المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حقوق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته] - رسالة في أسس العقيدة

[محمد بن عودة السعوي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة في العقيدة الإسلامية]

- ‌[تعريف العقيدة]

- ‌[أصول العقيدة الإسلامية]

- ‌[منزلة علم العقيدة الإسلامية]

- ‌[مصدر تلقي العقيدة الإسلامية]

- ‌[الاعتقاد والعلم والواجب على المكلف]

- ‌[أصول الإيمان]

- ‌[الأصل الأول الإيمان بالله]

- ‌[وجود الله تعالى]

- ‌[توحيد الربوبية]

- ‌[توحيد الألوهية]

- ‌[شروط لا إله إلا الله]

- ‌[العبادة]

- ‌[معنى العبادة لغة وشرعا]

- ‌[الأصول التي تبنى عليها العبادة]

- ‌[شرطا قبول العبادة]

- ‌[أنواع العبادة]

- ‌[الكفر والشرك والنفاق]

- ‌[التوسل]

- ‌[وسائل الشرك]

- ‌[توحيد الأسماء والصفات]

- ‌[الأسس التي يقوم عليها توحيد الأسماء والصفات]

- ‌ أسماء الله وصفاته

- ‌[الأصل الثاني الإيمان بالملائكة]

- ‌[الأصل الثالث الإيمان بالكتب]

- ‌[الأصل الرابع الإيمان بالرسل]

- ‌[أولو العزم]

- ‌[عموم رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم]

- ‌[ختم النبوة به صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الأصل الخامس الإيمان باليوم الآخر]

- ‌[العقل ودلالته على البعث]

- ‌[وقت الساعة]

- ‌[نعيم القبر وعذابه]

- ‌[الحشر]

- ‌[العرض والحساب]

- ‌[الميزان]

- ‌[صحائف الأعمال]

- ‌[الصراط]

- ‌[القنطرة]

- ‌ الجنة والنار

- ‌[الحوض]

- ‌[الشفاعة]

- ‌[الأصل السادس الإيمان بالقدر خيره وشره]

- ‌[مراتب الإيمان بالقدر]

- ‌[مسائل الإيمان]

- ‌[مسمى الإيمان]

- ‌[زيادة الإيمان ونقصانه]

- ‌[حقوق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته]

- ‌[المراجع]

الفصل: ‌[حقوق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته]

{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178](البقرة الآية: 178) فجعل القاتل وولي المقتول أخوين في الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر:«لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم» رواه البخاري عن أبي هريرة.

والدليل على أن إيمانه ليس كاملا قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر، وقوله:«لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

وقد ثبت الزنا والسرقة وشرب الخمر على أناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحكم فيهم بحكم المرتد ولا أمر بقطع الموالاة بينهم وبين جمهور المسلمين، بل أقام عليهم الحدود الشرعية.

والدليل على أنه في الآخرة تحت مشيئة الله قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48](النساء الآية: 48) .

والدليل على أنه إن أدخل النار لا يخلد قوله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، وإن زنا وإن سرق» رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر، وقوله صلى الله عليه وسلم:«يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: (أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان) » رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري.

[حقوق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته]

حقوق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته: لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم حقوق يجب القيام بها، فعلينا أن نحب آل بيت رسول الله ونتولاهم ونذب عنهم امتثالا لقوله تعالى:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23](الشورى الآية: 23)

ص: 83

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم عن زيد بن أرقم، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهم مع الصلاة عليه، فقال لنا قولوا:«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. . .» الحديث.

وأهل بيته أقاربه الذين حرمت عليهم الصدقة، ومن أهل بيته أمهات المؤمنين زوجاته في الدنيا وهن زوجاته في الآخرة.

وكذا نحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتولاهم ونترضى عنهم ونعتقد عدالتهم ونقبل ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ومراتبهم، ونشهد بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.

ونؤمن بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، وأن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة.

ونمسك عما شجر بينهم فلا نخوض فيه، فهم صفوة هذه الأمة التي هي خير الأمم، قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110](آل عمران الآية 110)، وقال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100](التوبة الآية: 100)، وقال صلى الله عليه وسلم:«خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» الحديث في الصحيحين عن عدد من الصحابة، وقال صلى الله عليه وسلم:«لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» رواه البخاري ومسلم.

وما ينسب إليهم في بعض الكتب من مساوئ، فأكثره كذب افتراه أعداؤهم، ومنه ما قد زيد فيه ونقص وغيره عن وجهه الصحيح، وما ثبت منه فهم فيه معذورون، لأنه إما أن يكون صدر عن اجتهاد أصابوا فيه أو أخطأوا، أو تابوا منه، إذ هم غير معصومين، بل تجوز عليهم الذنوب في

ص: 84

الجملة، لكن لهم من الرسوخ في الخيرات والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من أسباب الغفران ما ليس لمن بعدهم، وبكل حال فما يذكر في هذا السبيل فهو قليل مغمور في بحر فضائلهم ومحاسنهم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن ذكرهم بقوله - بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10](الحشر الآية: 10) .

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

ص: 85