المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السيد أحمد التونسي - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ١

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الهمزة

- ‌إبراهيم الخلوتي

- ‌إبراهيم الكوراني

- ‌إبراهيم الصالحاني

- ‌أمين الفتوى

- ‌إبراهيم بن سليمان الجينيني

- ‌إبراهيم بن صاري حيدر

- ‌إبراهيم الحافظ

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌البهنسي

- ‌إبراهيم الحكيم

- ‌إبراهيم بن طوقان

- ‌إبراهيم الميداني

- ‌إبراهيم القرا حصاري

- ‌إبراهيم الأطلسي

- ‌إبراهيم الرومي

- ‌إبراهيم السفرجلاني

- ‌إبراهي الدكدكجي

- ‌إبراهيم بن حمزة

- ‌إبراهيم النحشي

- ‌ابراهيم المرادي

- ‌إبراهيم بن سفر

- ‌إبراهيم بن محمد الرومي

- ‌إبراهيم الراعي

- ‌إبراهيم بن مصطفى الحلبي

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم بن سعد الدين

- ‌إبراهيم المعروف

- ‌فندق زاده

- ‌إبراهيم صره أميني

- ‌إبراهيم بن أشنق

- ‌إبراهيم الزبال

- ‌إبراهيم بن عاشور

- ‌أبو بكر الجزري

- ‌أبو بكر الموروي

- ‌أبو بكر باشا

- ‌أبو بكر العلبي

- ‌أبو بكر الحلبي

- ‌أبو بكر بن بهرام

- ‌أبو الإسعاد بن أيوب

- ‌أبو بكر القواف

- ‌أبو بكر ابن عراق

- ‌أبو بكر الدسوقي

- ‌أبو بكر بن مصطفى باشا

- ‌أبو بكر ابن قنصه

- ‌أبو بكر الدراقي

- ‌أبو الذهب محمد بيك

- ‌أبو السعود الكواكبي

- ‌أبو السعود بن يحيى المتنبي

- ‌أبو الصفا المفتي

- ‌أبو السعود الخلوتي

- ‌أبو الفتح العجلوني

- ‌أبو المكارم بن حبيب

- ‌أبو المواهب الحنلي

- ‌السيد أبو المواهب العرضي

- ‌أبو يزيد الحنفي

- ‌أبو يزيد الحلبي

- ‌أحمد الرسمي

- ‌أحمد الجبالي

- ‌أحمد الحرستي

- ‌أحمد مغلباي

- ‌أحمد الأركلي

- ‌أحمد البسطامي

- ‌أحمد الكردي

- ‌أحمد الخالدي

- ‌أحمد الكيواني

- ‌أحمد الدمشقي

- ‌أحمد بك دست

- ‌أحمد بن رمضان

- ‌أحمد بن النقطه

- ‌أحمد بن سراج

- ‌أحمد المحاسني

- ‌أحمد بن سوار

- ‌أحمد الوراق

- ‌أحمد العلمي

- ‌أحمد الملوي

- ‌أحمد الدمنهوري

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد بن عبد اللطيف العمري

- ‌السيد أحمد التونسي

- ‌السيد أحمد البيروتي

- ‌أحمد المنيني

- ‌أحمد السعيد المرادي

- ‌أحمد المدني

- ‌أحمد النفرأوي

- ‌أحمد الأسقاطي

- ‌أحمد البكري

- ‌أحمد العكي المعروف ببطحيش

- ‌أحمد شاكر الجكواتي

- ‌أحمد الصيدأوي

- ‌السيد أحمد الفلاقنسي

- ‌أحمد الحلوي

- ‌أحمد بن سويدان

- ‌أحمد المقدسي

- ‌أحمدالزهيري

- ‌أحمد الأدهمي

- ‌أحمد السجان

- ‌أحمد الشراباتي الحلبي

- ‌أحمد النخلي

- ‌أحمد الغزي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌السيد أحمد الصمادي

- ‌أحمد الموقت

- ‌أحمد الكواكبي

- ‌أحمد السابق

- ‌أحمد الخليفي

- ‌أحمد السلامي ابن أغري يبوزي

- ‌أحمد المهمنداري

- ‌أحمد الباقاني

- ‌أحمد البهنسي

- ‌أحمد الكجي

- ‌أحمد النحلأوي

- ‌أحمد البقاعي

- ‌الشيخ أحمد العاني

- ‌الشيخ أحمد الأكرمي

- ‌الشيخ أحمد الأحمدي

- ‌الشيخ أحمد الشاملي

- ‌أحمد الراشدي

- ‌أحمد الحلبي

- ‌أحمد سكوني

- ‌أحمد التركماني

- ‌أحمد العقربأوي

- ‌أحمد الدومي

- ‌أحمد الجعفري

- ‌أحمد القطان

- ‌السيد إسحق الكيلاني

- ‌السيد إسحق المنير

- ‌إسحق البخشي

- ‌إسحق أفندي منلاجق زاده

- ‌أسعد الإسكداري

- ‌أسعد الحرستي

- ‌أسعد البكري

- ‌السيد أسعد المنير

- ‌أسعد بن عابدين

- ‌أسعد الإيراني

- ‌الشيخ أسعد المجلد

- ‌أسعد أفندي العبادي

- ‌أسعد الطويل

- ‌أسعد المالكي

- ‌الشيخ إسماعيل المنيني

- ‌لشيخ إسماعيل بن الشيخ أيوب

- ‌إسماعيل المحاسني

- ‌القاضي أسعد الوفائي

- ‌إسماعيل الإيجي

- ‌إسماعيل الرومي

- ‌الشيخ إسماعيل الاسكداري

- ‌إسماعيل اليازجي

- ‌الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني

- ‌قدس سره

- ‌الشيخ إسماعيل الحايك

- ‌إسماعيل أفندي القونوي

- ‌الشيخ إسماعيل العجلوني

- ‌إلياس الكردي

- ‌أويس الصيداوي

الفصل: ‌السيد أحمد التونسي

وتزوج حفيده محمد بن أبي بكر عبد الهادي المزبور بنت العارف بالله الشيخ عبد القادر ابن سوار شيخ المحيا بدمشق وجاءه أولاد كثيرون منهم أحمد جد المترجم فنشأ طالباً للعلوم وقرأ وحصل وتوفي في أواخر ذي القعدة سنة تسع بعد الألف ودفن في تربة القصارين في جانب قبر عاتكة والله سبحانه أعلم

‌السيد أحمد التونسي

السيد أحمد ابن عبد اللطيف التونسي نزيل دمشق المغربي بن العالم المحقق المتفوق الماهر البارع الفاضل ترجمه الشيخ سعيد ابن السمان في كتابه وقال في وصفه هذا الأديب وان كأنت تونس مسته القوابل فيها الا أن الشام حبته بملء فيها فربض بها ربضة الليث وقال لوطنه منادياً إلى حيث ولاذ ببعض الصدور وجعل لندبه الورود والصدور فأنزله منه منزلة ابن اللبانة من المعتمد وأصبح في لجه المستقبض هو المغترف المستمد فأقبل عليه الدهر بوجه أغر وما أقدمه على هجر ولا به غر وأقطعه من الحظوة نصيباً وأورثه الرعاية فرضاً وتعصيباً فاستكان وتقرب وبعد في مرامه ومارب فتهدلت عليه أغصان الحنو وعطفت عليه الافئدة بالدنو وتابط سفراً وكراسه وأكب على قراءة ودراسه فارتشف من ذلك دون الوشل ولم بالعنا منه حد الفشل وادعى الفضل التام وخاض في ذلك القتام وسولت له نفسه الاماره ما خفرت به الآمال ذمته وذماره وشمخ بعرنين الانفه واستنكف عمن احله كنفه فلم تقبل له خوكه وقال في القفول البركه فند ندو البعير ولم يدرا هو من العيرام من النفير فحل القدس والديار المصرية ورصد من الدهر العطفة الحرية فرق له وحن وسقاه من الأوبة الغمام مرجحن فعاد لما سلف وعانق ذلك العلف فعافته الطباع وقذفته في مهأوي التعريض باليد والباع ومكر به حاله واستدرجه ووضعه من الأعين درجة فدرجه ولم يزل أطواره تتقلب وطويته عليه تتغلب حتى عصفت به مهاب هواء وأكبه على مخطمه عقبى دعواه وقام به الغرام واستأثر ورشقته بما أودى بفواده وأثر وسلم قلبه لمن عذبه واستلذ تهتكه فيه واستعذبه حتى بعدت عليه من التنصل الشقه واستقلت به المضرة والمشقه وانقلب وهو مليم عرضة للتقريع الاليم وما انفك يريه من التجني ما يريه ويطرق سمعه بكل كريه حتى تخطفته أيدي الشتات بعد أن طلق الشام تطليق البتات فما استقر حتى نودي إلى ابن المفر وطواه رمسه كما طوي أمسه وبالجملة فقد كان يستأنس بمذاكرته ويستروح بمحاضرته وله شعر زهري الارج ما عليه في سبكه حرج قد انبت منه

ص: 124

طرفاً وتركت ما يعد سرفاً أنتهى ومن شعره قوله وأرسله إلى الاديب سعيد السمان ملغزاً

أيا بابلي السحر في النثر والنظم

وجامع أشتات الدقائق عن علم

ويا من سما فوق السماكين هامة

ففاق اياساً بالذكاء وبالفهم

ويا من غدا في الشام مذهل بدره

سعيداً فنير الكون مذ لاح في التم

نجمت ففقت الناس علماً وحكمةً

ومن ذا يسأوي انجم الارض بالنجم

ابن لي ما اسم رباعي أحرف

له نشأة أحلى من الضم واللثم

فأوله في الذكر أول سورة

وأمر بلا شك لدى الكسر في الحكم

وربعه ان اخرت يأتيك قلبه

سريعاً كما قد كان في أول الرقم

وأوله أيضاً كذلك مثله

وباقيه يقري الطرد كالعكس في الرسم

توان حذفوا اخراه لاح لناظر

مصحفه فهو الضمير بلا وهم

وان حذفوا ربعيه صدراً وآخراً

هو الحق لا يخفي بعيد عن الوصم

ونصفه ان صحفت فه بجماله

معانيه قد لاحت تروق لذي فهم

على ان هذا الاسم قد شاع ذكره

شبيه سحيق المسك يجلو صدا الغم

عزيز فمن قسم المباح فعده

وصرح بمن تهواه رغماً على الخصم

وجد بجواب يا فريد زمانه

ويا بابلي السحر في النثر والنظم

فأجابه بقوله

الأقل لموفور النهي ثاقب الفهم

فريد السجايا أحمد الوصف والاسم

ومن جلق الفيحاء قرت عيونها

بمقدمه اذ لاح كالبدر في التم

فتى في الورى أخلاقه وحديثه

وآدابه كالروض باكره الوسمي

لقد طاب أصلاً مثل ما طاب مخبراً

وفاق أياساً بالنثار وبالنظم

انثنى منه بنت فكر كأنها

بما ضمنت سكري تشير إلى الضم

تسايلني ما اسم إذا لاح في الورى

شذاه أبى الا التحكم في الجسم

يمد له العافي بنان صبابة

فيرشفه ثفراً حماء من اللثم

رأينا به قبض النفوس وبسطها

فهذا على الاداء يشكل في الحكم

تلظى حشاياه من الحقد للورى

فيظهر فوه ما أكن من الظلم

على أنه لا يرتضى قط منزلاً

سوى القلب لا يخشى بذلك من جرم

ويغدو على الراحات بالرغم قائماً

وناهيك ممن يرتقي العز بالرغم

عجبت وقد أمسى إلى الحق محرماً

اناثاً وذكراناً لدى اللثم والشم

ص: 125

حلال يطوف البيت وهو محرم

فلم يخل من مدح وذم بلا اثم

من النار أمست روحه وحياته

ولم تدر معنى صوته العرب كالعجم

فخذ ما يروق السمع من بنت ليلة

جواباً معانيه توقد كالنجم

ودم سالماً موموق عيش نضيره

براعيك طرف الامن واليمن والسلم

وله من قصيدة أرسلها للشيخ أحمد بن علي المنيني ملغزاً بقوله

لعمرك ما ريح الصبا اذ تنسما

ولا الزهر في الروض الا ريض تبسما

ولا طيب انفاس الربيع وحسنه

ولا ريق محبوب به يذهب الظما

ولا ضم خود كالاراكة قدها

اجادت لمشغوف بها قد تيتما

ولا شرب كاس الراح من كف أغيد

بديع السنا عذب المراشف واللما

بأطيب من عرف زكي شممته

صبيحة وافيت الامام المكرما

له الله من مولى أحاديث مجده

معنعنة تروى وتعدادها نما

سليل التقى شمس المعارف أحمد ال

مزايا وفي أوج السيادة قد سما

غدا شافعي في الحب لي وهو مالكي

وفي مذهب النعمان بحر لقد طما

وأحسن ما قيل في هذا المعنى

ألا ليت شعري من إلى الوصل شافعي

لدى أشعري حرت في وصفه الجلي

فنعمان خديه لقلبي مالك

ولا تعجبوا من ردفه فهو حنبلي

ولبعضهم في المعنى

يا مالكي شافعي ذلي فصل كرما

ولا تكن رافضي وأقصر عن الملل

فجملة الامراني مغرم دنف

شوقي أمامي وصبري عنك معتزلي

وقال الآخر

قلت وقد لج في معاتبتي

وظن ان الملال من قبلي

خدك الاشعري حنفني

وكان من أحمد المذاهب لي

حسنك ما زال شافعي أبداً

يا مالكي كيف صرت معتزلي

عودا إلى قصيدة المترجم فمنها

أتى بحلال السحر هاروت نطقه

وأدهش أرباب العقول وأفحما

وغاص بحور العلم غواص فكره

فأبدى نفيس الدر دراً متيما

ومنها

فيا أحمد الأوصاف يا عالم الورى

وعلامة الدنيا ويا فاضلاً سما

بك اسم خماسي كروض مدبج

يا فنانه ظبي الاراك ترنما

ص: 126

حوى كل لطف واحتوى كل رقة

جرى في كتاب الله لا شك مبهما

وقد حله قدما كثير أعزة

وهام أبو نواس فيه وهيما

وتصحيفه معنى هو الموت للعدا

يلوح لذي فهم إذا ما تفهما

وان زال من أولاه خمساه فاعتبر

مصحف باقي الاسم بخلاقه أنتمى

لنا في نبي جاء بالحق مرسلاً

لقوم هم أهل الجهالة والعمى

وان قلبوا باقيه ماس بعطفه

كغصن النقا اذ مال في روضة الحمى

وان حذفوا اخراه من بعد قلبه

غدا اس بنيان كودك محكما

ونبتا بديع الحسن كالغصن قد زكت

روائحه كالمسك اذ ما تنسما

امط عنه ستر اللبس لا زلت محسناً

ودمت لطلاب الافادة منعما

وله من قصيدة امتدح بها والدي لكونه كان نزيلاً عنده في مدة اقامته بدمشق

هي الأدب النفسي وهي النفائس

بها غصن عمري بالتأدب مانس

ولي غزل فيها الغزالة في الضحى

إلى لطفه يصبو الغزال الموانس

هي البكر بنت الكرم هيفاء ناهد

كعوب لعوب لا ذلول وعانس

من الغرس بيت المجد عنقود كرمها

فيا حبذا ذا الكرم ربا فارس

أدرها لنا قبل الصباح فإنني

رأيت شراب الليل للنفس آنس

ودعني صريعاً بين ندمان حانها

اهيم بها وجداً وجسمي رامس

أدرها بلا مزج ولا تقتلنها

فما بسبطها الا البسيط المجانس

وان شئت فامزجها ولكن بريق من

له من ظبا البيدا عيون نواعس

مليح صبيح الوجه ظبي خباؤه

له من ظبا الغارات حام وحارس

يصيد قلوب الناظرين بلفتة

بها الأسد في الغيل المنيع فرائس

أخالسه في موكب الحسن بغتة

فيرنو بطرف فاتر ويخالس

له غرة كالصبح لا ليل قبلها

ولكن له شعر هو الليل دامس

إذا قيس بالغصن الرطيب يقول من

يقس بقوامي النبث ما ذاك قايس

وان قيس بالبدر المنير يقول لا

فبدر الدجى من نور وجهي قابس

يدير علينا الراح في عسجدية

تطيب بها بين الندامى المجالس

إذا جليت في كأسها عند ذائق

ترى يا نديمي كيف تجلى العرائس

على تاجها اكليل در تناسقت

فرائده منها تضئ الفوانس

وما هي راح الحسن دع عنك ذكرها

فتلك لمن تسطو عليه الوسأوس

مرادى بها خمر المعاني فشربها

ينافس في احرازه من ينافس

ص: 127

مدام غذاء الروح والجسد الذي

ترنحه الآداب وهي النفائس

فقد تسكر الارواح من غير خمرة

فغيبتها ذاك الحضور المماسس

لراح المعاني نشوة أي نشوة

إلى شربها تنحو الكرام الاكايس

فتفعل بالالباب ما تفعل الطلا

إذا كان ساقيها الهمام المجالس

على على القذر من بحر فضله

مديد طويل وافر لا يقايس

وله من قصيدة ممتدحاً بها والدي أيضاً مطلعها

على مقام دونه الأنجم الزهر

هو الراح والريحان والورد والزهر

تجلت له الأسرار من ملكوتها

فحفت به الأنوار ما الشمس ما البدر

إلى أن سرى في سائر الكون سره

فنور أسرار الورى ذلك السر

وحل حلول القطر في القطر كم فتى

رآه أتى كالعبد وهو الفتى الحر

إذا افتخرت بين المدائن جلق

وأبدت به تيهاً وحق لها الفخر

وقد لبست منها غلائل زينة

كما زين الغلمان ما زانه النحر

زان فخرت مصر وقالت لجلق

بي النيل نهر هل يقاس به نهر

تقول نعم بالشام سبعة أنهر

كذا بر بر ليس يعد له بر

واني أنا الفردوس في الأرض جنة

ولي بحر فضل بين أقرانه حبر

نعم ان في كفيه عشر أنامل

مقدسة في كل أنملة بحر

مرادي وروحي بل ملاذي ومنيتي

على على القدر دام له العمر

فتى في الورى تروى أحاديث فضله

معنعنة قد طابق الخبر الخبر

ورتبته فوق المراتب كلها

وما ثم في اثنا طريقته وعر

فما عزه عز وما قاده هوى

ولا عابه تيه ولا شأنه كبر

ولا هو مثل الغيران زاد رتبة

يميله من فرط اعجابه السكر

وما دابه الا اجتلاب خواطر

بكل طريق في ميامنه الشكر

فقوله مسموع وأمره نافذ

يقل ما يشا يسمع لقولته الدهر

تراه كمثل الغيث والليث في الوفا

وفي الدفع عمن في حماه له خدر

فلا نقص الغيث الهتون بقطره

ولا مس ليث الغاب في دفعه ضر

وله غير ذلك من النظم وكأنت وفاته في حدود السبعين ومائة وألف باللاذقية رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.

ص: 128

أحمد بن عبد الله بن بهاء الدين بن محفوظ بن رجب العطار المعروف بابن جدي الدمشقي الشيخ الفاضل الأديب الماهر الناظم كان رقيق الحاشية لطيف المذاكرة حسن الخط وله مشاركة جيدة في كل فن وقد ترجمه المين المحبي في نفحته فقال في وصفه سمح سهل لكل ثناء أهل كانما بينه وبين القلوب نسب أو بينه وبين الحياة سبب بمحاضرة أشهى من ريق المحبوب ومحأولة أصفى من ريق الشؤبوب وعلى الجملة فما هو الا تحفة فادم واطروفة منادم ودعوة صحة لمريض واصطباح عيش في روض أريض وبيني وبينه اخوة أو أخيها مشدودة وأبواب التمويهات عنها مسدودة مازلنا في خلسة للود ونهزه وأريحية للحظ وهزه من حين رضعنا للتالف ذلك الدر وجرينا فيه على حكم عالم الذر والله يصوننا في بقية العمر عن الغير كما صاننا عن الشوائب فيما مضى وغبر فمن أريج عاطره الذي نفح به روض خاطره

وبليلتي ساجي اللحاظ قوامه

غصين على دعص تثنيه الصبا

يهتز لينا حين يخطر مائساً

جذلان من مرح الشبيبة والصبا

بدر تقمص بالملاحة والبها

فغدا إلى كل القلوب محببا

سلت لواحظه علينا مرهفاً

ما كان الا في القلوب مجربا

يخشى على ورد الخدود للافح

فغدا بريحان العذار منقبا

سأومته وصلاً فحدق لحظه

متبرماً نحوي والوى مغضبا

فكان صفحة خده وعذاره

تفاحة رميت لتقتل عقربا

وقوله من قصيدة طويلة مطلعها

عتبي على الدهر عتب ليس يسمعه

اذ بالهوى والنوى قلبي يروعه

بأنوافاً صبحت أشكو بعدما رحلوا

للبين ما بي يد التفريق تجمعه

شكوى يكاد لها صم الصفا جزعا

كما تصدع قلبي منه يصدعه

منها

ومن رسيس الهوى داء يصانعني

طول الزمان إلى ما الحب يصنعه

وانثنى من لظى الأشواق في حرق

إذا وميض الدجى يبدو تلعلعه

لم ألق يوم النوى الأحشا قلقاً

ومدمعاً بأبي الدمع يشفعه

يا صاح أين ليالينا التي سلفت

مرت سراعاً وطيب العيش أسرعه

فاعجب لنار ضلوعي كلما حمدت

أشبها من غروب الجفن أدمعه

وبات يذكي ضرامي صادع غرد

في النير بين بترتام يرجعه

يا ورق مهلاً إذا الترجاع من فرح

بالروض ام فقد ألف عن مرجعه

وله من قصيدة

ص: 129

أفي كل يوم بالنوى نتروع

ومن حادثات الدهر يشجيك موقع

وتشقي برسم قد ترسمه البلى

وتسقى ثراه كل نكباء زعزع

وتندب اطلالاً تعفت رسومها

وتشكو لربع أعجم ليس يسمع

وتصبح هيماً بين قفر تجوسه

وتمسي ولهاناً وأنت مروع

وترمي بطرفيك الهضاب عشية

وفي كل هضب للأحبة مطلع

وقائلة فيما الوقوف وقد خلا

من القوم مصطاف يروق ومربع

فقلت لها أذرى الدموع وهكذا

أخو الشوق من فرط الصبابة يصنع

وما كنت أدري قبل وشك رحيلهم

بأني إذا بانوا عن الجزع أجزع

ولا أن أنفاسي يصدعها الجوى

إذا لاح برق في الدجنة يلمع

فرحت ودمع العين تجري غروبه

على الخد مني والحمائم تسجع

تنوح بشط الواديين ولي حشا

إذا ما انبرى ترنامها تنصدع

فلا كبدي تهدى ولا الشوق مقصر

ولا لوعني تخبو ولا العين تهجع

وقد رحلوا عن أيمن الجزع غدوة

فلم يبق في قرب التزأور مطمع

وقوله

ومطعف الأصداغ تختلس النهى

أبدى التشاغل عن محب واله

يبدي تلفت شادن ويدير لح

ظي جؤذ روا البدر جزء كما له

تمثال شكل الحسن لا بل انما

ذا الحسن مطبوع على تمثاله

وقد كان أنشده الأمين المحبي قوله

ولما أدار الشمس بدر لا نجم

يا فوق الهنا بين الهلالين في الغسق

عجبت له يبدي لنا البدر طالعاً

وما غاب عنا بعد في جيده الشفق

فنظم المترجم هذا المعنى وأنشده اياه بقوله

وساق ميود القد أحور أوطف

إذا لم يمت بالصد يقتل بالحدق

يرينا بافق الكاس شمساً توسطت

هلالين يمحو نورها آية الغسق

ومذ هم يحسوها ترفع جيده

فبان لنا صبح وما غرب الشفق

ومن ذلك قول العالم الشيخ عبد القادر العمري بن عبد الهادي وقد أجاب بهما الأمين

وساق أراثاً من بدائع حسنه

هلالين والشمس المنيرة في الغسق

فهم بها رشفا فقبل مذاقها

أتى الصبح من أطواقه ورأى الشفق

وقوله كذلك

ص: 130

حث شمس الجام بدر ليلة

بهلالين أطلا في نسق

فبدا من طوقه الصبح وما

غاب عنا بعد في فيه الشفق

وكتب له الأمين المحبي يستدعيه إلى روض طلع علينا هذا اليوم في نضارته يكاد صحوه يمطر من عضارته فلقينا زهره ونظمنا نثره في يوم وشي بخسرواني الديباج وغشى بما يربو على أصناف الجواهر في الابتهاج فمن نور مدرهمه بهج وزهر مدثره رهج يضاحك دره مرجانه وتعبق بصائك المسك أردائه وللنسيم فيه اعتلال اشفاق إذا ما رقد المخمور فيه أفاق والروض رطب الثرى رطب المقيل وليس فيه غير ردف الساقي ثقيل ولم نعدم ندامى بألفاظ عذاب كائنها قند مذاب معرفتهم بأغصان القدود وتفاح الخدود لا بالنصول الحداد والقسي الشداد ولديهم من الفكاهة ولطف البداهة ما إذا جلى فما الراح والتفاح وما ريحان الأصداغ إذا فاح وان شاؤا ألحقوها بحكم متلوه وأخبار في صحف الاحسان مجلوه وعندنا لحن يثير الشجن ويبعث من الشوق ما أجن وحبيب قرب من عهد الصقال خده فلم يجف ريحانه ولم يذبل ورده يزل عن خده الدر فلا يعلق ويمش عليه انمل فيزلق وقد تمنينا فلم نجد غيرك امنيه ولا مثل ادابك غضة جنيه وعلمنا انه ما للأنس مع غيبتك بهجه ولا للعيش دون لقائك مهجه فبالله الا ما انحجت الأوطار وفتحت بمذاكرتك عن جونة العطار ولك الثناء الذي يتجمل به الدهر ويتفتق رياه عن الروض فاح فيه أرج الزهر وكأنت وفاة المترجم في يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح رحمه الله تعالى مع اشهاده على نفسه لولده الأديب المجيد الشيخ محمد وللشيخ عبد اللطيف العمري ابن عبد الهادي انه تارك الدنيا مقبل على الاخرى يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله وان ما جاء به رسول الله حق وان الجنة حق والنار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور هكذا أشهد المذكورين على نفسه حين موته ثم أنه ابتدأ في قراءة شهد الله انه لا اله الا هو إلى آخر الآية وسلم وولده المذكور ترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له من شعره وكان هو ينسخه قرأ عليه كثيراً من مؤلفاته وكتبها وأنا لم أظفر بكيفية أحواله حتى اترجمه ولكن من أراد الاطلاع على شيء من شعره فعليه بالذيل المذكور رحمهم الله تعالى.

أحمد البعلي

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى الحلبي الأصل البعلي

ص: 131