الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وازدانت بهم الأيام والليالي ولد بحلب في سنة تسعين وألف وبها نشأ وأخذ العلم عن فحول علمائها أجلهم والده أخذ عنه التفسير والمعقولات وأخذ النحو عن الشيخ سليمان النحوي والشيخ عبد الرحمن العادي والفقه عن الشيخ زين الدين أمين الغنوي والحديث عن الشيخ أحمد الشراباتي وبالواسطة والإجازة أخذ عن الشيخ حسن العجيمي المكي وأجازه الشيخ أحمد النخلي وأخذ سائر الفنون من أجلاء العلماء وتولى الافتاء بحلب بعد والده سنة خمس وعشرين ومائة وألف واستمر مفتياً إلى أن توفي وأقرأ التفسير مدة افتائه بالمدرسة الخسروية المشروطة لمفتي حلب قراءة تحقيق والتزم المحاكمة بين ما ناقش به جده العلامة محمد بن حسن الكواكبي مع العلامة عصا والعلامة سعدى جلبي وبين والده وجده فيما تناقشا به وأف في مبدأ غمره لكن لم يسعه عمره فما نظمه في مبدأ عمره وعنوان شبابه رسالة آداب البحث ورسالة الوضع وكتب على منظومة أداب البحث شرحاً مفيداً وباشر تحرير شرح على نظم الرسالة الوضعية فنعته من ذلك شواغل الفتوى ولازم التدريس وتصدى للافادة وأخذ عنه أفاضل حلب وغيرهم جماعة كثيرون وفاق أهل عصره وكان له شعر رقيق وكان رحمه الله لطيفاً خلوقاً عفيفاً نظيفاً شريفاً شفوقاً عالماً محققاً مدققاً رئيساً محتشماً علامة مفرداً علماً وزهداً وورعاً ذا حلم ووقار وصلاح حائزاً للأوصاف الحميدة وكأنت وفاته في ثاني رجب سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ودفن عند آبائه بالتربة التي بداخل المسجد المعروف الآن بمسجد أبي يجبى وسيأتي ذكر والده أحمد إن شاء الله تعالى في محله وبنو الكواكبي طائفة كبيرة أهل فضل ورياسة ولهم طريقة معروفة اردبيلية تنتهي إلى الاستاذ جدهم الكبير الشيخ صفي الدين والحق اسحق الاردبيلي ولهم سيادة الشرف من جهة المذكور وأما المترجم فكان حائزاً للشرفين فإنه كان شريفاً أيضاً من جهة والدته التي هي الشريفة عفيفة ابنة السيد الحسيب الشريف السيد بهاء الدين النقيب الحلبي المعروف هو وآباؤه ببني الزهرا الذين امتدح جدهم الشريف أبا محمد إبراهيم المنتقل من حران إلى حلب أبو العلا المعري في تاريخه وقصائده وكلهم نقباء في حلب وشرفهم أشهر من كل مشهور والله أعلم
أبو السعود بن يحيى المتنبي
أبو السعود يحيى بن محيي الدين بن محمد بن يحيى بن عبد الحق أخذ
عن إسماعيل اليازجي وقرأ على الشهاب أحمد الغزي الدمشقي وحضر دروسه بالفقه والحديث وأجازه وقرأ أيضاً على الياس بن إبراهيم الكردي في فنون كثيرة وصحبه في بعض الأسفار وقرأ أيضاً طرفاً من الفرائض على عبد القادر التغلبي وأخذ عنه وقرأ على عثمان بن حموده ولازمه وأنتفع به الشهير بالمتنبي العباسي الشافعي الدمشقي أحد العلماء والأفاضل الذين طلبت مواردهم بالأدب ومهروا بالعلوم واقتبسوا من مشكاة المنطوق والمفهوم الأديب المجيد الشاعر الواعظ قرأ على أشياخ وأخذ عنهم كالاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي والشيخ محمد بن عبد الهادي والشيخ عبد القادر العمري واستجاز من الاستاذ الرباني الشيخ إبراهيم الكوراني نزيل المدينة والشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ أبي السعود التاجي القبافبي والشيخ محمد الكامل والشيخ عبد الرحمن المجلد والشيخ السيد سلمان القادري الدمشقي وكان من الأدباء المشاهير وجدت له ديواناً نظمه سماه مدائح الحضرات بلسان الاشارات وقد ترجمه السيد محمد الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له من شعره وقال في وصفه أديب محاسنه سافرة النقب ومعانيه لم تستمع أبدع منها مسامع الحقب فهو سلك السبك متقن الرصف جار في خلائقه على أحسن ما يقال من الوصف جرى في حلبه الشعراء ملء العنان فاعترف له السبق بمزية البيان والبنان فيشف أدبه عن عقد الثريا وتحلى شعره تحلى الروضة الريا وقد اجتمعت به مرات حمدت بها مسرات ومبرات فجعلت حجتي عليه مقصوره واثنيته في فمي غير محصور واستمليته من أشعاره فاخرجها في درج وكأنما اطلع لي منها كواكب مجموعة في برج فكتبت ما راق وطاب وكساه الدهر برداء طرزه فصل خطاب فمنه قوله من قصيدة مطلعها
خذا حيث بدر التم طاف بها صرفا
…
وأبرزها من خدرها تنجلي كشفا
وعوجا بسفح كم سفحت مدامعي
…
خليلي فيه والهوى يوجب الحنفا
فإن به هيفاء ذات محاسن
…
إذا ما بدت عاد الأنام إلى الزلفى
فريدة حسن قد تثنت فأخجلت
…
بكل قوام مائس قد ثنت عطفا
أعارت سناها للبلد ورفا شرقت
…
وأهدت لورد الروض من عرفها عرفا
وقد عمت الاكوان حسناً فما ترى
…
سوى أغيديسيك أو غادة هيفا
ووجه غزال قد غزانا بلحظه
…
وغازلنا بالطرف والمقلة الوطفا
فكل مليح راح يختال في الورى
…
بثوب جمال عن محاسنها شفا
وهي طويلة وقد تخلص فيها بمدحه لشيخه الاستاذ عبد الغني النابلسي منها
وأوردنا عين الحياة وقد غدت
…
شموس الهدى تجلى بمورده الاصفى
وفي جنة العرفان كم سال كوثر
…
لديه فأسدى من مياه الهدى غرفا
ومغرسه النامي بروض علومه
…
قطفنا ثمار الفضل من غصنه قطفا
وقوله من قصيدة مطلعها
نطق عين الوجود وصف ثناكا
…
يا حبيبي والبدر يحكي سناكا
وجهك الحق والأنام مرائي
…
ايما شاهد المحب رآكا
وشموس الجمال عنك تبدت
…
مشرقات على الورى بضياكا
وبروق الحمى بريق ثنايا
…
ثغرك الدر حين يبسم فاكا
يا رعى الله حضرة جمعتنا
…
يا بديع الجمال في مغناكا
حيث شمس المدام يجلو محيا
…
ك سناها والراح من معناكا
ونداماي كل أحور طرف
…
لم يكن عرشه سوى مستواكا
وسلمى عنها اللثام أماطت
…
فمحتنا واثبتتنا هناكا
فشهدنا في ذاتنا ذات حسن
…
ورشفنا من ثغرنا للملكا
وتبدت عروسة الحي تجلى
…
من محياك وانجلت بحلاكا
وهي في غيبها النزيه ولكن
…
شمسها أشرقت بأفق سماكا
فعجبا لوحدة قد تدأنت
…
مذ تجلت وما حوت اشراكا
يا وحيدا في ذاته أنت وتر
…
وكثير بمقتضى اشماكا
عينت ذاتك الذوات لعيني
…
فاجتلينا الوجود في مجلاكا
ولعيني كنت الضيا فلهذا
…
بك قرت وما رآك سواكا
فلذا إن أقل بنك اني
…
أنت قد قلته فإني أناكا
أو أقل أنني سواك فقولي
…
عنك باد لأنني مرآكا
حضرات لها بها صورتني
…
كيف شاءت وقلبتني يداكا
جنة زخرف الشهود رباها
…
فنعمنا فيها بطيب لقاكا
فالمثاني تتلو المثاني إذا ما
…
كنت تصغي بمسمعي لغناكا
وفؤادي يهواك في كل قلب
…
وعيوني في كل عين تراكا
وإذا ما بدا من الحسن مرآ
…
ك لعيني سجدت شكراً هناكا
يا حبيباً أفنى هواه محبي
…
هـ حبذا حبذا الفنا في هواكا
أنت أنت الوجود والكل فان
…
يا حبيبي لك الهنا ببقاكا
مذ تجليت لي بافق سعودي
…
شمت عبد الغني بدر حماكا
شاخصاً للوجود إن شام برقا
…
من سماء الشهود طار لذاكا
وقال مخمساً
إن من في حماه قتلى أباحاكم محبوه اتلفت أرواحاوشذاه لما به الروض فاحا
غرد الطير في الرياض وناحا
…
وشكا العشق والغرام وباحا
وجه حق بدا فلم يبق غيرافاجتلى حسنه ولا تخش ضيراعن ثناه تثنى العوالم خيرا
ونسيم الشمال أهدى سحيرا
…
من شذا المسك عرفه الفياحا
بدر تم فيه المتيم هاماإذ تجلى بجلوسنا الظلاماقد شربنا من راحتيه مداما
واجتلينا على الندى والنداما
…
بكردن في راسها الشيب لاحا
خرمة الذات تلك ذات النعيمفاسقينيها من حادث وقديمهي أم الأفراح برء السقيم
بنت كرم تجلى لكل كريم
…
وسنا نورها كسا الأقداحا
كعبة الحسن كم إليها سعيناوالي قدس ذاها قد سزيناوسنا وجهها يضىء لدينا
كلما أظلم الظلام علينا
…
اقتبسنا من نورها مصباحا
أقبلت تنجلي بسلمى وليلىوأمالت معاطف الغصن ميلاخمرة للعديم تمنح نيلا
أشرقت في الكؤس كالشمس ليلا
…
فحسبنا أن المساء صباحا
وله
ومليح أدار كأس سلاف
…
واحمرار الخدود للكاس كاسي
فأراج الخيال يقطف وردا
…
من رياض الخدود بالاختلاس
فأرانا لآلئا فوق ورد
…
وأسال العقيق حول الآس
وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول الأمير المنجكي رحمه الله
لقد زارني من بعد عام مودعا
…
وطوق الدجى قد صار في راحة الفجر
فأخجلته بالعتب حتى رأيته
…
يزيح الثريا بالهلال عن البدر
وله
لو لم يكن راعها فكر تصورها
…
من واله وثنتها مقلة الأمل
ما قابلت نصف بدر بابن ليلته
…
وألقت الزهو فوق الشمس من حجل
وفي المعنى قول أبي جعفر محمد من شعراء الدمية
قلت هبيني منك تقبيلة
…
يا منية القلب وياقوتها
فأغمضت من عينها موخرا
…
ورصعت بالدر ياقوتها
ومثله قول الأديب الألمعي إبراهيم السفرجلاني الدمشقي وهو