحاديثُ الموضوعة"(السير 16/ 323)، وقال أيضًا:"وفي كتابه تنبيه الغافلين موضوعاتٌ كثيرة"(تاريخ الإسلام 8/ 420).
قلنا: والظاهر أن هذا من الموضوعات التي راجت عليه، والله أعلم.
هذا، وقولُه:((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) متفقٌ عليه من حديث عائشةَ، وقد رُوي من حديث أنس عند البزَّار وغيرِه بسند ضعيف.
وقولُه: ((وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالنِّساءِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُحَرِّمُ طَلَاقَهُنَّ)) رواه ابن أبي الدنيا وغيرُه من حديث ابن عباس بسند ضعيف، وسيأتي في موضعه من الموسوعة، إن شاء الله.
وقولُه: ((وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالمَمَالِيكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لَهُمْ مُدَّةً إذَا انْتَهَوْا إِلَيْها أُعْتِقُوا)) رواه ابن مَنِيع وغيرُه عن ابن عباس نحوَه بسند ضعيف، وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة بسند أضعفَ، وسيأتي في موضعه من الموسوعة أيضًا.
* * *
1157 -
حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
◼ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقْدَ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حتَّى خَشِيتُ أَنْ يُدْرِدَنِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه: ابنُ دقيقِ العيدِ، وابن المُلَقِّن، وبدرُ الدِّين العَيْني، والسُّيوطي.
[التخريج]:
[نعيم (سواك- إمام 1/ 343 - 344)]
[السند]:
رواه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 343) -: عن سُلَيمان بن أحمد، عن أحمد بن عَمرو الخَلَّال، عن محمد بن أبي عُمر
(1)
، قال حدثنا بِشْر بن السَّري، عن أبي مَعْشَر نَجيح، عن أبي الحُوَيْرِث، عن نافع بن جُبَير بن مُطْعِم، عن أبيه، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: أبو الحُوَيْرِث عبد الرحمن بن معاوية؛ مختلَفٌ فيه، ولخَّصه الحافظُ بقوله:"صدوق، سيِّئ الحفظ، رُمي بالإرجاء"(التقريب 4011).
الثانية: أبو مَعْشَر نَجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي؛ قال ابن حَجَر: "ضعيف، أسنَّ واختلط"(التقريب 7100).
(1)
في الأصل: (عمرة) وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو محمد بن يحيى بن أبي عُمر العَدَني، وهو حافظ له مسنَد.
وبهما ضعَّفه ابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 344)، وتبِعه ابن المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 8).
الثالثة: المخالفة؛ فقد خالف أبا مَعْشَرٍ: سُفيانُ بن عُيَيْنة، فرواه عن أبي الحُوَيْرِث، سمِع نافعَ بنَ جُبَير
…
به مرسلًا، وروايةُ ابنِ عُيَيْنةَ أَوْلى بلا شك، وهي الشاهد التالي.
والحديث ضعَّفه السُّيوطي في (الجامع الكبير 6/ 668)، وتبِعه المتقي الهندي في (كَنز العمال 26217).
[تنبيه]:
قال بدر الدِّين العَيْني: "حديث جُبَير بن مُطْعِمٍ عند ثابت بن أبي ثابتٍ السَّرَقُسْطي في كتاب الدلائل له: ثنا موسى بن هارون، ثنا محمد بن الصَّبَّاح، ثنا سُفْيان بن عُيَيْنة، عن أبي الحُوَيْرِث، عن نافع بن جُبَير، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُدَرْدِرَنِي))، وأبو الحُوَيْرِث ضعيف"!! (نخب الأفكار 1/ 399).
وقال السُّيوطي: "السَّرَقُسْطي في الدلائل، وأبو نُعَيم، عن نافع بن جُبَير بن مُطْعِم، عن أبيه، وضُعِّف"(الجامع الكبير 6/ 668).
قلنا: وليس كما قالا؛ إذْ إن الذي في (الدلائل) من مرسَل نافع بن جُبَير، ليس لأبيه فيه ذِكرٌ، وكذا رواه غيرُ واحد، وهو الشاهد التالي.
* * *
1158 -
حَدِيثُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ:
◼ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ (لَزِمْتُ السِّوَاكَ)، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُدْرِدَنِي)).
[الحكم]:
مرسَل ضعيف.
[اللغة]:
قال ابن منظور: "الدَّرَد: ذَهَابُ الأَسنان، دَرِدَ دَرَدًا. وَرَجُلٌ أَدْرَدُ: لَيْسَ فِي فَمِهِ سِنٌّ، بَيِّنُ الدَّرَد، وَفِي الْحَدِيثِ: (أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ لأَدْرَدَنَ) "(لسان العرب 3/ 166).
[التخريج]:
[دلائل 55 "واللفظ له" / نعيم (سواك- إمام 1/ 343) / غخطا (1/ 103) "والرواية له" / محمد بن يوسف الفريابي (إمتاع 13/ 45)]
[السند]:
قال السَّرَقُسْطي في (الدلائل): حدثنا موسى بن هارون، قال: نا محمد بن الصَّبَّاح، قال: نا سُفْيان بن عُيَيْنة، عن أبي الحُوَيْرِث، عن نافع بن جُبَير، به.
ومدارُ الحديث - عندهم- على سُفيانَ بن عُيَينة، عن أبي الحُوَيْرِث، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال؛ نافع بن جُبَير من الثالثة من الوُسْطى من التابعين، ليس له سماعٌ من النبي صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أبو الحُوَيْرِث؛ "ضعيف"، وقد سبق معرفةُ حالِه في الشاهد السابق.
* * *
1159 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُهُ سَيَصِيرُ فَرِيضَةً)).
[الحكم]:
ضعيف.
[التخريج]:
[عد (8/ 339) "واللفظ له" / تد (2/ 441)]
[السند]:
قال ابن عَدِي: حدثنا محمد بن المُنْذِر أبو بكر النَّيْسابوري بمكةَ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله أبو وَهْب، حدثنا هشام بن حَسَّان، عن محمد بن سِيرينَ، عن أبي هريرة، به.
وذكره الرافعي في (التدوين 2/ 441) من طريق حاجِّيّ بن عَبْدَانَ، عن إبراهيم بن عَبْدان، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، (عن)
(1)
هشام بن حسَّان
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه عبد العزيز بنُ عبد الله القُرَشي البصري، يُكْنى أبا وَهْب؛ ذكره ابن عَدِي وذكر له جملةَ أحاديثَ منها هذا الحديثُ، ثم أشار إلى نكارتها، فقال:"عامَّةُ ما يرويه لا يتابِعه عليه الثقاتُ"(الكامل 8/ 430).
(1)
تصحفت في المطبوع إلى "ابن"! والصواب ما أثبتناه.
وأقرَّه الذهبي في (الميزان 5107)، وذكره في (ديوان الضعفاء 2560) كذلك.
وقال ابن حِبَّان: "يُغْرِب، يجب أن يُعتبَر حديثُه إذا بيَّن السماع"(الثقات 8/ 394).
وقال ابن حَجَر: "ضعيف"(مراتب المدلسين 1/ 55).
* * *
رواية: "حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى ثَغْرِي":
•وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى ثَغْرِي
(1)
)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[رقة 314]
[السند]:
قال أبو عليٌّ القُشَيْري في (تاريخ الرَّقَّة): حدثنا محمد بن عليِّ بن مَيْمون، وإسماعيل بن يعقوب الصبحي، قالا: حدثنا عَمرو بن عثمان، حدثنا السَّري بن مَخْلَد، عن جعفر، عن يزيدَ، عن أبي هريرة، به.
(1)
كذا في المطبوع.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: عَمرو بن عثمانَ؛ قال ابن حجر: "ضعيف"(التقريب 5074).
الثانية: السَّري بن مَخْلَد القُشَيْري؛ ترجم له أبو عليٍّ القُشَيْري في (تاريخ الرَّقَّة ص 157) ولم يَزِدْ على قوله: "حدَّث عن جعفر بن بُرْقان، وعن الأَوْزاعي"، ثم أخرج له هذا الحديثَ عن جعفر، وحديثًا آخَرَ عن الأَوْزاعي.
ونقل أبو الفضْل العِراقي عن الأَزْدي أنه ضعَّفه (المغني عن حمل الأسفار 1/ 338).
* * *
رواية: "حَتَّى خِفْتُ عَلَى عُمُورِي":
•وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَوْصَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ عَلَى عُمُورِي)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا.
[التخريج]:
[غخطا (1/ 104)]
[اللغة]:
(العُمُور)، قال ابن الأثير:"مَنابِت الأسنان واللحمُ الذي بين مَغارِسها"(النهاية 3/ 299).
[السند]:
قال الخطَّابي في (غريب الحديث): حدثنيه محمد بن عبد الحميد الأُبُلِّي، نا عَبْدانُ، نا محمد بن الحسن تَسْنيم
(1)
، نا محمد بن يَعْلَى، نا عُمر بن صُبْح، عن مقاتِل بن حَيَّانَ، عن الأعرج، عن أبي هريرة به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: عُمر بن صُبْح أبو نُعَيم الخراساني؛ "متروك، كذَّبه ابن راهُويَه"(التقريب 4922).
الثانية: محمد بن يَعْلَى، وهو السُّلَمي؛ واهٍ، قال البخاري:"يتكلمون فيه"(الضعفاء الصغير 357)، وقال البخاري أيضًا:"ذاهب الحديث"(الضعفاء للعقيلي 3/ 570)، وقال أبو حاتم:"متروك الحديث"(الجرح والتعديل 8/ 131)، ونقل ابن أبي حاتم عن أحمدَ بن سِنانَ، قال:"صحَّ عندنا أن محمد بن يَعْلَى كان جهميًّا"(الجرح والتعديل 8/ 131)، وقال النَّسائي:"ليس بثقة"، وقال الساجي:"منكر الحديث، يتكلمون فيه"(تهذيب التهذيب 9/ 533). وقال ابن حِبَّان: "كان ممن يخطيء حتى يجيءَ بما يحدِّث به مقلوبًا، فإذا سمِعه مَن الحديثُ صناعتُه عَلِم أنه معمولٌ أو مقلوب؛ فلا يجوزُ الاحتجاجُ به فيما خالف الثقات من الروايات، ولا فيما انفرد وإنْ لم يخالف الأثبات"(المجروحين 2/ 277 - 278)، وقال
(1)
كذا في المطبوع، والذي في كتب التراجم (محمد بن الحسن بن تسنيم)، انظر (الثقات لابن حِبَّان 9/ 112)، و (تهذيب الكمال 25/ 58)، و (تاريخ الإسلام 6/ 171)، و (التقريب 5812).
الذهبي: "متروك"(الكاشف 5231). ومع هذا قال الحافظ: "ضعيف"! (التقريب 6412).
الثالثة: محمد بن عبد الحميد الأُبُلِّي، لم نقف له على ترجمة.
* * *
1160 -
حَدِيثُ الْحَسَنِ مُرْسَلًا:
• عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُحْفِيَنِي)). قال: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَنَّ قَبْلَ الْوُضُوءِ.
[الحكم]:
مرسَل ضعيف.
[التخريج]:
[عب 20509]
[السند]:
قال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن رجل، عن الحسن
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: إبهام مَن روَى عن الحسن.
الثانية: الإرسال؛ فالحسن البصريُّ من الوُسْطى من التابعين، ومراسيلُه من أضعف المراسيل، عند قوم.
* * *
1161 -
حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ:
◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((تَسَوَّكُوا؛ فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ (مَطْيَبَةٌ) لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ. مَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ إَلَّا أَوْصَانِي (أَمَرَنِي) بِالسِّوَاكِ، حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ (حَسِبْتُ) أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي. وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُهُ لَهُمْ. وَإِنِّي لَأَسْتَاكُ حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مَقَادِمَ فَمِي)).
[الحكم]:
منكر بهذا السياق، وضعَّفه: ابنُ دقيق، ومُغْلَطاي، وابنُ المُلَقِّن، والعِراقي، والمَقْريزي، والبُوصِيري، وابن حَجَر، والعَيْني، والسُّيوطي، والألباني.
[التخريج]:
[جه 291 "واللفظ له" / حم 22269 "والرواية الثانية له" / طب (8/ 209/ 7846) "والرواية الأولى والثالثة له"، (8/ 210/ 7847)، (8/ 220/ 7876) / ...... ]
سبق تخريجُه وتحقيقُه برواياته في باب: "السواك مَطْهَرة للفم مَرْضاةٌ للرب".
* * *
1162 -
حَدِيثُ جَابِرٍ:
◼ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَجَعَلْتُ السِّوَاكَ عَلَيْهِمْ عَزِيمَةً)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا بهذا اللفظ، وضعَّفه: ابنُ القَيْسَراني، والبُوصِيري، وابنُ حَجَر، والعَيْني.
[اللغة]:
((عَزِيمة)): أي فريضة، كما في الحديث:((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ))، أي: فرائضُه التي أوجبها وأمرنا بها. انظر (النهاية في غريب الحديث 3/ 232)، و (تاج العروس 33/ 91).
[التخريج]:
[مع (مط 63/ 2) ، (خيرة 466/ 2) / بغس 51 / عد (3/ 82) "واللفظ له"]
[التحقيق]:
هذا الحديث له طريقانِ عن أبي عَتِيق الأنصاري، عن جابر:
الأول: عن جعفر بن الحارث، عن منصور، عن أبي عَتِيق:
أخرجه ابن عَدِي في (الكامل)، قال: حدثنا الحسين بن أبي مَعْشَر، حدثنا عبد الوهاب بن الضَّحَّاك، حدثنا ابن عَيَّاش، عن جعفر بن الحارث، عن منصور، عن أبي عَتِيق، عن جابر بن عبد الله، به.
وهذا إسناد تالف؛ آفتُه عبد الوهاب بن الضَّحَّاك؛ قال الحافظ: "متروك، كذَّبه أبو حاتم"(التقريب 4257).
وأما جعفر بن الحارث؛ فهو "صدوق كثير الخطإ" كما في (التقريب 936).
وبه ضعَّفه ابن القَيْسَراني في (الذخيرة 4618)، والحافظُ في (التغليق 3/ 162).
وفيه إسماعيل بن عَيَّاش؛ صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّطٌ في غيرهم كما في (التقريب)، وهذه ليست منها، لكن قال ابن عَدِي:"وجعفر بن الحارث قد روَى عنه محمد بن يزيدَ الواسطي بنسخة، وروَى عنه يزيدُ بن هارونَ وإسماعيلُ بن عيَّاشٍ بأحاديثَ صالحةٍ، وأحاديثُه أحاديثُ حِسانٌ، وهو ممن يُكتَب حديثُه، ولم أجد في أحاديثه حديثًا منكَرًا"(الكامل 2/ 137).
وقد ضعَّف الحافظُ طريقَ ابنِ عَدِي هذا في (الفتح 4/ 159).
الطريق الثاني: عن حَرَام بن عثمانَ، عن أبي عَتِيق:
أخرجه أحمد بن مَنِيع في "مسنده"- كما في (المطالب 63) و (الإتحاف 466)، وعنه البَغَوي في (مسند أسامة بن زيد 51) - قال: حدثنا الهَيْثم بن خارِجة، قال: حدثنا حَفْص بن مَيْسَرة، قال: حدثنا حَرَام بن عثمانَ، عن عبد الرحمن بن جابر، قال: كان يَسْتَنُّ - يعني: جابرًا- إذا أَخَذ مَضْجَعَه، وإذا قام من الليل، وإذا خرج إلى الصبح. قال عبد الرحمن: فقلت له: لقد كلَّفْتَنا من هذا الأمر ما لا نقوَى عليه. قال: أخبرني أُسامة، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يَسْتَنُّ هكذا. قال: وسمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَجَعَلْتُ السِّوَاكَ عَزِيمَةً)).
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه حَرام بن عثمانَ؛ قال عنه الذهبي: "متروكٌ
باتفاق" (ديوان الضعفاء 859).
وبه ضعَّفه البُوصِيري، فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف حَرام"(إتحاف الخِيَرة 466).
قلنا: والذي يبدو لنا من السياق أن الحديث من مسند جابر بن عبد الله، وإن عزاه السُّيوطي في (الجامع الكبير 7/ 182) لابن مَنِيع عن أسامةَ. والله أعلم.
والشَّطْر الأولُ الذي فيه فِعْلُ جابر، سيأتي مَزيدُ تخريجٍ له في باب:"الاستياك قبل الخروج إلى المسجد".
* * *
1163 -
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَلْحَلَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ:
◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، [وَالسِّوَاكُ]
(1)
)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((السِّوَاكُ وَاجِبٌ، السِّوَاكُ وَاجِبٌ، وَغُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ [مُحْتَلِمٍ]
(2)
)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه: ابنُ حَجَر، والسُّيوطي، والألباني.
[فائدة]:
قال القُرْطبي: "وليس السِّواكُ واجبًا في الجمعة بالاتفاق، وإنما يُحمَل ذلك على مَن أراد تحصيلَ الأجرِ الكثير، وإقامةَ السُّنَّة"(المُفْهِم 5/ 350).
[التخريج]:
[صمند (إصا 6/ 306) / صحا 4373 "واللفظ له"، (جامع 1051) "والزيادة له" / نعيم (سواك- إمام 1/ 352)، (بدر 2/ 30) "والرواية له"].
[السند]:
أخرجه أبو نُعَيم في (معرفة الصحابة 4373)، قال: أخبرنا محمد بن
(1)
ما بين المعقوفين سقط من مطبوع "معرفة الصحابة" لأبي نُعَيم تبعًا لأصله (ق 24/ أنسخة أحمد الثالث)، وهي مثبتة في (جامع المسانيد 1051) وقد ذكره من "معرفة الصحابة" أيضًا، وكذا هي مثبتة عند ابن مَنْدَه، وكتابه أصل كتاب أبي نُعَيم، كما هو معروف.
(2)
في مطبوع "الإمام": "مسلم"، والتصويب من (البدر المنير 2/ 30).
محمد بن يعقوب الحَجَّاجي-فيما كتب إليَّ-، قال: حدثنا عليُّ بن عبد الرحمن، ثنا حُمَيْد بن مَسْعَدةَ، ثنا القاسم بن مالك، ثنا محمد بن سلَمة، عن عبد العزيز بن عبد الله بن صُهَيب
(1)
، ثنا محمد بن عبد الله بن عَمرو بن حَلْحَلَة، عن أبيه، ورافِع بن خَدِيج، به.
وكذا رواه ابن مَنْدَه في "معرفة الصحابة" له- كما في (الإصابة 6/ 306) -: عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن حَلْحَلةَ به.
ولكن رواه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 352)، و (البدر المنير 2/ 31) -: عن أبي أحمدَ محمد بن أحمدَ الغِطْرِيفي، عن القاسم بن زكريا المُطَرِّز، عن يعقوب بن ماهانَ، عن القاسم بن مالك المُزَني، ثنا محمد بن سلَمة، (عن)
(2)
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن صُهَيب، قال: سمِعتُ عبدَ الله بن عَمرو بن حَلْحَلة، ورافِعَ بن خَدِيجٍ، به.
كذا فيه (عبد العزيز بن عبد الرحمن)، وبإسقاط (محمد بن عبد الله بن عَمرو بن حَلْحَلة)، والصواب إثباتُه، كما رواه أبو نُعَيم في (الصحابة)، وكذا ابن مَنْدَه.
(1)
تحرف في مطبوع (جامع المسانيد 1051) إلى: "بن وهب"!
(2)
في مطبوع "الإمام": (بن)، والصواب: ما أثبتناه؛ فقد قال ابن أبي حاتم: "محمد بن سلَمة: روَى عن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن صهيب، روَى عنه القاسمُ بن مالك"(الجرح والتعديل 7/ 276)، وقد جاء على الصواب في (معرفة الصحابة 4373)، وفي (جامع المسانيد لابن كثير 6657).
وأما ذِكر (عبد العزيز بن عبد الرحمن)، فقد ذكره كذلك ابنُ أبي حاتم في ترجمة محمد بن سلَمة، فقال:"روَى عن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن صُهَيب، روَى عنه القاسم بن مالك"(الجرح والتعديل 7/ 276). فالله أعلم بالصواب.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: محمد بن سلَمة؛ قال أبو حاتم: "لا يُعرَف"(الجرح والتعديل 7/ 276).
الثانية: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن صُهَيب؛ لم نقف له على ترجمة. وأما عبد العزيز بن عبد الله، فإن كان هو أبا وَهْبٍ القُرَشيَّ؛ فقد تَكلَّم فيه ابنُ عَدِي وغيرُه (لسان الميزان
4816)، وإن كان غيرَه؛ فلمْ نعرفْه، والله أعلم.
الثالثة: جهالة محمد بن عبد الله بن عَمرو بن حَلْحَلة؛ فلم نقف له على ترجمة، بل ولم نَرَ له ذِكرًا في غير هذا الحديث.
وأبوه أيضًا ليست له صحبةٌ؛ قال أبو زُرْعة: "عبد الله بن حَلْحَلةَ تابعيٌّ، ليست له صحبةٌ"(المراسيل لابن أبي حاتم 380).
وقال ابن مَنْدَه: "ذُكِر في الصحابة، وهو وهَمٌ"(الإصابة 6/ 306).
وأقرَّه أبو نُعَيم في (معرفة الصحابة 3/ 1727)، وابنُ الأَثير في (أُسْد الغابة 3/ 345).
قلنا: ولم نقف له على مُوَثِّق؛ فهو بذلك في عِداد المجهولين، والله أعلم.
والحديث ضعَّفه الحافظُ، فقال:"رواه أبو نُعَيم، وإسنادُه واهٍ"(التلخيص 1/ 113).
وكذا قال السُّيوطي في (الدر المنثور 1/ 595)
(1)
، وضعَّفه الألباني في (ضعيف الجامع 3364).
[تنبيه]:
عزاه البُوصِيري في (إتحاف الخِيَرة 1513) لأبي يَعْلَى، ولم يذكر سندَه.
* * *
(1)
ومع هذا رمز له بالحُسن في (الجامع الصغير 4836)، ولكن يبدو أن هذا خطأٌ طباعي؛ فلم يذكرِ الصَّنْعانيُّ في (التنوير 6/ 482) حُكمَ السُّيوطي، مع اهتمامه به في كتابه، وكذا المُناويُّ في (الفيض 4/ 148) و (التيسير 2/ 73). والله أعلم.
1164 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ: ((نِعْمَ الشَّيْءُ هُوَ)):
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسِّوَاكِ، وَقَالَ:((نِعْمَ الشَّيْءُ هُوَ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه الهَيْثَمي.
[التخريج]:
[بز (كشف 499)]
[السند]:
قال البزَّار: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا يزيد بن هارونَ، أنبأ السَّري بن إسماعيلَ، عن الشَّعْبي، عن مَسْرُوق، عن عائشةَ، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ آفتُه السَّريُّ بن إسماعيلَ؛ وهو "متروك" كما في (التقريب 2221).
وبه ضعَّفه الهَيْثَمي، فقال:"رواه البزَّار، وفيه السَّري بنُ إسماعيلَ، وهو ضعيف"(المجمع 2565).
* * *
1165 -
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((السِّوَاكُ لِي سُنَّةٌ، وَهُوَ عَنْكُمْ مَوْضُوعٌ، وَأَنْ تَسَوَّكُوا خَيْرٌ لَكُمْ)).
[الحكم]:
إسناده تالفٌ، وضعَّفه ابن عَدِي، وابنُ القَيْسَراني، والتِّبْريزي.
[التخريج]:
[عد (10/ 212)].
[السند]:
قال ابن عَدِي: ثنا ابن خُرَيم الدمشقي، ثنا هشام بن عَمَّار، ثنا سعيد بن يحيى، ثنا نافع السُّلَمي، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف؛ آفتُه نافعٌ السُّلَمي، وهو مولى يوسفَ السُّلَمي؛ قال ابن مَعين:"ليس بثقة، كذابٌ"(الكامل 10/ 209)، وقال أبوحاتم:"متروك الحديث"(الجرح والتعديل 8/ 455)، وقال ابن حِبَّان:"لا يجوز الاحتجاجُ به، ولا كتابةُ حديثِه الا على سبيل الاعتبار، روَى عن عطاءٍ عن ابن عباسٍ وعائشةَ بنسخة موضوعة"(المجروحين 2/ 401)، وذكره الدارَقُطْني في (الضعفاء والمتروكين 548).
وقال ابن عَدِي بعد أن ذكر له هذا الحديثَ مع جملة من أحاديثه: "ولنافعٍ أبي هُرْمُزَ غيرُ ما ذكرتُ، وعامَّةُ ما يرويه غيرُ محفوظ، والضَّعفُ على روايته بيِّنٌ"(الكامل 10/ 213).
وبه ضعَّفه ابنُ القَيْسَراني في (ذخيرة الحفاظ 3299)، والتِّبْريزي في (المعيار 139).
* * *
1166 -
حَدِيثُ جَابِرٍ:
◼ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ جِبْرِيلَ صَاحِبِي يَأْمُرُنِي بِالسِّوَاكِ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ فَمِي)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[اللغة]:
قال الأصبهاني عَقِبَ الحديث: قولُه: "أَنْ أُحْفِيَ": يعني: أن يذهب أطراف أسناني، وقيل: التقدير: أن أُحْفِي أسنانَ فمي، فحُذِف المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليه مقامَه".
[التخريج]:
[غيب 1568].
[السند]:
قال أبو القاسم الأصبهاني: أخبرنا عُمر بن الحسن بن سُلَيْم، ثنا أبو بكر بن أبي عليٍّ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسحاق بن إسماعيلَ الفِلْفِلاني، عن معاويةَ-هو ابن يحيى الصَّدَفي
(1)
-، عن الزُّهْري، فذكر حديثًا.
ثم قال عَقِبه: "وعن الزُّهْري، عن جابر
…
"، وذكر هذا الحديثَ.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه عللٌ:
(1)
- تحرَّف في المطبوع إلى: "الصدقي" بالقاف! .
الأولى: الانقطاع؛ فالزُّهْري لم يسمع من جابر رضي الله عنه كما في (المراسيل لابن أبي حاتم 695) و (جامع التحصيل 712).
الثانية: معاوية بن يحيى الصَّدَفي؛ قال ابن مَعين: "هالكٌ، ليس بشيء"(تهذيب الكمال 28/ 222)، وقال أحمد:"تركْناه"(تهذيب التهذيب 10/ 220)، وجرحه سائرُ النُّقَّاد؛ ولذا قال الذهبي:"ضعَّفوه"(الكاشف 5536).
وأضف إلى ذلك أن روايته عن الزُّهْري خاصَّةً متكلَّمٌ فيها أيضًا، قال البخاري والسَّاجي:"اشترى كتابًا من السوق للزُّهْري، فجعل يرويه عن الزُّهْري"(الضعفاء الصغير 366) و (تهذيب التهذيب 10/ 220).
فأما ما نقله المِزِّي وغيرُه عن البخاري أنه قال: "أحاديثُه عن الزُّهْري مستقيمةٌ كأنها من كتاب، وروَى عنه عيسى بنُ يونسَ وإسحاقُ بن سُلَيمانَ أحاديثَ مناكيرَ كأنها من حفظه"، وأصْلُه ما رواه ابن عَدِي في (الكامل 1891) عن الجُنَيدي، حدثنا البخاريُّ، قال:"معاوية بن يحيى دمشقيٌّ، وكان على بيت المال بالرَّيِّ، عن الزُّهْري أحاديثُه مشتبهة (! ) كأنها من كتاب .. "إلخ.
فهذه الرواية عن البخاري بها قصورٌ، والذي في المطبوع من (التاريخ الكبير 7/ 336) أنه قال: "روَى عنه هِقْلُ بن زياد أحاديثَ مستقيمة، كأنها من كتاب
…
"الخ، وهكذا وردت العبارةُ في (الضعفاء الصغير للبخاري 350)، وهكذا رواها العُقَيلي في (الضعفاء 1763) عن آدمَ بن موسى عن البخاري، وكذلك قاله أبو حاتم كما في (الجرح والتعديل 8/ 384).
الثالثة: إسحاقُ بن إسماعيلَ بن السُّكَين الفِلْفِلاني، ترجم له أبو الشيخ في (طبقات المحدِّثين بأصبهانَ 2/ 298) وأبو نُعَيم في (تاريخ أصبهان 1/ 260)
والسَّمْعاني في (الأنساب 4/ 398)، وجاء في ترجمته عند أبي الشيخ:"وكان له أخٌ، يقال له: محمد بن إسماعيل، وكان أحدَ الثقات".
وعبارة "وكان أحدَ الثقات" وإن كانت محتملة، إلا أن الأصل أنها لصاحب الترجمة، ولكن جاءت هذه العبارة عند أبي نُعَيم هكذا:"وكان أخوه محمد بن إسماعيل أحدَ الثقات"! ، وهذا يعني أن التوثيق المذكورَ عند أبي الشيخ إنما هو لمحمدٍ أخي إسحاقَ، خلافًا لما يقتضيه الأصل، والأول هو الصواب، ويؤيِّده: أن أبا الشيخ نفْسَه لم يترجم لمحمد هذا في كتابه طبقات المحدِّثين بأصبهانَ! ، بل لم نجد مَن ترجم له أو ذكره برواية الحديث، وإنما ذكره أبو نُعَيم ضمن أسماءِ القُوَّام بالمسجد الجامع، وقال فيه:"وكان عدلًا، جائزَ الشهادة، ومقبول القول"(أخبار أصبهان 1/ 39)، ولم يذكره برواية الحديث، بخلاف أخيه إسحاقَ، فقد ترجم له غيرُ واحد كما سبق، وقال فيه السَّمْعاني:"شيخ قديم"، هذا بالإضافة إلى أن أبا الشيخ هو صاحبُ التوثيق المذكور، فكتابُه هو الأصل، والأصل هو الأَوْلى بالاعتماد، لاسيما وطبعتُه أفضلُ من طبعة كتاب أبي نُعَيم.
وإذا ما تقرَّر ذلك، فليُعلمْ أن العلة ليست في الفِلْفِلاني نفْسِه، وإنما في سماعه، بل في إدراكه لشيخه في الإسناد: معاويةَ بنِ يحيى الصَّدَفي؛ فلقد تُوُفِّي الفِلْفِلاني بعد الستين ومائتين، كما في ترجمته عند أبي الشيخ وأبي نُعَيم والسَّمْعاني، بينما تُوُفِّي الصَّدَفي ما بين سنة (151 هـ) وسنة (160 هـ) كما يُعلم من ترجمته في (تاريخ الإسلام 9/ 623)، أي: قبل وفاة الفِلْفِلاني بحوالَي مائةِ عام! أو يزيدُ! ، والفِلْفِلاني لم يَصِفْه أحدٌ بأنه كان من المُعَمَّرين، ومع ذلك فعلى فرْضِ أنه عُمِّر مائةَ عام، فتكون ولادتُه بعد وفاة الصَّدَفي أيضًا! ؛ أي: إنه لم يدرِكْه.
ويؤيِّد ما سبق أن كلَّ مَن ترجم للفِلْفِلاني لم يُسَمِّ مِن شيوخه سوى إسحاقَ بنِ سُلَيمان الرازيِّ، وإسحاقُ هذا من تلاميذ الصَّدَفي!، فيحتمل أنه هو الواسطةُ بينهما، وهو وإن كان ثقةً إلا أن أحاديثه عن الصَّدَفي منكَرةٌ كما سبق عن البخاري، وقاله أيضًا غيرُ واحد من النُّقَّاد، انظر:(تهذيب التهذيب 10/ 220).
فأمَّا باقي رجالِ الإسناد:
فعبدُ الله بن جعفر هو: الحافظُ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حَيَّانَ، المعروفُ بأبي الشيخ، صاحبُ التصانيف (السِّيَر 16/ 276).
وأبو بكر بن أبي عليٍّ هو: الحافظ الرَّحَّال محمد بن أحمدَ الذَّكْواني المُعَدَّلُ (السِّيَر 17/ 433).
وعُمر بن الحسن بن سُلَيم هو: أبو حفْص الأصبهاني المُعَلَّم، أحدُ شيوخِ السِّلَفي، ترجم له الذهبيُّ في (تاريخ الإسلام 10/ 710).
* * *
1167 -
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ:
◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَأْمُرَنِي بِهِ وَأَنَا أَخْطُبُ)).
[الحكم]:
إسناده تالفٌ، والمتن لعله موضوعٌ.
[التخريج]:
[صواف (أبي نُعَيم ق 165/ ب)]
[السند]:
رواه أبو عليٍّ الصَّوَّاف في (الثالث من فوائده)، قال: حدثنا العباس بن أحمد الوَشَّاء، ثنا أبو إبراهيم التَّرْجُماني، ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل، عن عطاء بن عَجْلان، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالفٌ جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل؛ قال أحمد والدارَقُطْني: "متروك"، وقال أبو داودَ:"كذاب"، وقال أيضًا:"يضع الحديث"، وقال النَّسائي وغيرُه:"ليس بثقة"، انظر ترجمته في (الميزان 2/ 548 /4949).
الثانية: عطاء بن عَجْلان الحنفيُّ العَطَّار؛ قال ابن حَجَر: "متروك، بل أطلق عليه ابنُ مَعين والفَلَّاسُ وغيرُهما الكذبَ"(التقريب 4594).
والحمْلُ في هذا الحديث على واحد منهما، ولا يُستبَعد أن أحدهما وضعه.
وأما بقيةُ رجال الإسناد:
فأبو الفضل العباس بن أحمد بن الحسن الوَشَّاء، قال الخطيب:"كان أحدَ الشيوخ الصالحين"(تاريخ بغداد 6566).
وأبو إبراهيم التَّرْجُماني هو: إسماعيل بن إبراهيم بن بَسَّام البغداديُّ، قال ابن مَعِين، وأبو داودَ:"ليس به بأسٌ"(تاريخ الإسلام 5/ 793)، وقال ابن حَجَر:"لا بأسَ به"(التقريب 412).
وأبو نضرة هو: المنذر بن مالك العَبْدي البصري، ثقة من رجال الصحيح (التقريب 6890).
* * *
1168 -
حَدِيثُ جَابِرٍ:
◼ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ بِالْأَسْحَارِ كَفَرِيضَةِ الْوُضُوءِ، فَتَسَوَّكُوا؛ فَإِنَّ السِّوَاكَ أَطْيَبُ لِلْفَمِ، وَأَرْضَى لِلرَّبِّ))، ثم قال صلوات الله عليه:((ثَلَاثٌ هِيَ عَلَيَّ وَاجِبَةٌ وَهِيَ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: قِيَامُ اللَّيْلِ، وَالْوِتْرُ، وَالسِّوَاكُ)).
[الحكم]:
إسناده تالف.
[التخريج]:
[ضحة (ق 18/ ب)].
[السند]:
قال عبد الملك بن حبيب في (الواضحة): حدثني معاذ بن الحَكَم، عن مُقاتِل بن شُرَحْبيلَ، عن جابر، به.
[التحقيق]:
هكذا وقع الإسنادُ في النسخة الخطية لكتاب "الواضحة"، ولعل الصوابَ:(عن مقاتِل، عن شُرَحْبيل).
فإن المعروف بالرواية عن جابرٍ: هو شُرَحْبيل بن سعد، ومِن الرواة عنه: مُقاتِل بن سُلَيمان.
وإلا فلم نقف لمقاتل بنِ شُرَحْبيلَ هذا على ذِكرٍ في غير هذا الحديث.
وعلى ما تقدَّم بيانُه: فهذا إسنادٌ تالف؛ آفتُه: مُقاتِل بن سُلَيمان، قال عنه الحافظ:"كذَّبوه وهجروه، ورُمي بالتجسيم"(التقريب 6868).
ومعاذ بن الحكم؛ لم يوثِّقْه مُعتبَرٌ، وإنما ذكره ابن حِبَّان في (الثقات 9/ 177).
* * *
1169 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((ثَلَاثَةٌ [هُنَّ] عَلَيَّ فَرِيضَةٌ، وَهُنَّ سُنَّةٌ لَكُمُ: الْوِتْرُ، وَالسِّوَاكُ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعَّفه: البَيْهَقي، والذَّهَبي، والهَيْثَمي، وابنُ المُلَقِّن، وابن حَجَر، وبدر الدِّين العَيْني، والمَقْريزي.
[التخريج]:
[طس 3266 "والزيادة له" / هق 13400 "واللفظ له" / هقخ (بدر 7/ 436) / أصم 287]
[السند]:
أخرجه الطبراني في (الأوسط)، وأبو العباس الأَصَمُّ كما في (مجموع مصنفاته) - ومن طريقه البَيْهَقي في (السنن الكبرى) - كلاهما: عن بكر بن سَهْل الدِّمْياطي، قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد الثَّقَفي، حدثنا موسى بن عبد الرحمن الصَّنْعاني، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة.
قال الطبراني - عَقِبَه-: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن هشام إلا موسى، تفرَّد به عبدُ الغني بن سعيد".
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: موسى بن عبد الرحمن الصَّنْعاني؛ قال ابن عَدِي: "منكر الحديث"، وذكر له أحاديثَ، ثم قال: "وموسى بن عبد الرحمن هذا لا أعلم له أحاديثَ غيرَ ما ذكرتُه
…
وهذه الأحاديثُ بواطيلُ" (الكامل 9/ 511)، وقال ابن حِبَّان: "شيخٌ دجَّالٌ يضع الحديثَ" (المجروحين 2/ 250).
وقال الذهبي: "مشهورٌ هالكٌ"(المغني في الضعفاء 6506)، وقال أيضًا:"متروك"(تاريخ الإسلام 16/ 267).
وبه ضعَّفه البَيْهَقي، فقال- عقبه-:"موسى بن عبد الرحمن هذا ضعيفٌ جدًّا، ولم يثبُتْ في هذا إسنادٌ، والله أعلم".
وأقرَّه ابن كثير في (الفصول 1/ 310)، وابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 7/ 436 - 437)، والسُّيوطي في (الجامع الكبير 1/ 11359)، وتَبِعه المتقي الهندي في (كَنز العمال 19540).
وقال الهَيْثمي: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بنُ عبد الرحمن الصَّنْعاني، وهو كذاب"(المجمع 13981).
وقال ابن حَجَر: "رواه البَيْهَقي، وفي إسناده موسى بنُ عبد الرحمن الصَّنْعاني، وهو متروك"(التلخيص الحبير 1/ 112).
وقال أيضًا: "ضعيف جدًّا؛ لأنه من رواية موسى بن عبد الرحمن الصَّنْعاني"(التلخيص الحبير 3/ 257).
وكذا ضعَّفه به الذَّهَبي في (المهذب 5/ 2598)، وبدرُ الدِّين العَيْني في (البناية 1/ 202).
الثانية: عبد الغني بن سعيد الثَّقَفي، صاحبُ التفسير؛ قال عنه ابن يونس:"ضعيف الحديث"، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات 8/ 424)، وتعقَّبه ابنُ حَجَر، فقال:"ابنُ يونسَ أعلمُ به"(لسان الميزان 4860)، وقال ابن حَجَر:"أحد الضعفاء المتروكين"(الإصابة 1/ 644)، وقال أيضًا:"هالك"(العجاب في بيان الأسباب 1/ 297).
الثالثة: شيخ الطبرانيِّ بَكْرٌ، وهو ابن سَهْل بن إسماعيلَ الدِّمْياطي؛ ضعَّفه
النَّسائي، وقال مَسْلَمة:"تكلَّم الناسُ فيه، وضعَّفوه؛ مِن أجْل الحديثِ الذي حدَّث به، عن سعيد بن كَثير، عن يحيى بن أيوبَ، عن مُجَمِّع بن كعب، عن مَسْلَمةَ بنِ مُخَلَّد، رفعه: ((أَعْرُوا النِّسَاءَ؛ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ)) "، أما الذهبي فقال:"حمَل الناسُ عنه، وهو مقارِب الحال". ثم قال: "ومِن ضعْفِه: ما حكاه أبو بكر القَبَّابُ، مُسْنِد أَصْبهانَ، أنه سمِع أبا الحسن بنَ شَنَبوذَ المقرئَ: سمِعتُ بكر بن سَهْلٍ الدِّمْياطي يقول: هَجَّرتُ - أي: بكَّرتُ- يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمانيَ ختَمات! فاستمِعْ إلى هذا وتعجَّبْ". انظر (لسان الميزان 1582). وقال الخليلي: "فيه نظرٌ"(الإرشاد 1/ 392).
هذا، وقد ضعَّف الحديثَ غيرُ مَن تقدَّم ذِكرُهم:
ابنُ المُلَقِّن، فقال:"وهو حديث لا ينبغي الاحتجاجُ به، أوردْتُه للتنبيه على ضعْفِه"(البدر المنير 2/ 29).
وقال المَقْريزي: "هو حديث ضعيف"(إمتاع الأسماع 13/ 26).
[تنبيه]:
قال ابن رجب: "وقد رُوي من حديث عَنْبَسةَ، مرفوعًا: أن السِّواك كان عليه فريضةً، وهو لأُمَّتِه تطوُّعٌ. خرَّجه الطبراني، ولا يصحُّ إسنادُه. والله أعلم"(فتح الباري 8/ 127).
كذا أثبَتَه محقِّقو "فتح الباري" لابن رجب، وعلَّقوا على (عَنْبَسةَ) بقولهم:"كذا يمكن أن تُقرأَ".
قلنا: ولم نقف عليه في المطبوع من الطبراني ولا في (مجمع الزوائد) من حديث عَنْبَسَة، والذي يبدو أن الصواب (من حديث عائشة)، ومرادُه هذا الحديثُ، وإنما تحرَّف على المحقِّقين لعدم وضوحها بالأصل. والله أعلم.
* * *
1170 -
حَدِيث: ((ثَلَاثٌ كُتِبَتْ عَلَيَّ، وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْكُمْ)):
◼ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:((ثَلَاثٌ كُتِبَتْ عَلَيَّ، وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْكُمُ: الْوِتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَالسِّوَاكُ)).
[الحكم]:
لا أصل له بهذا اللفظ.
[التحقيق]:
قال الماوَرْدي في (الحاوي الكبير 15/ 72): "وروَى عِكْرِمَةُ عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
…
". فذكره باللفظ المذكور.
وتبِعه الرافعي، فذكره في (شرح الوجيز 7/ 431)، لكن بلفظ:((السِّوَاكُ، وَالْوِتْرُ، وَالْأُضْحِيَّةُ)).
ولم نقف عليه بهذا اللفظ في شيء من دواوين السُّنَّة. نَعَم، ورد معناه مفرَّقًا في السِّواك- كما تقدَّم-، والوترِ، والأُضْحِيَّة، بأسانيدَ واهيةٍ، وأما بهذا السياق فلم نقف عليه.
وقال ابن المُلَقِّن: "هذا الحديث هو الذي قبله، وإنْ غاير الرافعي بينهما، ولم أَرَ فيه السِّواكَ"(البدر المنير 7/ 436).
وقال ابن حَجَر: "لم أجدْه هكذا، والمختَصُّ بالأضحيَّةِ يوجد من الحديث الذي قبله مِن طرق فيها ذِكرُ الأضحى، والنَّحْر، ونحو ذلك، وأما الوترُ والسِّواك فسيأتي في الحديث الذي بعده"(التلخيص الحبير 3/ 256).
* * *