المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إعراب المعتل الآخر - شرح التسهيل لابن مالك - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌باب إعراب المعتل الآخر

‌باب إعراب المعتل الآخر

ص: يظهر الإعراب بالحركة والسكون، أو يقدر في حرفه وهو آخر المعرب، فإن كان ألفا قدر فيه غير الجزم، وإن كان واوا أو ياء يشبهانه قدر فيهما الرفع، وفي الياء الجر.

ش: ظهور الإعراب بالحركة كيجيءُ زيدٌ، وإن زيدًا لن يجيءَ إلى عمرٍو. وظهوره بالسكون نحو: لم يفعلْ.

ولما كان الألف صالحًا لكونه آخر اسم وآخر فعل، ولم يكن الكلام في إعراب أحدهما دون الآخر قيل "قدر فيه غير الجزم" أي الرفع والنصب والجر نحو: تعطَى المنى، ولن تلقى أذى من فتى، ولا يقدر فيها جزم بل يظهر بحذفها.

ومشبه الألف من الياءات الخفيفة بعد كسرة، ومن الواوات الخفيفة بعد ضمة، ولا تقع الواو الخفيفة بعد ضمة حرف إعراب في غير الأفعال إلا في الأسماء الستة حال رفعها، فلذلك عزى تقدير الرفع للياء والواو، ولم يعز تقدير الجر من مشبهي الألف إلا للياء.

ص: وينوب حذف الثلاثة عن السكون إلا في الضرورة، فيقدر لأجلها جزمها، ويظهر لأجلها جر الياء ورفعها ورفع الواو، ويقدر لأجلها كثيرا وفي السعة قليلا نصبها، ورفع الحرف الصحيح وجره، وربما قدر جزم الياء في السعة.

ش: الثلاثة التي ينوب حذفها عن السكون هي الألف والياء والواو اللذان يشبهانه، نحو: من يهدِ الله يخشَه ويرجُه، فحذفت للجزم ياء يهدي، وألف يخشى، وواو يرجو، ويكتفى بتقدير طرآن للسكون مسبوقا بحركة في الضرورة كقول الراجز:

ص: 55

إذا العجوز غضبتْ فطَلِّق

ولا تَرضَّاها ولا تَمَلَّقِ

وكقول الشاعر:

ألم يأتيك والأنباء تنمي

بما لاقتْ لَبُونُ بني زياد

وكقول الآخر:

هجوتَ زبّان ثم جئت معتذرا

من هَجْوِ زبانَ لم تهجو ولم تَدَع

ويظهر لأجل الضرورة جر الياء، ورفعها، فظهور جرها كقوله:

فيوما يُوافين الهوى غيرَ ماضي

وطورا ترى منهن غولا تَغَوَّلُ

وكقول أبي طالب:

كذبتم وبيت الله نُبْزِي محمدا

ولم تُخْتَضَب سُمْر العوالي بالدم

وظهور رفع الياء كقول جرير:

ص: 56

وعرقُ الفرزدق شرُّ العُرُوق

خبيثُ الثّرى كابى الأزنُد

وظهور رفع الواو كقول رجل من طيئ:

إذا قلتُ علَّ القلبَ يَسْلُوا قُيِّضَتْ

هواجِسُ لا تَنْفَكُّ تُغْرِيه بالوجد

ويقدر لأجل الضرورة كثيرًا نصب الياء والواو، كقول الراجز:

كأن أيديهنّ في القاعِ القَرِق

أيْدِي جَوارٍ يتعاطَيْنَ الوَرِق

وكقول زهير:

ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجاج فإنّه

يطيعُ العَوالي رُكِّبَتْ كلّ لَهْذَم

وكقول ابنه كعب:

أرجُو وآمُلُ أن تدنُو مؤدَّنُها

وما إخالُ لدينا منك تَنْوِيلُ

ومن ورود ذلك في السعة قراءة جعفر بن محمد رضي الله عنه (من أوْسط ما تطعمون أهاليكم) بسكون الياء، وقراءة غيره (إلاّ أن يعْفُونَ أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) بسكون الواو.

ص: 57

وتقدير رفع الصحيح كقراءة مسلمة بن محارب (وبُعُولتْهُن أحق بردهن) بسكون التاء، وحكى أبو زيد الأنصاري (ورُسلْنا لديهم يكتبون) بسكون اللام.

وحكى أبو عمرو أن لغة بني تميم تسكين المرفوع من يعلمْهم ونحوه.

وتقدير جر الحرف الصحيح كقراءة أبي عمرو (فتوبوا إلى بارئْكم) وقرأ حمزة (ومَكْرَ السيء).

ومثال تقدير جزم الياء في السعة قراءة قنبل (إنه من يتقي ويصبرْ).

ص: 58