الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في أنواع التوحيد
(*)
قال الطحاوي رحمه الله تعالى: (نقول في تَوْحيدِ اللهِ، مُعْتَقِدينَ بِتَوْفيقِ اللهِ: إنَّ اللهَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لهُ)(**) .
الشرح: التوحيد يتضمّنُ ثلائة أنواع:
أحدها: الكلام في الصفات.
والثاني: توحيد الربوبية، وبيان أن الله وحدَه خالق كل شيء.
والثالث: توحيد- الإلهية، وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يُعْبَدَ وحدَه لا شريك له (1) .
أما الأول: (. . . . . .)(2) .
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: هذا الفصل (من ص 265 - 267) موجود في النسخة المصورة (الطبعة الثالثة) ، وحذفه المؤلف من الطبعة الرابعة
(**) انظر: "شرح العقيدة الطحاوية"(ص 78- 98) ، ومقدمة "التدمرية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(1)
يسمى النوع الأول والثاني توحيد المعرفة والإثبات، ويسمى النوع الثالث توحيد الطلب والقصد.
(2)
ذكر هنا رحمه الله توحيد الأسماء والصفات، وهو موجود في شرح الهراس لـ " الواسطية".
وأما الثاني: وهو توحيد الربوبيّة؟ كالِإقرار بأنه خالق كل شيء، وأنه ليس للعالَم صانعان متكافئان في الصفات والأفعال. وهذا التوحيد حق لا ريب فيه، وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم، بل القلوب مفطورة على الِإقرار به أعظم من كونها مفطورة على الِإقرار بغيره من الموجودات؟ كما قالت الرسل فيما حكى اللهُ عنهم:(قَالَتْ رُسُلُهُم أَفِي اللهِ شَك فاطِرِ السماواتِ والأرْضِ)(1) ؟!
وأمَّا الثالث: وهو توحيد الِإلهية، المتضمن توحيد الربوبية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له.
فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، وأنَّ خالق السماوات والأرض واحد؟ كما أخبر تعالى عنهم بقوله:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَن ْخَلَقَ السماواتِ والأرْضَ لَيَقولُنَّ اللهُ)(2) ، (قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيها إِنْ كنْتمْ تَعْلَمونَ. سَيَقولونَ للهِ قلْ أفَلا تَذَكرونَ)(3) . . . ومثل هذا كثير في القرآن.
ولم يكونوا يعتقدون في الأصنام أنها مشاركة لله في خلق العالم، بل كان حالهم فيها كما أخبر عنهم تعالى بقوله:(والذينَ اتَخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَأ لِيُقَرِّبونا إلى اللهِ زُلْفى)(4) ، (ويَعْبُدُون مِن دُونِ اللهِ ما
(1) إبراهيم: 10.
(2)
لقمان: 25.
(3)
المؤمنون: 84 - 85.
(4)
الزمر: 3.
لا يَضرّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ ويَقولونَ هُؤلاءِ شفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قلْ أَتنَبئونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ في السماواتِ ولا في الأرْضِ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمّا يُشْرِكونَ) (1) .
فَعُلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الِإلهية، الذي يتضمن توحيد الربوبية.
(1) يونس: 18.