الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالجملة فهم أهل سيادة وطريق وسيأتي ذكر قريب المترجم عبد القادر وقريبه الآخر مصطفى كل في محله ان شاء الله تعالى.
أحمد الموقت
أحمد بن محمد بن يحيى الشهير بالموقت القدسي المولد الغزي الأصل المالكي ثم الحنفي العلامة المحدث كان له التضلع من العلوم سيما في علم الميقات وفضله مشهور رحمه الله تعالى أنتقل بعض جدوده من غزة هاشم العذبة المورد وهو من ذرية أبي العزم أحد أولياء المغاربة المشاهير وكان بيت المترجم بيت الميقات عن أبيه عن أجداده الثقات في جامع الأقصى فجد وشمر ذيله للطلب بالاجتهاد والاستعداد وبذل أوقات عنفوان شبابه في التحصيل وهجر المضاجع وأسهر الجفون لاقتناص الذخائر وكان له ذكاء مفرط وهمة شامخة وقرأ العلوم ببلدة القدس ولم يذق كربة الغربة أو أن تحصيله للعلوم وأخذ عن الشيخ عامر وعن الشيخ محمد الخليلي ولما انفك يستفيد الغرر ويستزيد حتى جلس على منصة التصدر للأفادة وأجازوه شيوخه فبث العلوم بالأقصى وصار منهلاً للصادر والوارد بعد ما تضلع من أعذب الموارد ونشر العلوم والنتائج وأنتهت له حقائق العلوم العقلية وألقت إليه مقاليدها العلوم النقلية وكان يتعاطى المتاجر الدنيوية بحيث لا تمد عينه إلى أهل التمتعات بكرم الغرباء لا سيما أهل العلم ويمنحهم البشاشة وتولي افتاء الحنفية بالقدس مرتين مدة يسيرة وما طابت له فكأنت عليه عسيرة وكأنت عليه المدرسة الافضلية وجمع بين امامة الصخرة وامامة المالكية وكأنت له الثروة العظيمة ثم آخر عمره لازم العبودية في الدياجر سيما وقت السحر فكأنت يحييه في مغارة الصخرة المشرفة لا يفتر عن ذلك مع الاشتغال بالمطالعة والمراجعة إلى أن توفي وكأنت وفاته في يوم الجمعة عاشر جمادي الأولى سنة احدى وسبعين ومائة وألف ودفن بمقبرة ما من الله وسيأتي ذكر ولده في محله وولده أحمد كان من أعيان القدس ورؤسائها وتوفي سنة ست وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
أحمد الكواكبي
أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي الحلبي الحنفي مفتي الحنفية بها العلامة الصدر والعلم العالم الأديب الماهر الفرد الوحيد ناشر ألوية الفضل وحامل لوائه والوارث المجد عن آبائه كان من أعيان العلماء محققاً فضيلته شهيرة دائماً مشغولاً
بالمطالعة والعبادة صارفاً عمره بالاشتغالات في العبارات العلمية عابداً فالحاً ولد بحلب في سنة أربع وخمسين وألف ونشأ بها وأخذ العلم عن علمائها الفحول والواردين اليها وقرأ التفسير على والده المحقق المولي الكواكبي والفقه على الشيخ زين الدين أمين الفتوي وأخذ المعقولات عن الفاضل السيد أبي بكر المعروف بنقيب زاده والحديث عن الشيخ أبي الوفا العرضي والآلات عن الشيخ عثمان الشعيفي وأخذ كثيراً من الفنون على كثير من العلماء منهم الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني ثم المدني وبرع وفاق وفهد بفضائله الآفاق وألف وأفاد وصنف وأجاد وكتب على مواضع كثيرة في التفسير ودون حاشية على جزء البنا وحاشية على منظومة والده التي في الفروع المسماة بالفرائد السنية وشرحها الفوائد السمية وحاشية على منظومة والده في الاصول المسماة منظومة الكواكب وشرحها ارشاد الطالب وله تحريرات على المطول والتلويح وغير ذلك لكنه لم يخرج أكثرها من المسودات ولازم المولى شيخ الاسلام علامة الافاق يحيى بن عمر المنقاري ودخل طريق المدرسين والموالي في دار الملك قسطنطينية المحمية وعزل عن مدرسة بأربعين عثماني ففي سنة ست وتسعين وألف توفي والده الشهير العلامة فأعطى مكانه فتوى حلب بلدته مع مدرسة الخسروية باعتبار رتبة السليمانية ففي سنة ست ومائة وألف في ذي الحجة أعطى رتبة قضاء القدس الشريف ثم في سنة عشرين ومائة وألف في شعبانها أعطى قضاء ازنيق على طريق الاربلق في سنة احدى وعشرين ومائة في جمادي الأولى أعطى قضاء طرابلس الشام وبعد عزله توجه إلى القسطنطينية وجرى له مع علمائها مباحث ومذاكرات نفيسة في أنواع العلوم وله في أهلها القصائد اللطيفة والمدائح البديعة الا أنها لم تدون ولما كان قاضياً بطرابلس الشام أنشد فيه ممتدحاً العالم الشيخ محمد التدمري الطرابلسي قوله
على فترة قاض أتانا كيوشع
…
فردت شموس الفضل بعد الغياهب
فقل للمدعي أن رام يبلغ شأوه
…
محال ومن يبلغ بلوغ الكواكب
وقد ترجم المترجم خاتمة البلغاء السيد الأمين المحبي الدمشقي في ذيل نفحته وذكر له من شعره وقال في وصفه سابق حلبة الاحسان والحجة البالغة في فضل الانسان بهمة دونها فلك التدوير وشهاب تابى أن تنطبع في غالب التصوير لا يبعد على قدره نيل السها ولا تعز على شيمته في المعاني سدرة المنتهى وثائقه في المجد ثابتة وأغصان محامده في رياض الشرف نابته فهو أعظم من أن يفي قول بأوصافه وأكبر من ان يقاس طول بمعروفه وأنصافه وهو الآن مفتي تلك الديار وعند حماه تلقى
عصاه التسيار فهو كالكعبة يزار ولا يزور وأم الفضائل بمثله مقلاة نزور وتأليفه وتحريراته وفتأويه وتقريراته مل النواظر والمسامع ورونق المحافل والمجامع ولاقلامه صرير من سرور الصواب بتحرير فتأوي شقت صدور الجواب وله شعر تسمو به البراعة وتعلو وتنمو به فرائد البراعة وتغلو فمنه قوله مضمناً مطلع قصيدة المتنبي
دار للمياء كنت أعهدها
…
يجمع شمل السرور معهدها
أقوت فلا ريمها وربربها
…
بها ولا ريمها وخردها
لا تلحي أن وقفت أنشدها
…
بيت أخي الشعر وهو سيدها
أهلاً بدار سباك أغيدها
…
أبعد ما بان عنك خردها
وكف عن عبرة أحدرها
…
فيها وعن زفرة أصعدها
هل هي الابلوي أحققها
…
ونار وجد بالدمع أخمدها
ما لبنات الهديل تطربني
…
ألحانها عندما ترددها
حمائم كلما هتفن ضحى
…
يشب من لوعتي توقدها
أبكي وتبكي معي فنحن كذا
…
تسعدني تارة وأسعدها
يا من لنفس عن برئها عجزت
…
أسانها واستعاذ عودها
ومهجة قد قضت صبابتها
…
لها وقد خانها تجلدها
ساروا بريا الشباب ناعمة
…
يزين أعطافها ناؤدها
ما لغصون النقا موشحها
…
ولا لسرب المها مقلدها
ساروا ولي في حمولهم كبد
…
تائهة ما أطيق أرشدها
بالله يا حاد بي ركائبها
…
قفوا لعلي في الركب أنشدها
في كل يوم دار أفارقها
…
وأهل دار بالرغم أفقدها
ترمي النوى بي وناقتي سعة
…
للبيد ينضي المطي فدفدها
أرح بمثواك همة تعبت
…
وعزبلاً لا تزال تجهدها
سينظر الناس بعدها ويرى
…
أطواق مدحي لمن أقلدها
قيل فأي الكرام تطلب أو
…
تقصد والحال أنت أحمدها
قلت منجي العباد هاديها
…
إذا ما عرت ومرشدها
وقوله
بالله ان لحظات فتان الهوى
…
لحظت فكن للناس أكبر ناسي
متهتكاً في هاتك بجماله
…
بل فاتك بقوامه المياس
وإذا جلست إلى المدام وشربها
…
فاجعل حديثك كله في الكاس
وتنأول الافراح من حالاتها
…
بالزق أو بالدن أو بالطاس
واجعل نديمك فيه غير مقصر
…
ابن الكرام لبنت كرم حاسي
الراح طيبة وليس تمامها
…
الا بطيب خلائق الجلاس
ومديرها رشأ كأن عيونه
…
وسنانة كالنرجس النعاس
فاشرب ولا تقنع بحسو قليلها
…
فأقل فعل الخمر ميل الرأس
وإذا مللت من المدام فثغره
…
نعم المدام الطيب الانفاس
قوله متهتكاً في هاتك البيت إلى آخره والذي بعده هما لأبي نواس من خمرية له وقوله من قصيدة
يا رشادي وابن منى رشادي
…
غاب عني مذ غاب عني فؤادي
كان عهدي به باطلال سلع
…
ضل مني ما بين تلك الوهاد
أسرته من ساكنيه مهاة
…
فهو في أسرها ليوم المعاد
فهو في قبضة الجمال معنى
…
في هواها وهالك دون وادي
يا خليلي عرجاً نحو سلع
…
وأنشداه من رائح أو غادي
وأشرحا حالتي وسقمي لمى
…
وغرامي بها وطول سهادي
وأبكيا لي بين الطأول بدمع
…
فدموعي قد آذنت بنفاد
عل ذات الحمي ترق لصب
…
قد خفي رقة عن العواد
وابلغ ما قيل في معناه قول الخالدي أبي بكر رحمه الله تعالى
مهدد خانه التفريق في أمله
…
اضناه سيده ظلماً بمرتحله
فرق حتى لو أن الدهر قاد له
…
حيناً لما أبصرته مقلتا أجله
وأغرب منه قول أبي الطيب المتنبي
ولو قلم ألقيت في شق رأسه
…
من السقم ما غبرت من خط كاتب
وقول أبي الطيب أيضاً
ابلي الهوى اسقا يوم النوى بدني
…
وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخيال إذا
…
أطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفي بجسمي نحولاً أنني رجل
…
لولا مخاطبتي اياك لم ترني
وألطف منه قول الثماد الواسطي
قد كان لي فيما مضى خاتم
…
والآن لو شئت تمنطقت به
وذبت حتى صرت لو زج بي
…
في مقلة النائم لم ينتبه
وقول كشاجم
وما زال يبري أعظم الجسم حبها
…
وينقصها حتى لطفن عن النقص
فقد ذبت حتى صرت ان أنا زرتها
…
آمنت عليها أن يرى أهلها شخصي
وقال الأديب أبو بكر العمري الدمشقي
كدت أخفي من ضنا جسدي
…
عن عيون الجن وأبشر
وقال بعضهم
براني الهوى بري المدى وإذا بنى
…
صدودك حتى صرت انحل من أمس
ولست أرى حتى أراك وانما
…
يبين هباء الذر في الق الشمس
وللمترجم
ان لم يكن لي أجداداً سود بهم
…
ولم تثبت بنو الشهباء لي شرفا
ولم أنل من ملوك العصر منزلة
…
لكان فخري في ذا العلم منه كفى
وبعد نفيه وأجلائه إلى قبرس وعزله عن الافتاء بلا جناية تقتضي ذلك ارتحل للروم وكان خلاصه على يد الوزير الصدر علي باشا فألف كتاباً باسم السلطان أحمد خان وهو مبني على تعريف السلطان والرعايا وما يجب له عليهم وما يجدهم عليه وجمع به نوادر ومسائر علمية وغير ذلك وأعقبه بنثر هو فرائد جمان ودرر وامتدح الوزير بقصيدة يذكر بها تراكم الخطوب عليه ومطلعها
حلف الزمان يمينه مأجورا
…
من دون مجدك لا يروم وزيرا
وبلابل الافراح غنت في الربا
…
طرباً بمن ملأ الوجود سرورا
بجدد الدين الذي علم الهدى
…
لا زال في ساحاته منشورا
صدر له شم المعالي رتبة
…
بالصدق يعرف ظاهراً وضميرا
انسان عين الدهر جوهره الذي
…
ما مثله بين الانام نظيرا
ألقت له الدنيا مقاليد الملا
…
فغدا العصي بعزمه مأسورا
تجري الأمور بوفق ما يختاره
…
فالعسر كان ببابه ميسورا
ما قابلته كتيبة الا غدا
…
سلطانها من بأسه مقهورا
فكان وقع سيوفه في حامهم
…
قلم يسطر طرسهم تسطيرا
كل الولاة لأمره منقادة
…
حتى الزمان غدا له مأمورا
يا أيها البدر الذي في أفقه
…
أضحى على أهل الزمان منيرا
بشرت طالعت السعيد بأنه
…
في الخافقين بنى علا وقصورا
هابتك أجناس الحلائق كلهم
…
وغدا الكبر براحتيك صغيرا
وعلى قدر شارفت شرفاته
…
شرف النجوم غدا لديك حقيرا
لك هيبة لولا تبسم سنك ال
…
ضحاك ألقت في القلوب سعيرا
منها
والعبد يعرض حاله فلقد غدا
…
بالعزل ظلماً جابراً مكسورا
فغدا يكابد همه وغمومه
…
في قعر دار لا يريد سمرا
يدعو لسلطان البسيطة والذي
…
أضحى بنصرة دينه مشهورا
بعلاك يرجو أن يكون مؤيداً
…
في خدمة تدع الفقير أميرا
أيحل من كأنت تراجعه الورى
…
من كل مصر أن يرى محجورا
فإذا تصادمت الفحول بمشكل
…
أضحى بخافيه البهيم بصيرا
وغدا يقول الفاضلون بأنه
…
فخر غدا للفاضلين أميرا
وامنن على قوم كرام لم يروا
…
مما دهاهم منقذا ونصيرا
كانوا بحال في الغنا متوسط
…
حالت إلى حال أراه خطيرا
لا زلت في أوج المعالي صاعداً
…
متأيداً متأبداً منصورا
وأسلم ودم تمضي أمورك في الورى
…
كمضاء سيف لم يزل مشهورا
وامتدح بالقصائد من دمشق وغيرها فممن مدحه الأمين المحبي المذكور
يهيجني للوجد ذكر الحبائب
…
وللمدح أشواقي كوصف الكواكبي
همام به الشهباء تسمو وتعتلي
…
وتجري على مضمارها بالغرائب
فتى لبس المجد الموئل فخره
…
فكان إذا كشاف كل النوائب
إذا فسروا وألتفت الساق بينهم
…
ودارت رحاهم في دقيق التشاغب
فما عد لو أمنه بمثل ابن عادل
…
ولا فخروا بالفخر عند الثعالبي
وان حدثوا قال البخاري ليته
…
تقدمني يوماً ليسند جانبي
وان ذكروا الاسناد سلم مسلم
…
فمن فوقه حتى البراء بن عازب
ومهما رووا قال الامامان سلموا
…
له فهو منا عوض ضربة لازب
ومهما نحوا بز الكسائي ثوبه
…
وجر به عمرو ذيول المآرب
وان وزنوا قال الخليل بن أحمد
…
عروض عروضي ثم غير مناسب
وان نظموا قال ابن أوس مدائحي
…
سبايا وقال البحتري نسائي
جواد تناجي الفكر آثار جوده
…
بأن ثرى ناديه مثوى المواهب
لقد سارت الركبان شرقاً ومغرباً
…
بأوصافه الغر النقايا المناقب
ترقرق ماء الشرفية ورنقت
…
على خلقه الأيام صفو المشارب
له سؤدد لو كان للشهب أصبحت
…
شموس نهار لا نجوم غياهب