المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحمد شاكر الجكواتي - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ١

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الهمزة

- ‌إبراهيم الخلوتي

- ‌إبراهيم الكوراني

- ‌إبراهيم الصالحاني

- ‌أمين الفتوى

- ‌إبراهيم بن سليمان الجينيني

- ‌إبراهيم بن صاري حيدر

- ‌إبراهيم الحافظ

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌البهنسي

- ‌إبراهيم الحكيم

- ‌إبراهيم بن طوقان

- ‌إبراهيم الميداني

- ‌إبراهيم القرا حصاري

- ‌إبراهيم الأطلسي

- ‌إبراهيم الرومي

- ‌إبراهيم السفرجلاني

- ‌إبراهي الدكدكجي

- ‌إبراهيم بن حمزة

- ‌إبراهيم النحشي

- ‌ابراهيم المرادي

- ‌إبراهيم بن سفر

- ‌إبراهيم بن محمد الرومي

- ‌إبراهيم الراعي

- ‌إبراهيم بن مصطفى الحلبي

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌فندق زاده

- ‌إبراهيم صره أميني

- ‌إبراهيم بن أشنق

- ‌إبراهيم الزبال

- ‌إبراهيم بن عاشور

- ‌أبو بكر الجزري

- ‌أبو بكر الموروي

- ‌أبو بكر باشا

- ‌أبو بكر العلبي

- ‌أبو بكر الحلبي

- ‌أبو بكر بن بهرام

- ‌أبو الإسعاد بن أيوب

- ‌أبو بكر القواف

- ‌أبو بكر ابن عراق

- ‌أبو بكر الدسوقي

- ‌أبو بكر بن مصطفى باشا

- ‌أبو بكر ابن قنصه

- ‌أبو بكر الدراقي

- ‌أبو الذهب محمد بيك

- ‌أبو السعود الكواكبي

- ‌أبو السعود بن يحيى المتنبي

- ‌أبو الصفا المفتي

- ‌أبو السعود الخلوتي

- ‌أبو الفتح العجلوني

- ‌أبو المكارم بن حبيب

- ‌أبو المواهب الحنلي

- ‌السيد أبو المواهب العرضي

- ‌أبو يزيد الحنفي

- ‌أبو يزيد الحلبي

- ‌أحمد الرسمي

- ‌أحمد الجبالي

- ‌أحمد الحرستي

- ‌أحمد مغلباي

- ‌أحمد الأركلي

- ‌أحمد البسطامي

- ‌أحمد الكردي

- ‌أحمد الخالدي

- ‌أحمد الكيواني

- ‌أحمد الدمشقي

- ‌أحمد بك دست

- ‌أحمد بن رمضان

- ‌أحمد بن النقطه

- ‌أحمد بن سراج

- ‌أحمد المحاسني

- ‌أحمد بن سوار

- ‌أحمد الوراق

- ‌أحمد العلمي

- ‌أحمد الملوي

- ‌أحمد الدمنهوري

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد بن عبد اللطيف العمري

- ‌السيد أحمد التونسي

- ‌السيد أحمد البيروتي

- ‌أحمد المنيني

- ‌أحمد السعيد المرادي

- ‌أحمد المدني

- ‌أحمد النفرأوي

- ‌أحمد الأسقاطي

- ‌أحمد البكري

- ‌أحمد العكي المعروف ببطحيش

- ‌أحمد شاكر الجكواتي

- ‌أحمد الصيدأوي

- ‌السيد أحمد الفلاقنسي

- ‌أحمد الحلوي

- ‌أحمد بن سويدان

- ‌أحمد المقدسي

- ‌أحمدالزهيري

- ‌أحمد الأدهمي

- ‌أحمد السجان

- ‌أحمد الشراباتي الحلبي

- ‌أحمد النخلي

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌السيد أحمد الصمادي

- ‌أحمد الموقت

- ‌أحمد الكواكبي

- ‌أحمد السابق

- ‌أحمد الخليفي

- ‌أحمد السلامي ابن أغري يبوزي

- ‌أحمد المهمنداري

- ‌أحمد الباقاني

- ‌أحمد البهنسي

- ‌أحمد الكجي

- ‌أحمد النحلأوي

- ‌أحمد البقاعي

- ‌الشيخ أحمد العاني

- ‌الشيخ أحمد الأكرمي

- ‌الشيخ أحمد الأحمدي

- ‌الشيخ أحمد الشاملي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌أحمد الحلبي

- ‌أحمد سكوني

- ‌أحمد التركماني

- ‌أحمد العقربأوي

- ‌أحمد الدومي

- ‌أحمد الجعفري

- ‌أحمد القطان

- ‌السيد إسحق الكيلاني

- ‌السيد إسحق المنير

- ‌إسحق البخشي

- ‌إسحق أفندي منلاجق زاده

- ‌أسعد الإسكداري

- ‌أسعد الحرستي

- ‌أسعد البكري

- ‌السيد أسعد المنير

- ‌أسعد بن عابدين

- ‌أسعد الإيراني

- ‌الشيخ أسعد المجلد

- ‌أسعد أفندي العبادي

- ‌أسعد الطويل

- ‌أسعد المالكي

- ‌الشيخ إسماعيل المنيني

- ‌لشيخ إسماعيل بن الشيخ أيوب

- ‌إسماعيل المحاسني

- ‌القاضي أسعد الوفائي

- ‌إسماعيل الإيجي

- ‌إسماعيل الرومي

- ‌الشيخ إسماعيل الاسكداري

- ‌إسماعيل اليازجي

- ‌الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني

- ‌قدس سره

- ‌الشيخ إسماعيل الحايك

- ‌إسماعيل أفندي القونوي

- ‌الشيخ إسماعيل العجلوني

- ‌إلياس الكردي

- ‌أويس الصيداوي

الفصل: ‌أحمد شاكر الجكواتي

تحمي النزيل وتهمي بالجزيل وبال

صفح الجميل تبذ الستبق العربا

وله غير ذلك من الشعر وكأنت وفاته في سنة سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.

‌أحمد شاكر الجكواتي

أحمد بن عمر بن عثمان المعروف بالشاكر الحموي نزيل دمشق الحنفي الشيخ أبو الصفا فائق الدين الامام العالم الفاضل الصوفي الأديب البارع الشاعر الناظم الناثر أحد الشعراء المشهورين بالصناعة والبلاغة والموصوفين بالنباهة والنباغة ولد في سنة احدى وعشرين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم وقرأ الفنون والعلوم وأكثر من الأدب ومن أول أمره خرج من بلدته ودخل البلاد وطافها وأجتني من بواكر اللذات قطافها ودخل حلب وبغداد والموصل وطرابلس واللاذقية والقدس ومصر ومكة والمدينة وغيرها من السواحل والثغور ودخل غالب امهات البلاد وعلى قوله انه دخل الهند والعجم والروم وتلك البلاد كما أخبرني ولما كان بحلب أعتنى به هلها وجرت بينه وبينهم مودة والمبادي والمراجع الشعرية والمطارحات الأدبية وامتدح أعيانها ورؤساءها وصارت له شهرة وأحبوه ثم ما دخل مصراً الا وامتدح أعيانها وعلماءها واجتمع بهم وسأجلهم وسأجلوه وأحبهم وأحبوه وفي أواخر أمره قطن دمشق وكان دخلها أولاً مع والده واستوطنها بأهله وكأنت داره في الصالحية بالقرب من السليمية وامتدح أعيان دمشق وكبراءها واشتهر فضله وأدبه واعتبره أهلها وفي أيام سياحته وطوافه في البلاد وسبره الأغوار والأنجاد اجتمع بشيوخ العصر من كل واد وأخذ عن كثير من الأجلاء والأفراد لا يحصيهم الحصر والتعداد ومدائحه فيهم كثيرة عدة يحتويها ديوانه الكبير المشتمل على أشعاره وكان ينقل نوادر وأخبار أو حكايات غريبة وقعت له ورآها في أسفاره حدثني بكثير منها وفي أول أمره تعاطي بدمشق نظم الأشعار والأزجال والموشحات والقصائد والأبيات واصطحب مع الكثير من أهلها وتعاني عمل الكيمياء وأتلف أوقاته بها وانغرم معه جماعة كثيرون وصرفوا أموالهم ولم يرجع عن عملها حتى مات وكان ذلك هو السبب الأعظم لفقره ورثاثة أثوابه وضعف بصر وابتلائه بالأمراض ولازمه جماعة كثيرون من دمشق وغيرها وأخذ وأعنه التصوف وبعض الفنون وكان يقري دروساً خاصة في داره آخر أمره وفي أول أمره تقلبت به الأحوال ورمته الأيام بالبوائق والأهوال حتى أفضى به الحال إلى أن صار في بعض بيوت القهوة ينقل الحكايات والوقايع ويبدي

ص: 155

النوادر واللطائف في أقبح المواضع مع فضله وأدبه الذي لا ينكر ثم ترك ذلك ولازم مطالعة كتب السادة الصوفية وكتاب الفتوحات لأبن العربي رضي الله عنه وغالب كتبه وكتب شيخه الاستاذ الشيخ عبد الغني بن إسماعيل الدمشقي الحنفي المعروف كأسلافه بالنابلسي ولزم الأنفراد والعزلة وكثرت عليه الأمراض وصار الناس يزرونه في داره ويجتمعون به هناك حتى مات اجتمعت به كثيراً في مجالس والدي وبعد موت والدي كان يأتي الي ويزورني من الصالحية ويمدحني بقصائده وأبياته ويحدثني بوقائعه وحكاياه ويسمعني أشعاره ويتحفني بنوادره وفوائده وكنت أوده وأحبه وهو ممن أخذ الطريقة النقشبندية عن جدي العارف بهاء الدين محمد مراد البخاري المرادي وأنتفع بفضائله وحفته بركاته وله في الوالد والجد المدائح الحسنة ذكرت أكثرها في كتأبي مطمح الواجد في ذكر أحوال الوالد الماجد وكنت طلبت من صاحب الترجمة ديوان أشعاره وهو في ثلاث مجلدات سماه حانة العشاق وريحانة الأشواق فنالنيه من يده مجلدة بعد أخرى حتى أتممت مطالعته وهو عندي الآن نسخة منه كتبتها عن الأصل الذي نأولنيه المترجم وصححته عليه ولما مات أبيعت كتبه فاشتراه أحد الطلبة وصار يمدح الأعيان والعلماء بقصائده ويدعى معرفة الشعر ويسرق من الديوان وينسب ذلك إليه حتى اشتهر بدمشق ثم بعد سنين مات هو أيضاً فخرج بين كتبه وأبيع واستكتبت عنه النسخة الموجودة عندي وظهر للناس جلية أمره ويشتمل على سبعة أبواب الباب الأول في نظام كلام الحقيقة الباب الثاني في مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم الباب الثالث في مدح الآل والأصحاب والأولياء العارفين الباب الرابع في الغراميات والغزليات والخمريات الباب الخامس في مدائح الأعيان من العلماء والفضلاء وغيرهم الباب السادس في الأحاجي والمعميات والألغاز الباب السابع يشتمل على القوما والمردوف وكان وكان والزجل المشعر والملحون وكل غريب من هذه الفنون هذا ما عدا قصائد وأبيات وأهاجي صدرت على سبيل الارتجال وواقعات حال لم تحرور لم تقيد تنوف عما جمع وبالجملة فقد كان أكثر أهل وقته نظماً واقتداراً وكل نظمه مليح وقد ذكرت هنا من

شعره ما سمعته من لفظه وكتب لي به توفي يوم الأربعاء غرة شهر صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف وصلى عليه بالسليمية ودفن في مقبرة سفح جبل قاسيون ومن شعره المسموع من لفظه والمنقول عن خطه قوله في المديح النبويعره ما سمعته من لفظه وكتب لي به توفي يوم الأربعاء غرة شهر صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف وصلى عليه بالسليمية ودفن في مقبرة سفح جبل قاسيون ومن شعره المسموع من لفظه والمنقول عن خطه قوله في المديح النبوي

أشرف الأنبياء والرسل دارك

ملتجي خائفاً ألم بدارك

جاء يشكو اليك ما يلتقيه

من زمان صعب اللقاء معارك

ص: 156

يدعى الخير وهو في الشر هأو

فاهده للهدى بنور منارك

خطفته الأهوال في ساحة الأه

واء فانجده سيدي باقتدارك

قد تعرى من الفلاح وضلت

نفسه والضلال يعمي المدارك

حاش لله أن تخيب عبداً

عائذاً لائذاً بطول فخارك

كيف يشقي ويقهر الضر قلباً

يجتني يانع الوفا من ثمارك

كيف يهوى إلى الهوان كئيب

يطلب الورد من فيوض شعارك

أو لست الغياث والعروة الوث

قى لمستمسك بحبل مصارك

فيما قد أوليت من رتب المج

د كمالا وماعلا من مطارك

وبمسراك حيث صليت بالرس

ل وأهل السماء في أنتظارك

وبما قد حباك ربك تخصي

ص كمال لم يرض فيه مشارك

وبسر بلغته بعد أن قم

ت تجر الجمال في أطمارك

وبعلم من قاب قوسين أدني

ت إليه قربا لدى جيارك

وبكشف الحجاب لما تدلي

لك وصلى وأنت في أسرارك

لا تكلني أرجو سواك ملاذاً

عند ربي وأنت للقصد تارك

لا تدعني مع غربتي وافتقاري

أرتجي الغير دون غيث أنتصارك

أنت سر الوجود لجة بحر ال

جود والفضل رشح طامي بحارك

ووجود الأكوان والعرش والكر

سي واللوح من سنا أنوارك

صل ربي عليه والآل والصح

ب جميعاً وأنعم وسلم وبارك

وقوله مخمساً قصيدة الفتح النحاس

برق أهاج سحاب الدمع لائحه

والقلب يرعد والاحشا تكافحه

والصب مذبان في الذكرى فوادحه

تذكر السفح فانهلت سوافحه

وليس يخفاك ما تخفي جوائحه

حال المشوق جلي غير منكتم

والوجد يظهره ناراً على علم

فلا تلم أن هما دمعي بمشجم

صدع الهوى يا عذولي غير ملتئم

يدريه بالبان من أشجاه صادحه

سر الغرام بدا في أهله علناً

والعين يبدو بها ما القلب قدكما

وأن تسل ما بهذا الحكم علقنا

هي المنازل أشجانا خلقن لنا

فلا يزيد على المشجون ناصحه

منازل قام فيها لقلب ملتزماً

هوى نجوم بها اللاحي لقد رجما

ص: 157

لا أحمد الدمع لكن عندما سجما

سقى العقيق من الساري الملثبما

شاء العقيق وشاءته صحاصحه

يحبي الحيا ربعها من بعد مجدبه

والزهر تفتر بشراً من جوانبه

ولا عفا الودق أرجاها بصيبه

حتى تخب بأبناء الرجاء به

في سندس لا ترى أينا طلائحه

تروى الأجارع اذ تروى لها خبراً

عن مطلق الدمع من قيد الجفون جرى

هذا وأن حمدت عند الوصول سرى

تؤم من طيبة الفيحاء طيب ثرى

لا تشتكي السقم أجفان تصافحه

هناك تبرأ من ضر ومن علل

وتبلغ الفوز من قصد ومن أمل

يا قلب لا تخش فيها وصمة الوجل

فثم قبر من الأملاك في زجل

وثم عرف من الفردوس نافحه

مقام أمن به للخير فيض منن

ومنزل لنزول الاي فيه سنن

وثم من نال عند الحق كل حسن

وثم أشرف مبعوث وأكرم من

تكفلت بغتا الراجي منائحه

فالحلق من ظلمة الأعدام أظهرهم

بنوره الحق أذفى العلم قدرهم

ورب قوم لقد ألقوا تصورهم

قالوا حمدت السري فأمدحه قلت لهم

تحصى النجوم ولا تحصى مدائحه

لولاه ما كان فرض في الهدى وسنن

ولا لنا لاح من سر العلوم علن

ماذا حصل فيه بالمديح لسن

وما أقول إذا ما جئت أمدح من

جبريل خادمه والذكر مادحه

لكن أهل المعاني في فصاحتهم

تفاضلوا بثناه في رجاحتهم

وأحسنوا حين قالوا قصد راحتهم

مدح الكرام رشاء لأستماحتهم

وليس بعوز بحر عم طافحه

فهو الكريم الذي أنواء راحته

فيض وما البحر الا بعض قطرته

يا مشتكي ضنكه من عسر يسرته

ثق بالنبي وقف قدام حضرته

وسل فمهم ترمه فهو مانحه

من للكئيب الذي منه القوى ضعفت

عن وصف معناه يا من نفسه شرفت

وفكرتي لك وجه العجز قد كشفت

يا أكرم الخلق فاعذر شاعراً وقفت

عن درك أوصافك العليا قرائحه

ص: 158

عبد به قلم الغيب العلي جرى

هشيم أحواله ريح البلاء ذرى

وافا غناك الوفى مع جملة الفقرا

صفر اليدين غريب الدار منكسرا

أتاك والدهر أحنى الظهر فادحه

مآثم النفس قد أودت به عللا

وحاله حال حيث الصبر عنه خلا

تلقاه من عظم ما قد طأول الأملا

يهوى الحياة ولم يسلف له عملا

يسر يوم يسر المرء صالحه

قد ارتضى الذل في دار الهوان ردا

ولم يرم لمقام العز ملتحدا

أضاع أوقاته باللهو ما ارتشدا

يا ويله يوم يأتي للحساب غدا

ان لم يكن بك مولاه يسامحه

اذ كل عبد به حاطت خطيئة

تعاظمت في مقام العذل محنته

ها قد أتاك وقد ساءت بضاعته

عسى بقربك أن تنفي رعونته

وتستحيل إلى الحسنى قبائحه

فيصبح السعد بالبشرى مواصله

قربا وينتج باللقيا مسائله

فا احقك فيه أن تعامله

وما أحثك في حق الجوار له

وكيف يوضح معنى منك واضحه

إذ أنت في حاله أدري بلا ملق

يبديه عند غرام فيه أو حرق

وليس يخفاك ما يخشاه من فرق

وانما طالب الحاجات ذو قلق

كل على من به تقضي مصالحه

أتى فتى فيه من وشك النوى قرح

لكن بحبك منه الصدر منشرح

صب غريب بعيد الدار منجرح

فاستدن من هو في الأعتاب منطرح

غير الأسى ماله خل يطارحه

يا كنز جود لقد فاضت كرامته

للسائلين ولم تسقط غلاقته

أن عم شاكر من فتح سماحته

فالفتح بالباب لا تخفي علاقته

لا سيما باب جود أنت فاتحه

يا رحمة للورى بالنور قد صرمت

ليل الضلال بها أهل الهدى سلمت

بك ابتدت دورة الأرسال واختتمت

عليك أزكى صلاة كلما ختمت

بالمسك عادت بتسليم فوائحه

حاشا، يغلق عن بذل وعن كرم

أو يمتع المرتجى من سائل عرم

فإنني آمن من غلق محترم

وكيف لا يأمن الأغلاق في حرم

ص: 159

لا يحرم الجود غاديه ورائحه

بلطف عرفهما روح الكمال رقى

يعم من مجدك الاكناف والافقا

ولا يزال إلى ناديك متفقاً

ما امتد للصبح باع الشرق فاعتنقا

أو حن نحو لقاء الألف نازحه

أو نسمة الوصل للأحباب قد نسمت

أو بهجة الفجر وجه الليل قد وشمت

والآل والصحب ما روض الدجى ابتسمت

أو أحرف الأمر في أكوانها ارتسمت

ثغوره فاستعارتها مصابحه

وقوله أيضاً

قصر المدح والسنا والثناء

وانثنى القول عنه وهو عياء

عن معالي فرد الصفات وحأوي

مجمع الفضل من له العلياء

أحمد الغيب في الشهادة لا ري

ب بهذا محمد لامراء

قد أفاض الكمال من نوره حي

ث استفاضت نواله الامناء

حيث من نوره بدا العرش والكر

سي واللوح وأنتشت أشياء

وبه الله شق عن ستر غيب

فبدا العيون منه ضياء

واستبان الوجود بعد خفاء

عدم والوجود ثم هباء

ولقد رتبت به رتب العل

م قديماً وهبت الآلاء

منه علمنا ينابع السر والأر

واح حقاً تفجرت والبهاء

فهداه وفضله لجميع ال

انبيا قبل يظهر الانباء

وعلاه عال وما ثم الا

نور مولى رداؤه الكبرياء

فأراد العليم ابراز هذا

النور من غيبه ليبدو الثناء

فتوالت منه الرقائق بالامدا

د يتلو أيضاً لها الانشاء

وتهادت لطائف اللطف فيما

شاء رب الأرباب كيف يشا

حيث كأنت أكوانه بقيام ال

لا أمر حتى صباحها والمساء

ثم دارت أفلاكها وسرت فيها

نجوم ولاحت الانواء

ولقد أعطت الحقائق منها

حسبما يستعد منها الجلاء

لمعاني المولدات من الحيوا

ن حيث النبات فيه النماء

وكذا المعدن الكريم وما في

كل فرد منها أذى أو دواء

كل ذا من ظهور نورك يا من

سره قد سرت به النعماء

حيث قال الرحمن لولاك ما كا

نت نجوم ولا أظلت سماء

ص: 160

ما سمعنا ولا رينا وأنى

يدرك السمع ذاك والاراء

مثل علياك أو فخارك يا من

في المالي له علا وارتقاء

انما الانبياء من قطرات

قطرت ليس في الحديث امتراء

حيث في النور غمست ففاضت

تلك مما أفاضت الأجزاء

كنت نوراً من حفرة الذات بل

فيك توافت جموعها الأسماء

والنبيون كل فرد له مر

تبة اسم بهاله الالقاء

فإذا كنت جامعاً لعلاهم

كيف ترقى رقيك الأنبياء

وقوله يمتدح الوالد

يا سيد العلماء والفضلاء يا

شمس نور الشرع والافتا

يا من إذا رام البلغ مديحه

ألقى يراغ الفهم والأملاء

وصريح مدحي فيك من بعض الكنى

وكنايتي عنه صريح ثنائي

وأرى اعترافي بالوفا عن أوجه

مثل اغترافي بحركم بدلاء

أنت العلي مكانة وسقوط تع

ريف الصفات باسم ذاتك نائي

والجوهر الفرد الغني عن وصفه

أولى لكشف حقيقة الانباء

وجميع ما استغلى القريض بمدحكم

بنوادر الابداع والانشاء

أتريد أن تنبي الحجي عن عينه

والعين حلف مدارك الفصحاء

مولاي شهر الصوم هم على السرى

مستودع الضراء والسراء

من بعد ما قامت بساق حقوقه

سوق الرباح وصفقة الاكداء

ولرب غرثان الحشا حلف الكرى

ما نال منه سوى امتلاء الاحشاء

أو قائم يدعو وليس له سوى

سهر الدجى وتلجلج الاكفاء

منح القبول سعادة الابد التي

تعنو لها الارواح عند بقاء

عار على مرشحاً وملمحاً

لسواك عند ضريعة الحوباء

وحمي المرادي كعبة الآمال لل

فقراء والشعراء والادباء

ان لم يجز لي من نداك جوائز ال

شعرا فاندية إلى لفقراء

وانظر بعين الجبر نحو أخي ضنا

تبدي بها أكسير عين غنائي

فالعيد لا زالت عوائد بركم

فيه أتى بصنائع الكرماء

حسبي برود ثنائكم أزهو بها

ان برها منكم برو دحلاء

لا زلت والنجم السعيد وانه ال

ابجم الذي يسمو على الجوازاء

في نعمة الاقبال والاسعاد تح

ت عناية الرحمن والعلياء

ص: 161