الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
182 - بَابُ الِاسْتِيَاكِ عِنْدَ دُخُولِ الْبَيْتِ
1201 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ؛ قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: ((بِالسِّوَاكِ)).
[الحكم]:
صحيح (م).
[التخريج]:
[م (253/ 43)"والرواية له"، (253/ 44)"واللفظ له" / د (2/ 46/حاشية)
(1)
/ ن 8 / كن 7 / جه 292 / حم 24144، 25553، 25592 / خز 144 / حب 1069/ عه 548، 549 / ش 1796 / حق 1577، 1578 / منذ 339، 340 / قناع 7 / طوسي 21 / مسن 589، 590 / هق 142 / بغ 201 / نبغ 509 / حداد 231 / خط (8/ 246 - 247) / ثوري 173 / تد (2/ 235) / مستغفط (ق 171)]
[السند]:
قال مسلم (253/ 44): وحدثني أبو بكر بن نافع العَبْدي، حدثنا
(1)
كذا أثبته محقِّقو طبعة التأصيل في الحاشية؛ لأنه من رواية ابن داسَة، وقد اعتمدوا في الأصل روايةَ اللُّؤْلُؤي، وهو مثبَتٌ في غيرها من الطبعات في متن الكتاب.
عبد الرحمن، عن سُفْيانَ، عن المِقْدَام بن شُرَيح، عن أبيه، عن عائشةَ، به.
ورواه أحمد (25553) عن عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سُفيانَ الثَّوْري، به.
وقال مسلم أيضًا (253/ 43): حدثنا أبو كُرَيب محمد بن العَلاء، حدثنا ابن بِشْر، عن مِسْعَر، عن المِقْدَام بن شُرَيح، عن أبيه، قال: سألتُ عائشةَ
…
فذكره.
وقال ابن مَنْدَهْ بعد إخراجه: "هذا إسناد مجمَعٌ على صحته من حديث جماعةٍ، عن مِسْعَرٍ والثَّوْريِّ وغيرِه"(الإمام لابن دقيق 1/ 338).
* * *
رِوَايَة: ((يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا دَخَلَ تَسَوَّكَ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ؟ قَالَتْ: ((كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، [فَيُصَلِّي بِهِمْ]، فَإِذَا دَخَلَ [الْبَيْتَ] تَسَوَّكَ)).
[الحكم]:
صحيح، وجوَّده الألباني.
[التخريج]:
[حم 26168 "واللفظ له" / حق 1579 "والزيادتان له" / غيل 859 / كر (23/ 66)، (73/ 154)]
[السند]:
أخرجه أحمد (26168) قال: حدثنا مُصَعب بن المِقْدام، قال: حدثنا
إسرائيلُ، عن المِقْدام، عن أبيه، أنه سأل عائشةَ
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقاتٌ، عدا مصعب بن المِقْدام، فـ"صدوقٌ له أوهامٌ"، كما في (التقريب 6696)، إلا أنه متابَعٌ؛
فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في (مسنده 1579): عن عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيلَ، به.
وعُبيد الله بن موسى، ثقةٌ من رجال الشيخين، بل هو من الأثبات المقدَّمين في إسرائيلَ خاصَّةً؛ قال أبو حاتم الرازي:"عُبيدُ الله أثبتُهم في إسرائيلَ، كان إسرائيلُ يأتيه فيقرأُ عليه القرآنَ، وهو ثقة"(الجرح والتعديل 5/ 335).
وأخرجه أبو بكر الشافعي في (الغَيْلانيات) - ومن طريقه ابنُ عساكرَ في (تاريخه) -: عن محمد بن غالب (تَمْتَام)، عن عبد الصمد بن النُّعْمان، عن إسرائيلَ، به.
وتَمْتَام حافظٌ مشهور، وعبد الصمد مختلَفٌ فيه؛ فلا بأس به في المتابعات.
ولذا قال الألباني: "هذا إسناد جيِّد؛ محمد بن غالب هو: تَمْتَام، وهو حافظ متْقِنٌ، فيه
كلامٌ يسير
…
وشيخُه عبد الصمد هو: ابن النُّعْمان، مختلَفٌ فيه، ترجمَتُه في "الميزان"
و"اللسان"، وقال الذهبي في "الضعفاء":"صدوق مشهور". ومَن فوقه ثقاتٌ مِن رجال مسلم" (الضعيفة 13/ 510).
* * *
رِوَايَةٌ مُطَوَّلَةٌ فِي صِفَةِ قِيَامِ اللَّيْلِ:
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ شُرَيْحًا سَأَلَهَا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ:((كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ الْغَدَاةِ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَّ النَّاسَ لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ)). فقال لها شُرَيح: فَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا رَجَعَ إِلَيْكِ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَتْ: ((كَانَ يَبْدَأُ بِالسِّوَاكِ)).
[الحكم]:
إسناده حسَن.
[التخريج]:
[حق 1809 "واللفظ له" / كر (23/ 66)، (73/ 154)]
[السند]:
أخرجه إسحاق بن راهويه في (مسنده 1809) قال: يحيى بن يحيى، نا يزيد بن المِقْدام بن شُرَيح، عن أبيه المِقْدام، عن أبيه شُرَيح بن هانِئ، عن عائشةَ، به.
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخه 23/ 66)، و (73/ 154) من طريق أبي العباس السَّرَّاج، عن قُتَيْبة بن سعيد، عن يزيدَ، عن المِقْدام، عن أبيه، به مقتصِرًا على الفقرة الأخيرة.
[التحقيق]:
هذا إسناد حسَن؛ رجاله ثقاتٌ إلا يزيدَ بن المِقْدام، فـ"صدوق"، قال يحيى بن مَعِين، وأبو داود، والنَّسائي:"ليس به بأسٌ"، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات)، وقال أبو حاتم الرازي:"يُكتَب حديثُه". وشَذَّ عبد الحق الإشْبيلي فضعَّفه! فتعقَّبه ابن القَطَّان، وقال:"لا أعلمُ أحدًا قال فيه ذلك".
قال الحافظ: "وهو كما قال"(تهذيب التهذيب 11/ 362). وقال في (التقريب 7781): "صدوق، أخطأَ عبدُ الحق في تضعيفه". وقال الذهبي: "ضعَّفه عبدُ الحق بلا حُجة"(ميزان الاعتدال 7/ 263).
* * *
رِوَايَة: ((كَانَ يَبْدَأُ بِالسِّوَاكِ، وَيَخْتِمُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ بَيْتَكِ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَخْتِمُ؟ قَالَتْ:((كَانَ يَبْدَأُ بِالسِّوَاكِ، وَيَخْتِمُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:((كَانَ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ: السِّوَاكَ، وَآخِرُهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ)).
[الحكم]:
إسناده ضعيف بهذا السياق.
[التخريج]:
[حم 24795 "والرواية له"، 25487 "واللفظ له"، 25997]
[السند]:
أخرجه أحمد (24795): حدثنا أَسْود بن عامر، قال: حدثنا شَريك، عن المِقْدام بن شُرَيح، عن أبيه، عن عائشةَ، به بلفظ الرواية الأولى.
وأخرجه أحمد (25487، 25997)، عن يزيدَ بن هارونَ، عن شَريك، به بلفظ الرواية الثانية.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ شَريك هو: ابنُ عبد الله النَّخَعي، قال الحافظ:"صدوق يخطئ كثيرًا"(التقريب 2787).
وظاهر هذه الروايةِ مخالِفٌ لروايتَيْ إسرائيلَ ويزيدَ السابقتَيْنِ؛ ففي روايتيْهِما أنه كان يصلِّي ركعتَيِ الفجر ثم يخرج لصلاة الفجر، فإذا دخل تسوَّك.
أما في رواية شَريك هذه؛ فظاهرُها أنه كان يستاك، ثم يصلي ركعتي الفجر.
وإن كانت كلُّ فقرة على حِدة ثابتةً كما في الروايات السابقة، والله أعلم.
* * *
رِوَايَة: ((وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، وَإِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكِ؟ قَالَتْ:((كَانَ يَبْدَأُ إِذَا دَخَلَ بِالسِّوَاكِ، وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)).
[الحكم]:
شاذٌّ بهذا اللفظ، واستنكره الألباني.
[التخريج]:
[حب 2514]
[السند]:
قال ابن حِبَّان: أخبرنا محمد بن الحسين بن مُكْرَم
(1)
بالبصرة، حدثنا
(1)
تصحَّف في المطبوع، إلى "الحسن"، والتصويب من (إتحاف المهرة 21728)، وكتب التراجم، وهو حافظ مشهور، كما ستراه في التحقيق. وقد أكثرَ مِن الرواية عنه ابنُ حِبَّان في "صحيحه"، وكذا أكثرَ مِن ذكره في كتابه "الثقات".
أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا شَريك، عن المِقْدام بن شُرَيح، عن أبيه، عن عائشةَ، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجالُه ثقات، خلا شَريك، وقد تقدَّم الكلامُ عليه.
ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم شيخُ ابن حِبَّان: وثَّقه الدارَقُطْني، كما في (سؤالات السَّهْمي له 27)، ووصفه ابنُ حِبَّان في (صحيحه 3980) بالحافظ، وأثنَى عليه إبراهيم بن فَهْد (تاريخ بغداد 3/ 21)، وقال الذهبي:"الإمام الحافظ البارِعُ الحُجَّة"(السير 14/ 286)، وانظر (تذكرة الحفاظ 2/ 216)، و (إرشاد القاصي والداني 865).
إلا أنه قد خُولِف في متْنِه؛ فقد أخرجه أحمد (24795) عن أَسْودَ بن عامر، وبرقْم (25487، 25997) عن يزيدَ بن هارونَ؛ كلاهما عن شَريك
…
به بلفظ: ((وَيَخْتِمُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)).
وكذا رواه إسرائيلُ بن يونسَ، ويزيدُ بن المِقْدام، عن المِقْدام، به، بتقييد الركعتين بركعتَيِ الفجر.
وعلى هذا؛ فلفظةُ: ((وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)) على إطلاقها هكذا لا تثبُتُ؛ إذ إنها تفيد سُنِّيَّةَ صلاةِ ركعتين عند الخروج من البيت، كما بوَّب عليه ابنُ حِبَّانَ بقوله:"ذِكر ما يُستحَب للمرء إذا أراد الخروجَ من بيته أن يودِّعه بركعتين".
ولذا قال الألباني: "منكَر". ثم تكلَّم على إسناده، ومخالفةِ شيخِ ابن حِبَّانَ لغيره، ثم قال:"ففي رواية ابنِ حِبَّان اختصارٌ حملَه على أنْ ترجم له بقوله: "ذِكر ما يُستحَب للمرء إذا أراد الخروجَ من بيته أن يودِّعه بركعتين"!، وهذا خطأٌ نشأَ من وهَمٍ، لعله من شيخ ابنِ حِبَّان الذي لم أعرفه، أخطأ فيه على ابن أبي شَيْبة"(الضعيفة 6235).
وقال أيضًا: "وجملة القول: أن حديث الترجمةِ وقع لابن حِبَّانَ مختصَرًا؛ فأوهم معنًى آخَرَ"(الضعيفة 13/ 510).
قلنا: وشيخ ابن حِبَّانَ لم يَعرفْه الشيخ الألبانيُّ؛ لأنه تصحَّف في مطبوع ابن حِبَّان إلى "محمد بن الحَسن بن مُكْرم"، والصواب أنه:"محمد بن الحُسين بن مُكْرم". وقد تقدم التنبيهُ عليه.
* * *