الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمنعته القدرة الالهية وبقي في القسطنطينية واجتمع بشيخ الاسلام عمة الروم المولى عبد الله الشهير بالايراني وكان إذ ذاك قاضي العساكر فصار عنده مفتشاً ومميزاً وقرأ عليه علماء الروم منهم ولد المذكور شيخ الاسلام المولى محمد أسعد ومنهم كنخد الدولة محمد أمين كاشف المشهور بالمعارف وأحد رؤساء الكتاب ملاحق زاده المولى إسحق قاضي العساكر ولازم من ملاجق زاده المذكور على قاعدة المدرسين الموالي ثم لما صار شيخ الاسلام المولى السيد مرتضى ولد شيخ الاسلام المولى السيد فيض الله الشهيد عرضت عليه مؤلفاته فأعطاه تدريس الدولة وسلك طريق المالي إلى أن وصل إلى موصلة السليمانية فأدركته المنية قبل الأمنية وله حاشية على الدر المختار وشرح جواهر الكلام ونظم السيرة في ثلاثة وستين بيتاً وشرح لغز البهاء العاملي وله رسالة في العروض ورسالة في الوفق ورسالة في المعمى وغير ذلك ودرس في جامع السلطان سليم وفي جامع اياصوفية بمشيخة الحديث وكان مكباً على المطالعة والاقراء ليلاً ونهاراً مع عدم مساعدة سنه وانحطاط مزاجه لاستعمال المكيفات ودائماً دروسه تحضر فيها العلماء وغالب محققي الأزهر تلامذته وأما في بلاد الروم فلا يحصون كثرة توفى رحمه الله تعالى في شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة وألف ودفن بقسطنطينية جوار سيدي خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
إبراهيم بن سعد الدين
إبراهيم بن مصطفى بن سعد الدين بن محمد بن حسين بن حسن بن محمد بن أبي بكر بن علي الأكحل المعروف كأسلافه بابن سعد الدين الجبأوي السعدي الشافعي الدمشقي القبيباتي شيخ طائفة بني سعد الدين وخاتمة السلف الصالحين الشيخ الأوحد الصالح العمدة صاحب الحالات العجيبة كان شهماً معتقداً له ثروة زائدة وملأة واسعة لأن إيراد بني سعد في وقته كان من المجمع على كثرته وهو ينفقه باكرام الوافدين واستقام على سجادة المشيخة مدة والناس يتبركون به ويخرجون إلى زيارته بالزأوية في القبيبات وأعطاه الله جاهاً ومالاً ودنيا كما اشتهى وشاع ذكره إلى يومنا هذا والحكام تهابه والأعيان تحترمه وتخرج لزيارته وكان من أكابر الصوفية له الشهامة الزائدة والنعم الطائلة وقد توسع في آلات الاحتشام حد التوسع وكان على طريقة أسلافه في البذل والادرارات والميل إلى الشهرة وعلى كل حال فقد كان خاتمة الأجواد من آل بيتهم وبعده لم يخلفه أحد وامتدحه
الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي بموشح عمل فيه طريقتهم التي ينشدونها في محل الذكر في أوائل ربع الثاني سنة تسع ومائة وألف امتدحه بقصيدة سنية فأدرت ذكرها هنا وهي قوله
ركائب شوقي والحداة بهم تحدو
…
إلى الحي حيث البان ينفح والرند
وحيث رياض الذكر عابقة الشذا
…
تروح بأهل الذكر وجدا كما تغدو
سقى الله شعب العامرية يا له
…
على البعد من شعب وإن كثر البعد
فإن لقلبي في مغانيه وقفة
…
بها ضج منى البان والعلم الفرد
شجاني وميض البرق من جهة الحمى
…
وما مسعدي سعدى ولا منخدي نجد
فقلت له يا برق رفقاً بمغرم
…
إذا غبت يخفى أو ظهرت له يبدو
وأنت فسلم يا نسيم وحيهم
…
فأخبار أحبأبي بها قدم العهد
ولم أنسهم لكن نسوني وإنما
…
لنار غرامي من هبوب الصبا وقد
وشوقي إليهم كاملاً لم يزل كما
…
لأولاد سعد الدين قد كمل السعد
مشايخ وقت عطر الكون ذكرهم
…
فما العنبر الوردي يعبق ما الورد
وفي كل عصر واحد بعد واحد
…
بهم تنظم الذكرى ويتسق العقد
وقام بإبراهيم بيت مقامهم
…
كما قام شكراً لله بالبيت والحمد
فطافت به الراجون من بركاته
…
مزايا كمال أودع الأب والجد
فتى يهدي أسلافه الغر يهتدي
…
ولا زالت القصاد تنحوه والوفد
له الصدق في الأحوال مثل جدوده
…
قديماً وغير الأسد لا تلد الأسد
هم القوم سر يا ابن الجبأوي بسيرهم
…
وما هو إلا الجذب في الله والوجد
ونفحة قدس ندها من يشمه
…
فقد هام حتى ما له مثلهم ند
وترتعد الأعضاء منه تواجدا
…
بأسرار غيب شاهدانه الشهد
صفت لك أوقات الصفا يا ابن مصطفى
…
ودار بباب الله دار بها السعد
وما كل من سمى باسمك مدحنا
…
له بل بهذا المدح أنت هو القصد
تجلت بذكر الله ذات ستورنا
…
ولا سبب إلا المحبة والود
فقمنا بها طوراً ونقعد تارة
…
على سنن الأشياخ إذ فعلهم رشد
وما القصد إلا الذكر في كل حالة
…
كما جاء في قرآننا ذلك القصد
سلام على السادات من سكنوا جبا
…
بنى القطب سعد الدين من لهم المجد
ونسل بني شيبان سادة معشر
…
بنور هداهم تبرأ الأعين الرمد