الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
172 - مَا رُوِيَ فِي خِصَالِ السِّوَاكِ
1113 -
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؛ فَإِنَّهُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عز وجل، مَفْرَحَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ، يَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُذْهِبُ الْحَفْرَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيُذْهِبُ الْبَلْغَمَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: يُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُذْهِبُ الْبَلْغَمَ، وَيُذْهِبُ الْحَفْرَ، وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ، وَيُفْرِحُ الْمَلَائِكَةَ، وَيُرْضِي الرَّبَّ، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ، وَيُصَحِّحُ الْمَعِدَةَ)).
[الحكم]:
ضعيف، وضعَّفه: ابنُ عَدِي، والبَيْهَقي، وابن القَيْسَراني، وابنُ دقيقِ العيدِ، وابن المُلَقِّن، والحافظ أبو الفضل العِراقي وابنُه أبو زُرْعة، والسُّيوطي، والمُناوي، والألباني.
[اللغة]:
الحَفْرُ والحَفَرُ: هِيَ صُفْرة تَعْلُو الأَسنان. قال الأَزهري: الحَفْرُ والحَفَرُ، جَزْمٌ وفَتْحٌ لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا يَلْزَقُ بالأَسنان مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ. (لسان العرب 4/ 204).
[التخريج]:
تخريج السياق الأول: [عد (4/ 366 - 367) / شعب 2521 "واللفظ له" / مختصر السواك للقزويني (ق 2/ب)]
تخريج السياق الثاني: [نعيم (سواك- إمام 1/ 349)، (بدر 2/ 23) "والرواية له" / ثواب (الجامع الصغير 5930)، (كنز 26185)]
[السند]:
أخرجه ابن عَدِي في (الكامل) - ومن طريقه البَيْهَقي في (الشعب)، ومن طريق البَيْهَقي: أبو الخير القَزْويني في (مختصر السواك ق 2/ب) - قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغَزِّي، حدثنا محمد بن أبي السَّري، حدثنا بَقِيَّة، عن الخليل بن مُرَّة، عن عطاء بن أبي رَباح، عن ابن عباس، به. بالسياق الأول.
ورواه أبو نُعَيم في (السواك) - كما في (الإمام لابن دقيق) -: عن أبي أحمد محمد بن أحمد بن عبد الله بن صالح البُخاري، عن الحسن بن عليٍّ، (ح)
وعن أبي محمد ابن حَيَّان
(1)
، عن محمد بن جعفر الجَمَّال، عن يحيى بن مُعَلَّى بن منصور، ثنا حَيْوَة بن شُرَيح، ثنا محمد بن حِمْيَر، ثنا الخليل بن مرّة
…
به. بالسياق الثاني.
فمدارُه- عندهم- على الخليل بن مُرَّة، به.
(1)
وهو أبو الشيخ، ولعل هذا سندُه في كتاب:"الثواب".
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه الخليل بن مُرَّة؛ وهو "ضعيف" كما في (التقريب 1757).
والحديث ذكره ابن عَدِي في ترجمته، مع جملة من أحاديثه، ثم قال: "وللخليل أحاديثُ غيرُ ما ذكرتُه، أحاديث غرائب
…
ولم أرَ في أحاديثه حديثًا منكَرًا قد جاوز الحدَّ، وهو في جملة من يُكتَب حديثُه، وليس هو متروكَ الحديث".
وتبِعه ابن القَيْسَراني فقال- بعد أنْ ذكره-: "والخليل عنده مناكيرُ، قاله البخاري"(الذخيرة 2/ 1596).
وقال البَيْهَقي- عَقِبه-: "هو مما تفرَّد به الخليل بن مُرَّة، وليس بالقوى في الحديث"(الشُّعَب).
وأقرَّه ابن المُلَقِّن، فقال:"هو كما قال"، وذكر أقوالَ العلماء في تضعيفه. (البدر المنير 2/ 23).
وبنحوه صنع الحافظ العراقي في (طرح التثريب 2/ 67).
وبه أيضًا: ضعَّفه ابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 349)، والوَليُّ العِراقي، نقله عنه المُناوي في (فيض القدير 4/ 451) وأقرَّه، وصرَّح بتضعيفه في (التيسير 2/ 176).
ورمز لضعفه السُّيوطيُّ في (الجامع الصغير 5930).
* * *
رِوَايَة: ((عَشْرُ خِصَالٍ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَمَسْخَطَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَمَفْرَحَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ، وَجَيِّدٌ لِلِّثَةِ، وَيَذْهَبُ بِالْحَفْرِ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيُقِلُّ الْبَلْغَمَ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعَّفه ابن الجوزي، وابنُ المُلَقِّن، والمُناوي.
[التخريج]:
[علج 548 "واللفظ له" / ثواب (ملتقطة 2/ ق 334)]
[السند]:
قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية): أخبرنا عبد الحق، قال: حدثنا أبو طاهر بن يوسف، قال: حدثنا أبو بكر بن بِشْرانَ، قال: حدثنا الدارَقُطْني، قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأَنْطاكي، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا مُعَلَّى بن مَيْمُون، عن أيوب، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس، به.
كذا رواه ابن الجوزي من طريق الدارَقُطْني بهذا الإسناد عن ابن عباس مرفوعًا.
والحديث في (سنن الدارَقُطْني 160) بهذا الإسناد عن ابن عباس موقوفًا.
فلا ندري أسَقط ذِكرُ (النبي صلى الله عليه وسلم من سنن الدارَقُطْني، أم زِيدَ خطأً في إسناد ابن الجوزي؟!
لكن رواه أبو الشيخ في "الثواب"- كما في (الغرائب الملتقطة 2/ ق 334) -: عن أبي بكر بن عُمر بن سَهْل، عن محمد بن أحمد بن الوليد، حدثنا موسى بن داود، حدثنا مُعَلَّى بن مَيْمُون، عن أيوبَ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس. قال الحافظ ابن حجر:"مِثْل الأول"، يعني: حديثَ أنسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه - وسيأتي-، وهذا يدلُّ على أن حديث ابن عباس مرفوعٌ أيضًا.
وهذا يرجِّح ما في (العلل المتناهية)، والله أعلم.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه مُعَلَّى بنُ مَيْمون؛ قال عنه النَّسائي والدارَقُطْني: "متروك"، وقال أبو حاتم "ضعيف الحديث"، وقال ابن عَدِي:"أحاديثه مناكيرُ"، وذكره العُقَيلي في الضعفاء، وقال:"روَى أحاديثَ مناكيرَ لا يتابَع عليها"، وقال ابن حِبَّان في الثقات:"يخطئ إذا حدَّث مِن حفْظه". انظر (لسان الميزان 7849).
وبه ضعَّفه الدارَقُطْني، فقال عَقِبه:"مُعَلَّى بن مَيمونٍ ضعيفٌ متروك".
وتبِعه ابن الجوزي، فقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وذكر كلامَ الدارَقُطْني.
وكذا ضعَّفه به ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 224).
* * *
رِوَايَة: ((وَهُوَ طَرِيقُ الْقُرْآنِ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؛ فَإِنَّ فِيهِ عَشْرَ خِصَالٍ: مَطْهَرَةً لِلْفَمِ، وَمَرْضَاةً لِلرَّبِّ، وَمَفْرَحَةً لِلْمَلَائِكَةِ، وَمَجْلَاةً لِلْبَصَرِ، وَيُبَيِّضُ الْأَسْنَانَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيُذْهِبُ الْحَفْرَ، وَيَهْضِمُ الطَّعَامَ، وَيَقْطَعُ الْبَلْغَمَ، وَتُضَاعَفُ بِهِ الصَّلَوَاتُ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ، وَهُوَ طَرِيقُ الْقُرْآنِ)).
[الحكم]:
إسناده تالف.
[التخريج]:
[غافل 408].
[السند]:
قال السَّمَرْقَندي في (تنبيه الغافلين): حدثنا أبو جعفر، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي سَهْل القاضي، حدثنا إبراهيم بن خُنَيْس، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاك، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: إسماعيل بن أبي زياد؛ قال عنه الحافظ: "متروك، كذَّبوه"(التقريب 446). وانظر (تهذيب التهذيب 1/ 298).
الثانية: جُوَيْبِر، وهو ابن سعيد الأَزْدي؛ قال عنه الذهبي:"تركوه"(الكاشف 826)، وقال ابن حجر:"ضعيف جدًّا"(التقريب 987).
الثالثة: الانقطاع؛ فإن الضَّحَّاك بنَ مُزاحِم لم يَلْقَ ابنَ عباس، كما قال شُعْبة وأحمدُ وأبو زُرْعة وابنُ حِبَّان وغيرُهم، انظر (جامع التحصيل 304).
وإبراهيم بن خُنَيس وأبوه؛ لم نقف على مَن ترجم لهما.
* * *
1114 -
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ تَعَالَى، وَمَسْخَطَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَمَفْرَحَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ، جَيِّدٌ لِلِّثَةِ، وَمُذْهِبٌ بِالْحَفْرِ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيُقَلِّلُ الْبَلْغَمَ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه الدارَقُطْني.
[التخريج]:
[قط 160]
[السند]:
أخرجه الدارَقُطْني في (السنن)، قال: نا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، نا محمد بن أحمد بن الوليد بن بُرْد الأَنْطاكي، نا موسى بن داود، نا مُعَلَّى بن مَيْمون، عن أيوب، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس، به موقوفًا.
[التحقيق]:
تقدَّم الكلامُ على هذا الإسناد في الرواية المرفوعة، حيث إن ابن الجَوْزي رواه من طريق الدارَقُطْني بهذا الإسناد مرفوعًا.
وعلى كل حالٍ، هو ضعيف جدًّا؛ لأجل مُعَلَّى بن مَيْمون.
وبه ضعَّفه الدارَقُطْني، فقال- عَقِبه-:" مُعَلَّى بنُ ميمونٍ ضعيفٌ متروك".
* * *
رِوَايَة: ((وَيَزِيدُ فِي حِسَابِ الصَّلَاةِ)):
•وَفِي رِوَايَةٍ مَوْقُوفًا، قَالَ:((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: يَنْزِعُ الْحَفْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيُلْغِي الْبَلْغَمَ، وَيُشَهِّي الطَّعَامَ، وَيُصَحِّحُ الْجِسْمَ، وَيُفْرِحُ الْمَلَائِكَةَ، وَيُرْضِي الرَّبَّ، وَيَزِيدُ فِي حِسَابِ الصَّلَاةِ، وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[مستغفط (ق 172)]
[السند]:
قال المُسْتَغْفري في (الطب): أخبرنا أبو القاسم عُبيد الله بن عبد الله السَّرَخْسي التاجرُ الأمين ببُخَارَى، قال: حدثني أَبي، قال: حدثنا زيد بن عُثَيم، قال: حدثنا أبو إسحاق هو الطالقاني، قال: حدثنا كِنانةُ والهَيَّاج، عن بَكْر بن خُنَيْس، قال: قال ابن عباس
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسَلٌ بالعِلل:
الأولى: بَكْر بن خُنَيْس؛ قال ابن مَعِين: "ليس بشيء"، وقال مرة:"ضعيف"، وقال مرة:"شيخ صالحٌ لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"صالحٌ ليس بقوي"، وقال أبو زُرْعة:"ذاهب الحديث"، وضعَّفه عليُّ بن المَدِيني، وعَمرو بن عليٍّ الفَلَّاسُ ويعقوب بن شَيْبة والنَّسائيُّ وغيرُهم، وقال أبو داود:"ليس بشيء"، وقال أحمد بن صالح المصرى وعبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش والدارَقُطْنيُّ:"متروك"، وقال ابن حِبَّان: "يَروي عن البصريين
والكوفيين أشياءَ موضوعةً يسبِق إلى القلب أنه المتعمِّد لها". وشَذَّ العِجْلي فوثَّقه. انظر (تهذيب التهذيب 1/ 481 - 482)، و (ميزان الاعتدال 1278).
ولذا قال الذهبي: "واهٍ"(الكاشف 624). وقصَّر الحافظُ فقال: "صدوق له أغلاطٌ"! (التقريب 739).
الثانية: الانقطاع بين بكر بن خُنَيس وابنِ عباس؛ فبكْرٌ من أتباع التابعين، لا يدرِك أحدًا من الصحابة.
الثالثة: هَيَّاج بن بِسْطام التَّميمي؛ "ضعيف" كما في (التقريب 7355).
وقُرِنَ بكِنانةَ، وهو ابن جَبَلَةَ، ساقطٌ هالك، قال عنه ابن مَعين:"كذاب خبيثٌ"، فقال عثمان الدارمي:"وهو قريبٌ مما قال [يحيى]، خبيث الحديث"(الجرح والتعديل 7/ 169)، و (الضعفاء للعُقَيلي 3/ 406)، و (الكامل لابن عَدِي 8/ 683). وقال الجُوزَجاني:"ضعيف الأمر جدًّا"(أحوال الرجال 377)، وقال ابن عَدِي:"مقدار ما يرويه غيرُ محفوظ"(الكامل 8/ 683). وقال ابن حِبَّان: "كان مرجئًا، يَقلب الأخبار، وينفرد عن الثقات بالأشياء المعضلات"(المجروحين 2/ 234)، وقال الأَزْدي:"متروك الحديث"(الضعفاء لابن الجوزي 2805). ومع هذا قال أبو حاتم: "محلُّه الصدقُ، يُكتَب حديثُه، حسَن الحديث"!! (الجرح والتعديل 7/ 170).
الرابعة: زيد بن عُثَيم؛ لم نقف على مَن ترجم له.
* * *
1115 -
حَدِيثُ أَنَسٍ: ((عَشْرُ خِصَالٍ
…
)):
◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَمَسْخَطَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَمَحَبَّةٌ لِلْحَفَظَةِ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيَقْطَعُ الْبَلْغَمَ، وَيُطْفِئُ الْمِرَّةَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((وَيُضْعِفُ الْحَسَنَاتِ سَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيُبَيِّضُ الْأَسْنَانَ، وَيُذْهِبُ الْحَفْرَ، وَيُشَهِّي الطَّعَامَ)) بَدَلَ: ((الْبَلْغَم، وَالْمِرَّة)).
[الحكم]:
إسناده ساقط، وضعَّفه الألباني.
[التخريج]:
[ك (تاريخ- ملتقطة 2/ ق 334)، (كنز 26225) "والرواية له" / فر (ملتقطة 2/ ق 333 - 334) "واللفظ له"، (كنز 26224)]
[التحقيق]:
هذا الحديث له طريقانِ عن أنس رضي الله عنه:
الأول: عن ضِرَار بن عَمرو، عن أبيه، عن أنس:
أخرجه الدَّيْلمي في "مسند الفردوس" - كما في (الغرائب الملتقطة) - قال: أخبرنا بنجير
(1)
، أخبرنا جعفر، أخبرنا إسماعيل بن الحسين بن
(1)
هو بنجير بن منصور بن علي، أبو ثابت الهمَذاني، شيخ الصوفية. وشيخه هو جعفر الأَبْهَري. وقال شِيرُويَه الدَّيْلمي:"كان صدوقًا"(تاريخ الإسلام 10/ 648).
أما شيخه جعفر فهو ابن محمد بن الحسين الأَبْهَري الهمَذاني، قال عنه شِيرُويَه: "وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، والزهد في الدنيا
…
وكان ثقة، صدوقًا، عارفًا، له شأنٌ وخطر، وآياتٌ وكرامات ظاهرة" (تاريخ الإسلام 9/ 436).
عليٍّ البُخاري، حدثنا خلَف بن محمد البُخاري، حدثنا أبو بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص، حدثنا حفْص بن قَطَن، حدثنا أحمد بن حَرْب، عن أحمد بن عبد الله، عن كِنانةَ بن جَبَلةَ، عن بَكْر بن خُنَيس، عن ضِرَار بن عَمرو، عن أبيه، عن أنس، به.
وهذا إسناد ساقطٌ؛ فيه عللٌ:
الأولى: فيه كِنانة بن جَبَلة؛ وهو ساقط هالكٌ، وقد تقدَّمتْ ترجمتُه في حديث ابن عباس السابق.
الثانية: بَكْر بن خُنَيس، وهو "واهٍ"، كما قال الذهبي في (الكاشف 624)، وانظر ترجمتَه في حديث ابن عباس السابق.
الثالثة: ضِرَار بن عَمرو المَلَطي؛ قال عنه يحيى بن مَعين: "ليس بشيء، ولا يُكتَب حديثُه"، وقال البخاري:"فيه نظرٌ"، وقال ابن عَدِي:"منكَر الحديث"(الكامل 6/ 307، 309). وقال ابن مَعين في رواية: "ضعيف"(اللسان 4/ 340)، وقال ابن حِبَّان:"منكر الحديث جدًّا، كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير، فلما غلب المناكيرُ في أخباره؛ بطَلَ الاحتجاجُ بآثاره"(المجروحين 1/ 485). وذكره الدارَقُطْني في (الضعفاء والمتروكين 302)، يعني أنه متروكٌ؛ ولذا قال الذهبي:"متروك"(ديوان الضعفاء 1990).
وبهذه العلل الثلاثِ ضعَّفه الألباني في (السلسلة الضعيفة 4016).
الرابعة: خلَف بن محمد الخَيَّام البخاري؛ قال أبو يَعلَى الخليلي: "كان له حفظ، ومعرفةٌ، وهو ضعيف جدًّا، روَى في الأبواب تراجمَ لا يتابَع عليها،
وكذلك متونًا لا تُعرَف. سمِعتُ ابنَ أبي زُرعة، والحاكمَ أبا عبد الله الحافظيْنِ يقولان: كتبْنا عنه الكثيرَ ونبرأُ من عُهدته، وإنما كتبْنا عنه للاعتبار"، ثم ساق له الخليليُّ حديثَ: ((نَهَى عَنِ الْمُوَاقَعَةِ قَبْلَ الْمُلَاعَبَةِ))، وقال: "سمِعتُ الحاكم بعَقِب هذا الحديثِ يقول: خُذِل خلَفٌ بهذا وبغيره" (الإرشاد 3/ 973)، وضعَّفه أيضًا: أبو سعيد الإِدْريسي (لسان الميزان 2968).
الطريق الثاني: عن أَبانَ، عن أنس:
أخرجه الحاكم- كما في (الغرائب الملتقطة 2/ ق 334) - قال: حدثنا إبراهيم بن مضارب، حدثنا الحسين بن الفُضَيل، حدثنا (داود)
(1)
بن سُلَيمان الجُرْجاني، حدثنا عَمرو بن جُمَيع، عن أَبانَ، عن أنس، به.
هذا إسناد ساقط؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: عَمرو بن جُمَيع؛ كذَّبه يحيى بن مَعِين، وقال ابن عَدِي:"كان يُتَّهم بالوضع"، وقال النَّسائي والدارَقُطْني وجماعةٌ:"متروك"، وقال البخاري:"منكَر الحديث"، وقال الحاكم:"روَى عن هشام بن عُرْوة وغيرِه أحاديثَ موضوعة"، انظر (اللسان 5788). وقال الذهبي:"متفق على تركه"(تاريخ الإسلام 4/ 935).
الثانية: أَبانُ بن أبي عَيَّاش؛ "متروك" كما في (التقريب 142).
وبهاتين العلتين ضعَّفه الألباني في (الضعيفة 4016).
(1)
تحرَّف في (الغرائب الملتقطة) إلى (وارد)! والصواب ما أثبتناه كما في كتب التراجم.
الثالثة: داود بن سُلَيْمان الجرجاني؛ "رماه ابن مَعين بالكذب"(تاريخ الإسلام 5/ 567).
* * *
رِوَايَةٌ: "عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؛ فَنِعْمَ الشَّيْءُ السِّوَاكُ":
• وَفِي رِوَايَةٍ، بِلَفْظ:((عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؛ فَنِعْمَ الشَّيْءُ السِّوَاكُ: يَذْهَبُ بِالْحَفْرِ، وَيَنْزِعُ الْبَلْغَمَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيَذْهَبُ بِالْبَخَرِ، وَيُصْلِحُ الْمَعِدَةَ، وَيَزِيدُ فِي دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ، وَتَحْمَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَيُرْضِي الرَّبَّ، وَيُسْخِطُ الشَّيْطَانَ)).
[الحكم]:
إسناده منكَر، وضعَّفه الألباني.
[التخريج]:
[طولون (داريا (ص 58)) / كر (مختصر تاريخ دمشق 3/ 12)]
[السند]:
أخرجه القاضي عبد الجبار الخَوْلاني في (تاريخ داريَّا) - ومن طريقه ابن طُولُونَ في (تبليغ البشرى) - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن هشام، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القُرَشي، حدثنا سُلَيْمان بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأَزْدي، حدثني أبو محمد الحَكَمي، عن قَتادةَ، عن أنس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد منكَر؛ فيه علتان:
الأولى: أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القُرَشي؛ ترجم ابن عساكر في (تاريخه)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، إنما ذكر له هذا الحديثَ عن سُلَيمان بن عبد الرحمن بسنده عن أنس، كما في (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 12). وهذه الترجمة من الجزء الساقط من تاريخ دمشق.
الثانية: أبو محمد الحَكَمي؛ ذكره في شيوخ عبد الله بن عبد الرحمن الأَزْديِّ: ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق 29/ 330)، والمِزِّيُّ في (تهذيب الكمال 25/ 139)، ولم نجد له ترجمة.
وتفرُّد مِثْلِه عن قَتادةَ يُعَدُّ منكَرًا.
وبه ضعَّفه الألباني، فقال: "ضعيف، أخرجه القاضي عبد الجبار الخَوْلاني في تاريخ داريَّا من طريق أبي محمد الحَكَمي
…
وأبو محمد الحَكَميُّ؛ لم أجِد مَن ذَكرَه" (الضعيفة: 3852).
ومع ذلك رمز لصحته السُّيوطيُّ في (الجامع الصغير 5531)!!.
* * *
1116 -
حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفًا:
◼ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ فَلَا تُغْفِلُوهُ، وَأَدِيمُوا بِهِ؛ فَإِنَّ فِي السِّوَاكِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ خَصْلَةً:
أَفْضَلُهَا خَصْلَةً، وَأَعْلَاهَا دَرَجَةً: أَنَّهُ يُرْضِي الرَّحْمَنَ، وَمَنْ أَرْضَى الرَّحْمَنَ فَإِنَّهُ يَحِلُّ الْجِنَانَ. وَالْخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ يُصِيبُ السُّنَّةَ. وَالْخَصْلَةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ يُضَاعِفُ صَلَاتَهُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ ضِعْفًا. وَالْخَصْلَةُ الرَّابِعَةُ: يُورِثُهُ إِدْمَانُ السِّوَاكِ السَّعَةَ وَالْغِنَى. وَالْخَصْلَةُ الْخَامِسَةُ: يُطَيِّبُ نَكْهَتَهُ. وَالْخَصْلَةُ السَّادِسَةُ: يَشُدُّ لِثَتَهُ حَتَّى لَا تَسْتَرْخِيَ مَعَ إِدْمَانِ السِّوَاكِ. وَالْخَصْلَةُ السَّابِعَةُ: يُذْهِبُ عَنْهُ الصُّدَاعَ، وَيُسَكِّنُ عُرُوقَ رَأْسِهِ، فَلَا يَضْرِبُ عَلَيْهِ عِرْقٌ سَاكِنٌ، وَلَا يَسْكُنُ عَلَيْهِ عِرْقٌ ضَارِبٌ. وَالْخَصْلَةُ الثَّامِنَةُ: يُذْهِبُ عَنْهُ وَجَعَ الضِّرْسِ حَتَّى لَا يَجِدَهُ. وَالْخَصْلَةُ التَّاسِعَةُ: تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ؛ لِمَا تَرَى مِنَ النُّورِ عَلَى وَجْهِهِ. وَالْخَصْلَةُ الْعَاشِرَةُ: يُنَقِّي أَسْنَانَهُ حَتَّى تَبْرُقَ. وَالْخَصْلَةُ (الْحَادِيةَ عَشْرَةَ)
(1)
: تُشَيِّعُهُ الْمَلَائِكَةُ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَسْجِدِهِ لِصَلَاتِهِ فِي (الْجَمْعِ)
(2)
. وَالْخَصْلَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: تَسْتَغْفِرُ لَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ عِنْدَ رَفْعِ أَعْمَالِهِ فِي الْخَمِيسِ وَالِاثْنَيْنِ.
وَالْخَصْلَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ
(3)
. وَالْخَصْلَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: يُقَالُ لَهُ: هَذَا مُقْتَدٍ بِالْأَنْبِيَاءِ، يَقْفُو آثَارَهُمْ، وَيَلْتَمِسُ هَدْيَهُمْ. وَالْخَصْلَةُ
(1)
في (الإمام) تبعًا لأصله: "الحادي عشر"! وهكذا في بقية الأعداد حتى نهاية الحديث، والتصويب في جميعها من (البدر المنير 2/ 26 - 27).
(2)
في (الإمام): "الجميع"، والتصويب من (البدر المنير 2/ 26).
(3)
كذا في (الإمام)، وفي (البدر المنير 2/ 26):"الرحمة".
الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ: يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ مَنْ تَسَوَّكَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ. وَالْخَصْلَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: تُغْلَقُ عَنْهُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ. وَالْخَصْلَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ. وَالْخَصْلَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا طَاهِرًا مُطَهَّرًا. وَالْخَصْلَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: أَنَّهُ لَا يُعَايِنُ مَلَكَ الْمَوْتِ عِنْدَ قَبْضِ رُوحِهِ إِلَّا فِي الصُّورَةِ الَّتِي يُقْبَضُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ. وَالْخَصْلَةُ الْعِشْرُونَ: أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُسْقَى شَرْبَةً مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الرَّحِيقُ الْمَخْتُومُ-. وَالْخَصْلَةُ الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ قَبْرَهُ يُوَسَّعُ عَلَيْهِ، وَتُكَلِّمُهُ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِ، وَتَقُولُ: كُنْتُ أُحِبُّ نَغْمَتَكَ عَلَى ظَهْرِي، فَلَأَتَّسِعَنَّ عَلَيْكَ الْيَوْمَ وَأَنْتَ فِي بَطْنِي بِمَا يَقْصُرُ عَنْهُ مُنَاكَ.
وَالْخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ: فَإِنَّ قَبْرَهُ يَصِيرُ عَلَيْهِ أَوْسَعَ مِنْ مَدِّ الْبَصَرِ
(1)
. وَالْخَصْلَةُ الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ اللهَ عز وجل يَقْطَعُ عَنْهُ كُلَّ دَاءٍ، وَتَعْقُبُهُ كُلُّ صِحَّةٍ عَرَفَهَا فِي نَفْسِهِ فِي صِغَرِهِ إِلَى كِبَرِهِ. وَالْخَصْلَةُ الرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّهُ يُكْسَى إِذَا كُسِيَ الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَيُكْرَمُ إِذَا أُكْرِمُوا، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).
[الحكم]:
إسناده ضعيف لانقطاعه، والمتن منكر جدًّا، واستنكره ابنُ دقيقِ العيدِ، والعِراقي. وضعَّفه ابن حَجَر.
[التخريج]:
[نعيم (سواك- إمام 1/ 349 - 351)].
(1)
زِيدَ هنا في (الإمام): " وَتُكَلِّمُهُ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِ فِي لَحْدِهِ، وَتَقُولُ: كُنْتُ أُحِبُّ نَغْمَتَكَ عَلَى ظَهْرِي، فَلَأَسْتَقِرَّنَّ لَكَ الْيَوْمَ وَأَنْتَ فِي بَطْنِي بِمَا يَقْصُرُ عَنْهُ مُنَاكَ"، وهذه الجملة مكررة في الخصلة التي قبلها، فيبدو أن ذلك من سهو الناسخ، وهي غير موجودة في (البدر المنير 2/ 27).
[السند]:
رواه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 349) -: عن سُلَيمان بن أحمد (الطبراني)، عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَةَ، قال: ثنا عبد الوهاب بن نَجْدة، ثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عن ثور بن يزيدَ، عن خالد بن مَعْدان، أن أبا الدَّرْداء قال:
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه؛ فخالد بن مَعْدان لم يسمع من أبي الدَّرْداء، قاله الإمام أحمد (المراسيل لابن أبي حاتم 182)، وانظر (جامع التحصيل 1/ 171).
وقال المِزِّي: "روَى عن أبي الدَّرْداء، ولم يَذكر سماعًا منه"(تهذيب الكمال 8/ 168).
وقال الذهبي: "أرسل عن: معاذ بن جبل، وأبي الدَّرْداء"(سير أعلام النبلاء 4/ 537).
وبهذه العلة ضعَّفه العراقي، فقال:"خالد بن مَعْدان لم يسمع من أبي الدَّرْداء، والحديث في متنه نكارةٌ، وهو موقوف"(فيض القدير 4/ 451).
وقال ابن دقيقِ العيدِ: "في متنه نكارةٌ، وهو موقوفٌ غير مرفوع"(الإمام 1/ 351)، وأقرَّه ابن المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 27).
وقال ابن حجر: "ذكر القُشَيْري بلا إسناد عن أبي الدرداء، قال: عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ فَلَا تُغْفِلُوهُ
…
" فذكره، ثم قال: "لا أصلَ له، لا من طريق صحيحٍ، ولا ضعيف" (التلخيص الحَبير 1/ 119)
(1)
.
(1)
وقلَّده في ذلك - كالعادة - العَيْني في (عمدة القاري 6/ 182)، و (البناية 1/ 204).
قلنا: هذا ذُهولٌ من الحافظ رحمه الله؛ فإن القُشَيْري - ويعني: ابنَ دقيقِ العيدِ- قد ذكر إسنادَه كما نقلْناه من كتابه، بل ونقله منه أيضًا ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير 2/ 25)، وهو أصْلُ كتاب (التلخيص الحَبير).
* * *
1117 -
حَدِيثُ الْحَسَنِ مُرْسَلًا:
◼ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((فِي السِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ: يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْقِصُ الْبَلْغَمَ، وَيُصْلِحُ الْمَعِدَةَ، وَيَشُدُّ الْأَسْنَانَ، وَيُذْهِبُ الْحَفْرَ، وَيُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيُرْضِي الرَّبَّ، وَتُحِبُّهُ الْمَلَائِكَةُ، وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ، وَيَزِيدُ فِي حَسَنَاتِ الصَّلَاةِ)).
[الحكم]:
مرسل ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[ضحة (ق 19/ أ)].
[السند]:
قال عبد الملك بن حبيب في (الواضحة): حدثني ابن المُغيرة، عن بِشْر بن حكيم، عن الحسن، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه- مع إرساله- ابنُ المغيرة، وهو عبد الله بن محمد بن المُغيرة؛ قال الذهبي:"كوفي متروك، سكَن مِصْرَ، وروَى الطامات"(تاريخ الإسلام 5/ 102)، وانظر (لسان الميزان 4395).
وبِشْر بن حكيم؛ لم نقف له على ترجمة بعد طول بحث.
* * *
1118 -
حَدِيثُ حُذَيْفَةَ:
◼ عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((الْكُحْلُ فِي الْعَيْنِ يُنْبِتُ الْأَضْرَاسَ، وَالسِّوَاكُ فِي الْفَمِ يَجْلُو الْبَصَرَ))
(1)
.
[الحكم]:
إسناده مظلم.
[التخريج]:
[فر (نقلًا من حاشية كتاب "الفردوس" طبعة دار الكتاب العربي حديث رقم 4972)]
[السند]:
أخرجه أبو منصور الدَّيْلمي في (مسند الفردوس)، قال: أخبرناه الشيخ الإمامُ الحافظ أَبي- رحمه الله، أخبرنا أبو الفضل القُومِساني، حدثنا ابن فَنْجُويه، حدثنا محمد بن الحسين الرازي، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي، حدثنا محمد بن طلحة العَرُوضي، حدثنا عَمرو بن هاشم القُرشي، حدثنا أبو عُبَيدة، حدثنا رِبْعِي، عن حُذيفة، به مرفوعًا.
[التحقيق]:
هذا إسناد مظلم؛ فيه:
(1)
كذا في "الفردوس" طبعة دار الكتاب العربي، وأحال محققه السند الذي ذكره في الحاشية عليه، ولكن في طبعة (دار الكتب العلمية 4937)، بلفظ:"الْكُحْلُ فِي الْعَيْنَيْنِ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَالسِّوَاكُ فِي الْفَمِ يُثَبِّتُ الْأَضْرَاسَ"، وبنحوه في (كَنز العمال 17208)، ولكن في أصله (جمع الجوامع 4/ 105):"الْكُحْلُ فِي الْعَيْنَيْنِ يُثَبِّتُ الْأَضْرَاسَ، وَالسِّوَاكُ فِي الْفَمِ يَجْلُو الْبَصَرَ"، وفي (نزهة المجالس للصَّفُّوري 1/ 197):((التَّكَحُّلُ فِي الْعَيْنَيْنِ يُحِدُّ الْبَصَرَ، وَالسِّوَاكُ يُثَبِّتُ الْأَضْرَاسَ)).
* أبو عُبَيدة: لم نستطع تمييزَه.
* وعَمرو بن هاشم القُرَشي، لم نجد له ترجمة، إلا أن يكون عَمرو بن هاشم أبا مالك الجَنْبي الكوفيَّ، وهو "ليِّن الحديث"(التقريب 5126).
* ومحمد بن طلحة العَروضي، لم نعرفْه.
* وكذا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي، لم نعرفه.
ولعل في أسمائهم تصحيفًا، والله أعلم.
* * *
1119 -
حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ حُذَيْفَةَ:
◼ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي السِّوَاكِ؛ لَبَاتَ مَعَ الرَّجُلِ فِي لِحَافِهِ)).
[الحكم]:
لا أصل له.
[التحقيق]:
ذكره الزَّمَخْشَري في كتابه (ربيع الأبرار 2/ 280)، وأبو الفتح الأَبْشِيهي في (المستطرف في كل فن مستظرف ص 14)، بلا سندٍ.
والظاهر أنه من الموضوعات، والله أعلم.
* * *