المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قدس الحي سر قطب سني … صادق الحال أحمد النحلأوي   ‌ ‌أحمد - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ١

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الهمزة

- ‌إبراهيم الخلوتي

- ‌إبراهيم الكوراني

- ‌إبراهيم الصالحاني

- ‌أمين الفتوى

- ‌إبراهيم بن سليمان الجينيني

- ‌إبراهيم بن صاري حيدر

- ‌إبراهيم الحافظ

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌البهنسي

- ‌إبراهيم الحكيم

- ‌إبراهيم بن طوقان

- ‌إبراهيم الميداني

- ‌إبراهيم القرا حصاري

- ‌إبراهيم الأطلسي

- ‌إبراهيم الرومي

- ‌إبراهيم السفرجلاني

- ‌إبراهي الدكدكجي

- ‌إبراهيم بن حمزة

- ‌إبراهيم النحشي

- ‌ابراهيم المرادي

- ‌إبراهيم بن سفر

- ‌إبراهيم بن محمد الرومي

- ‌إبراهيم الراعي

- ‌إبراهيم بن مصطفى الحلبي

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌فندق زاده

- ‌إبراهيم صره أميني

- ‌إبراهيم بن أشنق

- ‌إبراهيم الزبال

- ‌إبراهيم بن عاشور

- ‌أبو بكر الجزري

- ‌أبو بكر الموروي

- ‌أبو بكر باشا

- ‌أبو بكر العلبي

- ‌أبو بكر الحلبي

- ‌أبو بكر بن بهرام

- ‌أبو الإسعاد بن أيوب

- ‌أبو بكر القواف

- ‌أبو بكر ابن عراق

- ‌أبو بكر الدسوقي

- ‌أبو بكر بن مصطفى باشا

- ‌أبو بكر ابن قنصه

- ‌أبو بكر الدراقي

- ‌أبو الذهب محمد بيك

- ‌أبو السعود الكواكبي

- ‌أبو السعود بن يحيى المتنبي

- ‌أبو الصفا المفتي

- ‌أبو السعود الخلوتي

- ‌أبو الفتح العجلوني

- ‌أبو المكارم بن حبيب

- ‌أبو المواهب الحنلي

- ‌السيد أبو المواهب العرضي

- ‌أبو يزيد الحنفي

- ‌أبو يزيد الحلبي

- ‌أحمد الرسمي

- ‌أحمد الجبالي

- ‌أحمد الحرستي

- ‌أحمد مغلباي

- ‌أحمد الأركلي

- ‌أحمد البسطامي

- ‌أحمد الكردي

- ‌أحمد الخالدي

- ‌أحمد الكيواني

- ‌أحمد الدمشقي

- ‌أحمد بك دست

- ‌أحمد بن رمضان

- ‌أحمد بن النقطه

- ‌أحمد بن سراج

- ‌أحمد المحاسني

- ‌أحمد بن سوار

- ‌أحمد الوراق

- ‌أحمد العلمي

- ‌أحمد الملوي

- ‌أحمد الدمنهوري

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد بن عبد اللطيف العمري

- ‌السيد أحمد التونسي

- ‌السيد أحمد البيروتي

- ‌أحمد المنيني

- ‌أحمد السعيد المرادي

- ‌أحمد المدني

- ‌أحمد النفرأوي

- ‌أحمد الأسقاطي

- ‌أحمد البكري

- ‌أحمد العكي المعروف ببطحيش

- ‌أحمد شاكر الجكواتي

- ‌أحمد الصيدأوي

- ‌السيد أحمد الفلاقنسي

- ‌أحمد الحلوي

- ‌أحمد بن سويدان

- ‌أحمد المقدسي

- ‌أحمدالزهيري

- ‌أحمد الأدهمي

- ‌أحمد السجان

- ‌أحمد الشراباتي الحلبي

- ‌أحمد النخلي

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌السيد أحمد الصمادي

- ‌أحمد الموقت

- ‌أحمد الكواكبي

- ‌أحمد السابق

- ‌أحمد الخليفي

- ‌أحمد السلامي ابن أغري يبوزي

- ‌أحمد المهمنداري

- ‌أحمد الباقاني

- ‌أحمد البهنسي

- ‌أحمد الكجي

- ‌أحمد النحلأوي

- ‌أحمد البقاعي

- ‌الشيخ أحمد العاني

- ‌الشيخ أحمد الأكرمي

- ‌الشيخ أحمد الأحمدي

- ‌الشيخ أحمد الشاملي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌أحمد الحلبي

- ‌أحمد سكوني

- ‌أحمد التركماني

- ‌أحمد العقربأوي

- ‌أحمد الدومي

- ‌أحمد الجعفري

- ‌أحمد القطان

- ‌السيد إسحق الكيلاني

- ‌السيد إسحق المنير

- ‌إسحق البخشي

- ‌إسحق أفندي منلاجق زاده

- ‌أسعد الإسكداري

- ‌أسعد الحرستي

- ‌أسعد البكري

- ‌السيد أسعد المنير

- ‌أسعد بن عابدين

- ‌أسعد الإيراني

- ‌الشيخ أسعد المجلد

- ‌أسعد أفندي العبادي

- ‌أسعد الطويل

- ‌أسعد المالكي

- ‌الشيخ إسماعيل المنيني

- ‌لشيخ إسماعيل بن الشيخ أيوب

- ‌إسماعيل المحاسني

- ‌القاضي أسعد الوفائي

- ‌إسماعيل الإيجي

- ‌إسماعيل الرومي

- ‌الشيخ إسماعيل الاسكداري

- ‌إسماعيل اليازجي

- ‌الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني

- ‌قدس سره

- ‌الشيخ إسماعيل الحايك

- ‌إسماعيل أفندي القونوي

- ‌الشيخ إسماعيل العجلوني

- ‌إلياس الكردي

- ‌أويس الصيداوي

الفصل: قدس الحي سر قطب سني … صادق الحال أحمد النحلأوي   ‌ ‌أحمد

قدس الحي سر قطب سني

صادق الحال أحمد النحلأوي

‌أحمد البقاعي

أحمد بن ناصر الدين بن علي الحنفي البقاعي ثم الدمشقي نزيل قسطنطينية وأحد الموالي الرومية العالم الأديب الفاضل الخبير كان من فضلاء الزمان الذين انجنبهم سيما بفنون الأدب وفضله مشهور لا يحتاج إلى شاهد ولد بالبقاع بقرية تل ذي النون المشهورة الآن بتل الذنوب وهي بطريق المالكانه في تصرفنا وقدم إلى دمشق وقطن في حجرة داخل مدرسة لسميساطيه بدمشق واشتغل بطلب العلم على جماعة وشيوخة شيوخ الشيخ أحمد المنيني ومهر وظهر له فضل غض ودرس بالجامع الأموي وأنتمى إلى صدور دمشق بني القاري وكان بدر سعد هم اذ ذاك في ابداره وتغالى بمدحهم ومما يحكي من ذلك ان الأديب مصطفى ابن أحمد الترزي كتب إليه هذين البيتين موبخاً له ومتعرضاً بهما لذم بني القاري وهما قوله

ورب عطوف في نهار ضرامه

يذيب دماغ الضب والأسد الضاري

سقاني به ثلجاً كأن جليده

قريض البقاعي في مديح بني القاري

فأجابه بقوله وتعرض إليه لما اشتهر عنه من التشع

ليس القريض يروق حسناً نظمه

ما لم يكن بمديح آل القاري

كيف للئيم الرافضي يعيبني

في مدحهم ويسب من في الغار

ولبعض الأدباء هذين البيتين معرضاً بهما للبقاعي المترجم

سألت خدينا للبقاعي وامقاً

به قلت من أي البلاد أخا الجهل

رفيقك من تل الذنوب فقال لا

ولكنه والله يا سائلي بعلي

وفي ذلك قول مصطفى الترزي المقدم ذكره مخاطباً بهما المولى عمر القاري

أيا عمر القاري ابن مفصحا لنا

عن الغمر شرواك البقاعي أخي الجهل

فاني لم أعرف حقيقة نجره

ومن أي عفر حيث فرع بلا أصل

فقال فاني قد تنأولت أصله

وأروي الذي أرويه عندي عن أهلي

توارثته عن والد بعد والد

وناهيك عما قد توارثت بالفعل

فقلت أمن تل الذنوب فقال لا

ولكنه والله يا سائلي بعلي

وفي ذلك كتب الترزي المذكور للبقاعي المترجم جواباً عن بيتيه بقوله

دع الجاهل المغرور بالجهل انه

يزيد بشتمي ثم ينصب في خفضي

فلو كان أهلاً للهجاء هجوته

ولكنه والله منخرق العرض

زعمت بأني عبت شعرك كونه

يمدح اناس حبهم كان كالفرض

ص: 205

ولكن لما ضمنته من سماجة

وبرد ومن يصغي له عجلاً يقضي

وحاشا أمير الغار من أفك مبطل

كتلك بل حبيه ذخري للعرض

فمت كمدا ليس القريض موافقاً

لطبعك لو تهوى النجوم إلى الأرض

وما عيب ذا الشعر الفصيح بمدحهم

ولكن أيا شالوص شعرك لا يرضى

وشالوص اسم رجل من أتباع امراء ناحية البقاع وكان أصل ذهاب المترجم إلى الروم وتوطنه بها كونه منتسباً اليهم وذلك أن المولى محمد بن إبراهيم العمادي المفتي تغبر خاطره عليه وأوشوا له بعض الناس به فتوافق مع القاضي بدمشق اذ ذاك أن يرتب علي البقاعي دعوة قبيحة توجب تعزيره لأجل أن يعزره وأحضر عدة شهود فلما مثل بين يدي القاضي بالمحكمة أثبتوا عليه ذلك الأمر وشهدوا بصحته الشهود الذين من طرف العمادي وأمر القاضي بتعزيره وضربه وأهين اهانة بليغة واشتهرت بدمشق في ذلك الوقت وطنت حصاتها فبعد ذلك لم يستغم بدمشق وسافر إلى دار الخلافة وأنتظم في سلك مواليها واشتهر والذين شهدوا عليه لم تطل مدتهم وماتوا جميعاً وكان دخل اليها في حين سفر المورة وتوجه مع العسكر عسكر ياثم أنه في ختان أولاد السلطان أحمد عمل تاريخاً للختان ودخل طريق الموالي وأخذ عنه ثمة جماعة من علماء رؤساء الروم فهم شيخ الاسلام الولي محمد أمين حياتي زاده ورئيس الكتاب المولى مصطفى الشهير بالطأوقجي وكان يعتقده آغة دار السعادة بشير أغا وتقلب بالمدارس وأقرا دروساً عامة إلى أن وصل إلى قضاء ديار بكر ولم يتول غيره من المناصب وجمع من الأموال شيأً كثيراً ولم يتزوج وترجمه الشيخ سعيد السمان الدمشقي في كتابه وقال في وصفه هذا ممن ساد بنفسه وشمخ بعرنينه على أبناء جنسه في البقاع العزيز ترعرع وفي دمشق برع وتورع ثم قاد بناصيته العجب حتى ظن أنه يخرق الحجب فدعى من أجل ذا عصيبه وكأنت اراؤه غير مصيبة فانسل إلى الروم واليها سعى واستند إلى العراقة ولها ادعى فصادفته العناية وغض عن تلك الجناية فقابلته بوجه الاقبال وقمصته من الشرف أحسن سربال وكان حصل في أبان عمره من العلم ما حصل فببركته توصل إلى ما توصل الا أنه لم يزل من البيضاء والصفراء صفر اليد والجيب فكأنه ينفق من الغيب شاهدته في الروم وهو من الادعاء في مكانة وأي مكانه ينتسب لبيت أسست أصوله قواعده وأركانه ودعواه أو هي من بيت العنكبوت واهية الأدلة مقطوعة الثبوت إذا تكلم بالتركية ضحك وتحقق سامعه ماهيته وما شكك والثمانون تعز به بعمره وهو

ص: 206

ملتهى عن الحسناء بزيده وعمره غير أن الزمان بعدها له تنفس وتبسم بعد أن قطب وعبس وجعله بعد رتب التدريس من الموالي وجدد ما رث من ثياب حظه البوالي وبالجملة فأدبه بيت القصيد باسط به ذراعيه بالوصيد وله شعر عجيبة أساليبه يعجبني منه قوافيه وتراكيبه أنتهى مقاله وكان امتدح الوزير الكبير علي باشا المعروف بابن الحكيم في صدارته الأولى مؤرخاً فتح مورة بقوله من قصيدة

ما المجد الا بحد السيف والأسل

والعيش الا بعز الخيل والأسل

ان المعالي في هذين من قدم

وليس يدركها من كان ذا كسل

وافت برونقها في كل منقبة

تعزى إلى أسد في القول والعمل

من نال منها أقاصي كل مرتبة

أدنى فضائله كالوابل الهطل

صدر الصدور التي سارت محامده

في المشرقين مسير الشمس والمثل

لا يشغل الفكر الا في اقتناص عدا

ما بين مؤتسر منهم ومنجدل

كأنه والعدى في كل معترك

سيف يقد بهم كالأعين النجل

يختار فكري بأوصاف له تليت

في صفحة لدهر مثل المندل الخضل

فليت شعري أمدح ما أفوه به

في وصف صدر العلي أم رقة الغزل

يستوضح الجيش من لالاء غرته

ان كان في الليل آثار من السبل

يسعى إلى الحرب والأسياف لامعة

والخيل تعثر في الخطية الذبل

فأوضح الملك حتى صار مشكله

من حسن سيرته كالشمس للمقل

لا يختشي العسكر الجرار يوم وغى

ان جر ذيل القنا في حومة الوجل

منها

لا زلت تنصر من وافاك ملتجياً

من كل هول يذيب القلب من وجل

حتى أقمت بأبطال الحروب على

أكناف مورة فانقادت على عجل

وخضت منها بحار الحرب ممتطياً

من نصرة الله خيل العز في الدول

وكان طائرك الميمون من ملك

تروى مفاخره عن أهله الأول

ومنها

قد صار بيتين في كل يؤرخه

من بعد هذا كعقد زان ذا عطل

في كل حرب دهى الاسلام من نوب

قد أيد الله فيها أحمداً بعلي

لا زال بين الورى أعلاء عدلهما

ما دام عزهما في السهل والجبل

وقال مضمناً لمصراعه الأخير

يا رب ظبي كالمدام حديثه

فيسيغه سمعي وعقلي يطرب

ص: 207

قد خلعته شمس النهار بكفه

مرآة حسن لونها يتذهب

والوجه فيها لائح فكأنما

هي دارة البدر فيها يلعب

ومن ذلك تضمين العالم أحمد المنيني

عاينته وكأنه من لطفه

راح تكاد لها اللواحظ تشرب

بالعقل والشطرنج يلعب وهو في

فسطاط حسن للمسرة يجلب

يحكي الزمرد خضرة فكأنما

هي دارة والبدر فيها يلعب

ومن ذلك تضمين الناظم الناثر أبي الحسن محمد بن العتر المصري حيث قال

يا سائلي عن خصده ونطاقه

حيث استدار بكل عضو كوكب

ثبت جنانك ما استطعت فانما

هي دارة والبدر فيها يلعب

وقوله

انظر مناطقه على أعطافه

والبدر فيها بالترافة يحجب

ليست مناطق تستدير وانما

هي دارة والبدر فيها يلعب

وقوله أيضاً وقد نقله إلى العذار

خد بأقلام العذار مغضض

وبأحرف الحسن البديع مذهب

لام العذار به تدار كأنما

هي دارة والبدر فيها يلعب

وضمنه الأديب الشيخ محمد سعيد اللقيمي الدمياطي بقوله

وممنطق بحلي الجمال مجرد

وعذاره الزاهي الطراز المذهب

نشوان يسبح لاهياً في بركة

هي دارة والبدر فيها يلعب

وأصله بيت الأديب الألمعي سعدي بن عبد القادر العمري من قصيدة وهو مضمن لمصراع الصفي بقوله

خفقت مناطق خصره فكأنما

هي دارة والبدر فيها يلعب

ولصاحب الترجمة

هذا الجمال بوجه من في وجهه

قد أدهش الألباب والأبصارا

فكأنه المرآة لو من خلفها

خدشت غداً في وجهها آثارا

ومما وقع له من المسأجلة مع العالم الشيخ أحمد المنيني حيث قال

وروضة قد بكتها أعين السحب

فراح يفتر فيها الزهر عن شتب

فقال المترجم

وبات يعتل في أكنافها سحراً

ريح الشمال وداعي الشوق والطلب

ص: 208

فقال المنيني

وغرد الطير في أعلى أرايكها

والنهر صفق بالأمواه من طرب

وقد كستها يد الانواء طرز حلي

للنبت يختال في أثوابه القشب

فقال هو

وصاغ جدولها للغصن من ورق

خلاخل الحلي والتيجان من ذهب

فقال المنيني

يستوقف الطرف من لالاء بهجتها

نور من النور أو ورد من الحبب

إذا شدا بلبل الأفراح ينعشها

أجابه عند لبب اللهو من كثب

وأن سرى نحوها جيش الصبا سحراً

تدرع النهر واهتزت قنا القضب

فقال هو

فمن ثراها عبير المسك قابلنا

وفي حماها نرى الحصباء كالشهب

فقال المنيني

طبنا بطل نما في حجر دوحتها

مذ شب يبدو لنا في زي محتجب

فقال هو

مع كل مولى كان الله صوره

من زهرة الفضل أو ريحانة الأدب

فقال المنيني

ان لاح أحجل بدر التم في شرف

أوفاه بالقول أزرى بابنة العنب

ولما ارتحل الأديب سعيد السمان إلى الديار الرومية اجتمع به وتردد إلى داره كثيراً وكان كلما حضر عنده يملي عليه من راح آدابه أكواباً ويفتح له من كل ما ترتاح إليه النفس أبواباً وكتب إليه السمان المذكور هذه القصيدة

ظمأى لمنهل ثغرك الوباص

وتشوقي للقاك واستشخاص

مالي وللاحي الملح بلومه

غلب الغرام ولات حين مناص

كيف الخلاص وهل يلذ لمدنف

دامي الفؤاد وليس بالخراص

نسجت عليه يد الهوى ثوب الضنا

حتى اختفى عن أعين الأشخاص

يصغي لترجيع الحمائم في الدجى

فيئن منه كأنه المخماص

ما ساء التبريح في طرق الجوى

الا الملام وقالة النقاص

عذراً له يا ناهجي نهج الهوى

فدموه في الحب غير رخاص

كيف التخلص من يدي رعبوبة

سلبت حجاه بطرفها القناص

رقصت مناطقها وقلبي للقا

كتراقص الأطيار في الأقفاص

ص: 209

وغدت تهز من الدلال معاطفاً

مرحاً كهز الاسمر الرقاص

وسرت فناظر وجهها بدر السما

شتان بين حدائد وخلاص

يا دمية الأهواء رحمة مشفق

لمتيم يا درة الغواص

يرعى الثريا غير أن غرامه

في كثرة والصبر في استنقاص

شوقاً لمراك البديع لكي يرى

ذاك الجمال بمقلة الأخلاص

فتبسمت عن در ثغر اشنب

يزري بحسن الجوهر البصاص

أوما كفاك بأن يزورك طارقاً

طيفي على رغم الرقيب العاصي

من لي بذاك ولم أذق طعم الكرى

والنوم عن جفن المسهد قاصي

من حاز في طرق المعالي رتبة

عزت مداركها عن الفحاص

لولا اشتغالي في امتداح أخي العلا

من آن من اسر الغرام خلاصي

هو أحمد الأوصاف فرد زمانه

ووحيده من قادة وخواص

وحديقة الفضل الجني المجتنى

حأوي الكمال وأشرف الأعياص

قد غاص في بحر البلاغة مخرجاً

درر الهدى بذكائه الوباص

متلفعاً برد المحامد والتقا

متدرعاً منهن أخير دلاص

حيث القوافي تستقل بنظمه

وتفوه فيها السن القصاص

يا ساكناً بحبوحة المجد الذي

أهل الكمال لهم بذاك تواصي

خذها اليك بديعة ألفاظها

عذراء تمشي مشية العراص

وافتك تسأل ما اسم شيء لائح

في الجوبل في الترب والادعاص

يسري فيهدي المدلجين فربما

سلب النفوس يسيره الحصحاص

طوراً تراه مسدداً قوس الردى

بل فاغراً فاها كما المعراص

وتراه طوراً في السرى مستخفياً

وتراه يستره رفيق نشاص

وتراه ممدوداً ونهراً سائحاً

متدفقاً في روضة وعراص

ذو شوكة فيها المنية والأذى

يسقي السموم كما القنا الوقاص

يخشى سطاه ويتقي من بأسه

وهو الجبان الشخت في الأشخاص

فابن معانيه لاقدام على

كسب المعالي والكمال حواص

واسلم ودم ما سار ركب في الدجى

يطوي الحزون على متون فلاص

فأجابه بقوله

وافت على رغم العذول العاصي

هيفاء بين تطأوع وتعاصي

تغدو كروض في نهار ملاحة

وتروح عاترة بذيل عقاص

مصقولة الحذين الا انها

كالسيف يفشي هامة النقاص

ص: 210

ضربت قباب محاسن من دلها

من كل فج يبتغي كصياصي

لم تتخذ لقريب معنى حبها

قلباً سوى الصاد الروي العاصي

لو رام لأستنباط ماء وسامة

من وجهها لحظ رمي برصاص

تختال في الخيلا علا وفصاحة

قد قاد كلاً منهما بنواصي

ذو الفضل من بالشعر صار لبيده

وسعيده في الود والاخلاص

من أو تصفح في الصحائف فكره

ألقت معانيها له بخواص

لولا حقوق الشعر عند فحوله

لجنحت عنه وملت للقصاص

لكن أجبت سعيدهم عن اسم ما

هو عقرب في الجو والاعاص

لا زال من شمس المعارف نورها

يرقى لكوكب فضله الوباص

ما سار عن وادي دمشق عشية

بين الغصون نسيمة كعلاص

وكتب إليه الجاب السامي السيد فتح الله الدفتري الفلاقنسي هذه القصيدة مع النثر الآتي ذكره وهي قوله

الماجد الصرف الودادخدن السيادة والسدادترب المعارف والعوارف

والمساعي والأياديمن شأنه نفع الصديقوقمع أعناق الأعادي

ذو خاطر في كل شأنمعضل وأرى الزنادومآثر غر غدا

برهانها كالشمس باديفخناصر النقاد قدعقدت عليه باعتقاد

لا زال نادي فضلهذات العماد إلى المعادأهدى إليه من تنأي

ما يخطر كل ناديومن السلام أرق حينيروق من دمع الغوادي

وإذا تكرم بالسؤالعن تلقيم على الودادفالحمد لله المفيد

بحمده حمد العبادنعماؤه مع ما نقصركل آن في ازدياد

لكن للأشواق ناراًفي الحشا ذات اتقادوعلام لا اشتاقه

وبه ابتهاجي واعتداديوهو الذي يصفي الودادعلى التداني والبعاد

يغدو على حلل الطريقمن الفضائل والتلادوعلى التصنع والتزين

بالملابس غير غاديفي رونق الصمصام مايغنيك عن حلي النجادي

لا مثل من يضحي وعنوان الهوان عليه باديلا لاصطناع يد ولا

لمنال فضل مستفاديرضى بقهقهة القناني دون حمحمة الجياد

والمجد أمر لا ينالبدون كد واجتهادشرف ابن آدم ان نظرت

بفضله لا بالعتادوقناعة المجهود بالموجود من جنس الجهاد

ص: 211

ماء الوجوه أعز منأن يقتني بعد النفادأيداً يضن به الأبي

وان غدا سلس القيادوبريقه من لا يبالي بازدراء الازدراد

هيهات لا تحسب دم الفرصاد مثل دم الفصادهو من وصفت وما وصفت

بغير بحيث وأنتقادالمتعب الحساد والحساد من أهل الفساد

يغدو الحسود وكيدهكالجمر من تحت الرمادوالعير يقمص جاهداً

ويفوته جري الجواديا ويح أهل الفضل منأهل الجهالة والكياد

ان غبت عنهم امعنوافي السب من غير اقتصادمتجأوزين حدودهم

سلقاً بالسنة حدادهذا وقد ورد الكتابوشاؤ شوقي في امتداد

فاغاث قلباً كان فيالله الترقب دون فاديوجلا العناء بكل معنى

مستجد مستجادصد الهموم وراح مروبالرواء لكل صادي

فكأنه نفس النسيمإذا تضمخ بالجسادفسقى معاهد أنسنا

بلقاكم صوب العهاد

الجناب الذي رفع الله سبحانه ذروته العليا على منكب الجوزاء وخفض جناح اعتزازه بالتواضع للأصدقاء وبرأ ساحته من شوائب المعائب كما أسبل تقلب حيائه على غر المناقب وأترع حياضه من زلال الفضائل في أنه مثل مارين رياضه بزخارف الفواضل فلا مرية عند ذوي الألباب في أنه غنى عن كثرة الألقاب مبنى فسطاط مجده بدون أطناب الأطناب وإذ كان ذاك كذاك فغيم تطأول الكوالي مساحة الافلاك وقد جل عطارد عن المس والادرك الا فجدد الله من عبير التحية والتسليم ما يضاعف طيب الندى الكريم ومن الثناء ما تزداد به الحضرة النضرة فتهتز بهجة ومسرة ولا زال الاقبال يغشاها والاكدار تتحاماها وتنحاشاها هذا وان تعارضت السؤال عن كيفية الحال روابط الصداقة الوثيقة التي هي بالنمو حقيقة فالحمد لله الذي ما من نعمة في الوجود الا وهي من جوده الموجود ومن جلائل نعمته سلامة الاخوان الثقاة التي لا نطيب الا معها الحياة ومنها ورد الكتاب البديع الخطاب وقد كان الفؤاد الواجد لطلوع نجمه الزاهر راصد فلما فضت ختامه المسكي يد التوقير أفضت إلى روضة وغدير ونسيم وعبير فشيد دعائم المحبة لا لنقصان وجدد معالم الذكرى وحاشاه من النسيان ثم حاشى رسائل الجناب بعد الآن من الفترة فان أخبار سلامته ذريعة إلى أقصى المسرة وهي منه مبر ولا سيما إذا تضمنت ما يسنح من الطائر الميمون بحاجة يرتاح بانجازها القلب وتقر العيون والسلام فأجابه عنها بأبيات ونثر لما وصلت إليه وهي قوله

ص: 212

وافت عقود من ودادفي جيد ألفاظ جيادفي كل معنى قد جرى

من لفظه ماء الفوادي

كادت تسيل فصاحة وبلاغة في كل واد

فكأنها الغزلان ينشرطيبها مسك المدادعن فكر منشيها بدت

توري الحقيقة كالزنادلله فيه سريرةبين الحواضر والبوادي

لو أعلنت أجرى بهاالماء الزلال من الجمادولقد علمت بأنه

صب إلى بذل الأياديمن ضئضئي نص الكتاب بأنه خير العباد

فرع شريف أشبه الأصل الأصيل من المهادجاز الكرام إلى ذرى

غايات مجد فيه باديواحتل غارب كل فضللم ينل من عهد عاد

خطم الانوف وذلل الأعناق من أهل الفسادما نام شخص منهم

الا على شوك القتادحيث انثنوا في شب نيران لهم ذات اتقاد

فكأنه من عزهشمس وهم مثل الرمادلم يرمهم بعزائم

لكريهة بل للرشادما زال يقحم كل يومخيل علياء الطراد

حتى أشام سيوفهبطلى الأشد من الأعاديوالله أيد فتحه

بالنصر مع بيض حدادوأناله من كل خيرما يروم من المراد

وأباح عفواً بعضهموالبعض صار إلى انقيادهذا الثقاف يقيم مع

وج الأنام إلى السدادهذا هو المجد المؤثل والطريف مع التلاد

هذا الذي تتلى مدائحه على سمع المعاديصارت بها تحد والحدا

ة كما ترى في الارتيادوغدت بما تحدويهترقى على السبع الشداد

والشعر مثل مطيةلا تنبري الا بحاديهذا وأهديه السلا

م مع الدعاء من الفؤادوأبيحه مدحا مع الود الاكيد المستزاد

لا زال يرقى بالسعو

د وعمره بالامتداد

وصلت العذراء من القصائد وفي جيدها عقد من القلائد وعليها من ملابس البديع حلل وهي مفردات من الجواهر وجمل حاكتها كلماته الغر كشجر طيبة ثمرها الدر فعذبت في المغاز له وطابت عند المنادمة والمسأجلة مع نثر يعير النور إلى الكواكب ويغبر في وجه الصأبي الصاحب وكلاهما من شريف ألمعي وأديب لوذعي وفاؤه سموءلي في هذا الزمان وسخاؤه غيث مريع في كل مكان صدقته كعين الصدق صادقه ومودته مع محببه بكل لسان ناطقه يجريان مجرى الروح في الجسد ويستعيذان من شرحا سدا ذا حسد ويرويان عن وشي خلوص الفتح من فتحهما وعن الرياض الغضة من نضارتهما ما يهزأ بخلوص كل ذي

ص: 213