الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله أيضاً
يا شقيق الغزال جيداً وطرفاً
…
أنت باللحظ قاتلي وحياتك
أنني نائل الشهادة حتماً
…
بسيوف الجفون من لحظاتك
ما لقلبي يصلي من الخد ناراً
…
تتلظى في جنتي وجناتك
قد تركت الكماة بين قتيل
…
وصريع لم يصح من سكراتك
وإذا ما تثنيت تخطر تيهاً
…
كان حتف العشاق في خطراتك
كيف يرجو النجاة من رشقته
…
بفتور تلك العيون الفواتك
تستلذ لقلوب منها احوراراً
…
وهو أمضى من السيوف البواتك
من جفك المديد صبري جفاني
…
ونفار المنام من نفراتك
لم يكن لي إلى سواك التفات
…
فتدارك وأو ببعض التفاتك
لم يدع لي جفاك غير ذماء
…
وبه قد سمحت في مرضاتك
أنت في الحل من دمي وبروحي
…
مع أهلي أفدي بديع صفاتك
وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والنثر البديع والعنوان يدل على ما في لصحيفة وكأنت وفاته في يوم السبت تاسع عشر جمادي الثانية سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر أولاده عبد الرحمن وعلي وإسماعيل ان شاء الله تعالى والمنيني نسبة إلى قرية منين من قرى دمشق ولد بها هو ونشأ وأصله من برقائيل بكسر الباء الموحدة وسكون الراء بعدها وقاف ثم ألف ثم ياء مثناة تحتية مكسورة ثم لام قرية من أعمال طرابلس الشام كان والده ولد في برقائيل المذكورة في سنة ثمان وعشرين وألف ثم ارتحل وسنه احدى عشرة سنة إلى دمشق الشام وتوطن بصالحيتها واشتغل بطلب العلم على جماعة منهم العلامة الشيخ محمد البلباني الصالحي والشيخ علي القبردي الصالحي وتفقه على مذهب الامام الشافعي ثم ارتحل إلى قرية منين المذكورة في سنة ست وأربعين وألف وكان مرجعاً لأهل تلك القرية وغيرها بالفرائض وتوفي بالقرية المزبورة في سنة ثمان ومائة وألف ودفن بها والله أعلم.
أحمد السعيد المرادي
أحمد السعيد ابن علي بن محمد بن مراد بن علي بن دأود وينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم المرادي الحسيني الدمشقي الحنفي أبو المجد رشيد الدين أخي المولى الامام الأجل العالم الفاضل العديم المناظر والمناضل الذكي النبيل النبيه
الأديب الألمعي ولد بدمشق سنة خمسين ومائة وألف وقرأ القرآن على الشيخ سليمان بن محمد أبي الدنيا بن جمال الدين المصري المقري وعلى الشهاب أحمد بن عبد اللطيف التونسي المغربي وتلاه وحفظ بعض المتون وقرأ في الفقه والتفسير والنحو وأخذ علم التفسير الشريف والحديث وبقية العلوم من منطوق ومفهوم عن أجلاء منهم الامام علاء الدين علي بن صادق بن محمد الطاغستاني الحنفي تريل دمشق قرأ عليه الكثير والشيخ أحمد أثير الدين بن عبيد الله بن عبد الله العطار الشافعي وأنتفع به وأبو الفتوح البرهان إبراهيم بن عبد الله السويدي البغدادي وجده لأمه الامام الكبير أبو النجاح أحمد بن علي المنيني الحنفي والشيخ الفاضل محمد ابن حسين الحصاري الحنفي وغيرهم وبرع وتفوق وكان له ذكاء تام وحذق زائد وقوة حافظة وسرعة حفظ ومتانة مع حسن الأخلاق ودماثة الطبع ونظافة الملبوس وحسن المطارحة والصحبة وجودة الخط وسرعته وكثرة العقل وحسن التدبير والادراك التام وكان الوالد يحبه كثيراً ويثني عليه ويجله وصرفه بأملاكه وعقاراته كيف شاء وأذن له بتعاطي أموره وادارة دائرته فتعاطى ذلك وباشره طبق رضاء الوالد وكان لا يخرج عن ارادته بأمر من الامور ويكلفه الوالد إلى أشياء لا يطيق حملها أحد وهو يتلقاها بالبشاشة والقبول ومع ذلك واشتغاله بامور والده الجلائل كان لا يشغله عن المذاكرة والمطالعة شيء ولا يفتر عن تعاطي مطارحات الأدب بين أصحابه واخوانه ولما كان الوالد يقري الهداية في السليمانية كان يعيد له الدروس واشتهر فضله وأدبه ونبله واعطاه الله القبول وأحبه الناس وذهب إلى دار السلطنة قسطنطينية مع والده وجده وإلى القدس والخليل وعمر الدار التي هي بالقرب من دارنا جوار الحمام العقيقي وصرف عليها المال الكثير وزينها أنواع النقوش وأحجار الرخام واتقن صنعها ولما مات استوحش منها الوالد وباعها بأبخس ثمن وكان يحبني ويودني ويبذل جهده في مرضاتي رحمه الله تعالى مع أنه هو الاكبر سناً وقد رأو كان ينظم الشعر وينثر الاسجاع في الرسائل التي تصدر عن والدي وشعره قليل منه هذه الأبيات نقلتها من خطه
لقد كنت أهواها ولم أدر ما الهوى
…
وزاد غرامي الآن والعين تدمع
ومذ علمت أني شغفت بحبها
…
جفتني صديقي دلني كيف اصنع
وان شئت أن أسلو هواها بغيرها
…
فلا مقلتي ترقا ولا الاذن تسمع
فقل لي خليلي هل إلى الوصل شافع
…
إلى مالكي أم هل إلى القرب مهيع
قوله هل إلى الوصل إلى اخره مأخوذ من قول بعض المتقدمين
ألا ليت شعري هل إلى الوصل شافع
…
إلى أشعري حرت في وصفه الجلي
فنعمان خديه لقلبي مالك
…
ولا تعجبوا من ردفه فهو حنبلي
وأحسن منه قول الآخر
قلت وقد لج في معاتبتي
…
وظن ان الملال من قبلي
خدك ذا الاشعري حنفني
…
وكان من أحمد المذاهب لي
حسنك مازال شافعي أبداً
…
يا مالكي كيف صرت معتزلي
ولما أراد الوالد الحج سنة ثمانين ومائة وألف كتب للأبواب السلطانية ذلك وطلب الاذن فرسم له بالاذن وأن يكتب على مسائل الفتوى ولده أخي المترجم فعزم على الحج وتعاطى لوازم الطريق ثم ان الأخ في غضون تلك الأيام مرض وازداد به المرض حتى مات صباح يوم الاربعاء رابع شوال من السنة المذكورة ودفن داخل دارنا في مدرسة الجد النقشبندية البرانية في محلة سوق صاروجا واجتمع للصلاة عليه وعلى دفنه جميع علماء وكبراء وامراء دمشق ودفنه الوالد بيده وحزن لفقده كثيراً لكنه لم يبد جزعاً وصبر واحتسب وأقام عمي المولي الأجل حسين المرادي مكانه وحج وأنا معه وحزن الناس لفقد الأخ وكثر عليه يوم موته العويل والبكا وكان من نجباء عصره وأفراد مصر، ورثاه جماعة من الادباء أنشدني من لفظه لنفسه صاحبنا الأديب شرف الدين مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد اللوجي الشافعي الدمشقي هذه القصيدة
اجمر الغضا بين الجوانح مضرم
…
ام الحزن في الاحشاء جاش له الدم
ام الدهر أودت نائبات صروفه
…
فقلب البرايا بالأسى منه مفعم
يؤلمني الفقد المشت فانثنى
…
وأدمع عيني كالغمائم سجم
ويحسب مسرور الفؤاد من انطوى
…
على حرق والقلب منه مقسم
الا في سبيل الله نفس زكية
…
وراضية مرضية وهي ترحم
هو الدرة العلياء قدراً وقيمة
…
وجوهرة الفضل التي لا تقوم
سأعتب هذا الدهر لو كان يرعوي
…
لعتبي أو يصغي لقول ويفهم
لما ذاد هاه بالمنية بغتة
…
وكان التروي واجباً والتلزم
وما هي الا فلتة منه افلتت
…
واحسبه من بعد ذلك يندم
قضى الله أن يقضي لشرخ شبابه
…
فتى وفتى يبقى إلى حين يهرم
وذلك ما لا بد منه وكلنا
…
مطيع لأمر الله حقاً مسلم